أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الأول















المزيد.....

الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الأول


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 13:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



تعتبر الحركة الطبيعة أول الحركات التي ظهرت على وجه الأرض و التي يشكل فيها الإنسان عنصرا من بين عناصرها الحيوية ، و تحكمها مجموعة من القوانين الطبيعية حسب طبيعة كل مكون من مكوناتها المختلفة و المتعددة التي تحكمها جدلية التناقضات المحددة لدينامية الحركة الطبيعة ، في ظل قوانين طبيعية تحكم هذه المكونات و تتحكم في ديناميتها و سيرورتها التاريخية و الطبيعية ، و الحركة الطبيعية لا يمكن تجاوزها مهما بلغت الحركة الإجتماعية و الفكرية من شأن رغم امكانية التأثير فيها في حدود إشباع الحاجات الفردية و الجماعية ، كما لا يمكن تغيير القوانين الطبيعية إلا بشكل نسبي يخدم مصالح الحركة الإجتماعية وفقا لتطور الحركة الفكرية في تفاعل دائم بين الحركة الإجتماعية و الفكرية ، إلا أن ما يمكن تحقيقه من تغيير في الحركة الطبيعية يبقى ضعيفا أمام القوانين الطبيعية العليا التي تحكم الحركة الطبيعية و تتحكم في سيرورة الحركة الإجتماعية و الفكرية ، فرغم ما توصل إليه الإنسان من مستوى تكنولوجي هائل في مجال الإعلاميات و علم الوراثة اللذان يعتبران اليوم أروع ما وصلت إليه الحركة الفكرية ، إلا أن قوانين الطبيعة تبقى حاسمة خاصة عندما يصل تأثير الحركة الإجتماعية و الفكرية على الحركة الطبيعية إلى مدى معين ، يستطيع إحداث خلال ملحوظ في التوازنات الطبيعية التي تحكمها جدلية التناقض الدائم بين مكونات الحركة الطبيعية.
لقد اهتم الإنسان خلال مراحل تطوره اهتماما خاصا بالطبيعة التي يمثل فيها العضو الحيوي حيث كانت انشغالاته الأولى تهتم بالحركة الطبيعية ، التي أذهلته بما تحتويه من تناقضات حاول فهمها و تفسيرها و تغييرها و استغلالها لصالحه ، فاكتشف بذلك قوانينها المعقدة بعد اكتشاف الظواهر الطبيعية في علاقتها بالفضاء الخارجي بما يحتويه من أجرام و الذي شغل اهتمام الإنسان لقرون من الزمن ، استطاع عبرها اكتشاف قوانين دوران الأجرام منذ القدم و تسخيرها في حياته اليومية باعتبار الفضاء مجالا رحبا "العالم اللامتناهي الكبير" Le monde infiniment grand ، و تم اكتشاف علم الفيزياء الفضائية و التي أحدثت ثورة هائلة في مجال العلوم الفيزيائية بفضل علماء أمثال كوبرنيك و نيوتن و كليلو ، الذين وضعوا الأسس النظرية للجاذبية و دوران النجوم و الكواكب و تجاذبها و دحضوا النظريات الميتافيزيقية لتفسير الظواهر الطبيعية ، و لم يسلم هؤلاء العلماء العظام من استبداد الكنيسة التي لم تستسغ نظرياتهم العلمية بعد جر البساط من تحت خرافاتها و ما كان عليها إلا أن تصدر أحكامها الجائرة في حقهم ، و عرفت العلوم الفيزيائية ثورة هائلة عندما تم تطبيق استنتاجات علوم الفضاء على مستوى "العالم اللامتناهي الصغير" Le monde infiniment petit و ذلك باكتشاف قوانين حركة الذرة في كلاقتها بالإليكترونات ، و التي علبت دورا هاما في فهم دواليب المادة و علاقتها بالطاقة بفضل علماء أمثال دو بروكلي و إنشتاين ، اللذان وضعا الأسس النظرية للحركة و المادة التي أحدثت ثورة هائلة في مجال الفيزياء النووية.
و الدارس لتاريخ العلوم التجريبية يلاحظ تطورها بشكل متواتر منذ عصر اليونان الذي حاول فيه العلماء و الفلاسفة فهم الحركة الطبيعية في أبعادها "الكبرى" و "الصغرى" ، و تفسير الوجود لكن هذه العلوم لم تعرف تطورا إلا عندما استقلت عن الفلسفة في وقت متأخر من تطورها خلال القرن 17 ، عندما انفصلت عنها و أصبحت علوما لها قوانينها و أسسها الخاصة باعتبارها تعنى بالحركة في علاقتها بالمادة و بالتالي علاقة المادة بالطاقة ، و عرفت هذه النظريات العلمية عبر الحقب التاريخية تطورا هائلا بفضل اجتهادات العلماء ، ففي نهاية كل حقبة تاريخية توضع تساؤلات في حاجة للأجوبة التي يتوصل لها العلماء في حقب لاحقة ، و ذلك بعد تمحيص هذه النظريات و إجراء التجارب للتحقق من صحتها ما تم التوصل إليه من قبل للتخلص من أخطائها و البرهنة على خاصياتها التي كانت مفترضة ، و هي في حاجة إلى البرهنة من أجل إقرارها و فسح الطريق أمام مزيد من البحث العلمي بالتمحيص و التجريب لتثبيت صحة القوانين ، هذه القوانين التي ما هي في الأصل إلا جزء من القوانين الطبيعية التي لا حصر لها و لا نهاية ، و في آخر كل اجتهاد و الوصول إلى النتائج تطرح من جديد تساؤلات في حاجة إلى التدقيق و التمحيص و التجريب لوضع قوانين جديدة و هكذا دواليك ، و تاريخ العلوم عبارة عن إخفاقات و نجاحات لفك تناقضاتها عبر عدة قرون خلت من تاريخ البشرية ، عندا استطاع الإنسان استغلال الثروات الطبيعية بعد اكتشاف النار كطاقة و تسخيرها لصالحه ، و في اشتغالهم يسعى العلماء إلى تغيير قوانين الطبيعة و ذلك باكتشافها و تطويعها و التأثير فيها بإدخال التغييرات عليها من أجل استغلالها من جديد وفق متطلبات الحركة الإجتماعية .
