أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هويدا طه - !يعني أفلح القوم عندما ولوا أمرهم ذكرا















المزيد.....

!يعني أفلح القوم عندما ولوا أمرهم ذكرا


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شهر مارس يبدو كل عام وكأنه- رخصة- لحديث (المناسبات) عن شؤون المرأة.. باعتباره شهر يأتي فيه اليوم العالمي للمرأة ويأتي فيه في بلادنا ما يسمى عيد الأم.. وهذا وحده شيء مستفز يدعو إلى مقاومته.. على الأقل بتجاهل الحديث عن شؤون المرأة في هذا الشهر بالذات، ما يسمى (قضايا المرأة) هو أمر لا يخص المرأة وحدها.. فتلك القضايا هي قضايا المجتمع ككل، وما يسمى (حديث المناسبات) هو أمر ممتد أصلا على طول أيامنا.. فالمرأة العربية عموما والمصرية خاصة هي في الدرك الأسفل لمجتمع هو بدوره.. في الدرك الأسفل للعالم! لكن لقاء ً قيما ً عقده برنامج العاشرة مساء مع ثلاثة من القضاة (ذكران وأنثى واحدة!).. دار فيه النقاش حول (معضلة) تولي المرأة منصب القاضي في مصر.. كان سببا كافيا في التراجع عن مقاومة التأنيث الإعلامي لشهر مارس! اللقاء كان ثريا بالفعل أدارته منى الشاذلي بفهم لنوعية من تحاورهم.. لذلك تركتهم يتحدثون بما لديهم ولم تقاطع إلا قليلا وحسنا فعلت.. والضيوف هم من العينة الأرفع مستوى في أي مجتمع وبالتالي لم يقاطعوا بعضهم ولم يتصارخوا ولم يسفوا في الحديث كأغلب من نرى ونتابع من ضيوف الفضائيات.. أما الموضوع المطروح والحجج التي ساقها صاحب كل رأي فكان حول (يجوز أم لا يجوز) أن تكون المرأة قاضيا.. يجوز أو لا يجوز على المستوى (الشرعي) من جهة وعلى المستوى القانوني والتنظيمي والاجتماعي من جهة أخرى.. القضاة هم المستشار أحمد مكي والمستشار مجدي الجارحي والمستشارة نهى الزيني.. والأخيرة هي تلك المرأة الرائعة التي وقفت ضد التزوير البين في انتخابات نيابية كانت تشرف عليها وعرفها الإعلام منذ ذلك اليوم، لكن ماذا كانت النقطة الأكثر إثارة في النقاش؟ الحق أنك تذهل وتصاب بالدهشة وربما اليأس من هذا (التديين) لكل قضايانا.. هذا (الرجوع) في كل صغيرة وكبيرة للفقهاء والأئمة الذين رحلوا عن عالمنا منذ ألف عام.. هذه (الاستقالة أو الإقالة) للعقل المتمكنة منا.. هذا التعلق بأهداب (الفقه والشرع) في كل أمورنا.. بدءً بكيفية دخول الحمام وحتى مسائل الحكم والقضاء والولاية مرورا بكل أوجه الحياة التي نعيشها.. هذا شيء غير معقول.. كيف نشق الطريق إلى المستقبل وعلى أكتافنا ابن حنبل والشافعي والمالكي وأبو حنيفة يعطلوننا هذه العطلة! المستشارة نهى الزيني تقاوم معارضة (ذكور القضاء المصري) لتولي المرأة المنصب.. لكنها ساقت حجة دينية عندما قالت:"عمر بن الخطاب ولى أم الشفاء قضاء الحسبة وأحد الخلفاء العباسيين ولى كهرمانة ولاية القضاء"، وهذا أمر غريب.. طيب وإذا لم يكن عمر بن الخطاب أو ذلك الخليفة ولى أم الشفاء أو كهرمانة ذلك المنصب ماذا كانت المرأة المصرية ستفعل الآن؟! أي مأزق هذا؟!.. المستشار أحمد مكي قال إن الشرع لا يمنع مطلقا تولي المرأة القضاء.. عظيم.. وإنما المانع هو مانع اجتماعي وتنظيمي لأنه من الصعب على المرأة (الالتزام بقواعد القضاء) أما ما هي تلك القواعد فقد قال سيادة المستشار:" إذا كان الأمر يقتصر على مجرد تعيين المرأة قاضية في المحكمة الدستورية وهي لها عمل محدد لا بأس.. ولكن القضاء العادي واليومي.. أنا كقاضي لابد ألا أكون قاضيا في منطقة نشأتي ولابد أن أتنقل من مدينة إلى أخرى ولا أبقى في مكان واحد أكثر من خمس سنين ولهذا أعتمد على زوجتي في مراعاة البيت والأسرة والأولاد فكيف ستتعامل القاضية مع هذا الأمر؟ أنا كقاضي لازم ألبس البدلة والكرافتة حتى لو رايح أبص من البلكونة.. طيب هي حتلبس إيه؟"