أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد الحمداني - بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل فنانة الشعب زينب














المزيد.....

بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل فنانة الشعب زينب


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 560 - 2003 / 8 / 11 - 04:14
المحور: الادب والفن
    



                               

في الثالث عشر من آب الجاري يصادف الذكرى السنوية الخامسة لرحيل  فقيدة الشعب العراقي الفنانة والمناضلة [ زينب ]التي اختطفتها يد المنون من بين أحضان شعبها ومحبيها بعد صراع طويل وعنيف مع المرض .
لقد عرفنا زينب شخصية وطنية فذة ،أوقفت حياتها وفنها لخدمة قضية الشعب والوطن منذ صباها وحتى آخر يوم من حياتها المليئة بالعطاء ،على الرغم من كل المصاعب التي جابهتها ،من فصل ،وتشريد واختفاء وسجن واغتراب عن الوطن ،فمن منا لا يتذكر أدوار زينب في مسرحيات [النخلة والجيران ] و[ أني أمك يا شاكر ] و [تموز يقرع الناقوس ] و [الخرابة] و[ نفوس ] و [ الخان ] و[دون جوان ] والعديد من المسرحيات الأخرى ،والتي أعطت فيها كل ما تستطيع ،مؤمنة برسالة الفنان الملتزم بقضايا شعبه ووطنه ،وقضايا الإنسانية جمعاء .
ولم يقتصر دور الفقيدة زينب على المسرح فقط ،بل كان لها دور ريادي في السينما منذ الخمسينات ،حيث شاركت ،وبأدوار مهمة في فلم [ سعيد أفندي ] و فلم [ أبو هيلة ] بالاشتراك مع الفنان الكبير يوسف العاني ،كما قامت بدور البطولة في فلم  [الحارس ] الذي أخرجه الفنان خليل شوقي ،والذي نال جائزة مهرجان قرطاج الذهبية .
وبالإضافة إلى إنتاجها المسرحي والسينمائي ،فقد كتبت العديد من المسرحيات للإذاعة والتلفزيون كان منها [ ليطه ] و[ الربح والحب ] و[ تحقيق مع أم حميد بائعة الأحذية ] والعديد غيرها .
لم يقتصر دور الفقيدة زينب على الجانب الفني في حياتها ،بل كان لها جانب ثانٍ نذرت نفسها له طوال حياتها ،ذلك هو النضال السياسي مع أبناء شعبها في مقارعة الطغيان والاستبداد ،وقد وجدت طريقها في الانتماء إلى الحزب الشيوعي الذي كان في طليعة القوى الوطنية المناضلة من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب ،واستمرت في نضالها هذا حتى آخر يوم من حياتها ،وكانت مثال المناضلة الملتزمة ،شاركت بكل اندفاع وجرأة في كل جولات شعبنا ،بدءً من وثبة كانون الثاني المجيدة عام 1948 ، فوثبة تشرين المجيدة عام 1952 ،وانتفاضة عام 1956 ،أبان العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة ،وتوجت نضالها الدؤوب في ثورة 14 تموز 1958 ،حيث كانت في مقدمة الجماهير الشعبية التي اندفعت في صبيحة ذلك اليوم لدعم الثورة الوليدة .
وعندما وقع انقلاب 8 شباط السود عام 1963 ،اندفعت الفقيدة زينب مع الألوف من جماهير شعبنا في تصديها للانقلابيين ،وفي النهاية اضطرت الفقيدة  إلى مغادرة العراق ،إثر الحملة الفاشية التي شنها البعثيون ضد الوطنيين المناهضين للحكم الدكتاتوري الفاشي ،فقضت فترات طويلة من حياتها في المنافي بدءً باليمن ثم سوريا وأخيراً استقر بها المطاف في السويد حتى وافاها الأجل في 13 آب 1998.
 ولقد استمر عطاءها الفني في بلدان الغربة ،ومآثرها الجمة في الميدانين الوطني والفني،حيث ساهمت في تشكيل [ فرقة الصداقة في عدن] و[فرقة بابل في سوريا] و[ فرقة سومر في السويد ] بالتعاون مع رفاقها[ لطيف صالح ] و[ صلاح الصكر]  و [ سلام الصكر ] و[ رياض محمد ] و[ صباح مندلاوي ] و[ اسماعيل خليل ] و [أنوار البياتي ] و [ روناك شوقي ] و[ سهام حسين ] ،وقد قدمت هذه المجموعة الكبيرة من الفنانين والفنانات أعمال هامة كان منها [ مسرحية الحصار ] و[ ثورة الموتى]و[ القسمة والحلم ] و [ المملكة السوداء ] و[ رأس المملوك جابر ] و  [الأم ] و [ سالفة أم مطشر ] و [ خماسية الحوذي ـ الوحشة ] ويطول الحديث عن سرد مآثرها ، مما لا يتسع المجال لسرده بهذه العجالة .
هكذا قدمت الفقيدة زينب لشعبها عصارة جهدها ولسان حالها يقول:
ما انتفاعي من الوجود إذا لم                    يحوي فني أسمى معاني الوجودِ
كـل دورٍ أذيـب فـيه فـــوآدي                    لبـــلادي أصيــب مــنه خـلـــودي
ورغم ابتلاء الفقيدة زينب بالمرض الخبيث [ السرطان ] فإنها بقيت حتى اليوم الأخير ،قبل فقدانها الوعي لآخر مرة ،رابطة الجأش ،شجاعة بلا حدود ،تتحدى المرض الذي تعرف نهايته لكنها كانت قوية فوق ما يتصوره العقل ،وكانت تحرص على المشاركة معنا في الاعتصام احتجاجاً على استمرار النظام الصدامي القمعي على الرغم من انهيار وضعها الصحي والحمى التي كانت تلازمها باستمرار ، نعم إنها كانت مثالاً للقوة والشجاعة في تحدي المرض ، وكانت كلها عزم وإصرار على العطاء حتى الرمق الأخير .
واليوم أرى الفقيدة زينب ماثلة أمام ناضري بكل عنفوانها وقوتها وشجاعتها على الرغم من ظروفها الصحية المتدهورة تتحدى المرض والموت وهي في أيامها الأخيرة ،بابتسامتها الحلوة،واندفاعها الشديد في خدمة قضايا شعبها ووطنها .
 المجد والخلود لفقيدة الشعب والوطن زينب ،وستبقى أم تأميم خالدة تعيش في ذاكرتنا ،وبين محبيها ،نتذكر على الدوام ما قدمته من مآثر لا يمكن نسيانها ،فهي باقية في ضمير شعبها ومحبيها ،وعزائنا الحار لرفيق عمرها العزيز لطيف صالح[أبو تأميم]  الإنسان النبيل والفنان القدير والمناضل الوطني الغيور الذي شاركها رحلة الحياة بكل أفراحها وأحزانها،ومصاعبها ،وكان مثالاً للزوج ورفقة الطريق .