و الحركة الإجتماعية هي ثاني الحركات و التي أبدعها الفرد عندما أحس بالحاجة إلى التعاون من أجل تأمين حاجاته الفردية للتخلص من سيطرة الآخرين و التطلع إلى الأمن ، في الوقت الذي أحس فيه الفرد أنه لا يمكن لوحده تحقيق حاجاته في ظل قانون طبيعي ضعيف أمام متطلباته بعد تعدد المصالح و تعارضها و بروز السيطرة ، فكان لابد له من التكتل في مجتمعات بشرية تكون فيها الجماعة هي الحاسم و لا شأن للفرد خارجها ، و تم التعاقد بين أفراد الجماعة من أجل اختيار من ينوب عنهم في الدفاع عن حقوقهم و يحمايهم من سيطرة الآخرين و تم سن القوانين الإجتماعية التي تقوم مقام القوانين الطبيعية.
و الحركة الفكرية هي نتاج الحركة الإجتماعية المؤسسة للعلاقات الإجتماعية التي تحكم دينامية الأفراد و الجماعات في ظل قوانين طبيعية و اجتماعية ، هذه القوانين التي يمكن تجديدها و تغييرها كلما دعت حاجة الحركة الإجتماعية إلى ذلك في ظل الجدلية التي تحكم تناقضات الحركة الإجتماعية ، و كان للحركة الفكرية دور هام في التأثير على الحركة الإجتماعية التي يمكن تجديدها و تغييرها باستمرار وفق الشروط المحددة لكل قفزة نوعية ، و العلاقة الجدلية المتواترة بين الحركة الإجتماعية و الفكرية في صارع دائم من أجل التغيير في ظل تحديد شروط السيرورة التاريخية للمجتمعات البشرية ، هذه السيرورة التي تعرف دينامية سريعة بعد التفاعل الهائل بين الحركة الإجتماعية و الفكرية في ظل تطور العلوم التجريبية خلال القرن 17.
فبالإضافة إلى انشغال العلماء و الفلاسفة بالحركة الطبيعة من أجل تسخيرها لصالحهم عملوا على الإهتمام بالحركة الإجتماعية التي يشكل فيها الفرد العنصر الأساس ، و ذلك من أجل اكتشاف قوانينها و العمل على فهمها و صياغتها و تسخيرها لصالح المجتمعات البشرية ، فاهتموا أول الأمر بسلوك الفرد و حاولوا فك مفهوم النفس البشرية التي اعتبروها أعلى ما يشكل كيان الفرد عبر المفهوم الميتافيزيقي للوجود ، و أن المادة ما هي إلا شكل مضمونها النفس البشرية معتمدين في ذلك على المتناقضان الخير و الشر بحثا عن السعادة ، و كان الفلاسفة اليونان أول من أهتم بالفرد و حاولوا فك ألغاز تناقضات المجتمعات البشرية خاصة بعد الحكم بالإعدام على سقراط ، الشيء الذي أحبط تلميذه أفلاطون الذي بحث كثير ا من أجل إسعاد البشرية بحثا عن نظام تسود فيه المساواة ، و اعتبر أن النظام الإثيني القائم على انتخاب ممثلي الشعب لا يعبر عن مفهوم الديمقراطية فيرى أن اختيار الحكام يجب أن ينبني على مؤهلاتهم و أن يكونوا من الفلاسفة ، و يقول أن الفرد له حاجات ذاتية يسعى لإشباعها و لا يستطيع ذلك لوحده لدى نشأ المجتمع السياسي نتيجة الشعور بضرورة التعاون و التضامن من أجل إشباع الحاجات الفردية ، و دعا أرسطو إلى تأسيس مجتمع سياسي يتمثل في البرلمان يرعى حرية التعبير من أجل العدالة و المساواة ، إلا أن البرلمان اليوناني إقتصر على مجموعة من النخب حيث تم استثناء المرأة و العمال و الغرباء من الحق في المواطنة ، و نشأت بذلك الإرهاصات الأولى للمجتمع السياسي الذي حاول الفلاسفة اليونان وضع قوانينه الإجتماعية بمحاولة اكتشاف قوانين الحركة الإجتماعية.

تارودانت في : 16 مارس 2007
امال الحسين



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- ثقافة الحجاب من حجز المرأة بالبيت إلى توظيف الحجاب أيديولوجي ...
- تطور الحركة الإجتماعية الإحتجاجية بتماسينت بالريف بالمغرب
- حتى لا تعيد المقاومة العراقية تجارب حركة التحرر الوطني في ال ...
- التحولات الإجتماعية للطبقة العاملة في ظل الرأسمالية الإمبريا ...
- من أوراق منظمة إلى الأمام : من أجل بناء خط ماركسي لينيني لحز ...
- العلاقة الجدلية بين المعبرات السياسية للبورجوازية الصغرى و م ...
- الوجه الحقيقي للاستغلال البشع الذي يتعرض له العمال والفلاحون ...
- المهام الثورية للبورجوازية الصغرى
- الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي ...
- الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي ...
- الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي ...
- الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي ...
- الأسس التاريخية لحركة التحرر الوطني و الحركة الثورية المغربي ...
- في حديث مع التحريفيين الجدد بالنهج الديمقراطي 2


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الأول