أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - نائبان ومجزرتان














المزيد.....

نائبان ومجزرتان


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 04:58
المحور: كتابات ساخرة
    


ربع قرن مضى على مجزرة " حماة " . كنا في القرن العشرين ، الظالم ، وها نحن في القرن التالي ، المبشر بالديمقراطية والحرية والمساواة . في ذلك الوقت ، كان لدينا رئيس للدولة ، وكان له قرنـ .. أعني ، نائبان ! رئيسنا ذاكَ ، إنتقل إلى الآخرة بعد حياة حافلة بالمجد . وقد خلفه وليّ عهده ـ وهوَ الإبن الأكبر ، بطبيعة الحال . إنه الآن على خطى أبيه ، يخطط لعمر طويل ، حافل بالمجد . أما بالنسبة للنائبيْن ، السابقين ، فإنتقلا إلى المعارضة نشداناً للديمقراطية وو .. الخ ! إذا كان رئيسنا السابق ، المرحوم ، يحيا الآن آمناً مطمئناً في جوار ربّه ؛ فإنّ نائبيه ، بدورهما ، يقيمان حالياً في أوروبة بكل إطمئنان وأمن . سندَع سيرة الأموات ، لأن الحيّ سيرته أجدى . وعلى هذا ، نشير إلى عبث المقدور في أمور هذين النائبين السابقين ، اللدودين : فهما يقيمان الآن في بلدين متجاورين ، يفصل بينهما جبل " البيرينيه " ، المشهور في عالم السياحة . قبلاً كان كلاهما ، أيام السلطة والمسؤولية ، يعيش في العاصمة متجاوراً أيضاً مع الآخر ، يفصل بينهما جبلُ " قاسيون " . تعرفونه ، الجبل الأسطوري الذي خلدته مطربة ثورة 8 آذار ، بإنشودتها التي تعانق فيها دمشق السحبا ، فيما البعث ينثر فوقها الشهبا .. الخ . بالمناسبة ، فمطربتنا هذه ، الثورية ، كانت في أواسط الستينات من القرن الفائت قد إلتجأت إلى عراق البعث التكريتي ، هرباً من سورية البعث العلوشي . نرجو الله أن يفكّ ضيقتها مع رفاقها العالقين هناك حالياً ، وأن يعودوا جمعاً من بغداد المعانقة الرعبا ، إلى دمشق التي ما فتئتْ معانقة ً السحبا ..

يبدو أننا نسينا موضوعنا ، الرئيس ، في تلك الحمأة من ذكريات الرؤساء ونوابهم وأضرابهم . فمن حق القاريء إذاً أن يسألنا ، عما جرى من أمر " حماة " ، وهل إنتقلت هيَ أيضاً إلى جوار ربّها راضية مرضية ، أم أنها ربما إنتقلت إلى أوروبة .. ؟ قبل كل شيء ، إنّ " حماة " هذه التي نتكلم عنها لا صلة لها مع حماتي ، أطال الله عمرها ، بل هيَ مدينة عريقة واقعة في وسط سورية .. أو بالأصح ، كانت مدينة عريقة كذا وكذا . وبما أنها مكانٌ لا إنسان ، على كل حال ، فلا يمكن أن يكون مصيرها محدداً بفعل " إنتقلَ " أو تصاريفه ! إذا نحينا الأفعال جانباً وعدنا للأقوال ، فلا بدّ من إعادة ذكر تلك المجزرة ، وضحاياها بعشرات ألوف المدنيين أطفالاً ونساءً وشيوخاً . وبما أنّ سورية كانت وقتذاك مستقلة ، وما زالت بفضله تعالى ، فلا مبرر لجناب هذا المعلق ، المصري ، أن يزعق بنا من على ظهر تلك الفضائية الخليجية : " يعني هيّ الحالة دلوقت أرحم تحت الإحتلال الأمريكي .. يعني مش الناس حالياً بتنقتل عندكم بالآلاف شهرياً ؟ " . لا يا أخي ، لا إحتلال لدينا في سورية ولا قتلى ولا جرحى . لقد أطعنا دوماً الله ونبيه وأولي الأمر ، فلا غروَ إذاً أن نحيا في سلاسة وشفافية وأمان .. وأمن دولة ! سيعود معلقنا المصري ، مجدداً ، إلى الكرّ متسائلاً : " لمصلحة من ، والحالة تلك ، أن نعاود نبش الماضي وشجونه وأحزانه ؟ " . هوَ سؤال وجيه ، فعلاً . ولكنه يجب أن يوجّه إلى المعنيين بالأمر ، وليسَ إلى كاتب هذه السطور الفقيرة . وهذا يقودنا ، ثانية ، إلى أوروبة ؛ ثمة ، حيث نائبيْ الرئيس ، السابقين ، والمعارضة وو .. الخ .

