أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - هل المصريون سعداء بالذل أم تعساء بالخوف؟














المزيد.....

هل المصريون سعداء بالذل أم تعساء بالخوف؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 06:58
المحور: حقوق الانسان
    


لو اجتمعتَ مع قطب معارضة مصري فستجد أمامك وطنيا ذكيا ومحلِلا عبقريا!
وإذا اجتمع اثنان منهم فهما أقل ذكاء!
وإذا زادوا عن ذلك ، سقط اختبار الذكاء كما يرسب تلميذ بليد للمرة السادسة في امتحان نهاية العام!
ماذا حدث في عقول صفوة الوطن، ونخبة المثقفين، وتجمعات صانعي القرار الفكري والاعلامي والمعارض لقوىَ الشرّ التي يمثلها الطاغية حسني مبارك؟
أما المعلومات فحدّثْ ولا حرَج، ولا يجهل أي منهم مشهدا باهتا جانبيا لأي من فصول كارثة مصر في ربع القرن المنصرم!
تحدّثَ مع أحدهم، فسيُسمعَك تفاصيل التفاصيل عن التعذيب والأسماء والأشخاص والأماكن، وعن أعداد المعتقلين، وعن الذين تم اغتصابهم في أقسام الشرطة، وعن عمليات النهب، والأموال التي قام بتهريبها حيتان عهد مبارك.
استزد منه ما يعرف، فسيصُمّ اذنيك بعد ارهاقهما بكم هائل من المعلومات عن المشروعات الفاشلة، وقوى الفساد، والتزوير والتزييف والكذب والاحتيال والخداع والاعتداء على الدستور وشبكة العفن السلطوي لمبارك في كل شبر من أرض مصر التي كانت طاهرة.
حدّثه عن الآمال والأحلام واشراقات غَدٍ جميل لوطننا العزيز، فستندفع من بين شفتيه عواصف وأنواء وأعاصير من الغضب على هذا الديكتاتور الذي حمل معه البوم والنعيق والخراب والأمراض والفقر ونهب خيرات مصر واللصوص والقسوة واحتقار الشعب وازدراء ممثلي العدالة.
استعلم منه عن جهازه العصبي وكيف يتحمل مشهد مِصْرِه الطيبة يجثم فوقها أشد الطغاة قسوة ووحشية وذئبية ينهشها قطعة .. قطعة، فيجيبك أنه لا ينام الليل إلا قليلا، نصفه أو ثلثه وطائفةٌ من الذين معه، فهو يحب مصر حبا مَلَكَ عليه حواسَه، ويخترق هذا الولَهُ بأم الدنيا كلَّ مسامات جسده، وهو يعرف أن الله لا يقف مع المترددين، وأن حب الوطن إن لم ينعكس سلوكا يخيف الطغاة فهو كراهية مخبئة خلف قلب يرتعش ، واسنان تصطك، وركب تنفصل لدى رؤيتها كلاب القصر.
سَلْهُ ماذا يقول لرب العزة في صلاته وتهجده وركوعه وسجوده، فسيقول على استحياء: إنني أطلب من الله أن يذهب وحده ويقاتل مع الشجعان، أما أنا فسأراقب الوضع عن كثب.
هل تتعمد المعارضة المصرية بكل أطيافها وأجنحتها وألوانها وأطروحاتها وأيديولوجياتها الدعوة للتمرد والمناهضة لأسباب تعلم مسبقا أنها لن تؤثر قيد شعرة في تلك الملايين التي أنهكها حكم مبارك، وأصفر لونها، وهشّتْ عظامُها، واحتفلت الفيروسات في أجسادها بانتصارها النهائي بعد سنوات حُكم رجل لم يتنازل لحظة واحدة عن تحطيم الشخصية المصرية، جسدا وروحا وفكرا وأملا وحبا في الحياة ورغبة في الثورة وعشقا للحرية؟
لماذا ترفض، واقعا وليس حديث ثرثرة، كل قوى المعارضة العصيان المدني ضد مبارك مع العلم بأنه المخرج الوحيد لتحرير مصر مع افتراض أن الانقلاب العسكري تأخر بعض الوقت رغم حالة القلق والتذمر والغضب في ثكنات جيشنا البطل، لكن زعيم الثورة المقبلة لم يتحرك بعد؟
لماذا لا تتم دعوة العاطلين عن العمل لمظاهرة احتجاج في ميدان التحرير، وهم ستة ملايين لن يخسروا شيئا، ولو حضر منهم خمسون ألفا فإن مبارك سيلوذ بالفرار مع زوجته وبصحبه ابنيه وما سَهَلَ حَمْلُه من كنوز الوطن؟
لماذا لا تتم الدعوة للفقراء وغير القادرين على العلاج والدواء، وهؤلاء لو اجتمع منهم عشرة بالمئة في ميدان التحرير لما أمكن لكل رجال أمن مبارك أن يتحركوا من مواقعهم شبرا واحدا؟
