أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - يوسف ابو الفوز - جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 2 3















المزيد.....

جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 2 3


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 12:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


3
الرفيق عادل حبة ، في كلمة الغلاف ، يشير وبصواب شديد الى ان اي كاتب مذكرات عادة يكون مهددا في "الوقوع في فخ الذاتية " ، وسبب ذلك كون كاتب المذكرات " يكتب تاريخا وتحليلا لا يخلو بالاساس من رؤية شخصية او رؤية الحركة السياسية التي ينتمي اليها " . وهكذا يكون السؤال الاول الذي يرد في البال ، هو بماذا يختلف كتاب " الحقيقة كما عشتها " لجاسم الحلوائي عن غيره ؟ وكيف قدم لنا جاسم الحلوائي مذكراته ؟
في مقدمة الكتاب ، وفي السطور الاولى ، يشير الكاتب جاسم الحلوائي الى كونه واجه صعوبة ، سماها "مأزق حقيقي "، عند البدء في كتابة ما يصرعلى تسميته وبتواضع شديد" ليس بمذكرات ، بل هو ابسط من ذلك " ص 5 ، واشارة الكاتب الى هذا المأزق يأتي علامة مشجعة لقراءة الكتاب وامكانية تمّيزه من خلال اقرار الكاتب بكل جرأة واشارته الى " الفرق النوعي بين وعي الان ووعي قبل التحولات التي ذكرتها " ص 5 ، وهذه التحولات التي يشير لها الكاتب هو ما جرى من مراجعة مختلفة الاتجاهات ، في الفكر الاشتراكي بعد انهيار تجربة النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة وما رافق ذلك من تاثيرات العولمة والثورة التكنولوجية والمعلوماتية ، وما رافق ذلك من عملية التجديد داخل مؤسسة الحزب الشيوعي العراقي فكريا وتنظيميا . ان ما تقدم يجعل القارئ يطمأن الى انه لن يقرأ كتابا بصيغ تبريرية ولا يجد فيه بكاءا على الاطلال وهتافات حماسية وتعديد مناقب اسطورية وتلميع للذات بشكل مغالط ، ولا محاولة جلد للذات بشكل غير منتج . ان قراءة الكتاب وكما اشار الرفيق عادل حبة تقود حقا الى الاستنتاج بأنه " محاولة جادة ومتميزة " وانه كتب " برؤية جديدة " وان الكاتب " استطاع ان ينقل الحقيقة كما عاشها وبدون رتوش وبصدق وبساطة ".
4
اهدى الكاتب جاسم الحلوائي كتابه الى زوجته السيدة ماجدة عطية شناوة " ام شروق " ، وهي اخت رفيقه في النضال الشهيد جواد عطية ، كـ " حبيبة وشريكة حياة ورفيقة درب " ، وهو هنا الى جانب كونه لمسة من الوفاء ، فهو ايضا تقدير رفيع من الكاتب لمساهمة المرأة العراقية في النضال الوطني ، وليشير الى حقيقة كون مسيرة كل مناضل مهما كانت وما حقتت من نجاحات لم تكن لتكون لولا مساهمة المقربين منه ودورهم الفاعل في دعمه والوقوف الى جانبه، فالاهداء هنا هو ايضا اشادة بدور الرفيقة ام شروق ليس بحكم كونها الزوجة والحبيبة ، بل كونها مناضلة شيوعية قريبة من الكاتب المناضل تحملت ما تحملت من قسوة المطاردة والتشرد والمعاناة ، وايضا كان لها مساهمات بارزة يعرضها لنا الكتاب هنا وهناك في تفاصيال العمل الحزبي ، وعلى سبيل المثال لا الحصر مساهمتها في نجاح خطة هروب الكاتب المناضل جاسم الحلوائي ورفاق له من سجن خلف السدة في الاول من نيسان عام 1966 .
5
من المفارقات الطريفة في حياة المناضل جاسم الحلوائي ، المنحدرمن عائلة كادحة ، ان انضمامه الى الحزب الشيوعي العراقي ، الذي تم في عام 1954،جرى وبسبب ظروف وتفاصيل يعرضها الكتاب ، ليس الى التنظيم الاساس للحزب الشيوعي العراقي ، بل الى منظمة منشقة عن الحزب ، هي منظمة "راية الشغيلة " التي كانت تصدر جريدة بهذا الاسم . وفي اطار مراجعته لظروف انضمامه الى الحزب وعملية انشقاق "راية الشغيلة" ، نجد الكاتب وبوعي مسؤول يتوقف عند قضية الديمقراطية داخل الحزب التي كانت احد الاسباب الرئيسة لغالبية الانشقاقات في الحزب الشيوعي العراقي ، ومنها انشقاق " راية الشغيلة " الذي جاء كرد فعل على " النزعة اليسارية ـ الانعزالية والسلوك البيروقراطي والفردي في قيادة الحزب " ص 23 . فالاحزاب الشيوعية في تلك الفترة كما يؤكد الكاتب " بالرغم من انظمتها الداخلية تنص على ان بناء الحزب يقوم على اساس المركزية الديمقراطية ، فالمركزية كانت طاغية والديمقراطية ضئيلة " ص 32 .
6
من الصفحات الاولى للكتاب، يلمس القارئ موضوعية الكاتب في اسلوبه ، فهو واذ وضع نصب عينيه مسؤولية رواية الحقيقة كما كان شاهدا عليها ، واشار في مقدمة الكتاب ، وبقول هو عندي بليغ الدلالة الى "الحقائق التاريخية عادة ما تضايق بعض الاحياء ، ولا ينجو من حسابها حتى الشهداء" ص6، فهو سعى ليكون بعيدا عن النزعة العاطفية والذاتية في محاكمته للاحداث. ونلمس ذلك في اطار مناقشته لمصداقية بعض الاحداث من خلال رواية الاخرين لها ، فعلى سبيل المثال حين دقق في رواية السيد باقر ابراهيم ، الذي اشار في مذكراته الى كونه اخر من غادر العراق من قيادات الحزب الشيوعي العراقي ، حاول الرفيق جاسم الحلوائي ان يصحح له ذلك بالشواهد المقرونة بالشهود ، بنبرة خالية من الانفعال ، بل الحلوائي يستخدم في حواره تعبير "رفيق" عند الحديث عن بعض الاسماء رغم كونها الان خارج صفوف الحزب الشيوعي ، و يأتي هذا انطلاقا من احترام التجربة النضالية وكونهم في تلك الفترة كانوا رفاقا في الحزب وان اختلفت مواقفهم الان. ومناقشة الحلوائي مع الاخرين تأتي ارتباطا برأي الكاتب الذي يقول"ان الاحداث التاريخية ليست ملكا شخصيا لاحد لكي يتصرف بها المرء كما يحلو له ، بل هي ملك للناس،ومودعة كأمانة ليس في ذاكرة الكاتب حسب ، وانما في وجدانه ايضا " ص 180، وحيث ابتعد عن الدخول في مماحكات وتبادل اتهامات تدخل في باب تصفية الحسابات ، التي للاسف وقع في فخها البعض من القادة السياسيين ممن كتبوا مذكراتهم. وايضا حين تناول الحلوائي محطات فكرية مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، حاول ان يعرض الوقائع المحيطة بالحدث المعني بشكل بانورامي ليستطيع القارئ ان يرسم صورة كاملة لما يجري ويساهم ايضا في تحديد المسؤوليات ، ولم يحاول ،حين يكون معنيا بالحدث والحكم، ان يضع نفسه خارج ما يجري او يخفف من قسوة الحكم ، بل حاول ان يراجع تجربته ويحاكمها وفق قناعاته الجديدة التي اشار اليها في مقدمة الكتاب. وكمثال حين تناول فترة الاعداد لمؤتمر الحزب الثالث المنعقد في 1976، اشار الى اللجنة الحزبية التي كلفت للعمل لاعداد مشروع برنامج الحزب ، الذي اقر فيما بعد عند انعقاد المؤتمرالثالث ، وكانت اللجنة تتكون من ستة من اعضاء اللجنة المركزية ذكر اسماءهم وكان هو من ضمنهم ،هذه اللجنة التي"عملت لشهور عديدة وقرانا ودرسنا مصادر كثيرة ووثائق مختلفة وناقشنا طويلا" ص153 و"استمعت الى راي وفد من الحزب الشيوعي السوفياتي"ص 153 ، وعلى اثرعمل هذه اللجنة تبنت قيادة الحزب موضوعة طريق التطور اللاراسمالي، الذي اثبت التجربة بطلانه ولم تزكه الحياة، بل وكان سببا في وقوع الحزب في اخطاء سياسية ، لم يحاول الرفيق جاسم الحلوائي هنا ان يكون خارج دائرة المسؤولية في تبني هذا الخط الفكري الخاطئ ،بل اشار"وان مسؤوليتي لا تقل عن مسؤولية اي من المساهمين الرئيسين في رسم تلك السياسة" ص154. واضافة الى ذلك حاول ان يستخلص دروسا من هذه التجربة في الوصول الى"عدم وجود طريق مضمون للتطور الاجتماعي سوى طريق النظام الديمقراطي المؤسساتي، بما يعنيه من اقامة مجتمع مدني ومجلس نواب ودستور دائم والفصل ين السلطات واقرار حق تقرير المصير للقوميات وفصل الدين عن الدولة وضمان حقوق الانسان ومساواة المراة بالرجل بالحقوق والواجبات" ص 154
يتبع ...



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 1 3
- محمد حمام القلب اليساري !
- العراق في فلم وثائقي في التلفزيون الفنلندي
- على هامش أحوال الثقافة العراقية !
- أوراق عائلية 4 : أنا وزوجتي والشهداء
- نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي : هل يجوز أن ...
- تداعيات عند باب العام الجديد : حكايتي مع - الخنزير الصيني - ...
- هاجس عن العراق الذي نعرفه !
- سر القبور الجماعية المكتشفة في فنلندا ؟
- رسائل الاطفال الفنلنديين الى رئيسة جمهوريتهم
- اطفال الانفال 8
- نيكاراغوا ودروس نضالية جديدة
- موجة عراقية جديدة من اللاجئين الى أوربا
- اطفال الانفال 7
- عن الحزب الشيوعي العراقي والعمل بين الشبيبة والطلبة
- أطفال الانفال - 6
- رسالة مفتوحة الى المثقفين العراقيين المقيمين خارج الوطن
- قصة قصيرة لها قصة طويلة
- اطفال الانفال 5
- هل من مجيب على السؤال : الا ترون قفص الاتهام في جرائم الانفا ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - يوسف ابو الفوز - جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 2 3