أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - على هامش المدن المتعبة_ثرثرة














المزيد.....

على هامش المدن المتعبة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى ابتدأ الجدّ....كيف ستنتهي اللعبة
من يعرف....!
مقهى المنارة لا أرغب بتسميته الجديدة بالاس أو دالاس يصحّح لي السائق, عرفته بالمنارة ومن خلالها أهتدي إليه بفعل الغريزة والحنين.
شارع الحمرا ملتقى الغرباء. الصحف والجرائد والمجلات المتوافرة بأشكال وألوان تشعر السوري بالغيرة والحسد بعد الدونية, لماذا ليست اللاذقية هكذا....!
البحر والمناخ الشامل الطبيعي والاجتماعي نفسه, وهنا سأفشل في العثور على زجاجة كحول مئونة ليل بيروت أل.......جميل, وسأبقى خاضعا لابتزاز أبو الغيث...يا أخي أنا في بيروت وحاجتي لكأس آخر الليل أكثر من حاجتي للماء. سأرجوه وأكثر من إلحاحي وأعيد الابتزاز العاطفي لأخي الأصغر...ستنجح المحاولة أخيرا لا بد, ومن الشرقية سنصل إلى هوى الروح, مشروبات هائلة تفوق أنواع الصحف.
لماذا لا يتبادل البشر والمجتمعات والدول إلا أسوأ ما لديهم و يتشاركون فيه...!
لو تأخذ اللاذقية من بيروت حريّة الكلام وسهولته وتأخذ بيروت من اللاذقية حرية الشراب والطعام ...! كيف تمحى تلك العوازل الكريهة_ حارة السنّة أو الشيعة أو المسيحيين, بالطبع ليست اللاذقية المثال الأكمل, ما زالت منخورة بجزر التعصّب والغباء.
كل ما أكرهه في اللاذقية متوافر في بيروت والعكس, بشكل متبادل في بيضة النملة هذه.
بمقعدي تماما التصقت عائلة كثيرة الضجيج دفعتني للخروج.. واستعجال التسكّع على شط المنارة. قريبا من هنا على بعد عشرات الأمتار قلب العالم.
.
.
.
في مقهى الروضة...بحر وزجاجة نبيذ
بعد قليل تصل أجمل امرأة في العالم.
ما الذي يطلبه صعلوك متشرد أكثر من هذا....!
*
كم تتشابه هذه البلاد...بشرها وشجرها وأحجارها وحيواناتها وترابها, تفتح قلبها للغرباء فقط, وبعد الاقتراب من حقيقتنا نرتدّ بذعر كامل إلى بلادتنا ونتحوّل إلى صخور مصمتة كتيمة.
ما يفلت منّا خلال الكتابة أو الكلام( الأفكار والتصوّرات والهذيانات والتداعي العشوائي الحرّ...هو الحقيقة الفردية أولا, بعدها تصل إشارات... المسكوت عنه والمقموع والمكبوت واللا مفكّر فيه واللا شعور وخارج الوعي).
ما الذي أعرفه...
ما الذي أستطيع معرفته ...اليوم وغدا.
سأحذف الكلام الحقيقي _وقد فعلت_ كلنا نفعل هذا, جميعا نعرف أن الخوف أعمق من الحبّ.


....هل تسمعني...؟
لا...أبدا
موجة تتقهقر على الشطّ
منذ الأزل
ولا تصل.
*
في اليوم التالي يصير الجميع أجمل من أنفسهم.

بيت فتنة وقصي دافئ وحنون, لقد امتلأ بأنواع المشروبات...عرق ويسكي نبيذ بيرة, وأقسم كلها وضعوها أمامي, واشرب يا حسين...يا ابن عليان( أمي عليا وأبي علي) حقيقة ع الهوية.
سوزان كانت أجمل من الله وملائكته أجمعين...وحتى أنا شعرت بالحب والاحترام والتقدير, نعم, أجل....تسكّعت على طول شط بيروت, تذكّرت صديقي رالف رزق الله ومحنة هذه الثقافة مع الإبداع الأصيل,تلامست أنفاسي مع مئات الصبايا والرجال الأذكياء, عشاق, حالمون, رأيتهم بالبصر والبصيرة, مثل بقية عالمنا سيئ الحظ بحكّامه وسجّانه وأدعياء المعرفة فيه.
لفحني بحر بيروت وهواها وهوائها.
.
.
ليلتي سكّر.
نمت مثل يارا وياسر وشاركتهم نفس الأحلام, هذا العالم يستحقّ التمسّك به إلى آخر نفس.

*
في الصباح سقطت أسناني في الكأس.
يا حسين الخيبة على مقاس الحلم, متى ستفهم...!

منخفض نفسي في بيروت....
ما أزال أستطيع البكاء عند الضرورة. نعم بكيت لوحدي,بكيت بحرقة وألم قديم عميق, وأدركت ميراثي ونصيبي الكاملين في اللعنة, شعرت أنني زائد عن الحاجة واللزوم, وأنني مثل بقية أشباهي هنا وهناك, حتى بحر بيروت أنكرني وقبله شط جبلة واللاذقية وطرطوس, لقد قهرت جسدي وابتعدت كثيرا وخسرت كل شيء.
نظرات ميتة
ورماد بارد أكثر من الثلج
أنتظر وأرتجف مثل ريشة
انتظار بلا جواب.

هل كل ذلك سببه سقوط جسر أسناني الأمامية! لا بالتأكيد, لم أتعوّد على الفرح.
أهرب ,بسرعة خاطفة أهرب وأعود إلى حظيرتي, أعود إلى كسلي وسوء طباعي, إلى غرفة مسدلة الستائر, خلال خمس سنين لم ترفع ستائرها أكثر من عدد أصابع كفّي هذه.
هي المازوشيّة إذن, صرت أستعذب الألم وأسعى إليه.
إذا لم تهرب بعد خطوتين سأهرب أنا بالتأكيد,لقد فعلتها مرارا, وليس في الأفق النفسي والعاطفي والفكري والعقلي ما يشير إلى تغيّر عميق. هي دفاعاتي السحرية ضد ألم لا يحتمل ولا يطاق, لقد أكملت ما خربّوه في عالمي الداخلي, لا أستطيع التقدم خطوة والعودة مستحيلة.
*
في طرابلس,
يتدافع الغرباء وتتلامس أطرافهم
كلنا متسوّلون
منا يطلب النقود
ومنا يطلب الحب
والبعض يستجدي الصداقة
بعد دقائق يكمل الباص طريقه, ينادي السائق: هل أحد قلب عقله ويرغب بالعودة....
آه,نعم
...لا أحب المكان الذي أتيت منه
ولا أحب المكان الذي أتوجه إليه
ويقتلني الانتظار...
في الطريق بين طرابلس وحمص, أنا ضائع أكثر من أي وقت مضى,
أشتاق لخوفي القديم,لإشارة حياة تجمع ما تبدد على المفارق, أي شيء ولا خفّة الكائن التي لا تحتمل. إلى طرطوس يميل القلب والروح في الذهاب والعودة. أحبابي وأصدقائي في طرطوس وخارجها, تذكّرت حلب, تساقط معظم الأصدقاء بعد أول منعطف.
*
أنا الآن في غرفتي وأمام كمبويتري,
وبدأت بعدّ الأيام
متى أصل إلى بيروت
لقد لفحني بحر بيروت وهواها وهوائها
دائما
وإلى الأبد
صباح الخير يا بيروت



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم ياتي_ثرثرة
- صباح الخير يا بيروت_ ثرثرة
- في العصاب السوري أو الدفاعات السحرية_ثرثرة
- الخلفية والهوامش_ثرثرة
- الموت في عالم الداخل_ثرثرة
- حياة في المجهول_ثرثرة
- أيام مكررة ومليئة بالعدم_ثرثرة
- الحياة في اللامرئي_ثرثرة
- أدونيس أمامكم وأمشي في اتجاه آخر_ثرثرة
- في الحياة الماضية_ثرثرة
- ثرثرة_حديث الرغبات.... والعيش في الواقع
- عاد الربيع يا خديجة_ثرثرة
- موقع في العالم.....ثرثرة
- العربية وقتل الأبناء_ثرثرة
- الأنترنيت والنرجسية وعيد العشاق_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(2_2)_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(1_2)ثرثرة
- سراب وضباب....الحياة شعر_ ثرثرة
- أيقونة المعارض السوري
- فن الاصغاء ...فن المتعة_ثرثرة


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - على هامش المدن المتعبة_ثرثرة