أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - النخب السياسيه العراقيه ...من كان منكم بلا خطيئه فليرمنا بحجر















المزيد.....

النخب السياسيه العراقيه ...من كان منكم بلا خطيئه فليرمنا بحجر


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1862 - 2007 / 3 / 22 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان العراق سشهد تغييرات دراماتيكيه وحراكا سياسيا مشوشا يعمق من الأزمه ولايحلها بل قد يزيدها تأزما فالسيناريو الأمريكي الجديد يصب في المصلحه ألأميركيه اولا ويحقق الطموحات الشخصيه لبعض السياسين الذين اختزلوا المصلحه الوطنيه بمصلحتهم الشخصيه باحثين عن مجد زائف فيما تتراجع المصلحه الوطنيه رغم ان الجميع يرفع شعارها.. قد أبدو متشائما إلا ان طبيعة التحركات والقائمين عليها توصلنا الى هذا الأستنتاج لأنهم جميعا ساهموا بدرجة ما في إيصال الوضع الى ماهو عليه وما يفعلونه الأن لايتعدى تغيير الرداء او القبعه إرضاءً لللاعب الدولي والأقليمي والعربي المتبني لفكرة الخطر الأيراني ولمشروع تحويل وجهة الصراع من الغرب الى الشرق حيث يقود القطار سائقا امريكيا بارعا يستطيع دائما العثور على ركاب في قطاره أينما إتجه.

يعود السيد( اياد علاوي) لتصدر المشروع الجديد مُظهراً نفسه ملاكاً مرتديا قبعة المقاومه ورداء البعثيين (المظلومين) و( السنه المهمشين) مكتشفا دواء جديد اسمه المشروع الوطني العراقي وكأنه لم يكن حاكما ولم تصدر في وقته قرارات حل الجيش واجتثاث البعث التي ينتقدها الآن ، أو لم تضرب الفلوجه في وقته عندما كانت فيها مقاومه حقيقيه ولم تكن قد تحولت الى ارهاب ، الطريف ان( علاوي) يدعو لتبني خطه امريكيه بعيدا عن ألأميركان ويقول في قناة الشرقيه ( 20 آذار ) – لهم خطتهم ولنا خطتنا – دون ان يقول لنا كيف ستنفذ خطتين في وقت واحد وفي نفس المكان مستمرا في ممارسة خطئه القاتل في ارضاء الضحيه والجلاد ، الغريب ان( علاوي) يستخدم نفس الأدوات البعثيه التي كنا نعتقد انه تجاوزها ومنها اعتقاده بضعف الذاكره الوطنيه ، فالعراقيون يتذكرون جيدا انه العراب الرئيسي لأحتلال العراق بل انه كان يتفاخر بذلك قبل اقل من سنه ، ويتذكر العراقيون ان موكبه كان بحماية الطائرات الأميركيه ، وفي عهده كان المستشارون الأميركان يسرحون ويمرحون في الوزارات بل كانوا هم الوزراء الفعليين فما الذي حدث ليقدم نفسه رافضا للأحتلال ؟ هل يقدم نفسه الآن باعتباره الفارس الذي سيحمي البوابه الشرقيه ؟ وهل هي صدفه ان يتجول في نفس الدول التي ساندت( صدام) في حربه مع ايران ام ان المُخرج واحد في كلا الحالتين ؟ إن( علاوي) لايفرق عن أي سياسي عراقي آخر لايهتم إلا بالمنصب الذي ( يبيع من اجله الدنيا وما فيها) ، إذ لايحق لمن كان في السلطه ان يتحدث عن مشروع لم يطبقه في فترة حكمه.