 



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي يطلب صدام حياً
- أضواء على أحداث كركوك
- من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية - الحلقة الس ...
- لماذا لا يعاد تشغيل قناة العراق الفضائية ؟
- في ذكرى ثورة 30 حزيران 1920 - ثورة العشرين
- متابعة للدراسة النقدية للدكتور سيار الجميل لكتاب ( العراق وع ...
- متابعة للدراسة النقدية للدكتور سيار الجميل لكتاب العراق وعبد ...
- من أجل إعداد جهاز تربوي جديد
- دربكم دربي
- تعقيب على بحث الدكتور سيار الجميل دراسات نقدية في مذكرات أمي ...
- حول مقال الدكتور سيار الجميل دراسات نقدية في مذكرات أمين هوي ...
- في ذكرى الشهيد عبد الكريم قاسم عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14 ...
- من أجل تربية أبنائنا تربية صحيحة - الحلقة الخامسة - مشاكل ال ...
- مسؤولية الأحزاب الوطنية في المرحلة الراهنة
- المشاكل السلوكية المكتسبة - الحلقة الرابعة
- المشاكل السلوكية الفطرية التي تجابه أبنائنا
- في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران العربية الإسرائيلية دروس وعبر
- المشاكل التي تجابه أبنائنا - الحلقة الثانية
- من أجل تنشئة أبنائنا نشأةً صحيحة
- من أجل نظام تربوي ديمقراطي جديد


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد الحمداني - بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل فنانة الشعب زينب