أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الشريف - نادية .. والبيوت أسرار ؟!!!















المزيد.....

نادية .. والبيوت أسرار ؟!!!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 05:29
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة:

هبط الدكتور "وسيم" ،طبيب العناية المركزة والطوارئ بسرعة البرق إلي قسم الاستقبال فور سماعه زامور السيارة، التي دخلت باب المستشفي ، وأوصل جهاز الصدمة بالكهرباء بعد فحصه السريع لحالة "د. جلال" صديقه، والذي يعرفه عز المعرفة، فهو طبيب الجراحة، الذي يعمل معه بالمستشفي منذ عشرين عاماً ، وهو أيضاً زميل دراسته لعشر سنوات أخري في كلية الطب. وطلب الدكتور "وسيم" من طاقم الإسعاف، الذي كان منهمكاً بعمل الإنعاش بالتدليك والضغط اليدوي علي الصدر ،وبوضع المحاليل، وسحب الدم، وتوصيل كمامة الأوكسجين، والابتعاد عن المريض، ليقوم بصعقه بجهاز الصدمة الكهربائية، لاستعادة عمل عضلة القلب، التي كانت متوقفة تماماً عن العمل علي شاشة جهاز رسم القلب، ونظر إلي الشاشة بعد الصدمة الأولي، ولكن لم تحدث أي استجابة، فأعاد د. وسيم الكرة ثانية بجرعة كهرباء متوسطة، ولم تحدث أيضاً أية استجابة من قلب جلال، وعندها رفع د. وسيم جرعة الكهرباء إلي الحد الأعلى، وكرر الصدمة، فإذا بقلب جلال يرتسم علي الشاشة، باستجابة ضعيفة، شجعت الجميع علي مواصلة إنفاذ بعض العقاقير المساعدة للقلب في أوردة جلال، وبالتدريج بدأت الحالة تستقر، ويستعيد قلب جلال العمل رويداً رويدا، وبعد ساعة من العمل المربك بقسم الطوارئ واستقرار الحالة ، تم نقل جلال إلي قسم العناية القلبية المكثفة، ليمضي بها جلال ثماني وأربعين ساعة أخري في وضع التحسن التدريجي، وبعدها نقل إلي مركز جراحة القلب، وتواصل العمل، وأجريت العمليات اللازمة لقلب جلال، وعاد بعد راحة تامة إلي عمله بعد خمسة أشهر.

جلس وسيم وجلال الصديقين القديمين، ذات مساء، يستعيدان مشوار حياتهما، فهما الآن في الثامنة والخمسين من العمر،تصادقا ثلاثين عاماً في الدراسة، والعمل، والهم الوطني، حيث كانا سياسيين، ومثقفين من الطراز الأول، وانتميا مبكراً لحزب واحد، كانا لا يضيعان دقيقة واحدة، إلا ويملآنها بالنشاط السياسي، والاجتماعي، والثقافي بعد أن يفرغا من عملهما بالمستشفي،

كان اختلافاً كبيراً فارقاًً بين مجري حياتهما ، حيث لم يتزوج وسيم، وبقي يعيش مع والدته لسنوات، ثم أصبح وحيداً، بعد وفاة والدته، وكان حينها قد تخطي الأربعين عاماً، متلهيا بالطب، والسياسة، وممارسة الرياضة، التي واظب عليها منذ الصغر،وباتت حياته رتيبة.
بعكس جلال الذي كانت صفحته مليئة بالأحداث، والنساء، والتي بدأت مبكراً حين وقع في حب جارته، وهو مازال في الأول الثانوي، وتبادل معها الرسائل الغرامية والمواعيد البريئة، حين كانا يذهبان إلي المدرسة، لينظرا إلي بعضهما في الطريق، ويبتسم جلال، وتبتسم دلال جارته السمراء خفيفة الدم، فيحس جلال بالرجولة المبكرة، وتسعد دلال بأنوثتها المتفتقة، دون إدراك لمعني أن يكونا حبيبين، أو عشيقين، مثلما أحسه جلال في عنفوان شبابه، ففي الجامعة بالقاهرة، التي بدأ جلال ينسج علاقة جديدة مع زميلته هدي، التي كانت تشاركه أحاسيس الحب نفسه، لكن، بمشاعر أكثر نضوجاً، وأعنف خطورة علي غربته، واحتياجه لكثير من العاطفة والجسد،وكان يحب كلامها، وينتظرها بالكافتيريا، ليجلسا سويا بين المحاضرات، كما طلاب الجامعة تماما، لكن الفرق بينه وبينهم، أنه كان قادما من غزة، ولم يكن طلاب غزة بخبرة الطلبة المصريين، وشطارتهم في السيطرة علي العلاقات، والشطارة في الحديث، والكلام،والمجاملات للنساء، وكذلك خبرتهم بالحب والمرأة، فقد كان جلال من النوع الخام، إذا ما قورن بالشبان المصريين الآخرين، فأحب هدي حباً صادقاً، ووجدت هي به طعماً آخراً، لكنه كان مؤقتاً لم يستمر طويلاً، عندما اكتشفت عدم درايته بكثير من شؤون الحياة، وجذب المرأة، ومستقبلها الغامض مع غريب عن بلدها، ولا تدري مستقبله في أرضه، أم مهاجراً، إلي بلد آخر، وكثير من الهواجس والأسئلة التي كانت لا تجد لها إجابات واضحة، وبعد مدة ابتعدت عنه،واختارت أن تصادق زميلاً لها من بلدها، تفهمه ويفهمها، وذو نكهة تعرف هي طعمها، ومستقبلها، ويتفقا علي الزواج بعد التخرج، ولم يستطع الحفاظ عل حبه معها، لكل هذه الأسباب، وأيضا لانشغاله بدراسته، ومهمته التي ترك أهله من أجلها، وهو بعيداً عن أهله، وهو يحاذر من المضي قدما في علاقات نسويه، كان يخشاها، من أن تطيح بدراسته، كما فشل بعض أصدقائه، ومعارفه في دراستهم، نتيجة لعلاقات غرامية طائشة مع فتيات، أو نساء، أو خادمات أثناء دراستهم بالجامعة فتعوقوا عن زملائهم بسنوات، أو عادوا بخفي حنين، فكان الناس يهزءون منهم.

وكان جلال يقدم خطوة نحو الأنثى، ويتراجع خطوات، وكل هدفه أن ينهي دراسته بتفوق وبالفترة المقررة دون تأخير، ليعود إلي أهله متخرجا من كلية الطب، بعد أن يبذل الأهل الغالي والرخيص من أجل تعليم أبنائهم. وانتهت علاقته الحميمة، بحزنه الشديد، والتي بقيت بريئة في نفس الوقت مع هدي، والتي لم تخرج عن حدود الشباب البسيطين في تلك الأيام، من عزومة علي ساندويتش فلافل، وكأساً من الشاي، أو مشوار يتحدثون فيه ببراءة.

ولكن جلال كان دائما يحس أنه بحاجة لأنثى، مثله، مثل خلق الله لكن الحياة المحافظة نسبيا، التي عاشها في مجتمعه، وكذلك حرصه علي توصيات والده بالتخرج والتفوق، والابتعاد عما يلهيه عن دراسته، وخاصة النساء، كانت تقمع فيه هذه الأحاسيس، والنزوات.

وفجأة ودون سابق إنذار، وبينما كان جلال عائداً مرة من الجامعة في السنة الثالثة، فإذا بفتاة في العشرينات من عمرها، واقفة عند باب العمارة، التي يسكن بها، ولها من الجمال والإغراء ما يلفت الأنظار بشدة، وكانت امتحانات نهاية العام علي الأبواب، حين تقدمت منه هذه الفتاة الساحرة الجمال، تسأله عن عنوان هو بالضبط عنوانه، فاضطرب لحظة قبل الإجابة عليها، ناظراً يمنة ويسرة، وقال بتلعثم، نعم، هذا هو العنوان، وأنا جلال، فمن أنت ؟ فقالت، مش مهم تعرف مين، سأقول لك بعدين، المهم ألا تريد أن تستقبلني؟ فقال لها، عفواً، أعزمك علي شيء هنا، بجانبنا كازينو صغير، فقالت لا، أتريد أن يرانا الناس، فقال لها، وماذا إذا رآنا الناس ؟ فقالت: إعزمني عندك بالبيت نشرب شاياً، فقال لها: عندي بالشقة؟ فقالت نعم، وهل هناك مشكلة؟ فقال لها، أنا لا أسكن وحدي، وقولي لي من أنت؟ لأقول لزملائي عندما نصعد إلي الشقة، فقالت له هم يعرفونني، لقد كنت عندكم منذ ثلاثة أيام، وقد بت ليلة بشقتكم، وقالوا لي أن احضر لك اليوم.

بسرعة، تذكر أنه، فعلاً، لم يبت تلك الليلة مع زملائه، بل كان في ضيافة خاله، الذي كان يقيم في منطقة مجاورة، وتذكر أيضا، أن زملاءه قد قالوا له عندما غادروا في الصباح إلي الكلية، بأنهم سيذهبون إلي مباراة لكرة القدم بالزمالك، وأنهم فعلا غير متواجدين في هذا الوقت، وطبعا سيتأخرون لساعات، وعندها قال لها تفضلي، لا بأس، وصعدا إلي الشقة، وهناك جهزا بعضاً من الطعام الموجود، وتناولا طعام الغداء، والي هذه اللحظة، كانت الأمور تسير علي ما يرام، ولم يدر لماذا صعدت الفتاة معه إلي الشقة، لكن كانت تراوده أحلام الشباب في الانفراد بفتاة، وبدأت تلك الفتاة تتحرش به، وقد بادلها الاستجابة، واندمج بالدور، حتى، بدأ يفعل ما تفعله هذه الفتاة من قبلات، ولمسات لم يخبرها، ولم يجربها مسبقاً.

إنها المرة الأولي، التي سيقدم علي شيء جديد، طالما حلم به الرجال فما بالك الشباب، وقد أدخلته تلك الفتاة تحت غطاء السرير، وهو في حالة انفعال، وتهيج شديدين، وبدأ يقترب منها وهما عاريين، وكانت كلما اقترب منها، تحاول الانقلاب لتنام علي وجهها، ولم يدر ما بها، ولعلها المرة الأولي، التي يلامس فيها امرأة، وتصور أن النساء تفعل ذلك بهذه الطريقة، وازدادت شهوته فأراد أن يقلبها، فرفضت، وحاولت إلهائه، ولكنه أزاح الغطاء عنهما بعنف محاولاً مضاجعتها، وهي تحاول التملص منه، لإخفاء شيء ما.
وكانت هول المفاجأة عند ذلك، فإذا به يفاجأ بأعضاء تناسلية ذكورية كاملة التفاعل، وأن الفتاة عبارة عن رجل، فكاد أن يغشي عليه، وقفز من السرير، يصرخ به، أخرج أيها اللعين، أنت رجل، وتمثل علي دور الأنثى، وهرولت الفتاة الرجل إلي الخارج، مرتديةً ملابسها، وأغلق باب شقته، وغط بعدها في نوم عميق.

وصحا عند المساء، وهو يضحك مرة، ويحزن مرة، علي ما جري له من مفاجأة،وكيف وصلت حال هذا الشاب الفتاة، واحتار كيف سيواجه زملاءه عندما يحضرون، وهل فعلاً كانت هذه الفتاة الرجل عندهم قبل أيام؟ وهل مارسوا جنساً معها؟ أم حدث معهم ما حدث معه فطردوها، وعندما حضر زملاؤه، جلس صامتاً لعل أحداً منهم يهمس بكلمة عن الفتاة، وان كانوا دبروا له هذا المقلب، ولكن لم يبدو عليهم أي شيء من هكذا أشياء، وحاول أن يسألهم ولكنه فضل السكوت، وبدا محتاراً فيما حدث، فقال لهم، جاءتني صبية جميلة تسأل عني، وقالت أنها قضت ليلتها معكم عندما كنت في بيت خالي قبل أيام، فهل هذا صحيح؟ فلم يردوا جواباً، وقال أحدهم لم يأت إلينا فتيات، يا ريت، وجميلة كمان، وفهم منهم أنها تكذب أو تصنعت القصة، وربما أحد آخر أعطاها العنوان والأسماء ودر المقلب. وبعد مدة تناسى القصة، وعاد إلي حياته الروتينية الطبيعية، ولكن ظلت قصة هذه الفتاة تراوده، وكيف كانت الفتاة الذكر أجمل بكثير من كل النساء، والفتيات اللواتي قابلهن في حياته،وكم بها من الإغراء.

ودارت سنوات ثلاث، أخري علي الحادثة. وانتقلوا هو وزملاؤه من مكان سكناهم إلي عمارة مجاورة. وبعد عصر يوم جمعة، كان عائداًً من حضور مباراة لكرة القدم، وبينما هو بالمصعد، فإذا بالمصعد يتوقف بالدور الرابع، حيث كان يسكن هو بالدور الثامن، فإذا بفتاة تفتح الباب، وتدخل إلي المصعد، فتجمد جلال، إنها الفتاة الرجل صاحبة الواقعة المشهورة، واضطرب اضطراباً شديدا حين رأي وجهها، وحاول أن لا يعطيها اهتمام ويتجاهلها، وسرعان ما قالت له إريك دكتور جلال، فتلعثم بالرد عليها، وهو لا يريد النظر في وجهها، ولكنها ببراءة غريبة، اقتربت منه قائلة، ماذا بك جلال أنا أشتاق إليك، ومنذ مدة، وأنا أتابع أخبارك، وتحركاتك، فأنا أسكن بهذه العمارة التي تسكن بها في الدور الرابع، وقد رأيتك قبل لحظات قادماً إلي المصعد، ولذلك أتيت لمقابلتك، فاضطرب أكثر، وقال لها، ماذا تريدين؟ فقالت له، أريدك أنت، أنا أحبك يا جلال، وقد رأيتك أول مرة منذ سنوات، وأنت تسكن في العمارة المجاورة التي أتيت لك بها، عندما صعدنا إلي الشقة وأنا التي اصطنعت القصة، لأني أحبك، ولكن الأقدار جعلت لي هذه الأعضاء الذكورية، التي نفرت منها، وطلبت منه أن تدخل معه إلي الشقة، فرفض، وقال، خلاص ابعدي من هنا يلاش تعملي لينا فضايح ، فقالت له لا، لا تخف، سأخبرك بسر سيسعدك، فقال لها لا، لا أريد منك شيئاً اذهبي وطريقك، وتحت إلحاحها، وافق علي دخولها، وعندما جلسا بالصالون عرفها علي زملائه، وبدت أعصاب جلال أكثر هدوءاً، حين لم يتبادر منها شيء كالمرة السابقة، إن كان بحكم تواجد زملاءه، أو، لأنه لاحظ عليها تصرفات أنثوية أكثر احتشاماً من المرة السابقة، إنها تتصرف بشخصية أخري، هادئة، مؤدبة، تتصرف برزانة الأنثى الجميلة الواثقة، وليس كما كانت هائجة في المرة السابقة، وقد احتار جلال في ذلك، وبعد تبادل الأحاديث العابرة عن العمارة، والسكان، وبعض الأشياء العابرة.

طلبت منه "نادية"، كما أخبرته باسمها، أن يذهبا بعد ساعة إلي مكان غير الشقة، للحديث في شيء هام، فهي الآن تقول له إن اسمها نادية، فاستغرب من جديد من هذه الفتاة الرجل، التي رآها بأعضائها الذكورية، تتحدث من جديد، أن اسمها نادية، ولخوفه من تكرار ما حدث سابقاً، وافق علي طلبها، بأن يقابلها بالكازينو المجاور.

بعد ساعة كانا يجلسان إلي طاولة منزوية بالكازينو، ويتبادلان الحديث كأصدقاء، أو كمحبين مثل باقي الطاولات الأخرى، وطلبا عشاءاً، وأخذا يتسامران، وهي تسرد له قصتها، حين بدأت تشعر بأنها أنثي في سن مبكرة، وكانت تبتعد عن الأولاد لتلعب مع البنات، وكيف تطورت حالتها إلي ممارسة دور الأنثى كاملة إلا هذه الأعضاء الذكورية، التي كانت تزعجها، وفي النهاية وقبل عامين، قرر الأطباء تحويلها إلي أنثي، وأزالوا هذه الأعضاء، ومنذ عامين ووضعها النفسي، والعاطفي أكثر استقراراً، وأصبحت تحس أنها كاملة الأنوثة، بدل الاضطراب السابق الذي جعلها تتصرف تصرفات هوجاء، إلا أنها قد مرت بفترات اهتزاز بعد إجراء العملية مباشرة، ولكن نجح الأطباء في تأهيلها بشكل كامل،وهي الآن تحبه، كما أحبته منذ رأته أول مرة، وهو يسكن العمارة المجاورة، وتريده أن يبقي معها ويتزوجها.

ارتعب جلال بالمفاجأة، وأخذ يضحك بهستيريا، ويقول، يا فرحتك يا أبو جلال، ابنك الدكتور بدو يتجوز راجل، وأخذت تهدئه، وتطلب منه أن يفهمها، ويتفهم حالها الجديد، لأن الأطباء قالوا لها، بأن في استطاعتها الزواج، ولكنها لن تنجب، صارحته بذلك فتملص منها بحجج كثيرة،ولم يستوعب الأمر، لكنها طلبت منه التريث والتفكير وقالت له، خلينا نأخذ مدة، وأنت بعدها تقرر، فوافق ظاهرياً وغادرا المكان،

بعد هذه المفاجأة، انشغل جلال بما حل عليه من مشاعر تجاه هذه الأنثى الجديدة، فهي جميلة، وأجمل مما يتصوره في امرأة قد يتزوجها لاحقاً، وكثيراً من الدافعية كانت لديه كحب استطلاع، كيف ستكون هذه الأنثى، ومرت أشهر قليلة يتقابلان، ويخرجان معاً، ووجد فيها ما يريحه، ومن حبها له، أصبح مشدوداً إليها، يحبها فعلاً، ويشعر تجاهها بالارتياح، فهي ذكية، وجميلة، ولكنه كان يتوقف عند تاريخها السابق كرجل، وكيف إذا عرف أهله ومجتمعه وخاصة والده؟ فعندها يتردد ويغير موقفه مرة بمحاولة إنهاء هذه العلاقة، ومرة بحجة الدراسة، وكلما أراد الابتعاد عنها.