وفي نفس الوم وبشكل مفاجئ نزل للساحه السيد( مسعود البرزاني) وانتقل بشكل مريب بين السعوديه والأردن منتقدا ألأحزاب العراقيه والدينيه التي اوصلت العراق لما هو عليه( 20 آذار ) ، وكأن الكرد ليس لهم احزابا او انهم ابرياء مما يحدث من انقسام سياسي اهم اسبابه الفيدراليه التي لايتنازل عنها الكرد وقضية كركوك القنبله الموقوته التي قد تنفجر في أي لحظه بل ان الخلاف حول الدستور يعتبر خلافا جوهريا بين القوى السياسيه بسبب الفيدراليه ، ولاأعرف كيف سيخرج السيد ( البرزاني ) من الفخ السعودي – الأردني إذ لايُعقل ان الملكين قد وعداه بمساندة الكرد في إقامة الدوله الكرديه الهدف الأول والأخير للسيد( البرزاني) مقابل انضمامه للحلف ( الأنتي- شيعي ) والذي سيبدأ بأسقاط الحكم الشيعي في العراق يعقبه الحكم الأيراني ، خاصة وان الدوله الكرديه خطا أحمرا له ولهما ولكنهم يقفون على جانبي الخط ، فهل سيوقع( البرزاني) الكرد في خطأ تاريخي جديد بعد ان استطاع بجداره ان يخسر التأييد العراقي للقضيه الكرديه والتي مات من اجلها الكثير من العراقيين وذلك باعتباره الفيدراليه وحقوق الكرد قضيه كرديه وليست عراقيه...

اما اغرب اللاعبين الجدد في المشروع الجديد فهم قادة الأحزاب السنيه الذين استهلكوا كل مافي جعبتهم من اساليب تميزت بالكذب والنفاق والتزوير مستنسخين الخطاب الصدامي بكل تفاصيله لأن اغلبهم كان من رجال الخط الثاني في فيلق اعلام الطاغيه ،الفرق انهم ظهروا بمظهر كاريكاتوري يثير الضحك والأشمئزاز بتغييرهم قبعاتهم خمسين مره في الثانيه كما في افلام الكارتون حيث يبدون متحركين وهم لايفعلون غير القفز في نفس المكان ، فبالرغم من استقبالهم للأميركان في محافظاتهم التي لم تطلق طلقه واحده ضد الأحتلال بل واتفقاهم مع المحتل ( كما اشار لذلك خلف العليان ) وتنازعهم على الأولويه في الدخول مع المحتل ( مشعان الجبوري ) انقلبوا ليصبحوا مقاومين لأن المحتل لم يطبق معادلة الحكم التي اعتادوا عليها فجعلوا من محافظاتهم اوكارا للأرهاب يصدروه للمحافظات الأخرى وخصوصا الشيعيه واسهمو بشراسه في تدمير العراق ورفعوا شعار معاداة الأحتلال ورفضوا الأنتخابات ومنعوا ابنائهم من الألتحاق بالجيش والشرطه ، إلا انهم انقلبوا وبشكل مفاجئ فغيروا خطابهم وشاركوا في الأنتخابات في ظل ألأحتلال ودعوا الى قبول السنه في الجيش والشرطه بل انهم واستغفالا للعراقيين سموا انفسهم بالمهمشين وهم الذين همشوا انفسهم ، حتى ان ( خلف العليان ) اعلن على شاشة التلفزيون بانهم لايقبلون المداهمات إلا بحضور ألأميركان مما اثار قهقة الطالباني ، وفي الوقت الذي يتجول فيه القاده السنه على الدول العربيه مستجدين المعونات دون ان يعوا انهم من بلد اعظم بكثير من الدويلات التي يستجدونها والتي مهما فعلت لهم تبقى تنظر لهم باحتقار ، ومع انهم يدعون تركيا للتدخل في العراق مع رفضهم للتدخل الأيراني ، إلا انهم في الوقت نفسه يطالبون بمشروع وطني عراقي رغم ان جميع ألأحزاب المنتميه لجبهة التوافق هي احزاب سنيه وانا على يقين انها لاتقبل انتماء الشيعه لها...

وفي مقابل هذه التحركات لتكوين الجبهه الجديده يبدو الطرف الأخر ( ألأحزاب الشيعيه ) مصدوما مذهولا لايعرف كيف سيتصرف بعد ان خذل قادة هذه الأحزاب الشعب العراقي بل والشيعه انفسهم بعدم تمكنهم من التصرف كرجال دوله وعلى كل المستويات ابتداء من إختزالهم المظلوميه العراقيه الى المظلوميه الشيعيه التي صبغت الصراع الذي كان سائدا كحرب ضد الشيعه مما اوحى انّ منْ ظلم الشيعه لابد ان يكون من الطرف ألأخر أي السنه حتى لولم يكونوا يقصدوا ذلك، وعمق هذا الشعور لدى الأخرين المبالغه في اقامة الشعائر على مدار العام مما اصبغ الحكومه الصبغه الشيعيه ، وساهمت ممارسات بعض الأحزاب الشيعيه في فرض اجندتها الأسلاميه في زيادة نفور العراقيين من هذه الممارسات إضافة للصراعات المتكرره بين ألأحزاب الشيعيه في المحافظات الجنوبيه والوسطى والسرقات للمال العام ومنح الأمتيازات والمناصب اعتمادا على الولاء الحزبي وليس الوطني ولاحتى الطائفي بحيث اصبح بائع الطحين الجوال وزيرا والنائب ضابط ملحقا عسكريا والعريف عقيدا وغيرها الكثير واخطرها ارتباطهم بأيران كما لو انهم معارضه وليسوا حكاما لدولة مستقله ، وزاد الطين بله ماحدث من قتل طائفي بحق السنه بعد احداث تفجيرات سامراء في شباط 2006 مما زاد من تدهور الوضع خاصة وان المواطن لايختزن في ذاكرته إلا الصوره الأخيره وقد ينسى ان الشيعه هم اول ضحايا القتل الطائفي منذ عام 2004 على أيدي التكفيرين ولم يقابل الشيعه ذلك بعمل مماثل إلا إنهم في النهايه تحملوا نفس إثم البادئ، ان الخطأ الشيعي يماثل الخطأ الكردي في استعجالهم الحصول على ماحرموا منه عقودا طويله محاولين حرق المراحل متناسين العامل الأقليمي والدولي فاقدين الحكمة والصبر الذي يجب ان يتمتع به رجل الدوله .

وفيما بين الجانبين تقف ألأحزاب الوطنيه موقف المتفرج بانكفائهم الذاتي تاركين الساحه للأحزاب الدينيه خائفين من هيمنتها ، نائين انفسهم عن نقدها خوفا من تهمة الكفر ، فاقدين الجرأه في التفكير والعمل ، متنقلين من تحالف سيء لأخر اسوأ ، ممارسين لهوايتهم الدائمه في النزاعات الداخليه والأنشقاقات وجمودهم العقائدي لدرجه لم يعد العراقيين يشعرون بوجودهم لأنهم في نظر الناس جزء من سلطة الأحتلال والحكومه وهم لا هذا ولا ذاك متحججين بالظروف الموضوعيه والعوامل الذاتيه بانتظار من يجمعهما لهم سوية او يجتمعا لوحدهما بالرغم ان الفرصه سانحه لهم لقيادة مشروع وطني حقيقي حيث لم يمارسوا اعمال القتل والنهب كما فعل البقيه خاصة وان العراقيين يبحثون عمن ينقذهم مما هم فيه ..

ان كل القوى الموجوده على الساحه السياسيه تتحمل بدرجة واخرى ماحصل ويحصل في العراق وان من يرفع شعار المشروع الوطني حاليا غير مؤهل لذلك إلا اذا طلب العفو من العراقيين على خطئه ..فالأعتراف بالخطأ الدرجه ألأولى في سلم الصعود للمشروع الوطني المتمثل ببناء عراق مستقل ديمقراطي .



#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزييف الوعي .....حسن العلوي نموذجا
- مدرسة عبوسي المسائيه...... التي اصبح اسمها مجلس النواب العرا ...
- في العراق..مجلس النواب ..الذي أبدع في وصفه مظفر النواب
- أيها المثقفون إنتبهوا ل..الوعي (( الشيعي )) والوعي (( السني
- مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه
- الحزب الشيوعي العراقي ...صح إنت كلش حلو ...بس موش كل الزين
- تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي
- ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - النخب السياسيه العراقيه ...من كان منكم بلا خطيئه فليرمنا بحجر