أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!














المزيد.....

-القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1862 - 2007 / 3 / 22 - 12:28
المحور: المجتمع المدني
    


قرَّرت الحكومة ومجلس النواب ومجلس الأعيان إعادة تنظيم الحياة الاقتصادية بما يُجْبِر الشركات الهشَّة الصغيرة على التوحُّد والاندماج، فإذا هي أخفقت، غدت غير مستوفية الشرط القانوني لوجودها. أمَّا هذا الذي توافقت عليه السلطتان التنفيذية والتشريعية فيمكن تفسيره، جزئيا، على أنَّه تعبير عن رغبتهما المشترَكة في أن يصبح لدينا شركات كبرى عملاقة كتلك التي في الغرب.

القرار ذاته؛ ولكن في صورة أخرى، فـ "السلطتان"، وبعدما فهمتا تطوَّر الحياة السياسية كما يفهم شرطي السير ازدحام الشوارع بالسيارات، قرَّرتا أن تحلا أزمة السير، ليس بتنظيمه، وتطوير شبكة الطرقات، وإنَّما بخفض عدد السيارات.

لستُ مع الأحزاب، التي اختارت "الانتحاب" يوم "الانتخاب"؛ ولكنني مع "المنطق"، الذي أثخنته أمراض وجراح المصالح الشخصية والفئوية الضيقة بين "طرفي النزاع"، الذي لا يكترث له المواطنون والشعب والمجتمع؛ ويكفي أن تنحاز إلى المنطق حتى تنحاز عن الطرفين اللذين على "تضادهما" يتَّحِدان في كونهما لا يمثِّلان "جسم" المجتمع، وإنَّما "ظله".

هل بـ "قرار إداري" تَوَحَّد المتعدِّد من الشركات في الغرب؟ كلا، ليس بـ "قرار إداري"؛ وإنَّما بالمنافسة، وفي المنافسة، الحرَّة، فدعوا السمك يتصارع، في حرِّية، فيتفاوت نموَّا، فيلتهم كبيره صغيره. وهل لـ "الشركات السياسية (الأحزاب)"، في الغرب قانونا للتطوُّر يختلف، في الجوهر والأساس، عن قوانين السوق الحرة "الداوينية"؟!

لقد حاروا في وصف "قانون الأحزاب الجديد"، الذي ظهرت فيه الحكومة على أنَّها أكثر رأفة بالأحزاب من "البرلمان"، نوابا وأعيانا؛ وكيف لهؤلاء (النواب والأعيان) أن يكونوا على غير ما هم عليه من عداء فطري لـ "الحزبية السياسية (والفكرية)" وهم الثمرة المرَّة لانتفاء الحياة الحزبية في مجتمعنا، فمنسوبهم يعلو بهبوط منسوب الحياة الحزبية، التي يعلو منسوبها بهبوط منسوبهم؟!

بعضهم وصفه بأنَّه "إعادة تنظيم للحياة الحزبية"؛ وبعضهم وصفه بأنَّه قرار "إعدام الحياة الحزبية"، أو قرار "ذبح الأحزاب بسكِّين البرلمانية العشائرية"؛ وبعضهم وصفه بأنَّه قرار يُرغِم بعض الأحزاب (التي تستلطفها الحكومة ونوابها) على التوحُّد والاندماج حتى يصبح ممكنا حزبيا موازنة نفوذ إسلاميين كـ "العمل الإسلامي"؛ وبعضهم وصفه بأنَّه "الابن الشرعي" لقانون الانتخابات (قانون الصوت الواحد) فالقانون الجديد (قانون الأحزاب) سينتهي عمليا إلى تأكيد أنَّ "الانتخابات اللا سياسية" خير وأبقى من "الانتخابات السياسية".

دعونا نتَّخِذ رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت مرجعية لـ "الحقائق الحزبية الرقمية"، مع أنَّه مُتَّهَمٌ من مُتَّهمين كُثْر بإنتاج، وإعادة إنتاج تلك الحقائق. بحسب الحقائق الرقمية التي أوردها لدينا 33 حزبا سياسيا، عدد أعضائها جميعا لا يتجاوز 7 آلاف عضو، 4 آلاف منهم لـ "العمل الإسلامي"، أي أنَّ 32 حزبا يتقاسمون 3 آلاف عضو فقط. وتستأثر عمَّان بحصة الأسد من ألـ "7 آلاف عضو حزبي". وإيَّاكم أن تظنوا أنَّ مؤيِّدي ومناصري الـ "7 آلاف عضو حزبي" يُعَدُّون بعشرات الآلاف من المواطنين، فهؤلاء (المؤيِّدون والمناصرون) يمكن أن يكون أقل من 7 آلاف مواطن لا حزبي.

هل "يُعاد تنظيم الحياة الحزبية"، أو "إعدامها"، إذا ما كان "سكَّان الأحزاب" لا يزيدون عن "7 آلاف نسمة"، معظمهم مُخْتَرق بقوة العصبية العشائرية؟!

إنَّ "حزبية سياسية" لا وجود لها لا يمكن أبدا تنظيمها، أو إعادة تنظيمها، أو إعدامها!
هي ليست موجودة؛ لأنَّ وجودها لم يستوفِ بَعْد شروطه؛ ويكفي دليلا على ذلك أنَّ من له مصلحة حقيقية في منع قيام حياة حزبية حقيقية هو ذاته الذي أنتج قانون الأحزاب الجديد، أي الحكومة والبرلمان بمجلسيه، وهو ذاته الذي قرَّر "الانتحاب" يوم "الانتخاب"، أي الأحزاب.

وإنَّ السؤال، سؤال الحياة الحزبية السياسية الحقيقة، الذي لم يُجَب بَعْد هو الآتي: كيف نجعل المواطن مُقْتَنِعاً ومؤمناً بجدوى وأهمية وضرورة الحياة الحزبية؟ حتى الآن، لم نَقُم إلا بما جعلنا ننجح في زيادة المواطن كُفْرا بالحياة الحزبية حتى إذا ظَهَر كفره هذا وتأكَّد قُلْنا في حسرة وألم: بعدما تعوَّد (أي بعدما عوَّدناه) قلَّة الأكل.. مات جوعاً!".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!
- -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!
- نُذُر حرب جديدة!
- ساعة المخاض لسلطة -فتحماس-!


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!