أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - كنت مسلماً ذات يوم!















المزيد.....

كنت مسلماً ذات يوم!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1863 - 2007 / 3 / 23 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العدد 8045 من صحيفة الليبراسيون ليوم الثلاثاء 20/03/2007 كتبت مراسلة الصحيفة من برلين " ناتالي فيرسيو " مقالا يدور حول مجموعة ألمانية جديدة قامت بتأسيس جمعية تحت اسم " ..مسلمين سابقاً في ألمانيا"، وتتزعمها سيدة من أصل إيراني تدعى " مينا أهادي "، وقد نقلت الصحفية على لسان هذه السيدة الأسباب التي دفعت بهذه المجموعة إلى تأسيس جمعية تحت هذا الاسم، مما عرض حياتها للخطر وجعلها تحت حماية البوليس الألماني!..الخطر جاء من الاسلامويين الجدد..وان كنا نتفق أو نختلف مع هذه السيدة وجمعيتها فليس هذا باب طرحنا اليوم، لكن ما أثار اهتمامي وطرح نفسه بحدة هو السؤال:ـــ
لماذا لم نسمع يوما عن تأسيس جمعية باسم " كنت مسيحيا ذات يوم " ــ على سبيل المثال ــ وكي نناقش الموضوع وهو ابن الساعة كما هو ابن المرحلة في عالمنا العربي والإسلامي..وندخل في أعماق الدافع نحو الإعلان عن تأسيس هذا التجمع، والذي تأمل زعيمته إلى توسيعه وانتشاره إلى كل دول الغرب، حيث تحث وتشجع من وُلِدَ مسلما لكنه لا يمارس طقوس وشعائر الإسلام ، والذي يعتبر نفسه علماني الفكر والهوى ، أو ما أطلقت عليه تسمية " اللاديني"، إلى الانضمام لجمعيتهم، وباعتبار أن هذا الأمر حقا شخصيا ومن حقه الجهر والإعلان عنه، فالكثير من المسلمين مولداً " من أم وأب مسلمين "،هم حكماً ــ حسب الشريعة الإسلامية مسلمون!، ولا يحق لهم الاختيار أو التغيير ، بينما لا ينطبق هذا الحال على من يعتنق المسيحية ، أو البوذية، أو المجوسية، أو اليهودية.. الخ، ولا ينعت بالكفر والإلحاد، كما لا يقام عليه الحد " بالرجم "، باعتباره " مــــــــرتــــــــداً ".
ناهيك عن عدم قدرته على الجهر بإلحاده أو عدم إيمانه ، أو حتى عدم ممارسته للشعائر الدينية حسب الأصول الإسلامية، في وطنه المسلم ، حيث تطبق مباديء الشريعة، أو حتى في بلاد عربية أو مسلمة تعتبر حكمها مدنياً...لكنها بالممارسة العملية تراعي بالصورة والشكل والفعل كل ما يريده أصحاب النفوذ الإسلاميين..كما أنها تنتقد السلطات في ألمانيا نفسها ، حين تفتح الأبواب لممثلي الجاليات المسلمة المعتَمدين من قبل هذه السلطات، وتعتبرهم ممثلين للجميع !! بينما هناك فئات عديدة لا تنتمي بالواقع العملي والفكري لأي من هذه الفئات وما تحفل بهم أوساط المسلمين من جمعيات متغايرة الهوى والأهداف، ومتباينة الممارسة والمرجعية ، بل لا تكاد تتفق على فتوى أو مخرج لأبسط المعضلات التي تواجههم في حياة المغترب والبلد المضيف، بل يعيش الجميع في " غيتو " إسلامي الصورة ومناطقي الفكر والعادات، والفئة الوحيدة التي تمكنت من الاندماج في المجتمع الجديد، هي الفئة العلمانية، أو غير الممارسة للشعائر الدينية، وفي أحسن الأحوال الإسلامية المتنورة .
الملفت للنظر في هذه الجمعية، هو قيامها في بلد غربي يضمن لها حرية التعبير والإعلان عن نفسها، سيقول البعض ، أن مثل هذه الجمعيات والقائمين عليها تُستَغل بل تنشأ بمساعدة ودعم غربي!..حتى لو حملت بعض الحقيقة ... لكن لو بحثنا في عمق المسألة لوجدنا أن لمنشئها أسبابا هامة وجوهرية، يمكن تلخيصها بما يلي:ـــ
ــ حياة الفرد في بلادنا العربية والمسلمة ليست ملكه ..وحقوقه الإنسانية غير مصانة فالقوانين القائمة جلها عسكرية الطابع ، استثنائية الممارسة والتطبيق.

ــ أن يكون الفرد مسلماً، هذا يعني أنه خلق لأبوين مسلمين، أو حتى لأب مسلم ، فهو حكماً مسلم بالوراثة، كما يرث لون بشرته وعينيه..ولا يتمتع بحق الاختيار أو التغيير، فما هو الخلاف بين مذهب ديني ومذهب أو مبدأ سياسي؟ ، أليس الدين لله، والوطن للجميع؟.

ـــ يحتكر التطبيق الإسلامي الخاطيء هوية الفرد وانتماءه ويمنع عليه حقه الشخصي والإنساني، مع أ نه يشجع أي فرد من غير الإسلام على التغيير والتبديل، وذلك من خلال اعتبار هوية الإسلام تفـــــوقيـــــة على الديانات الأخرى.

ـــ حياة الزيف والخوف من الآخر ، وعدم الجهر بقناعاته وممارستها بصدق وشفافية، دون أن يضطره الخوف من القوانين أو من المجتمع الإسلامي بالذات إلى حمل أكثر من وجه في حياته اليومية، فيعيش مكبوتاً ومضغوطاً يعيش في الخفاء والعتمة كالوطاويط أكثر منه في النور والهواء الطلق، مما يضعف إنتاجه الاجتماعي ويصيبه بالإحباط والاضطراب النفسي.

ـــ فشل سياسة الأسلمة بالقوة والإرغام ، أي بحد السيف والإكراه ، لا بالإقناع والحوار وبحرية في استقطاب أبناء الإسلام ذاته، مما يدفع الكثيرين إلى الإعلان والإشهار عن رفضهم في أول فرصة تسنح لهم للتعبير عن حقهم في الاختيار. وبالطبع يظهر مثل هذه المؤسسات والجمعيات في العالم الأوربي لأن مساحة الحرية للفرد أكثر اتساعا ، وهذا ما يدفع غالبا للتطرف سواء منه التطرف بالأسلمة وما برز عنها حتى اليوم من إرهاب وترهيب، أو التطرف المعاكس في التنكر للإسلام ومحاولة الانسلاخ لدى البعض نتيجة ردود فعل على ممارسة الاحتكار والتكفير ، وممارسة القتل باسم الإسلام .

ـــ فشل الحكومات العربية والمسلمة في الفصل بين الدين والدولة، حيث تمارس الأنظمة السياسية القائمة التأرجح بين ما هو مدني وما هو ديني، مما يجعل الديني يطغى على الحياة العامة على حساب القوانين المدنية ، التي يمكنها أن تساوي بين مختلف شرائح أبناء الوطن، فتضيع الصورة ويتمزق الفرد وتستباح حريته الشخصية والإنسانية، خاصة وأن شعوب الشرق عبارة عن موزاييك من طوائف وإثنيات ، ولا يجوز فيها الحكم باسم الأكثرية المسلمة وفرض قوانينها على الفئات الأقل عددا، لأنها حكما ستُحرم من المساواة ، فلا مساواة عادلة دون تمييز إلا بأحكام مدنية تفصل بين الدين والدولة...وتجعل من الانتماء للوطن هوية حقيقية ، والهوية الدينية ليست سوى صورة من صور الإيمان الفردي ، يحق له أن يؤمن، كما يحق له أن يكفر...يحق له أن يكون بوذيا كما يحق له أن يكون مسيحيا أو مسلما..أو ملحداً . فكيف إذن يتجاور البوذي والمسلم والمسيحي ، الإفريقي مع الآسيوي و العربي مع الفرنسي؟ ...نعم هذه صورة من صور البناية التي أعيش فيها.
وكي أحمل لكم شهادتي بصدق ويقين ولتتوضح لكم الصورة أكثر، سأكتفي بمثال حي وقفت عليه وعشت بين جنبات جدرانه أياما:

كان هذا في إسبانيا منذ أعوام قليلة، كنت فيها بصحبة أصدقاء وأقارب، زرت بيت أحدهم ويقيم في البلاد منذ عقدين تقريبا..تزوج من فتاة اسبانية الأصول وحيدة لعائلة كاثوليكية رائعة...أدخلها الدين الإسلامي ..ولحبها وتعلقها به ..فعلت من اجله الكثير..ارتدت الحجاب الإسلامي، ومارست كل الشعائر والطقوس من صيام وصلاة ، أحسست بألم والدتها وبأحشائي تتمزق معها ، حين مدت ابنتها سجادة الصلاة لتصلي أمام والديها!..حمل هذا الفتى المسلم ..الجنسية الاسبانية، وكانت الزوجة وأهلها خير معين بما قدموه له من حياة رغدة وميسورة..تخرج من دراسته وتقدم في عمله بخطوات واسعة ..وبعد أن أصبح وضعه المادي في القمة ..طلق الفتاة الإسبانية ، وذهب للوطن فأحضر معه عروسا تَعَرف عليها وتزوجها خلال فترة شهرواحد فقط! .. وأحضرها لتعيش معه في بلد لا ينتمي إليه لكنه دخله من أجمل الأبواب " باب الحب "..أيعرف هذا النوع معنى الحب؟ اتخذ منه ومن الإسلام مطية ..باسم الإسلام والإيمان جعلها تترك معتنقها، وباسم الإسلام يحق له الزواج بأخرى ..ولأن القانون الإسباني لا يسمح له الجمع بين اثنتين، ولأنه بالسليقة انتهازيا ووصوليا...طلقها!!..
أسأل ضمائركم الحية، ألا يحق لهذه الفتاة الإسبانية أن ترتد عن الإسلام؟
ألا يحق لها أن تحقد على الإسلام والمسلمين ؟



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمرات، انتخابات = مساومات، رهانات، إحباط، ثم فشل!
- الطاعون العراقي!
- نعوة بوفاة الفنان التشكيلي السوري - صخر فرزات-
- حجاب المرأة العربية والمسلمة..هو حجاب سياسي
- يا أنور البني...سوريتك مشكوك بأمرها!!!
- إساءة لسمعة البلاد!
- كل الشكر والامتنان لكم من:
- حوار مع أبي رشا قبل الرحيل
- لماذا لا يوجد بين مشايخنا من يشبه ال(Abbé Pièrre
- قصة زواج الفساد ابن بطة من السيدة سلطة
- مقامرة بوش الجديدة في العراق
- أخبار طازجة من إعداد وبرمجة المطبخ العربي الحديث!
- عدالة نموذجية!
- خطورة الدور الإيراني في المنطقة على اوضاع العربية
- نحن والتغيير
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - كنت مسلماً ذات يوم!