! أما الرأي المعارض تماما وبهذا الإصرار المطلق لتولي المرأة القضاء فكان يمثله المستشار مجدي الجارحي.. وهو والله يختصر مأزق مصر كله وليس فقط مسألة تأنيث القضاء.. فالرجل لا يعترف مطلقا بأي عنصر آخر يمكن أن يحكم الحياة سوى (مقولات) الشرع.. الرجل يهمل تماما شيئا اسمه الزمن.. التطور.. خبرات البشرية المتراكمة.. حقوق الإنسان.. المفاهيم الحديثة عن الدولة والوطن والمواطن.. أبدا.. لا شيء إلا الأئمة الأربعة وما قالوا وما فعلوا.. يقول:" لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.. هذا حديث عليه إجماع".. إجماع من؟! فمن أجمعوا على هذا الكلام لم يحضروا الاتفاقيات الدولية حول عدم التمييز.. لم تكن المرأة في زمانهم تدرس هندسة الإلكترونيات واللغات والقانون والهندسة الوراثية والطب والزراعة.. لم تكن المرأة في زمانهم تقود حزبا أو تشارك في برلمان.. هؤلاء الأئمة لم يعرفوا ما تعرفه حتى طالبة المرحلة الإعدادية الآن!... ومع ذلك يعود سيادة المستشار ويدلل على (دقته) بذكر أرقام الصفحات من كتبه الصفراء المرصوصة في مخازن مخطوطات الآثار القديمة! ترد عليه المستشارة نهى الزيني بأن القضاء الآن (وظيفة وليس ولاية) ويرد المستشار مكي بأن المجتمع المصري لا (يبلع) فكرة أن تكون المرأة قاضية وأن مصر لم يعين فيها قاضية طوال سبعة آلاف سنة.. رغم أن العدالة في التراث الفرعوني تمثلها (ماعت) وهي امرأة على رأسها ريشة لتمييزها، ويقول الجارحي إن شرط تولي القضاء أن يكون القاضي (ذكرا ومسلما وعاقلا) وعندما قيل له إن هناك فضاة مسيحيين في مجلس الدولة.. وبالتالي طالما تغاضيتم عن شرط الدين فلماذا تصرون على شرط النوع؟ قال (دي مشكلة الدولة مش مشكلتي.. أنا ملتزم بالشرع) أي أن هذه الدولة إذا أوقعها حظها العاثر في يد الجارحي وأمثاله فلن ترى فيها بعد اليوم إلا (ذكورا مسلمين)! أحد المشاهدين أرسل رسالة قال فيها:"من علامات الساعة أن تكون المرأة قاضية" وآخر قال:"لو أصبحت المرأة قاضية سأترك المحاماة"! المستشار مكي برأيه الوسطي وتشكيكه في أن المرأة يمكنها الالتزام بقواعد القضاء طرح رأيا آخر مهما.. قال إن للسياسة فعلها وإن الحكومة أو السلطة التنفيذية تعطي لنفسها أكثر من حقها.. في مسائل التحكم في القوانين وتعديلاتها بدون أخذ رأي الناس.. وأكد على ذلك المستشار الجميل هشام بسطاويسي في اتصال هاتفي، نعود إذن إلى المربع الأول.. كل مرة.. النظام السياسي هو العلة.. مصر الآن رهينة لنظام مفكك ليس بحوزته سوى الأمن الشرس.. يقود به بلدا لم يجد أهله سبيلا للخلاص من حاضر فاشل إلا بالسقوط في مستنقع الماضي البعيد.. القابع في مخازن مخطوطات الآثار! كلاهما مرتبط بالآخر.. نظام فاشل في تحقيق أماني الناس.. ورد فعل ماضوي يزداد تغلغلا كلما زادت شراسة النظام البوليسي.. وكلا الطرفين اللذين يغرقان مصر يقودهما ذكور!.. ثم يأتي من يقول إن القوم لن يفلحوا إذا ولوا امرأة أمرهم.. قال يعني همه دلوقتي.. فالحين!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاوت الطبقي في مصر مشروع انفجار
- شوية هموم بتوع كل يوم
- دستوركم يا اسيادنا
- عبدالكريم نبيل سليمان مثالا: الشغف بقتل المختلفين في مجتمع م ...
- إنقاذ المصريين من الهيافة
- فتيات هالة وفساتين هيفاء
- يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة وفي التليفزيون
- برلمانيون لكن ظرفاء
- القصة الكاملة لما أثير حول فيلم الجزيرة الوثائقي عن التعذيب ...
- إقالة مبارك بخمسين قرشا
- الفضائيات تتحول إلى أحزاب سياسية، وجريمة تبديد أموال النفط
- معارك إعلامية بسبب الحجاب تخفي السبب الحقيقي للصراع
- موريتانيا مرة أخرى: الغضب من الحقيقة هو سر التخلف الحضاري في ...
- العصيان الفكري ورقة أخيرة مع عائلة مبارك
- قنوات الأغاني وقنوات الإعلانات
- جمال النووي
- الأندلس حلم الحرية التائه
- زيارة إلى موريتانيا:الأولى.. والأخيرة
- يا لبؤس البشر بين التيجان والعمائم
- دلائل علمية في دراسة رؤساء الدول العربية


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هويدا طه - !يعني أفلح القوم عندما ولوا أمرهم ذكرا