أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا - عالية بايزيد اسماعيل - العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع المكونات الدينية في العراق















المزيد.....

العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع المكونات الدينية في العراق


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1863 - 2007 / 3 / 23 - 11:32
المحور: الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
    


المتتبع للأوضاع الراهنة على الساحة السياسية العراقية يدرك تماما مدى تفاقم أزمة الهوية الوطنية العراقية على حساب تنامي الولاء الطائفي والمذهبي والديني حيث برزت ظاهرة غريبة لم تألفها أية دولة في العالم ألا وهي ظاهرة ضعف الولاء الوطني مقابل تنامي ولاءات متنوعة تبعا للهوية الاثنية والعشائرية والسياسية , فهذا ليبرالي وذاك ديمقراطي وهذا علماني وغيره من التيار الديني وهذا أصولي وذاك محافظ وهذا من الوسط وذاك معتدل وهذا يساري وذاك يميني , هذا الى جانب تركيبة النسيج الاجتماعي المكون من العربي والكردي وسني وشيعي وكلدواشوري وسرياني وتركماني ويزيدي وصابئي وارمني وشبكي وفيلي , الى جانب تنامي الفكر الديني التكفيري المتشدد الذي أوصل الحال الى ما آل إليه من تمزق وتشتت واحتقان طائفي وأعمال عنف حصدت مئات الآلاف من الضحايا والوقوع في شباك الطائفية حتى أصبح الواقع العراقي واقعا طائفيا فاق كل تصور وتقدير والذي أدى الى ارتكاب العديد من المجازر قلما نجد لها مثيل في التاريخ الحديث في ظل غياب العلمانية في مجتمع يتميز بالتعددية الدينية والطائفية واعتماد الحكومة نظام المحاصصة الطائفية انطلاقا من قاعدة الاستحقاق الانتخابي حتى أصبحت الطائفية متغلغلة في جميع مرافق الحياة وفي المناصب الإدارية والبرلمانية والوزارية خلافا للدستور الذي ساوى بين جميع العراقيين أمام القانون وبالضد من القاعدة الدستورية إن لكل عراقي الحق في تولي الوظائف العامة وان لاميزة لشخص على آخر إلا من حيث الاستحقاق والجدارة والكفاءة فكلنا عراقيون على السواء إلا إن الزعامات السياسية تعمل باستمرار على تغذية الأوضاع الطائفية خدمة لمصالحها وتحرص على عدم الخروج من دائرة العنف التي تشتد يوما بعد يوم واستغلال بعض ساستنا عبر المرجعيات الدينية مشاعر العامة الدينية من حيث يرون الواقع كما يريدون له أن يكون لا كما هو ويتوهمون إنهم مركز الكون بسبب نرجسيتهم الدينية التي تقف عائقا أمام قبول الطرف الآخر , فقد كانت من احد المشاهد الدرامية التي زادت من قتامة الصورة في العراق هي تلك أعمال التخريب والانتهاكات التي حدثت في الشيخان في 15/2 ضد المقدسات والمراكز الدينية والثقافية والممتلكات العامة والخاصة اليزيدية من قبل جماعات أصولية متطرفة مدفوعة بنوازع دينية متعصبة هذا إن لم تكن لإغراض كيدية ضد كل ماهوغير مسلم والتي أعادت الى الأذهان مسلسل الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها أسلافنا خلال العهود الماضية والتي لم تقتصر على اليزيدية فقط , فلا زلنا نتذكر عمليات تفجير الكنائس في بغداد والموصل والاعتداءات على الصابئين وعلى معابدهم في بغداد هذا الى جانب المضايقات والضغوطات التي يلاقيها مئات الآلاف من خطف وقتل وتمييز وتهجير بحجج واهية واستمرار انتهاك حقوقهم الى جانب تفاقم الأعمال الإرهابية التي أسهمت في تردي أوضاعهم رغم المساواة الشكلية التي كفلتها الدساتير العراقية المتعاقبة حتى اضطرت أعداد كبيرة من العراقيين وخاصة من غير المسلمين الى الهجرة وترك موطن أبائهم والبحث عن بلاد تقدم لهم