أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي















المزيد.....

لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 07:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الأستاذ الموقر كمال غبريال، في موقع الحوار المتمدن، يوم الخميس الخامس عشر من مارس 2007، مقال قيم بعنوان: أوليجاركية نعم . . ديموقراطية لا، و الذي توصل فيه سيادته بأن الحال في شرقنا الكبير من باكستان إلى المغرب، يختلف عن الحال في دول شرق أوروبا، قبل إنهيار الإتحاد السوفيتي، و التي لم يكن ينقصها سوى الديمقراطية، لهذا فبمجرد زوال الديكتاتورية إنفتح الطريق أمامها.
أما المشكلة في الشرق الكبير، من وجهة نظر الأستاذ كمال غبريال، كما أستخلصت، إن عالمنا يختلف، حيث الجهل و التطرف، هما أكبر العوائق أمام التقدم، و ليس فقط غياب الديمقراطية، و أن العاملان الأولان، أي الجهل و التطرف، هما الأخطر، و أن الديمقراطية لو جاءت في وجود تسيد لكل من الجهل و التطرف، فإنها تكون وبال على المجتمع، حيث إنها تكون أداة لوصول أنصار تلك القوتان للسلطة، و يصبح العالم الذي خلفناه أفضل بكثير، رغم فساده و قمعه.
الأستاذ كمال غبريال، يصل بنا إلى أن حكم نخبة مستنيرة أفضل من الديمقراطية، و يعطي مثال في مصر، هم أعضاء لجنة السياسات، و الملك عبدالله الثاني في الأردن، و أن حكم تلك النخبة هو الأفضل إلى أن تتحسن الظروف على أيديهم، و يصبح الشرق الكبير مهيئا لوصول الديمقراطية كما وصلت إليها أوروبا الشرقية.
هذا ما أراى أن سيادته يريد أن يخلص إليه، و يمكن الرجوع للمقال في موقع الحوار المتمدن للإطلاع عليه كاملا.
ليسمح لي الأستاذ كمال أن أختلف مع سيادته مثلما أتفق معه، فكاتب هذه السطور و غيرنا، يتفق على أن شرقنا الكبير، يختلف عن أوروبا الشرقية قبل سقوط العالم الشيوعي، فأين نحن منهم؟
أين نحن من دول من النادر أن تقابل فيها أميا، و قد قام كاتب هذه السطور بزيارة بعض تلك الدول و تجول في ريفها و مدنها، بعد سقوط الشيوعية، و لم يحدث أن قابل أميا حتى بين من تخطوا الثمانين من العمر في أعماق الريف و القرى الجبلية، فما بالك في المدن؟ و سمع من متوسطي العمر و كباره، كيف أن الأنظمة الحاكمة ببعض تلك الدول أرغمت الفلاحين و العمال لديها، ممن لم يصلوا في التعليم لنهاية المرحلة الثامنة من التعليم، أن يعودوا للدراسة ثانية، بالرغم أن بعضهم كان قد تجاوز الستين من العمر، أبان صدور هذا القرار، و يعلمون القراءة و الكتابة و قضوا بالمدرسة بالفعل أربعة مراحل في صغرهم، و كان بعضهم من كبار الملاك في قراهم قبل تأميم الممتلكات، و لهم حيثيتهم في مجتمعاتهم، و لكنهم جميعا رضخوا للأمر، كبيرهم كصغيرهم، و من كان غنيهم كفقيرهم؟؟؟
و أين نحن من دول كانت تصنع ما تحتاجه من آلالات ميكانيكية كاملة - و أن كانت أقل تكنولوجيا من الغرب - و تصدرها لدول الشرق الكبير، بينما نحن أقصى ما وصلنا إليه اليوم، أن نقوم بتجميع ما صنع الأخرون، و نقول على التجميع تصنيع ، و نهلل لذلك؟؟؟ أين نحن من دول بعضها كان يوم إنهيار العالم الشيوعي لم تكن مديونة لأحد خارجها، بينما الديون و فوائدها لدينا تقصم ظهورنا، و ستظل عبأ على الأجيال القادمة، و عقبة في طريق النمو، و للأسف معظم تلك الديون صبت في جيوب النخب الحاكمة؟؟؟
نعم هناك جهل و تطرف، و أيضا فساد، و لكن لماذا لم يسأل الأستاذ كمال غبريال عن الأسباب التي مكنت للجهل و التطرف كل هذه المساحة؟ أليس من فعل ذلك هم النخب الحاكمة؟ أليس من سبب الفقر - أبو التطرف - هم حكامنا بفسادهم؟ أليس حكامنا هم من تركوا الجهل و الأمية يتكاثرا لليوم، ليسهل لهم حكم شعوب الشرق الكبير؟
أليس حكامنا هم من أطلقوا العنان لقوى التطرف لتنتشر، بينما قمعوا - بوحشية - قوى الإعتدال من كل لون، حتى يخيفوا الجميع من التغيير، و لازالوا يرعون تلك القوى، في حدود؟
فهل نخب كهذه هي التي ستقود للتغيير؟
إذا كانوا لم يفعلوا ذلك، و يقودوا أممهم للأفضل، خلال أكثر من نصف قرن، منذ 1952، فهل سوف يفعلون ذلك اليوم أو غدا؟ لماذا يفعلون ذلك و هم بالحفاظ على وضع الحالة الراهنة، يدهم مطلقة، يسرقون كيف شاءت لهم ذممهم الخربة؟
لقد فوجئت حين قرأت للأستاذ كمال غبريال، أسم لجنة الفساد - أعني لجنة السياسات - في حزب الفساد الوطني الحاكم، كمثال للنخبة المستنيرة.
هل حيتان الفساد في العصر المباركي الأغبر، هم من سيقودون التغيير للأفضل، فيستأصلون الفساد، و يحاربون الجهل، و يقضون على التطرف بإسلوب علمي سلمي؟
هل أساتذة الجامعات و الكتاب، من الأعضاء في لجنة الفساد تلك، ممن جندوا إمكاناتهم العقلية لتبرير الفساد، و حكم التسلط، هم من سيقودون عملية التنوير؟
هل جمال مبارك ذاته، رئيس لجنة سياسة الفساد، و أبيها الروحي، هو الحاكم القوي المستنير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لقد حكم جمال مبارك هذه العزبة التي كانت دولة، و معه لجنة سياساته تلك، بالفعل، لمدة ست إلى ثماني سنوات، أي لمدة رئاسة كاملة حسب الدستور المصري، أو مدتان رئاسيتان كاملتان حسب النظام المعمول به في الكثير من الدول اليوم، فهل لمس الأستاذ كمال غبريال، أية تحسن طرأ على الشعب خلال تلك الست أو ثماني أعوام المنصرمة، أكان ذلك في مجال مكافحة الفساد، و محو الأمية، و توفير فرص العمل للشعب الصابر؟؟؟
أليست ست إلى ثماني أعوام، كافية للحكم على منهاجه السياسي، خاصة إنه كان خلال تلك المدة، و لازال، قادر على التطبيق الفعلي لأرائه المستنيرة، لو كان يملكها؟
إن الخضوع لقول الذي نعرفه أحسن من الذي لا نعرفه، أو خداع الذات بالقول أن جمال مبارك، لمجرد إنه شاب، هو حاكم مستنير، أو القول بأن نخب الفساد و التسلط تلك هي التي ستقود التغيير، رغم إنها الراعي الأساسي للجهل و التطرف و الفساد، هو خداع أخر للذات، و للشعب.
الحل يكون:
أولا بأن ندرك – في أغلبيتنا – أن الآفات التي نعاني منها، علاجها ليس في جعبة قوى الفساد الحاكم في مصر، و لا أتكلم على الأردن، فأهل الأردن أعرف بدولتهم مني، إنما حديثي يعتمد على الحالة المصرية.
ثانيا: الإيجابية، و نبذ السلبية، التي تحبط أي تغيير، فلا بديل من المواجهة، و أخذ موقع على الخارطة المصرية، و أن نرفض، كمصريين وطنيين، أن نمد أيدينا لنتحالف مع قوى الفساد، كما يريد البعض، أو مع قوى التطرف كما فعل دكتور أيمن نور حين ذهب ليحالف البناويين.
ما الذي ينقصنا – كتنويريين - عن قوى المعارضة التي يخاف منها البعض؟
الذي ينقصنا هو وضوح الهدف و ثباته، و الإستعداد للتضحية من أجله، و المثابرة على السير في دربنا، دون أن يكون في بعض الإخفاقات سببا في التوقف عن السير، أو تغيير الإتجاه.
هذا ما نطبقه في حزب كل مصر، فحقا نحن حزب حديث، صغير العدد، لم يسجل بعد، و لكنه لم ينتظر التسجيل ليعمل، و لكن لنا رؤيتنا، في دولة مدنية حديثة، و رفاهية تصل للجميع، و عدال مطلقة، أي تغيير المجتمع المصري كله، و كما أن لنا رؤيتنا، فإن لنا مبدئنا، و هو ألا نمد يدينا لنحالف من كان سبب في خراب هذا البلد العظيم، و أيضا رفضنا المطلق أن نستجدي دعم من سرق هذا البلد و عمل على تدمير الشعب المصري بمعاول الفقر و الجهل و التطرف، و خطوة خطوة سينضم لمسيرتنا الأخرين، بهذا نؤمن.
من سيقوم بالتغيير، و يبني مصر الحداثة و المدنية و الرفاهية، هم من يرفضون الواقع، و قلوبهم تمتلء بالأمل، و أرواحهم مشربة بالعزيمة، و نفوسهم لا تعرف إلا الإصرار.
الحل ليس في الإستسلام، و تسويغ حكم الطغاة، و الفرار من براثن قوى التطرف بالإرتماء في أحضان قوى الفساد و التسلط.
الحل هو في الإيجابية، في الفاعلية، الحل هو في التحدي.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية
- تحاولوا أن تزرعوا عقدة ذنب إسلامية


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي