أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الداقوقي - لا احد يحل مشكلة العراق ... غير زعيم شيعي معتدل ومقبول من السنة















المزيد.....

لا احد يحل مشكلة العراق ... غير زعيم شيعي معتدل ومقبول من السنة


ابراهيم الداقوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 05:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد احد الخبراء البريطانيين في لندن " أن أكبر مشكلات العراق لها أسباب داخلية‏,‏ وإن كان ثمة تأثير خارجي من دول جوار‏,‏ إلا أن هذا التأثير لا يمثل العامل الأساسي ، للمشكلة " . ثم أوضح قائلا " أن أعمال العنف الأخطر ناجمة عن الصراع بين الشيعة والسنة‏ في العراق " .‏ لاسيما وإن تعقيدات الوضع في العراق‏,‏ واحتمالات امتداد مخاطرها لمنطقة الشرق الأوسط ، هي التي اضطرت جميع الاطراف المعنية بالمشكلة العراقية لعقد المؤتمر الدولي يوم الجمعة ( 9مارس الماضي ) من اجل احتواء تلك المخاطر‏,‏ وصولا إلي المصالحة الوطنية العراقية باعتبارها المدخل الأساسي للاستقرار السياسي‏ في المنطقة .
ورغم عدم توصل المؤتمرين الى نتائج ملموسة لحل الازمة العراقية ، الا ان اتفاقهم على عقد مؤتمر ثان لوزراء خارجية الدول المشاركة ، يعد الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل من الطرق والمنعرجات المتشابكة للمشكلة . ومن هنا فان فشل المؤتمر في اتخاذ – او التوصل الى – خطوات ملموسة لحل المشكلة ، او وضع اطارعمل اللجنة الوزارية القادمة – عدا تاكيدهم على ضرورة القضاء على الارهاب – يعد فشلا ذريعا لحكومة المالكي من جهة ، ومن جهة اخرى نصرا للقوى السياسية غير الطائفية والعلمانية – الديموقراطية في البلاد ، التي تظافر حدثان رئيسيان في شد ازرها ، هما :
اولا – انسحاب كتلة حزب الفضيلة من كتلة الائتلاف العراقي الموحد , نتيجة " سياسة المحاصصات الخاطئة – التي تمارسها الكتل الائتلافية السياسية الحاكمة - وعبرنا عن رفضنا لهذه السياسات بالانسحاب من الحكومة , لذا فاننا في حزب الفضيلة الاسلامي نرى ان الخطوة الاولى على طريق انقاذ العراق من أزمته الخانقه هذه تبدأ من تفكيك هذه الكتل وعدم فسح المجال امام تشكيل كتل على اساس طائفي او عرقي لانه ادى الى تخندق الشعب العراقي وانقسامه على نفسه , وأن تشكل الكتل على اساس المشاريع الوطنية التي تجعل مصلحة العراق والعراقيين ، هي المعيار وتتسامى على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية وفي ضوء هذا المشروع الوطني تعلن كتلة الفضيلة البرلمانية المكونة من ( 15 ) عضو عن انسحابها من كتلة الائتلاف العراقي الموحد وانها ستعمل في البرلمان ككتلة منفردة في انتظار توفر القناعات الكاملة لدى الاحزاب والكيانات السياسية لاطلاق مشروع وطني يقوم على اساس وحدة العراق وسيادته واحترام المباديء التي يؤمن بها شعبه وضمان الحياة الحرة الكريمة للعراقيين ".
ثانيا – اجتماع السفير الامريكي خليل زاده برفقة الدكتور اياد علاوي ، رئيس كتلة التوافق الوطني ، مع السيد مسعود البرزاني – رئيس كتلة التحالف الكردستاني – في اربيل خلال الاسبوع الماضي " لبحث عقد المؤتمر الدولي حول العراق ببغداد ولبحث تطورات الاوضاع العراقية " .
فاذا كان هذان الحدثان ، اعتياديين في الانظمة الديموقراطية – والعراق يسير نحو حفر نمطه الديموقراطي بالابرة النافذة – فان لهما دلالات سياسية كبيرة ، واشارة جادة الى المخاض السياسي العسير لولادة تلك الديموقراطية ، لاسيما بعد الصراعات الدامية بين الاطراف المؤتلفة في كل كتلة من الكتل السياسية الحاكمة : بين الصدر وزعماء الائتلاف الشيعي ، والمظاهرات الدامية بين قطبي الائتلاف الكردي رغم الاتحاد الظاهري بين الحزبيين الكرديين الرئيسيين في الاقليم ، وانشقاق معظم زعماء عشائر الانبار وتكريت والموصل عن الارهابيين التكفيريين ، وانشقاق حزب البعث – الحاكم سابقا في العراق – الي شطرين لا يعترف احدهما بالاخر . اضافة الى مساندة ( القوى الديموقراطية الاسلامية والعلمانية ) لخطوة حزب الفضيلة بالانسحاب من الحكومة " لأننا نرى أن إنقاذ العراق من أزمته لا يتم إلا عبر تأكيد أولوية الهوية الوطنية لتكون فوق الاعتبارات الطائفية والعرقية والحزبية، ومركزية المشروع الديمقراطي، بعيدا عن ازدواجية الرافضين للديمقراطية في العمق، والمتحينين الفرص بالمشروع للانقضاض عليه، وهذا لا يتم إلا عبر إعادة النظر في تبني الإيديولوجيات الشمولية، لاسيما تلك التي تستغل الدين للمزايدة به " . و تواقيع عشرات المثقفين العراقيين المعروفين في الداخل والخارج على مذكرة ستوجه للسادة : رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان للمطالبة بـ ( سن قانون لتحريم وانهاء المحاصصة الطائفية والتسلط الحزبي رسميا في الوزرات والمؤسسات العراقية ) تحقيقا للهوية الوطنية العراقية وضمانا للحق والعدل في اختيار الكفاءات – وما اكثرهم – في إشغال وظائف الدولة .
ولعل من اكبر اخطاء الاحتلال الامريكي القاتلة – ويا لكثرتها – لاكثر من ثلاثة الاف جندي امريكي ، هو اقصاء السنة من الحكم والغاء القوات المسلحة العراقية ، باعتبارها اعوان الدكتاتور صدام حسين – رغم ان اكثريتهم كانوا من الشيعة – بالاعتماد على افكار فرسان الرهان الامريكي الثلاث : احمد الجلبي والحكيم وعلاوي . فاذا كان الدكتور اياد علاوي ، اول رئيس للوزراء بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، قد فشل في تنفيذ مشروعه العلماني – الديموقراطي خلال حكمه في العراق ، بسسب تعنت السفير الامريكي بريمر – ملك العراق غير المتوج الحاكم بامره – برأيه في اجراء المحاصصة الطائفية والعنصرية في الحكم وعدم منحه السلطات الكافية للدكتور علاوي ، لتنفيذ ذلك المشروع ، قد ادى الى مضاعفات سياسية واقتصادية واجتماعية : الفلتان الامني وانتشار المافيات والمليشيات وتفشي الرشاوي والسرقات ونهب اموال الدولة وتعاون بقايا النظام الدكتاتوري المنتفع من نظام صدام الفاشي مع التكفيريين لتشكيل عصابات الارهاب والاغتصاب والقتل على الهوية ، وصولا الى تخريب البنى التحتية للدولة .... بل والغاء الدولة نفسها ، لكي تتحكم مليشيات الاحزاب السياسية بالبلاد والعباد . ومن هنا فان الدكتور العلاوي لا يزال المرشح الاقوى لرئاسة الوزارة القابلة ، لانه لا يزال موئل ثقة الامريكيين ومقبول من الشيعة المعتدلين والاكراد السنة .
واليوم يقف الرئيس المالكي على مفترق الطرق – بعد ان اصبح مع ائتلافه جزءا من المشكلة العراقية – لانه لم يستطع خلال السنتين الماضيتين تنفيذ أي وعد من وعوده للعراقيين ، بل اصبحت فترة حكمه وبالا على الشعب العراقي بكل اطيافه السياسية والقومية والدينية ، والى قتل واغتيال وهجرة خيرة العقول العراقية – حوالى اربعة ملايين عراقي – واعادة العراق والعراقيين الى عهود الظلام والاستبداد الفكري والسياسي . ولذلك فقد آن له الرحيل – لاسيما وقد قاربت مهلة الرئيس بوش الممنوحة له على الانتهاء – فمن يستطيع ان يملأ الفراغ السياسي الهائل في العراق ؟
اننا نعتقد ، من خلال استقراء المستجدات السياسية المحلية والاقليمية والدولية ، والنشاط السياسي المحموم في دول جوار العراق ..... ان المنطقة مقبلة على مرحلة حرجة وجديدة : فاما اتفاق اطراف النزاع في العراق والمنطقة على حل مشاكلهم بشجاعة وتسامح ، او ان طوفان نوح الذي بدأ بالعراق سيجرف الجميع . وهنا يقف المرء – وسط هذا الطوفان – ليبحث عن ذلك المنقذ الشجاع والمتسامح ؟ فمن سيكون .... يا ترى ؟
انه بلا شك احد المثقفين المعتدلين والعلمانيين ، من اخواننا الشيعة – وهم الاكثرية الذين لهم حق الحكم – بالاحتكام الى صناديق الاقتراع باسم الديموقراطية وليس باسم الدين او المذهب او القومية ، وبالاستقواء بالشعب العراقي الابي وليس بالقوى الاجنبية او الاسلامية او العربية ، ذات المصالح المختلفة والنوايا الشريرة المبيته للعراق والعراقيين.... بالاعتماد على مشروع المصالحة الوطنية في تسامح وود واخلاص – دون استثناء احد – غير المجرمين الذين اوغلوا في دماء العراقيين ، بعد ان تم – ويتمّ - ادانتهم باسم الشعب العراقي ، عن طريق المحاكم العراقية .



#ابراهيم_الداقوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا اخوتنا في كركوك .... لا تلعبوا لعبة صدام الخبيثة مرة اخرى
- المشترك الثقافي الانساني .... يدعو الى التآلف الحضاري في حوا ...
- من ينقذ بوش من مستنقع العراق ؟
- العراق الجديد ... الى اين ؟!!!
- الاقليات ... وشرعنة حق الاختلاف مع الآخر ...!!!
- ازمة الكاريكاتيرات .... مظهر لحرب المقدسات الاصولية بغطاء دي ...
- الجعفري لن يؤلف الوزارة ... واذا الفها فستسقط قبل سبتمبر الق ...
- كركوك ..... المعضلة والحل !!! .
- الرئيس المشكلة ... جورج بوش الابن !!!
- التشيع بين الاعتدال والتطرف
- الانتخابات القادمة ستغير الكثير من المفاهيم والتوازنات السيا ...
- الاختلاف الثقافي لا يقف حائلا دون انظمام تركيا للنادي الاورو ...
- هل تقبل اوروبا العانس بقبلة الشاب الشرقي الولهان ؟!!
- المثقف والسلطة .... والمؤسسة الثقافية المؤطرة للانتلجنسيا
- نعم للمقاومة ... ولكن!!!
- رهان العراق الجديد : الهوية الوطنية والتحول الديموقراطي
- فشل الاعلام العربي في مواجهة تحديات حوار الثقافات المعاصر
- بغداد ... ونرجسية المافيا وانتقام الجبناء
- حروب القائد الضرورة والديموقراطية وعراق الغد
- عبدالرحمن منيف عاشق الحياة ورفيق الضحايا والمعذبين


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الداقوقي - لا احد يحل مشكلة العراق ... غير زعيم شيعي معتدل ومقبول من السنة