في واقع الحال ، فما يفصل بين ذينك النائبين ، السابقين ، جبلٌ من الكراهية ؛ مع إعتذارنا لجبل " البيرينيه " ! نعم هذه هيَ الحقيقة ، المرّة . سامح الله رئيسنا ، الراحل . لأنه من خلق المشكلة ، حينما شاءَ توريث إبنه السلطة ، وليسَ فقط الثروة . سيخرج علينا معلق تلك الفضائية ثالثة ً ، معقباً : " سورية كانت ملكاً حلالاً لرئيسكم ذاكَ ، المرحوم ، وهوَ بالتالي حرّ يورثها لمن يشاء " . لا إعتراض لدينا في ذلك ، طبعاً . ولكن كلمة " معارضة " ، لا بدّ أنها مشتقة من ذلك الإعتراض .. أليسَ كذلك ؟ النائبان السابقان للرئيس ، أكدا بالفعل أنهما اليوم من المعارضة . الأول ، يشارك في جبهة خلاص سني .. أعني ، وطني ! وها هوَ يجزم من منفاه الباريسي ، بأنه الوريث الدستوري ، الشرعي ، لرئيسه الراحل . الثاني ، الذي يقود من منفاه الإسباني تجمعاً إستهلاكياً .. أعني ، قومياً ! ، ينتهره بغضب : " قِرْرر ! أنا شقيقه من أمه وبيّه ، فمن تكون أنتَ ؟ " . ولكي يتناهى النكد والخصام في معارضتنا ، فكل واحد منهما أمسك بطرف حبلها ، وراح يشدّه لناحيته . طوال شهر شباط ، الماضي ، كانا هنا وهناك على الفضائيات يتبادلان التهمَ بخصوص المسؤولية عن مجزرة " حماة " . ألا تقول أنه في هذه الأثناء شهر آذار يأتي ، وتحلّ الذكرى الثالثة لمجزرة " القامشلي " ! الأكراد ، كما تعرفون ، هم ضحايا المجزرة الجديدة . بعضهم راحَ يصرخ بأذن الأولين المعارضين : " نحن أيضاً ، بمعظمنا ، من المسلمين السنة ! " . فيما توجه البعض الآخر منهم بدوره إلى الجهة المقابلة من حبل المعارضة : " هل نسيتم أننا مواطنون سوريون ، مع أنّ ربعنا بلا جنسية !؟ " . النائب الأول ، كان في مناصبه المهيبة جميعاً ، لما وقعت أحداث مدينة " القامشلي " ، الكردية . وعلى هذا ، لا يمكنه التنصل من المسؤولية . عليه بالإعتذار ، فوراً : ولكن الرجل ، لم يعتذر بعد عن مسؤوليته بخصوص أحداث " حماة " ، فهل كثير على المدينة الكردية تلك أن تنتظر ربعَ قرن من الزمن ؟ أما النائب الثاني ، فعلى الرغم من أنه خلال أحداث " القامشلي " كان في منفاه ، المخملي ، إلا أنه شارك إعلامياً في المجزرة ، عن طريق فضائيته " عائدون " . حتى ويؤكد مقربون من الرجل ، بأنه إتصل مساء 12 آذار 2004 مع سيادة الرئيس ، وهوَ يغلي من الغضب : " يا إبن أخي ! دعني أعود لسورية لمدة 48 ساعة وحسب ، لتأديب هؤلاء الأكراد العصاة .. وأضمن لك أن أغادر بعدها مباشرة على أول طائرة مقلعة إلى أوروبة ، وألا تشاهد وجهي إلا حينما تحصل مجزرة جديدة " ..



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نائبان وجزرتان
- ثلاثة أيام بصحبة الحسناوي
- العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 2 / 2
- حكايتي مع الحجاب
- صورة وبقرة وقمر
- كلمتان أمامَ ضريح الحريري
- أمّ كلثوم ، مُطهَّرة أمْ مَحظيّة ؟
- العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 1 / 2
- دايلُ القاريء إلى القتلة / 1
- دليلُ القاريء إلى القتلة / 1
- الكوكبُ والشّهاب : أمّ كلثوم في حكايَة كرديّة
- النغمُ والمشهَد : زمنُ السينما الرومانسيّة
- تاريخٌ تركيّ ، بلا عِبْرة
- شيطانُ بازوليني 2 / 2
- الطاغية والطفولة
- أفلامُ عطلةِ الأعياد ، المفضّلة
- السلطة والمعارضة : الإسلام السياسي واللعبة الديمقراطية / 2
- شيطانُ بازوليني 1 / 2
- نفوق الوحش ونفاق الإنسان
- نوتوريوس : هيتشكوك وتأسيس الأدب السينمائي


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - نائبان ومجزرتان