أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد - 2















المزيد.....


السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد - 2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1862 - 2007 / 3 / 22 - 12:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل – أضواء على ( العهد الجديد ) – 2
" سلامي معكم , سلامي أترك لكم ..
سلامي لكم سلامي أعطيكم , لا كما يعطيه العالم بل كما أعطيه أنا " ( يوحنا 14 : 27 ) –
طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يدعون " – متى 15 : 12 –
قال يسوع : هذه وصيتي : " أن تحبّوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم " ...." أحب قريبك مثلما تحب نفسك " . ( متى 22 : 39 – يوحنا 15 : 12 )
" لا تنسوا إضافة الغرباء . كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة . "
أهمية وشرف العمل .. والإعتماد على النفس ,تظهر في هذه الاّيات :

- ( .. .. ما رغبت يوما في فضّة ولا ذهب ولاثوب عند أحد ، وأنتم تعرفون أنى بهاتين اليدين اشتغلت وحصلت على ما نحتاج إليه أنا ورفاقي . – وفي طبعة أخرى ... إن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتهما هاتان اليدان - - وأريتكم في كل شئ كيف يجب علينا بالكد والعمل أن نساعد الضعفاء , متذكرين كلام الرب يسوع : " السعادة في العطاء أكثر من الأخذ " . ( بولس يودّع شيوخ أفسس أعمال 20 ) ...
( الذين يسلكون سبيل الجسد ينزعون إلى ما هو للجسد , والذي يسلكون سبيل الروح ينزعون إلى ما هو للروح .
فالجسد ينزع إلى الموت , وأما الروح فتنزع إلى الحياة والسلام ) . رسالة بولس إلى أهل رومية 8 : 5- 6 ) .
هل أجمل من هذه الاّيات والتحيّات والتوصيات ..؟؟ ما أحوجنا أن نعيشها ونطبقها اليوم وكل يوم في أمننا المفقود والمسروق وسلامنا المغتصب المصادر من أصحاب السلطة والقوة والقرار .. والسلاح !!؟؟

تستمرّ اّيات السلام في " العهد الجديد " من بدايته حتى نهايته , ليعّمم جو الفرح والمحبة والسلام والحرية .. ... – من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ( الشاب الغني متى 19 : 12 ) من أراد - خط تحت كلمة أراد ..... الإنسان إرادة , أي أن يسوع يخيّر الإنسان " إذا أردت أن تتبعني ... " - هذه المفاهيم والأفكار والمبادئ انتشرت بين تلاميذ المسيح أولا والجموع التي تبعت يسوع ومشت معه بملء حريّتها وإرادتها أي لا نضال دون ألم , والصليب هو رمز القوة والفداء والتضحية والمحبة ( الصليب قوة الله ) و( إن فكر السيّد المسيح هو فكر الصليب فكر المحبة ) –

- وأرسل يسوع هؤلاء التلاميذ الإثني عشر وأوصاهم بما يلي : " ... إذهبوا إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل ... وبشروا في الطريق .. ... واشفوا المرضى وأقيموا الموتى وطهروا البرص واطردوا الشياطين . مجّانا أخذتم فمجانا أعطوا . لا تحملوا نقودا من ذهب ومن فضّة ولا من نحاس في جيوبكم , ولا كيسا للطريق ولا ثوبا اّخر ولا حذاء ولا عصا , لأن العامل يستحق طعامه . وأية مدينة أو قرية دخلتم , فاستخبروا عن المستحق فيها وأقيموا عنده إلى أن ترحلوا . وإذا دخلتم بيتا فسلّموا عليه , فإن كان أهلا للسلام حل سلامكم به . .... " ( يسوع يرسل الإثني عشر ووصايا يسوع لهم متى 10 : 5 – 12 ) .
لا شئ بالقوة أو القمع أو الترهيب والترغيب بل بالقناعة والإرادة والرغبة الشخصية .. أليس هي الحرية في أعلى معانيها ؟؟


