حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما تراني ...يا جميل أراك_ثرثرة
يعتب عليّ مصعب_ أكثر من عرفته في حياتي يصلح للقب الزعيم_ على نقص الجدية في تعاملي مع الثرثرة, ويقترح, خطا آخر يضيف ويوسّع ...ثرثرة من الخارج.
افعلها يا أخي(مصعب من الصنف الغريب فعلا) يصعب عليه ألا يكون مستفزّا, ويدفع بالأسئلة دوما إلى الحدود القصوى. وهبتني الحياة أصدقاء في غاية الروعة.
صديقاتي أجمل وأبهى....بلا شك, سوزان عليوان صديقتي الآن وهنا.
كم مرة فكّرت....ماذا فعلت لتكافئني الأقدار أو السماء أو الآلهة, صديقة وصداقة بلا حدّ, صداقتنا فضاء بلا حدّ...أجل يا سوزان, هل سيحرجك هذا الوضوح! في عنوانك المثير والباعث على إعادة النظر دوما: لا أشبه أحدا. نعم لا تشبهين أحدا ولا يشبهك أحد.
لكنها الحياة, غلافنا وردائنا الأخير, تتركنا هناك وتلقينا بلا حتى ورقة التوت.
فترة الجنون القصوى في لبنان_لم يمنعني من السفر فورا_ سوى فرضية سوزان كما حاولت تخيّلها, لماذا أتيت يا أخي...ماذا بوسعك أن تفعل!
تختبرنا الحياة بصيغها وليس أبدا كما افترضنا واستعدّينا, تختبرنا الحياة وتختبر سرعة البديهة والاستجابة...وماذا نحن فاعلون.
رغبتي التي حال دون تحققها أسباب لا واعية وقصدية وحزم من الافتراضات, كانت كما تبدو لي الآن بعد زجاجة نبيذ من الريان السوري العظيم, يا سوزان تستحقين أكثر مما يخطر على بالك وما لا علاقة لنا به, حماقاتهم وصراعهم الكريه....أجل, نعم, البارحة تجرأت وكتبت ما يشبه الشعر ربما...يوم يأتي.
*
صديقي جميل حلبي_ قارئ ميشال فوكوه ونيتشه ولا كان ودريدا_ وغيرهم كثير, قال مرّة بعد سكرة عظيمة(هذه الرأس متعوب عليها) وكان يقصد فضاء قراءاته, التي ربما وصل إلى الخيبة بعدها. شعرت برائحة الأنا الطاغية, لكنني اليوم أحاول فهم, صراخ أحدنا...تعبت.
كما تراني يا جميل أراك.
ذلك القول الجوهري في الشعر, وخارج التصنيفات, نعم ما أشد حاجتنا لذلك, أقلّه حاجتي.
لن يمنعني من زيارة بيروت غدا أو بعده بقليل_سوى الموت أو القهر الذي يفوق طاقتي_ هكذا ونعم, في الصباح سأشرب القهوة وأدخّن وربما اسكر في بيروت.
أكثر حياتي خارج السيطرة وخارج التخطيط, صحيح مفجآتي المؤلمة هي الأكثر تواترا. لكنني وبصدق استثنائي أسعد رجل في التاريخ, وهذا شعوري الآن وهنا, بعد زجاجة نبيذ ميماس عظيم.
سوف أرى الصباح وأشمّه وألمسه في بيروت,
تلك المساحة التي تبدو على الخارطة_ اصغر من بيضة النملة_ تكفي وتتسع للحلم.
أنا أيضا شخص تعب ومحزون, أعيش في الخيال ومعه غالبا, اعرف قيمة ما تهبه الحياة مرة قد لا تتكرر, غدا صباحا في بيروت
صباح الخير يا بيروت.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