أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أشرف عبد القادر - جدوى حكم الأقليات














المزيد.....

جدوى حكم الأقليات


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 10:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عندما كنت مدعواً في كردستان العراق في العام الماضي لحضور أسبوع "المدي الثقافي مهرجان الربيع"، تلبيتة لدعوة رئيسها المثقف التقدمي الأستاذ فخري كريم، كانت احدى ندوات المؤتمر بعنوان"الديمقراطية أداة التحول من النظام الاستبدادي إلى المجتمع الحر والتعدد السياسي والتنوع الثقافي"، اشتكي وبكي فيها بعض الكتاب من سؤ الأوضاع في العراق وسوداويتها، وأخذت الكلمة وقلت "انني متفائل بمستقبل العراق" وقلت إن أحد أهم أسباب تفاؤلي وجود الرئيس جلال طالباني كرئيس للعراق، وهو من الأقلية الكردية التي كانت مضطهدة طوال حكم البعث، وازداد اضطهادها وحشية تحت حكم الديكتاتور السابق صدام، ولكن الوعي واللاوعي العربي المتكلس ،المصاب بمرض الثبات في الفكر والعقيدة، والذي أوقف عقله منذ القرن الثاني عشر، ويعيش في ماضيه الجميل، ويحكمه الأموات من وراء قبورهم، لم يستسغ ولم يع رمزية حكم جلال طالباني للعراق، إذ كيف يجلس رجل من الأقلية على عرش هارون الرشيد ولا يحرك ذلك خيال الأقليات المظلومة في الشرق الأوسط؟ ونسوا أن وجود شخص من أي أقلية في أعلى سلطة رئاسية هو قمة الديمقراطية والمواطنة،فلا فرق بين أبناء البلد والواحد إلا بالكفاءة، دونما أي اعتبار للعرق والدين، كما هو الحال في أمريكا و كل البلاد الأوربية، وبعد انتهاء الندوة سألني أحد الحضور: معنى كلامك أنك تؤيد أن يحكم مصر ذات يوم قبطي؟ فضحكت وقلت له:أسأل الله أن أكون على قيد الحياة وأري هذا اليوم، لأن ذلك لو تحقق ستكون بلدي مصر قد بلغت قمة الديمقراطية وحققت مبدأ المواطنة فعلاً لا قولاً.
فما جدوى حكم الأقليات؟
لحكم الأقليات فوائد كثيرة، أولها أنه يعيد إليها ثقتها بنفسها هي التي ظلت مضطهدة – ولا زالت – لسنوات طويلة، وأنها تشارك في صنع القرار، وانهم مواطنون لا رعايا مما سيشعرهم بالأمان المحرومون منه سنيناً طوية، ولن يجعل رأس المال يهرب خوفاً من النهب، لأن الأقليات دائماً غنية ، ثانياً أن التاريخ يعلمنا أن الأقليات كانت على قدر كبير من الذكاء على مر العصور وأخرجوا لنا كثيراً من المبتكرين والمخترعين والعلماء والعباقرة،مما سيجعلهم يبذلون أقصي جهودهم لإثبات جدارتهم بالمناصب التي وصلوا إليها، فالعالم مدين للأقليات بجل الاختراعات التي تمت وللحضارة التي نعيش عيها الآن. سأضرب مثلاً لذلك، عندما اجتمع بنا الرئيس جلال طالباني في العام الماضي، لم يذكر اسم الشيعة إلا مسبوقاً بـ"إخوتنا في الدين والوطن"، في حين أن شيوخ التأسلم والإرهاب يسمونهم بـ"الروافض"، حتى بلغ بشيخنا الموقر يوسف القرضاوي بتحريم زواج السني من الشيعية، وفرض على الإسلام فرضاً جديداً ما أنزل الله به من سلطان، في حين أن رسولنا صلى الله عليه وسلم تزوج من المسيحية واليهودية. هناك موقف آخر مر علينا جميعاً مرور الكرام، وهو قرار التصديق على اعدام صدام حسين، فرفض طالباني التوقيع عيه، ووقع المالكي عليه واعدم صدام، لأن طالباني لو صدق على الحكم لقالوا أنه صدق لينتقم للأكراد، على الرغم أنهم كانوا مضطهدين لمدة 35 عاماً وضربوا بالكيماوي، ولكنه الحذر من الرغبة في الانتقام،إن حكم الأقليات – لو وصلت إلى الحكم – سيكون مبنياً على فلسفة التسامح والسلام التي نحن بحاجة لها الآن، والتي هي اللغة التي يفهمها العالم المتحضر الآن، وهذا ما لم يحققه حكم الأغلبية لنا على مر العصور والأجيال، ألم يصرح هتلر مصر محمد مهدي عاكف بأنه "يفضل أن يحكم مصر مسلم أندونيسي على أن يحكمها قبطي مصري"، فالله أسأل أن يمد في عمري حتى أري قبطي رئيساً للجمهورية ،أ و رئيساً للوزراء،أ ومحافظاَ، أو رئيساً للجامعة،وليس محروماً من المناصب الهامة في وزارتي الدفاع والداخلية. لقد بلغ جمود المتأسلمين الفكري وهوسهم بالماضي الذي لن يعود، بأن طالب مرشدهم السابق مصطفي مشهور، بضرورة إخراج الأقباط من الجيش على أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون كما كانوا يدفعونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسوا أننا في بداية القرن الحادى والعشرين، عصر حقوق الإنسان والمرأة والأقليات، عصر الديمقراطية والمواطنة، ونسوا أن عملة "التأسلم" هي عملة أهل الكهف الذين ناموا حينا من الدهر وظنوا أن عملتهم مازالت صالحة للصرف،فعملة "الطائفية" وكراهية الآخر المغاير(اليهودي والمسيحي)، التي يستعملها المهربون الدينيون غير قابلة للصرف في عصرنا الحاضر.
الحل معروف للجميع وهو يحتاج لشجاعة فكرية وأدبية وأخلاقية، وهو ضرورة إعطاء أقليات العالم العربي حقوقها كاملة تأسيساً لمبدأ المواطنة، ضرورة إعطاء المرأة حقوقها لتتساوى بالرجل في الحقوق، وكذلك بالمرأة الأوربية والمغربية والتونسية، ضرورة فصل الدين عن الدولة الذي بدونه لن نخرج من دوامة التأسلم التي يدور العالم العربي في فلكها ... فهذا هو الحل ... أو الطوفان.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب -عقدة جنسية-
- هل الأقليات طابور خامس؟!
- لماذا يهدد نصر الله بالفتنة الطائفية؟
- شعر المرأة ليس عورة
- انتفاضة المثقفين المصريين
- نحن أكثر الشعوب هوساً بالجنس وفشلاً فيه
- جريدة الإخوان المسلمين تحرض على اغتصاب السافرات !!!
- انتفاضة القاهرة الاغتصابية: الحل الإسلامي في الاختلاط ونكاح ...
- انتفاضة القاهرة الجنسية:الكبت الجنسي يورث الانفجار
- هل هو الغزو الوهابي لمصر أم الغزو الإخواني للوهابية؟!
- رسالة مفتوحة إلى السنيورة: اجعلوا المحكمة الدولية دولية
- ثعلب تونس يكذب على العمير وجار الله
- ثعلب تونسي يطارد د. رجاء بن سلامة
- د. عبد الصبور شاهين عدو للمفكرين المصريين والعقل
- أعداء المرأة ينفثون سمومهم
- علي حرب: يفضح نصر الله قبل أن يفضح نفسه
- بل تحريك العقول الجامدة
- السيد حسن نصر الله يهدر دم معارضيه
- نداء إلى جمعيات حقوق الإنسان: أدينوا جرائم حزب الله وحماس ضد ...
- حسن نصر الله مجرم في حق شعبه؟


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أشرف عبد القادر - جدوى حكم الأقليات