...............
هناك غير الأناجيل الأربعة .. يحوي ( العهد الجديد ) أعمال الرسل .. والرسائل :
– رسائل بولس الرسول – 11 – رسالة إلى أهل رومة أولى الرسائل
2 - رسائل بولس إلى أهل قورنثوس الأولى , والثانية .
3 – رسالة بولس إلى أهل غلاطية .
4 – رسالة بولس إلى أهل أفسس .
5 – رسالة بولس إلى أهل فيلبّي .
6 – رسالة بولس إلى أهل قولوسي .
7 – رسائل بولس إلى أهل تسالونيكي الأولى , والثانية .
8 – رسائل بولس إلى طيموثاوس الأولى , والثانية .
9 – رسالة بولس إلى طيطس .
10 – رسالة بولس إلى فيلمون .
11 – رسالة بولس إلى العبرانييّن .
.........
الرسائل العامة : رسالة القدّيس يعقوب .
رسالة القدّيس بطرس : الأولى , والثانية .
رسالة القدّيس يوحنّا : الأولى , والثانية .
رسالة القدّيس يهوذا ( غير يهوذا الذي سلّم معلّمه يسوع المسيح ) .
سميّت الرسائل العامة .. لأنها لم ترسل إلى شخص معيّن أو مدينة ما , بل إلى عامة الناس .

كتاب أعمال الرسل ... هو تكملة للأناجيل كما كتبه التلميذ والقدّيس لوقا . وهو يروي كيف نشر التلاميذ الأول بشارة يسوع المسيح في أورشليم وفلسطين كلّها , من الجليل و السامرة واليهودية .... حتى أقاصي الأرض .
ويمكن تقسيم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام :
- بدء إنتشار المسيحية في أورشليم بعد صعود يسوع .
- إنتشار الإيمان بيسوع في سائر أنحاء فلسطين .
- إنتشاره في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسّط حتى روما .

إذا كان تلاميذ السيّد المسيح الإثنا عشر على وجه الخصوص هم الشهود الأوّلون على أعمال يسوع والبشارة ( 1 – 2 ) فأسطفانس وفيلبّس وغيرهم , وعلى رأسهم بولس هم شركاء في إعلان الكلمة ( 13 – 31 ) أعمال .
إن أعمال الرسل تنبّه وتشير إشارة واضحة للمكان الجغرافي والبشري الذي انتشرت فيه الكلمة .

إن ظهور يسوع المسيح العملي ابتدأ في مدينة الناصرة , وانتهى في أورشليم .. ومنها سمي ب ( يسوع الناصري ) .
وفي سفر الأعمال فالإنجيل ينطلق من أورشليم ( 2 – 5 ) إلى معظم فلسطين , ثم يبلغ فينيقية وأنطاكيا وقبرص وسورية ( 11 – 19 – 22 ) ومنها ينطلق إلى اّسيا الصغرى واليونان ( 13 – 18 ) قبل أن يصل إلى روما ( 28 – 30 ) .. وهكذا تنتهي جولة الكلمة إلى أقاصي الأرض ... بعدما تابع نقل البشارة القدّيسين توما إلى بلاد مابين النهرين ( العراق ) وإيران والهند , ومرقص إلى مصر ومنها إلى الشمال الإفريقي ..
فمنذ يوم العنصرة ( 2 – 1 ) أعلن الإنجيل في كل مكان . ... فذلك أنه موجّه إلى جميع الناس ( 17 – 13 ) إلى إسرائيل أوّلا , ثم إلى الوثنيّين وهو الموضوع الرئيسي للكتاب ( 2 – 31 و 3 – 25 ) أعمال .
وقد استطاع بولس الرسول أن يقدم على الرحلة الكبرى التي أدّت إلى دخوله السجن لحمله بشارة الإنجيل ( 15 – 36 ) وفقا لدعوته الخاصة إلى رومة عاصمة العالم الوثني في تلك الأزمنة . ( أعمال 21 – 33 – 28 - 14 ) .. .
على ضوء أخبار الأناجيل .. فلقد كان تعليم يسوع في بداية دعوته علنيا في أورشليم والقرى والمدن القريبة من المركز وخاصة في المجامع ومجالس الشيوخ الدينية , ولكن بعد اعتقال يوحنا المعمدان وسجنه – وقتله بقطع رأسه , لأنه حارب وانتقد الأوضاع السائدة في فلسطين " صوت صارخ في البريّة " و كان يدعو الناس للحق .. ورفض التقاليد الخاطئة من قبل الطبقة العليا المستبدة في المجتمع إلى جانب المحتل الروماني -
سار تعليم يسوع المسيح عبر مرحلتين : 1 - مرحلة علنية – 2 - مرحلة سريّة كما نوهت سابقا .. وكان لاغتيال يوحنا المعمدان مرحلة مفصلية بالنسبة للتبشير بالمسيجية ونشرها في المنطقة كلها .
.......
يسوع يبشر في الجليل – وسمع يسوع باعتقال يوحنا فرجع إلى الجليل ثم ترك الناصرة وسكن في كفر ناحوم على شاطئ بحر الجليل . يسوع يعلم ويبشر ويشفي المرضى – فكان يسوع يسير في أنحاء الجليل يعلّم في المجامع يعلن البشارة ويشفي الناس ... فتبعه جموع كبيرة من الجليل والمدن العشر وأورشليم واليهودية وعبر الأردن ( متى 4 : 12 – 23 ) .
فبعد هذه الحادثة الأليمة والإضطهاد الذي أخذ يطال تلاميذ يوحنا .. أخذ يسوع تلاميذه والمؤمنين معه وانطلق إلى حوض الأردن و شمال فلسطين " جليل الأمم " بحيرة طبريا سفوح جبل الشيخ كفرناحوم قانا صور و صيدا وووو ..... ) .. بعيدا عن المركز وسلطة الولاة الرومان وغضب أتباعهم شيوخ الدين اليهودي - حيث تكون هناك قبضة السلطة ضعيفة , وبعيدا عن أعين أعدائه المخبرين واللصوص والقتلة .... وجليل الأمم تعني لنا الكثير , أي بمعنى كان يتواجد في هذه المنطقة ويعيش ويعمل فيها الكثير من الجاليات والقوميات المتعددة اللغات والثقافات وغيرها من التلاوين البشرية من شعوب البحر الأبيض المتوسّط ( تجّار عمّال حرفيين بحّارة أطبّاء صيادي سمك جباة ضرائب كادحين فقراء مرضى بسطاء مشوهين عاطلين عن العمل الى غير ذلك - من هؤلاء جميعا كان أنصاره وأتباعه - وفعلا كانت هذه المنطقة محور حركة المسيح وتنقلاته ودعوته وأولى عجائبه وامتداد رسالته المسيحية ... وتحطيمه للشوفينية العنصرية اليهودية الضيّقة .. ...... والذي يؤكّد سرية البشارة هنا إن رسم صورة السمكة أيام السيّد المسيح , حيث كانت رمزا سريا فيما بينهم كلمة السرّ ( شيفرا )خاصة بين ا لتلاميذ والمسيحيين الأوائل في الرسائل والتنقلات – وقد شاهدت هذا الرسم مخلدا في أحد متاحف الأردن على سبيل المثال .
كما كان السيد المسيح يقول لتلاميذه والجموع في كثير من الاّيات والإجتماعات : " أن لاتخبروا أحدا عن ذلك " ( يسوع يشفي أعميين متى 10 : 16 ) . فمعلمي الشريعة كانوا يكرهوا يسوع ... والفريسيون تشاوروا فيما بينهم ليقتلوا يسوع لأنه شفى المرضى أيام السبت . " أريد رحمة لا ذبيحة , لما حكمتم على من لالوم عليه , فإبن الإنسان هو سيّد السبت " ....
" بيتي بيت صلاة لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ......" ( مرقص – يسوع يطرد الباعة من الهيكل ) " هكذا حارب ووقف السيّد المسيح في وجه تجّار الدين وفنّد ممارساتهم وسلوكهم وتقاليدهم الخاطئة بكل جرأة وصدق وحق ...
لذلك علينا أن نفهم ونفسّر الإنجيل بكثير من الرموز والإيحاء والمعاني , ولا نفسّره بشكل جامد ميكانيكي حرفي , فكثير من الأمثال والأخبار والخطب والكلام مرمّز ومدعوم بالأمثال الحسية النابعة من حياة الناس . حتى يتحاشى السلطة وملاحقة الشيوخ ..
ومع ذلك رغم الإضطهاد بقي بعض أعضاء في مجلس اليهود يؤيدون يسوع سرَا ويدعموه ماديا ومعنويا وبعضهم باع كل ما يملك وقدمه للجموع التي مشت مع يسوع وساعدت دعوته ماديا مثال : " نيقودموس , ويوسف الرامي " وغيرهم .. كما يخبرنا العهد الجديد ( دفن يسوع لوقا 23 ) .

كان يسوع المسيح كثير التنقّل و الحركة , لا يمكث يوما واحدا في منطقة واحدة ... بل كل يوم في مكان , يوم في جنوب لبنان واّخر في جنوب سوريا جبل ( حرمون ) الشبخ , يوم في حوض الأردن الشمالي وهكذا ..... من قرية لقرية ومن مدينة إلى أخرى ومن بيت لساحة لجبل لهضبة لبرية أو بحيرة وساحل , لمرج وحقل وعرس ودعوة وزيارة وووو... الخ .. لا يتعب ولا يكل ولا يستريح ..
إن ذهاب يسوع أو إختياره بالأحرى منطقة " جليل الأمم " أكبر دليل على أممية الرسالة وطبقيّتها , حيث تجمّع فيها فلاّحون و عمّال ( مراكب وسفن وصيّادي السمك ) وتجّار من شعوب دول البحر الأبيض المتوسّط , وقد كانت ركيزته وحاضنته طوال فترة التبشير السرّي في قانا وصور وصيدا وغيرها من المناطق المنفتحة على كل الشعوب والأجناس والأقوام واللغّات , أي انتقلت الدعوة من المحليّة للعالمية الكونية ومن العنصرية والشوفينية للأممية . فصل 2 – 1 في أعمال الرسل نقرأ : " .... ولما أتى اليوم الخمسين لقيامة يسوع كانوا مجتمعين كلهم في مكان واحد , فانطلق من السماء بغتة دوي كريح عاصفة فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه , وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار قد انقسمت فوقف على كل منهم لسان , فامتلأوا جميعا من الروح القدس , وأخذوا يتكلمون بلغّات غير لغتهم , ........ وكان يقيم في أورشليم يهود أتقياء أتوا من كل أمة تحت السماء . فلما انطلق ذلك الصوت , تجمهر الناس وقد أخذتهم الحيرة , لأن كل منهم كان يسمعهم يتكلمون بلغة بلده . فدهشوا وتعجّبوا وقالوا : " أليس هؤلاء المتكلمون جليليين بأجمعهم ؟ فكيف يسمعهم كل منا بلغة بلده بين برثيين وماديين وعيلاميين وسكان الجزيرة بين النهرين واليهودية وقبدوكية وبنطس واّسية وفريجية وبمفلية ومصر ونواحي ليبية المتاخمة لقيروان , ورومانيين مقيمين ههنا من يهود ودخلاء وكريتيين وعرب ؟
وفي إنجيل متى نرى مدى الحب والإبتهاج مع هؤلاء الناس البسطاء :
" أحمدك يا أبي , يا رب السماء والأرض , لأنك أظهرت للبسطاء ما أخفيته عن الحكماء والفقهاء ..."
" ... تعالوا إلي يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم " .
ركّز السيد المسيح دائما في تعاليمه على المحبة والوحدة قال : " كل مملكة تنقسم تخرب , وكل مدينة أو عائلة تنقسم لاتثبت ( متى 12 : 25 – 26 ) .
إن يسوع المسيح أتى للناس بحياة .. حياة جديدة , ولم يأت بدين وشريعة , لم يكبّل أتباعه بشريعة خاصة بل أعطاهم وصيّة واحدة هي وصية المحبة .. المحبة المحبة .
_ ( إذا كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة , الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا ) – إخلعوا الإنسان القديم أو العتيق مع أعماله , والبسوا الجديد الذي يتجدّد للمعرفة ) -


...............
عند دراستنا لرسائل بولس الرسول العديدة كلها إلى رفاقه المؤمنين ببشارة يسوع , نرى بأنها تركّز على النقاط الهامة التالية :
الاّيات السلامية في مقدّمة رسائله , والختام , أي يبدأها بالتحية والسلام وينهيها بالسلام مع ذكر إسم الشخص , أو الأشخاص بالتحديد - رفاقه المؤمنين - وهذه ناحية مهمّة في علم النفس لما لها من أهمية في إحترام الإنسان المخاطب – وعظ وإرشاد - ركّز على التعليم والقراءة والمعرفة - الإبتعاد عن الخرافات اليهودية - تركيز و دعوة إلى الإتحاد و الوحدة – التركيّز على الأخلاق و التربية الفردية المسيحية - الحياة المسيحية والعلاقات الأخوية – تعميدهم – تعليمهم - ما يجب الإقلاع عنه , وما يجب العمل به – الحياة في الأسرة والعلاقة بين أفرادها – حب العمل - الإعتناء بالمؤمنين الجدد ومواصلة الإتصال بهم ومعايشة ومعرفة كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة عنهم - النهي عن الإنفعال و الغضب - مساعدة المؤمنين ماديّا وروحيا كأنهم عائلة واحدة , أي جمع التبرّعات إلى الجماعة - الجهاد الروحي وسلامه – أخبار خاصْة – دعاء – وختام . – وفي الحقيقة كنت أقرأ رسائله بالدمع لما تحويه من صدق وإنسانية ...!؟

أهم صفاته كما سجلّتها من خلال الرسائل : الكرم وحسن الضيافة – النقاء – الطهارة الجسدية والنفسية والروحية – الصدق – الوفاء – التضحية – البساطة وطيبة القلب – التواضع – المحبة - الإجتهاد - وحب العمل – كثير العلم عميق التفكير – الديناميكية في نشر البشارة – سرعة التنقل والحركة – قوة الحجة والجدال والحوار والإقناع – سرية العمل – قوّة الإحتمال والصبر في المشقات والضيقات في السجن والسفر والأخطار – نكران الذات – رزينا عاقلا – تقيا عفيفا - – دقة التنظيم والإنضباط – الطيبة – إنسان عملي ونظري –

لغة القديس بولس الرسول :
لغة فذّة , منطقية , مقنعة , جميلة معبّرة وبسيطة إنسانية وفلسفية باّن , باعتقادي .. ضليع بالعلم والفلسفة والتحليل , بالرسائل والكرازة ( البشارة ) , وعمق في الإيمان .. واستيعاب دوره وبشارته بالعهد الجديد ..
قائد منظّم وبارع ماهر في تنظيم الجماعات المسيحية الأولى ( الدينامو ) المحرّك والمعلّم والفيلسوف والكاتب والرحّالة بولس الرسول ... وطيد الصلة والعلاقة الشخصية مع كل مؤمن في أرض فلسطين وكل منطقة زارها ومكث وبشّر بها القريبة والبعيدة , البحرية والبرية من فلسطين وجزيرة العرب والأردن ولبنان وسورية واّسيا الصغرى ( تركيا ) حاليا واليونان ومقدونيا ( جنوب يوغسلافيا ) .. حتى روما وجزر البحر المتوسّط ..
ومن أجل ذلك ... يعتبر بولس الرسول برأيي أول صحافي وإعلامي عالمي أممي منذ 2000 عام ...
ومؤسّس الصحافة المكتوبة الأولى منذ 60 – 65 عام ميلادي حتى اليوم .. وتعتبر رسائله أول صحافة عابرة القارات – القارات الثلاث اّسيا أوربا أفريقيا العالم القديم أنذاك .. .... !!؟

........
أممية .. سلام .. إشتراكية
كما أن العهد الجديد ملئ باّيات وكلمات السلام , كذلك ملئ بمعاني ومدلول الأممية والإشتراكية ( الحياة المشتركة بين المؤمنين الأوائل ) ....
لمحة سريعة عن السلام في الرسائل :
من رسالة القديس بولس إلى أهل مدينة قولوسّي ...
مقدّمة.... " عليكم النعمة والسلام من لدن الله أبينا .
شكر ودعاء : وبه شاء أن يصالح كل موجود , سواء في الأرض وفي السماوات , فهو الذي حقّق السلام بدمه على الصليب . 1 : 15 –
تحيات ودعاء الختام : يسلّم عليكم أرسطخس صاحبي في الأسر , ومرقص .... يسلّم عليكم أنفراس إبن بلدكم .. يسلّم عليكم ( لوقا ) الطبيب الحبيب وديماس . سلّموا على الإخوة الذين في اللاذقية .
هذا السلام بخط يدي أنا بولس . أذكروا قيودي . ولتكن النعمة معكم " . ( 4 : 10 – 18 ) .

قال بولس الرسول : " إن الذي يبشّر بكلام الله يعيش على نفقة من يبشّرهم " . ( قورنثوس الأولى 9 / 14 ) .
- اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء ( كورنثوس الأولى : 27 ) .
- المحبّة لا تفرح بالإثم , بل تفرح بالحق ( كورنثوس الأولى 13 : 6 )
_ ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه ( مرقص 8 : 36 )
_ اثبتوا بالحرية التي قد حررّنا المسيح بها ( غلاطية 5 : 11 )
_ قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس ( كورنثوس الأولى 7 : 23 )
_ ..... أزيلوا الفاسد من بينكم ..... لأن الله دعاكم أن تعيشوا بسلام ( قورنثوس الأولى 5 : 13 - 7 : 15 ) .
_ جميع الذين آمنوا كانوا معا , وكان عندهم كل شئ مشتركا ( أعمال الرسل 2 : 44 )
_ ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله ( مرقص 10 : 24 )
_ من زعم أنه في النور وهو لا يحب أخاه . لم يخرج من الظلام . من أحب أخاه كان مقيما في النور ولا خوف عليه من العثار ( رسالة يوحنا الأولى 2 : 9 ) .
_ إذا أراد أحدُ أن يكون أوّلا , فيكون اّخر الكل وخادما للكل ( مرقص 9 : 35 )
_ درهم الأرملة – وجلس يسوع في الهيكل , تجاه صندوق التبرّعات , يراقب الناس وهم يلقون فيه النقود . فألقى كثير من الأغنياء نقودا كثيرة . ثم جاءت أرملة مسكينة فألقت فيه درهمين , فدعا تلاميذه وقال لهم : " الحق أقول لكم : هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر مما القاه الآخرون كلهم . فهم ألقوا في الصندوق من الفائض عن حاجاتهم . واما هي , فمن حاجتها ألقت كل ما تملك لمعيشتها . " ( لو قا 21 , مرقص 12 : 41 ) .
أبلغ مثال على تطبيق حياة التضامن والمساواة والإشتراكية بين المؤمنين والمسيحيين الأوائل الذين علمهم عليها وطبّقها في حياته ودعوته هذه الاّية :
_ الحياة المسيحية في الجماعة الأولى
وكانت جماعة الذين اّمنوا قلبا واحدا وروحا واحدة , لا يقول أحد منهم إنه يملك شيئا من أمواله , بل كان كل شئ مشتركا بينهم , وكان الرسل يؤدّون الشهادة بقيامة الرب يسوع تصحبها قوة عظيمة وعليهم جميعا نعمة وافرة .
فلم يكن فيهم محتاج , لأن كل من يملك الحقول أو البيوت كان يبيعها , ويأتي بثمن المبيع , فيلقيه عند أقدام الرسل . فيعطى كل منهم على قدر احتياجه ( أعمال الرسل 4 : 32 – 5 3 ) .
_ حنانيا وسفيرة
وإن رجلا اسمه حنانيا باع ملكا له بموافقة امرأته سفيرة , فاقتطع قسما من الثمن بعلم من امرأته , وأتى بالقسم الاّخر فألقاه عند أقدام الرسل . فقال له بطرس : " يا حنانيا , لماذا استحوذ الشيطان على قلبك فكذبت على الروح القدس , واقتطعت قسما من ثمن الحقل ؟ أما كان أفضل لك لو بقي على حاله ؟ أو ما كان من حقّك بعد بيعه أن تتصرّف بثمنه كما تشاء ؟ كيف طويت قلبك على هذا الأمر ؟ أنت لم تكذب على الناس , بل على الله , فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ولفظ الروح ...... ومضى نحو ثلاث ساعلت , فدخلت امرأته وهي لا تعلم ما جرى , فسألها بطرس : " قولي لي , أبكذا بعتما الحقل ؟ قالت : " نعم , بكذا " . فقال لها بطرس : " لماذا اتفقتما على تجربة روح الرب ؟ هذه أقدام الذين دفنوا زوجك على الباب .... .. ( أعمال 5 : 1 – 9 ) .

أجمل مشهد وصورة حية لتطبيق الإشتراكية والأخوّة في العشاء الأخير " العشاء السرّي " يسوع المسيح مع تلاميذه ... بتوزيع القربان والخمر بالتساوي لكل واحد منهم ومغزاها ورمزها والدروس العميقة في طيّاتها :
عشاء الفصح مع التلاميذ
_ .... فأرسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما : " اذهبا هيّئا لنا عشاء الفصح لنأكله . " فقالا له : أين تريد أن نهيئه ؟ " فأجابهما : " عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرّة ماء , فاتبعاه إلى البيت الذي يدخله , وقولا لرب البيت : يقول لك المعلّم : أين الغرفة التي سأتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي ؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة , وهناك تهيّئانه . " فذهبا ووجدا مثلما قال لهما . فعمل التلاميذ ما أمرهم به يسوع وهيأوا عشاء الفصح .... ولما جاء الوقت جلس يسوع مع الرسل 12 للطعام فقال لهم : كم اشتهيت أن ، أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألّم .... وبينما هم يأكلون , أخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال : " خذوا كلوا , هذا هو جسدي " . وأخذ كأسا وشكر وناولهم وقال : " إشربوا منها كلكم هذا هو دمي دم العهد الجديد الذي يسفك من أجلكم ومن أجل أناس كثيرين , إعملوا هذا لذكري ..... " ( لوقا 22 : 8 – 16 ) .

_ وما زال حتى يومنا هذا التقليد في الكنيسة جاريا في القدّاس المسيحي , بتوزيع صينية القربان , القربانة ( البروته ) لكل المجتمعين في الكنيسة نهار الأحد وفي أيام الأعياد وغيرها , تعطى بعد تناول رشفة من الخمر ( ملعقة صغيرة لكل شخص ) في بلادنا العربية - هنا في أوربا مثلا ( بولونيا وهولندا ) يتناولون الخمر بالكأس الصغير لكل واحد .... ويجمعون من كل شخص متواجد في الكنيسة صينية النقود - أو كيس النقود – كما في الدول الأوربية حتى يكون المبلغ المعطى سرا - وبعد إنتهاء الجمع يضعوا كامل المبالغ في صينية على طاولة في الوسط أمام الكهنة النساء والرجال والواعظات - وهذه الطقوس والشعائر الثلاثة ترمز إلى التعاون والإشتراكية في الطعام والشراب والمعيشة كما أوصى السيد المسيح أثناء العشاء السريّ ....
_ عند قراءتي عن ( اليزيدية ) أثناء أو بعد إنتهاء الطقس الديني عندهم يوزّعون أيضا ( البروته ) على المتواجدين في المعبد - وكلمة بروته كلمة سريانية تعني قطعة صغيرة من الخبزمع الخمير المضاف له حبّة حلوة ( المحلب ) مع العجين ليعطيه النكهة الطيبة – ما أكثر الطقوس المشتركة بين الشعوب !!؟

_ وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات . .. وكان جميع الذين اَمنوا جماعة واحدة , يجعلون كل شئ مشتركا بينهم , يبيعون أملاكهم وأموالهم , ويتقاسمون الثمن على قدر إحتياج كل منهم , يلازمون الهيكل كل يوم بقلب واحد ويكسرون الخبز في البيوت , ويتناولون الطعام بابتهاج وسلامة قلب , يسبحون الله وينالون حظوة عند الشعب كله. وكان الرب كل يوم يضم إلى الجماعة أولئك الذين ينالون الخلاص .
( حياة الجماعة المسيحية في بدء نشأتها - أعمال الرسل - الفصل الثاني ) ... يتبع



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوّر الثوب وغطاء الرأس لدى المرأة .. ملاحظات وتحليل - 2
- الحرية للكاتب والمناضل عبد الكريم نبيل سليمان
- تطور الثوب , وغطاء الرأس لدى المرأة .. ملاحظات وتحليل
- نعمة الحب .. في الليل تركع الأشجار
- صوت نسائي من مصر .. يهزّ العالم . وقفة ضمير وتضامن مع الكاتب ...
- قائمة : بأهم الأعشاب و النباتات والأزهار والحشائش التي كانت ...
- التقسيم الأوّل للعمل وهزيمة النساء التاريخية . النضال إلى ال ...
- لصيدنايا الصباح
- تحية التقدير والمحبّة .. للشيخ الجليل والمفكّر الحكيم علي ال ...
- على مشارف الفجر ... محطّات
- قليل من الحب
- السلام , والأممية والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضواء ...
- مدننا الحزينة .. وفيروز .. وعيد الحب
- سأكتب حتى اّخر نجمة في صدر الليل
- تسبقنا المراثي في الرحيل .. وتأوينا السجون في الأوطان !؟
- هل يستطيع ( جنرال الكلمة ) أن يهزم جنرال القمع ..؟
- بقدر ما أعمل .. بقدر ما أكتب - 3
- هل تعلم ...!؟
- لوأنّ ....؟
- المحطّة H . S


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد - 2