ولكنه في أوقات الابتعاد، واتخاذ القرار بالإنهاء، يعود فيشتاق إليها، وشيء ما يدفعه إليها من جديد، وتطورت علاقتهما إلي حالة عشق فائقة، وفي النهاية، وجد سعادة مع هذه الأنثى الجديدة، التي حضنته بكل أنواع الحب، والتفاهم، ووجد فيها الإخلاص الحقيقي، وتطورت مشاعره نحوها بالزواج منها، وواصلا حياتهما التي لم تعكر صفو دراسته بإنجاب الأطفال، ومسؤولياتهم، وبعد عامين، كان جلال قد تخرج من كلية الطب، وأمضي سنة الامتياز، وحمل زوجته وغادر إلي أهله، وسعدوا بنادية كثيراً لجمالها وذكائها، دون معرفة بسرهما، وبعد عامين من العيش السعيد في غزة، بدأ الأهل يلحون علي جلال للزواج، بعد أن فهموا فقط أن نادية الجميلة زوجة ابنهم لا تنجب، ولم يدر أحد بقصتها التي تحولت فيها إلا زوجها، وسارت الحياة يهما، وكانت هي من أول الموافقين علي زواج جلال، الذي أنجب ثلاثة أولاد وبنتاً من زوجته الثانية زهية، وهم الآن متزوجون جميعاً، وكانوا بمثابة أولاد لنادية، تحبهم، وتشارك في تربيتهم بشكل لا يتصوره أحد من امرأة أبيهم الأولي، ولازال جلال ونادية سعيدين، وكذلك زوجته زهية، أم أولاده يعيشون في حالة استقرار، وكان قد أقام محلاًً للاكسسورات لنادية مبكراً، وأصبحوا من أثرياء المدينة، وهم الآن في الستين من العمر، وما زال من يراهم يفتكرهم في الأربعين من النشاط، والحيوية، والتوفيق لا يعكر صفو جلال إلا مرض قلبه الأخير، وأصبح لديهم أحفاداً لا يعرفون إلا جدتهم "نادية" حيث توفيت جدتهم "زهية" منذ خمس سنوات بمرض عضال أصاب كبدها، ويعرفون أن جدتهم هي نادية، وجلال سعيد بما فعل ولم يشعر بغياب زوجته كثيراً لتحمل نادية مسؤولياتها، ومن يدري لعل ما جبره من خواطر في زواه من نادية، قد جعله يوفق في حياته، ولله في خلقه شؤون.
هكذا روي جلال لصديقه وسيم الحكاية في هذه الجلسة،بعد شفائه من العملية الجراحية الكبيرة بالقلب. لا ندري بحكم العمر يبيح الناس بعضاً من أسرارهم الخاصة لآخرين، أو بعد شعورهم بدنو الأجل، أو لأسباب أخري لا نعرفها، والبيوت أسرار.
10/3/2007م



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشاف رسالة سرية مشفرة إلي -درويش متعوس-؟
- نحن أسيدكم لم نعد نقتل أولادكم
- زمان السهو أبطئ !!
- ارفع حبيبي الشال مال !!!
- مرحلة جديدة في حرب السنة والشيعة .. وأول الخاسرين حماس !!!
- الشعب هو المطية !!!!!
- التقينا .. يوم التقينا !!!
- سنواكِ !!!
- يغرقني حبك سيدتي !!
- الجزء الثالث من قصة زوجتاي !!
- الجزء الثاني من قصة: زوجتاي !!
- لا تمطري قبل الدفء !!
- الجزء الأول من قصة: زوجتاي !!
- أبطالك يا بيت حانون .. جنون !!
- الاحتواء !!! قصة قصيرة
- زرعتك حبيبي !!
- عندما سألت الفيلسوف: عن الخروج عن القانون في مناطق السلطة ال ...
- غزوة حب .. لامرأة جنوبية !!
- عندما سألت الفيلسوف عن مواقف الكتل البرلمانية الأخري من المأ ...
- عندما سألت الفيلسوف عن الجندي الأسير والاجتياح الاسرائيلي ال ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الشريف - نادية .. والبيوت أسرار ؟!!!