أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - أحمد حسنين الحسنية - زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق















المزيد.....

زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:50
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


الفتنة التي وقع فيها العراق، و التي لا ينكرها إلا متعام عن الحقيقة المرة، أصبحت تحتم أن يأخذ مكان القيادة، لكافة الطوائف، قيادات غير عادية، ففي زمن المحن لا مكان للقيادات المتوسطة، فما بالنا بالمنخفضة المواهب و القدرات، و التي لا تملك الرؤية البعيدة، فقدراتها الضعيفة لا تتيح لها إلا النظر لما هو تحت قدميها، و ليس أبعد من ذلك.

مصر مرت بالفتنة من قبل، و تحديدا في مطلع القرن العشرين، نعم لم يصل الأمر للإقتتال، و لكن وصلت الأمور لشفا الهاوية، بفضل السياسة البريطانية التقليدية، فرق تسد، و بفضل وقوع البعض من الطرفين، المسلم و المسيحي، في الفخ البريطاني.

مصر تغلبت على الفتنة، بفضل زعامات غير تقليدية تواجد بعضها في موقع القيادة بالفعل، و البعض أخذ موقعه الذي يستحقة في تلك الظروف الحرجة.

العراق يحتاج اليوم سعد زغلول شيعي، محبوب من الشعب، بفضل شخصيته، و مواهبه، و نظرته للأمور، تلك النظرة التي تجعله يحتفظ بشيعيته، و لكن لا ينسى أبدا أن هناك شركاء في الوطن يجب أن يؤخذوا في الإعتبار بكل التقدير و الإحترام، حتى يعيش الوطن في سلام.

العراق يحتاج سعد زغلول شيعي، يعرف إنه و إن كان بمقدوره أن يحكم دون معونة أي أقليه، لأنه قادر على أن يؤمن لنفسه ولحزبه أغلبية برلمانية مريحة، تكفل له أن يحكم منفردا، و يمرر ما شاء من القوانين و التعديلات الدستورية، إلا أنه أحصف من أن يقع في هذا الخطأ الكبير، لأنه يعرف أن مصلحة الوطن، خاصة عندما يكون هناك متربصين يتصيدون الأخطاء، و يزرعون الفتن، تلزمه بأن يسترضي الجميع، بقدر الإمكان بطبيعة الحال، حتى يحفظ سفينة الوطن من الغرق، و يقطع دابر من يريد أن يحدث بها خرقا لتغرق بأهلها، ليبيع حطامها بعد ذلك.

زغلول الشيعي المطلوب، يجب أن يفعل ما فعله زغلول المصري السني الأزهري، حين شكل حكومته، و لم يتورع عن إختيار وزراء مسيحيين مصريين لشغل وزارات، تصنف في فئة الوزارت السيادية الهامة، ماداموا أكفاء لهذه المناصب، و لم يخف من أقوال المرجفين من ذوي النظرات الطائفية الضيقة، و لم يهب أن يواجه الملك أحمد فؤاد الأول، حين أنبه على هذه الترشيحات، بعد أن طالع قائمة الوزراء، موضحا للملك إنه زعيم الشعب، و إنه الأدرى بمصلحة الشعب.

العراق اليوم يحتاج مثيلا شيعيا مماثلا لزغلول المصري، لا يخاف أن يعين وزراء يحملون أسماء عمر و عثمان و أبو بكر، يمثلون طائفتهم بحق، و ليسوا من صنف الإمعات، في وزارت سيادية هامة، دون أن يكونوا بحاجة لوجود برلماني كثيف، لأن زغلول الشيعي يدرك بأن وأد الفتنة أهم من الإنفراد بالسلطة.

زغلول الشيعي المطلوب، شخص حكيم يعرف مشاعر السنة، الذين يشعرون بأن السلطة خرجت من أيديهم لأول مرة في التاريخ العراقي، على الأقل منذ العصر العثماني، لهذا فإن الجرح لديهم عميق، و خوفهم عظيم، خاصة و إنهم أقلية، و أن أخر زعيم لهم قد إرتكب الكثير من الأخطاء في حق الأغلبية، و بحق الأقليات الأخرى.
زغلول الشيعي يدرك كل هذا، لهذا فإنه سوف يسخر كافة إمكاناته، من مواهب شخصية، إلى شعبية كاسحة في الشارع العراقي، أو على الأقل الشيعي، ليجبر خاطر السنة، و يطمئن نفوسهم المضطربة، و يهدأ من روعهم، و ليخفض من أصوات المتشددين في طائفته.