كانت الفرصة أمام قوى المعارضة ذهبية في تمرد عمال كفر الدوار والمحلة الكبرى، وكان أمام عشرين ألف قاضٍ ضرب رجالُ مبارك زميلَهم بالحذاء أن تحرّكهم النخوةُ والشهامة والشجاعة والايمان بالوطن، لكنهم استكانوا، وتراجعوا، رغم أنهم الأكثر معرفة بتفاصيل الجحيم الذي صنعه هذا المستبد الغليظ والسادي؟
لكن قوى المعارضة الوطنية المصرية تختار دائما أسبابا تعرف مسبقا أنها لن تُغضب النظام، ولن تجمع عدة آلاف، فالشعب لا يعرف التعديلات الدستورية، والغضب من أجل ذبح الأسرى المصريين يمكن للنظام أن يُرْشِيه بعدة قرارات تدغدغ مشاعر البسطاء وكرامتهم.
لماذا لا تتحول حركة المعارضة إلى أشرف وأنبل وأصدق شعار لتحرير وطنهم وهو ( مظاهرة يشترك فيها كل من يطالب بمحاكمة الطاغية حسني مبارك عن جرائم ربع قرن ) ؟
هنا ترتعش المعارضة، ويبدأ تبرير الخوف، وينكشف المستور، ونعرف أن القضية كلها ليست أكثر من لعبة الكراسي المتحركة، وإلا فما معنى وجود نواب من الإخوان المسلمين في مجلس الشعب حيث يتم تمرير بيع وطن أمام الجميع؟ كيف تمنح القوى المعارِضةُ الشرعيةَ للقاتل والطاغية ومغتصِب الحُكم ومزوّر الانتخابات ومنتهِك الكرامة الذي أمر شخصيا باذلال المصريين واهانتهم ونهب أموالهم وتوريث ابنه ملكية مصر؟ لا أصدق أن قوى المعارضة الضخمة التي تملك بين اصبعين من اصابعها نقابات ورجال قانون وقضاء وعدالة وفكر واعلام وصحفا كثيرة، وتستطيع أن تحرك الجامعات والمصانع والشارع والفقراء والعاطلين والغاضبين وأهالي المعتقلين ظلما وكل من أضره حكمم الطاغية مبارك، تدعو فلا يستجيب لها إلا بضعة آلاف!
إنها تتجنب أي دعوة تسقط النظام وتحاكم المجرم وتحرر الوطن!
إنها تحفظ ماء وجهها كمعارضة، وتلعب دور الزوج المحلّلِ، وتَمُدّ في عمر النظام البلطجي لطاغية العصر وكل العصور.
أيها المصريون،
ليس أمامكم غير العصيان المدني والمطالبة بالقبض على الطاغية حسني مبارك وتحريض الجيش على التمرد والخروج من ثكناته لانقاذ شعبه.
لقد انتهت لعبة القط والفأر، ولن يمضي وقت طويل حتى يفهم الفأر أنها كانت لعبة سخيفة، يعرف مسبقا مصيره فيها.
أقدم اعتذاري الشديد للمناضل الوطني الدكتور عبد الوهاب المسيري، وأطلب منه أن يعيد الدعوة كرة أخرى، ويطالب بالعصيان المدني، وينحاز للمتضررين من حكم الطاغية، وسيكتشف حينئذ أن مصر كلها ستنتفض معه، حتى الخائفون من الأغلبية الصامته قد تعرف الطريق إلى ميدان التحرير.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... هزيمة كل المتصارعين
- متى يغضب السوريون على الرئيس بشار الأسد؟
- عانس سعودية تبث أوجاعها لقساة قومها
- محاولات مضنية للبحث عن الرئيس حسني مبارك
- البيان والتبيين في أوجاع مصر وأحزان المصريين
- المؤسسة الدينية السعودية تدعو لاغتصاب الأطفال
- مبارك يصنع المرشدين من صعاليك الإنترنيت
- طز في الشرفاء والأحرار و ... الوطنيين
- الإنترنيت .. الخطر القادم على البشرية
- السعوديون ينحازون للملك، فمتى ينحاز الملك للسعوديين؟
- آلة موسيقية تتحدث إلى مسلم متشدد
- لماذا لا يغضب المصريون؟
- كلنا خائفون، فكيف تتحرر مصر؟
- هذه الفتوى باطلة .. باطلة .. باطلة
- فتاوى الرأي السديد للشيخ محمد عبد المجيد
- رسالة مفتوحة إلى صدام حسين حفار القبور يحكم الجمهورية السجن
- الاستشفاء بالمشهد العُماني .. سلطنة عُمان تعيد إليك روحك
- المؤسسة الدينية أقوى من آل سعود
- رسالة تهنئة من إبليس إلى العراقيين
- ضيوف لبنان يرفضون لقاء رئيس الدولة


المزيد.....




- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...
- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - هل المصريون سعداء بالذل أم تعساء بالخوف؟