الأمان وتكفل حرياتهم بعد أن شعروا بأنهم أغراب في بلدهم ,وقد تنامت ظاهرة الهجرة منذ سبعينيات القرن الماضي وازداد عدد المهاجرين اليزيديين حتى بلغ أعدادهم ما يقرب النصف مليون لاجئ يزيدي في أنحاء أوربا ليعانوا من اغتراب من نوع آخر بينهم كفاءات وخبرات وطاقات في ميادين الحقول العلمية والأدبية والتكنولوجية والاقتصادية , أما على صعيد الهجرة الداخلية فقد اضطر المئات منهم الى ترك أعمالهم ومصالحهم وممتلكاتهم في بغداد والموصل وباقي المحافظات واللجوء الى القرى والاقضية هربا من الإرهاب في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وتصاعد موجة التطرف والغلو الديني الأصولي المتشدد ضد كل ما هو غير إسلامي حتى بات ينظر إليهم باعتبارهم فئة أدنى بعيدا عن حقوق المواطنة والمساواة وكأن هؤلاء ليسوا عراقيين ولاهم من النسيج العراقي , مع إن مثل هكذا انتهاكات ضدهم هو استخفاف بتاريخ العراق وحضارته والتي يشكل الأقليات الدينية ومنهم اليزيدية جزءا مهما من ذلك التاريخ وكيان عراقي قديم , أما النظر إليهم باعتبارهم فئة أدنى بعيدا عن حقوق المواطنة والمساواة خصوصا في ظل الاحتقان الطائفي والاثني ونظام المحاصصات إنما هو إساءة الى انتمائهم والى هويتهم الوطنية , لذلك لقد كان على أولائك المتطرفين أن يضعوا نصب أعينهم قبل ردودهم الانفعالية تلك أن يتصفحوا التاريخ المشرق للتعايش بين الأديان المسلمة والمسيحية واليزيدية في الشيخان التي لم تهتز وشائج الألفة بينهم في الأزمات والأحداث الماضية و كان عليهم أن يتحلوا بقسط كبير من النزاهة والتجريد والنضج قبل أن ينساقوا وراء انفعالاتهم واستفزازاتهم والقيام بأعمال منافية لدينهم الإسلامي الذي حرم الاعتداء على الغير (ولا تزر وازرة وزر أخرى ) لأننا نعيش الآن في عصر الحضارة و الحريات العامة بعد أن طوينا عصر البربرية .
فالضمانة الوحيدة لعدم تكرار ما حدث هو أن يكون هناك تعايش ديني ومذهبي وقومي والمطلوب الاعتراف بوجودنا ككيان عراقي قديم لأننا لانريد أن نشعر بالغربة في وطننا فنحن عراقيون ولنا الحق في هذا الوطن كما لبقية الأطياف الأخرى , وان يكون الجميع سواسية أمام القانون فالذي يهمنا هو المشروع السياسي لأننا لسنا مشروعا طائفيا , ولن يتحقق هذا إلا بتعديل الدستور وتطبيق نظام العلمانية بديلا عن الدولة الدينية وفصل الدين عن الدولة ومؤسساتها والمطلوب هو دستور علماني يساوي بين المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم لأجل تحقيق هدف المصالحة الوطنية لان ما يهدد مكونات المجتمع ويشعل فتيل الفتنة هو إبراز طرف على حساب طرف آخر وإنكاره وهذه بحد ذاتها مشكلة جوهرية إذا لم يوضع لها حل فإننا لن نخرج من دائرة العنف التي تتصاعد يوما بعد يوم . فالعلمانية في ظل غياب الدولة ومؤسساتها هي الأسلوب الأمثل للقضاء على الطائفية لان العلمانية بمعناها الواسع هي مرادفة لحقوق الإنسان وضامنة للحريات الدينية ومكملة لمفهوم الديمقراطية طالما كانت حيادية تجاه الأديان فإنها ستحقق هدف الوحدة الوطنية خاصة في هذا الظرف الذي يتطلب الإسهام الحقيقي المبني على النزاهة والإخلاص في إرساء قواعد دولة العدل والقانون .



#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم المرأة العالمي .. اثر التيارات الدينية على واقع المرأ ...
- عن اي ديمقراطية يتحدثون
- رئيس تحرير منتدى انا حرة في حوار مع الامين العام لحركة الاصل ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا - عالية بايزيد اسماعيل - العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع المكونات الدينية في العراق