في المقابل فإن السنة، يحتاجون اليوم زعيم مثل البابا كيرلس الخامس، الذي رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في فترة من أحلك الفترات في التاريخ المصري الحديث، فقد حدث في فترة ولايته لشئون الكنيسة، هوجة عرابي، و ما أعقبها من إحتلال البريطاني، و ما تبع الإحتلال من محاولات للوقيعة بين عنصري الأمة المصرية، و عاصر زيادة النفوذ الأجنبي في هذا العهد، مثلما عاصر الحرب العالمية الأولى، و ثورة 1919، و إعلان إستقلال مصر في 1922، و الدستور المصري الأول في عصر الإستقلال في 1923.

لكنه بحكمته و وطنيته، قاد سفينته بمنتهى الحنكة، لبر الأمان، فكان ذلك خيرا لطائفته و للشعب المصري ككل.

كيرلس الخامس رفض الحماية الأجنبية التي عرضها قيصر روسيا لمسيحيي مصر، بالمثل كيرلس السني يجب أن يعلن أن السنة في العراق لا يحتاجون حماية خارجية من أحد، أكان ذلك الأحد النظام المصري أو الأردني أو السعودي، و لا التغطية الإعلامية القطرية، خاصة أن كل تلك الأنظمة كانت شريكا أساسيا في الموقف الحالي.
كيرلس العراقي السني، ايضا سوف يرفض و يدين و يتصدى بالتوعية الجريئة، للأصوات المتطرفة في طائفته، و لن يقبل بأن يقع إبناء طائفته في فخ الفتنة الذي نصبته قوى خارجية إحتلالية، و لن يسمح لتلك القوى بالتسيد عبر تفرقة الصف العراقي، و سوف يحض رجال الدين في طائفته أن يذهبوا لمساجد الشيعة ليهتفوا من أجل الحرية، و الإستقلال، و من أجل وطن واحد.

كيرلس العراقي السني، سوف يحض أبناء طائفته على القبول بحقيقة أنهم أقل عددا، و أن عليهم القبول بحكم الحكومة التي تحصل على غالبية الأصوات، لأنه واثق بأن الحكومات - جميعها- سترعى جميع المواطنين على قدم المساواة، و توزع خير الوطن بالقسطاس المستقيم، و لا تهاب التصدي للمتطرفين، و دعاة العنف أيا كانت طائفتهم أو هويتهم السياسية.

كيرلس السني ليس شرطا أن يكون رجل دين، فمن الممكن أن يكون سياسيا، المهم أن يتمتع بنفس الخصائص التي تمتع بها كيرلس الخامس المصري المسيحي، و التي تمتع بها في الهند من قبل زعماء مسلمين من أمثال عبد الغفار خان و أبو الكلام آزاد، من الذين قبلوا بوضع أقلية، مادامت الأغلبية لا تجور عليهم.

فإلى أن يظهر هذا النمط من الزعماء، السياسيين و الروحيين، و يشغلوا المكان المناسب لمواهبهم الفريدة، فإن العراق سوف يظل يتخبط في دمه، لأن من قفزوا على مقاعد القيادة في كل طائفة هم دعاة التشفي و الثأر، و دعاة التكفير و عدم القبول بأقل من السلطة كاملة، سواء أكانوا يستحقونها أم لا.

المهمة ملقاة - في حقيقة الأمر - على عاتق الفرد العراقي العادي، ليكتشف بعينيه الثاقبتين من بين طوابير الساسة و رجال الدين، سعد زغلول شيعي و كيرلس سني، ليساندهم ليصلوا للسلطة، كل على رأس طائفته، و حبذا لو كانوا أكثر من سعد، و أكثر من كيرلس.

أحمد حسنين الحسنية
عضو الهيئة التأسيسية لحزب كل مصر
حزب مصري غير مسجل رسميا في الوقت الراهن للظروف القميعة الحالية في مصر




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية
- تحاولوا أن تزرعوا عقدة ذنب إسلامية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - أحمد حسنين الحسنية - زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق