أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .














المزيد.....

سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سيد القمني : اسمح لي بداية أن أهنئك على قرارك الشجاع بممارسة حب الوطن علانية وليس خفية وخيفة كما أراد لك ـ بالأساس ـ لصوص الدين الذين ينشرون الظلام ويتسللون عبر جنحه لإطفاء كل قنديل يشع منه الضياء ، وكذا نخاسو الضمير الذين إذا ما أصغيت إلى شعاراتهم أغرتك وإذا أنت استندت إلى مواقفهم خذلتك . كلهم يخشون الحقيقة ويجردون سيوفهم لاغتيال كاشفها أو ناشرها . لهذا فالمستهدف ، في الأول والآخر ،هو الوطن في وحدته واستقراره وتطوره . لقد آلمني حقا أن أرى خناجر الغدر تستهدف كبرياءك ولمزات الشماتة تتلصص عليك حتى وأنت في غياهب الحيرة بين المواطنة والأبوة . وكيف لمثلي ألا يشاطرك آلامك ومعاناتك وقد استهدفني الإرهاب مثلما استهدفك ؛ ليس لفساد أو شطط أو جور منا لبني جلدتنا أتعس حياتهم وشرد نسلهم وأداس كرامتهم ، بل لأن بين أضلاعنا قلبا يخفق بحب الناس والوطن . هذا الحب هو مصدر قوتنا وصمودنا وتحدينا واستعدادنا للتضحية من أجل ناسنا ووطننا . وقد صدقت ـ أستاذي المحترم ـ وأنت تعلن التالي : " هذا الموضوع هو أول موضوع أنشره بعد انقطاع دام ما يزيد عن العام بشهور عن النشر، مع قراري المصيرى بالعودة إلى أحبائى وناسى،ألتمس فيهم الدفء الإنسانى والدعم المعنوي، لأن قرائي هم أهلي الحقيقيون، وبينهم أشعر أن للحياة معنى وقيمة وهدفا، وأنها لذلك تستحق أن تعاش . ولعل الدافع الأهم لهذه العودة هو الأحداث التي تجرى هذه الأيام في بلادي ، وما تتعرض له مدنية الدولة من ضغوط خبيثة وخطرة، وخاصة بعد صدور قانون الأحزاب الجديد ,وما يزعمه تيار الإسلام السياسي حول دولة مدنية بمرجعية إسلامية . ولأني حتى تاريخه لم أسمع أو أقرأ ردودا متماسكة على هذه المزاعم . ومن موقع تخصصي، والواجب المفروض علي كمواطن، كان لابد من كسر حالة الصمت التي فرضها علي الإرهاب المتأسلم، للمشاركة بما علمنيه وطني وأهلي في هذا الوطن، فهو جهد منهم وإليهم أحاول به المساهمة في رد هجمة الخراب الآتي باسم دين جميل وعظيم وبريء مما يأفكون ) . أكيد أن مخاطر الإرهاب المتأسلم تتهدد المغرب كما مصر على نفس الدرجة وبنفس الحدة والشراسة . إلا أن طبيعة الاختلاف بين نظامينا السياسيين تؤثر بشكل مباشر ، إن سلبا أو إيجابا ، على وضعية الفكر والإبداع في بلدينا . لذلك كانت معاناتكم ، كمفكرين ومبدعين ، أشد وأمر . وليس آخرها معاناة الدكتورة نوال السعداوي التي تواجه نفس مصير فرج فودة ، رحمة الله عليه ، أو نصر حامد أبو زيد الذي فر بجلده وزوجه خارج مصر المحروسة . إن وضعية "القرف" التي تعيشها د. نوال السعداوي هي التي جعلتها تقول بمرارة (كتبي تصادر وحياتي تهدد وسمعتي تشوه. هذه حياة يومية أعيشها في مصر من نصف قرن. أمور لا تخيفني ولكنها "تقرفني". أنا لا أخاف ولكني "أتقرف" من مثل هذه البلاد، فما الذي يجعلني أجلس في وسط هذا الغم إذا كانت عندي فرص للسفر لتلقي جوائز، وأن أكون أستاذة زائرة ملء السمع والبصر. أنا لي قيمة في العالم، فإذا كان بلدي لا تدرك هذه القيمة وتصمت النخبة المصرية عما أعانيه، فهؤلاء لا يستحقون أن تظل نوال السعداوي بينهم). وهي نفس الوضعية التي شعرتَ معها بالغبن والإهمال فأطلقت صرختك التي إن لم تهز الضمائر فستخرس الحناجر ( أني أعلق دمى برقبة الحكومة المصرية التي عليها أن توفر لي ولأولادي حماية مناسبة كالتي توفرها للسادة من كبار المتنفذين، الذين يتقاضون رواتبهم من جيبي ومن قوت أولادي ضرائب، دونما سبب واحد واضح لتلك الحراسات الكبيرة والمهيبة التي تسبق مواكبهم وتلحقها. بينما شخصي الضعيف هو من أعطى هذا الوطن ما يعلم وما تعلم رخيصا بلا ثمن سوى الوله به، وبالحب وحده، ودون أن أكلفه شيئا سوى أن أعيش فيه كريما ما أمكن، و دون مكرمة منانة من أحد، وأن يتوسدني ثراه الطاهر بعد مماتي ليضم عظامي إلى جوار رفاة أبى وأجدادي .. فهلا عرفت يا وطني قيمة الإنسان؟ وهلا رفقت يا وطن لعاشق يهيم بك متيما؟ أم ستظل طارداً لمحبيك قاسيا لا ترحم؟ ) . لعل فطنة الآباء والأجداد في مغربنا الحبيب هي التي حصنتنا من سلطة الكهنوت وطبقة الإكليروس ، فأناطت بالملك مهمة حماية الملة والدين ـ وليس فقط الإسلام ـ دون أن تسندها لمؤسسة القرويين كما فعلت مصر مع الأزهر . وبفضل ذلك بات المفكرون والمبدعون والسياسيون في مأمن من دعاوى "الحسبة" التي تتلصص على الضمائر . بحيث لم يحدث أن جُرجر أحد هؤلاء أمام القضاء بتهمة الردة ، كما لم يتحسس أحد منهم جواز سفره فارا من أحكام التكفير والتفريق بين الأزواج ، كما يحدث في مصر مهد الحضارات . ولحسن حظنا في المغرب ، أن إمارة المؤمنين هي الحصن المنيع لحماية الدين والفكر والإبداع ضد المتلصصين والنخاسين وكل هماز مشاء بنميم . لأجل ذلك يتصدر الملك المعركة ضد التطرف والإرهاب المتأسلم ، فيما النخبة والساسة بلعوا ألسنتهم وغادروا خنادقهم ؛ وإن لمنهم أعدادا يناصرون الإرهابيين إما جبنا أو توددا أو غائلة في النظام تجسيدا لشعار " الضرب معا والسير على حدة". وانعكس هذا الحرص الملكي على كل الأجهزة الأمنية التي جعلت حماية أمن الأفراد وحرياتهم من أخطار الإرهاب والتطرف ، مسئوليتها الأولى . ولولى هذا ، بعد العناية الإلهية ، لكان محدثك ضحية طعنة سكين أو رصاصة غدر وصرتُ نسيا منسيا . إن حب الوطن ليس شعارا مناسباتيا ، بل هو قناعة واستعداد للتضحية . يتأكد هذا حين الخطب حيث يفر الجبان من موقعه ويتصدى له كل محب لناسه ووطنه . ونحن معا لسنا صاحبي امتياز نداهن لدوامه أو نفوذ نهادن لضمانه ، بل نحمل قلبا ينبض بحب الدين والوطن والإنسان ويجعل خشيتنا من الله وحده أمننا ، وحبنا للوطن زادنا ، والتضحية دونهما شرف وسعادة . لأجل هذا تعال نحب الوطن ، فالغربان لا تنهش إلا الجيف .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك أكبر سند لمطالب النساء
- هل تفجيرات الجزائر تنذر باتسونامي الإرهاب ؟
- !!بئس الكرسي لما يصير هو العقيدة والقضية
- جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .
- بهتان رؤى جماعة العدل والإحسان
- مناصرة الإرهابيين قاعدة توحد بين مواقف الإسلاميين
- حَمَاس أبَاد أو إمارة -غزنستان- الإسلامية
- غزة بين الفتنة والطلبنة- 1
- أيها السياسيون اتعظوا
- الإسلاميون إذا ما هاجوا وماجوا
- هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟
- ندية ياسين تروج لبضاعة أصابها البوار 1
- الإدارة الأمريكية لا تجلب السلام ولا تنشر الديمقراطية
- زواج المسيار امتهان للمرأة وتقويض لصرح الأسرة
- ...الذين يسعون لتخريب الأسرة وهدم كيانها
- هل أصبح المغرب مشتلا للتطرف ووكرا للإرهاب ؟
- رسالة إلى وزير المالية والخوصصة
- تخليق الحياة العامة المدخل الرئيسي لكل تنمية حقيقية
- الذين يجرون المغرب إلى مستنقع فتن المشرق
- معاداة النظام لا تبرر مناصرة الإرهاب


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .