أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناظم الديراوي - الحلقة الثالثة - صورة الإسلام في الإستشراق المُبكر















المزيد.....

الحلقة الثالثة - صورة الإسلام في الإستشراق المُبكر


ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)


الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 10:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العرب أدركوا التجريب قبل باكون
لعل ما كتبه الباحث“Robert Driffault’’ »روبرت دريفاولت« في مؤلفه “The Marking of Humaniti’’ ينم عن وعي جديد واعتراف صادق بفضل الحضارة العربية والإسلامية في تقدم أوروبا فتراه يقول:ما من ناحية من نواحي أوروبا إلا وللحضارة الإسلامية فيها فضل كبير وآثار حاسمة.وبعد أن يرفض دريفاولت الرأي القائل بدور العلوم الطبيعية في إعادة أوروبا إلى الحياة ينسب ذلك إلى الحضارة الإسلامية(التي أثرت في حياة أوروبا تأثيرات كبيرة ومتنوعةمنذ أن أرسلت أشعتها الأولى إلى أوروبا).هذا الرأي نجد ما يماثله عند المفكر“Jolivet Casteot’’ »جوليفيه كاستيو« إذ أكد أن أوروبا لمدينة للحضارة العربية وعنها أخذت الفكرة الفلسفية العلمية.وأن»أوروبا لتتجلى لنا منحطة جاهلة أمام المدنية العربية،وأمام العلم العربي والآداب والفنون العربية… وأوروبا تدين-في تلك العصور-للأفكار العربية.وقد أنفقت أربعة قرون ولا حضارة فيها غير الحضارة العربية، وعلماؤها هم حملة لوائها الخفاق«.
لوبون:إنصاف العرب
ولم يلبث العرب,في رأي العالم لوبون،بعد أن كانوا تلاميذ معتمدين على كتب اليونان،أن أدركوا أن التجربة والترصد خير من أفضل الكتب.وكان»يعزى إلى(Francais Bacon)(ف.باكون)أنه أول من أقام التجربة والترصد،والمنطق الاستقرائي (Inductive Logic)للمناهج العلمية الحديثة،بيد أن الواجب أن يعترف اليوم بأن هذه الطريقة كلها من عمل العرب وحدهم…«ولاحظ المفكر لوبون في السياق نفسه:»إن شأن العرب لم يقتصر على ترقية العلوم بما اكتشفوه،فالعرب قد نشروها كذلك،بما أقاموا من الجامعات وما ألفوا من الكتب،فكان لهم الأثر البالغ في أوروبا من هذه الناحية«.وأكد العالم لوبون بأن»التعليم في جامعاتنا– الأوروبية-لم يستغن عما نقل إلى لغاتنا من مؤلفات العرب إلا في الأزمنة الحاضرة«.
وكان تأثير المعارف العربية في ميدان علم النجوم،في القرون الوسطى،كبيراً وحاسماً على مصطلحات علم الفلك الأوروبي الحديث،الأمر الذي يمكن الحكم به إلى درجة كبيرة ليس فقط من خلال المواد المقتبسة بل ومن خلال كثرة الصيغ الأوروبية(اللاتينية)لأسماء الفلكيين العرب.ويعتقد المستعرب (شوموفسكي)أن أوروبا استوعبت عدا اللفظتين الشهيرتين(السمت والنظير)أسماء عربية لمائتين وعشرة من النجوم من بينها إلى جانب النجوم والكواكب السيارة:برج الثور،الطائر،بيت الجوزاء،الزهرة،الجبار،كما توجد مجموعة من النجوم المعروفة فقط في العلوم النظرية الفلكية.
ويرى المستشرق ارنولد شوبرت أن المسلمين أقبلوا على سائر العلوم والفنون يتعلمونها لذا تنوعت معارفهم،فلم يتركوا علماً إلا درسوه،وقد أدهشت نهضتهم العلمية السريعة الدنيا،وهم يجمعون بين العلم والحكمة والأدب، وأوروبا اليوم تشهد كلها أن المسلمين كانوا وراء نهضتها.ويعترف الباحث في شؤون الأدب الشعبي المقارن الأستاذ(رانيلا)،في مؤلفه(الماضي المشترك بين العرب والغرب)انطلاقا من رؤيته أن وبان الجانب الأكبر من المعارف الإغريقية التي تضمنت العلم والفلسفة وصلتنا عن طريق البيزنطيين من خلال الترجمات العربية عن الإغريقية.
ويعيب الأكاديمي(ستانوودكب)في كتابه(المسلمون ودورهم في تاريخ الحضارة)على الغربيين جهلهم بمساهمة المسلمين في الحضارة الإنسانية فيقول:قليلون هم أولئك الذين يدركون حقيقة الإسهام العظيم الذي أثرى به المسلمون مسيرة الحضارة الإنسانية حتى عصرنا المستنير.في حين أن هذه الحضارة لم تكن تقود العالم في مجالات العلم طيلة خمسة قرون فحسب وإنما استوعبت كل طاقة الإنسانية في السعي المنظم وراء المعرفة خلال تلك الفترة.
المسرح الإستشراقي
وبالنسبة لأوروبا،كما يسجل البروفيسور إدوارد سعيد في كتابه الشهير والمثير للجدل(الاستشراق)،كان الشرق باستثناء الإسلام حتى القرن التاسع عشر ميداناً ذا تاريخ مستمر من السيطرة الغربية لم تتحد(8ص101).وكان الشرق يعدل بحيث يستجيب للضوابط الأخلاقية للمسيحية الغربية.بل أن الشرق– القول للمفكر الفلسطيني سعيد– يحاط بسلسلة من الآراء والأحكام التي تدفع العقل الغربي لأغراض التصويت والتحقيق،لا إلى مصادر شرقية أولاً،بل إلى أعمال استشراقية أخرى.ويصبح- هكذا يسميه المفكر سعيد – نظاماً من الصرامة الأخلاقية والمعرفية.ويمثل الاستشراق المعرفة الغربية المؤسّسة للشرق.ويغدو الاستشراق بذلك ممارساً لقوة ذات اتجاهات ثلاث:على الشرق،وعلى المستشرق،وعلى»المستهلك« الغربي للاستشراق(8 ص95) .
ويبدو الشرق والإسلام,شعوبا وثقافات،خلال الاحتكاك اليومي مع معشر من المستشرقين - المرحين في العلم-غير ما نعرفه،وغير الشرق الذي شُكلنا فيه روحياً ومعرفياً بالفطرة أو بالمثابرة على الخلق والتأليف والحصانة في السلوك والعشرة.بل يتناهى الشرق الإسلامي إلى مركب من المفاهيم والرموز والعوالم الغارقة في الغموض المفتعل والمحاطة بحصون وهمية عسير على غير المستشرق(النبيه)فك كل هذه الطلاسم والألغاز والتخيلات التي تشابكت كخيوط العنكبوت تاريخياً ومعرفياً،مما ألغت-وفق(فقه)الاستشراق-قدرة العقل الشرقي في تلمس سبيل المعرفة إلى الذات(غير المدركة)للشرق ذاته.!لأن المستشرق)في منطق المفكر إدوارد سعيد)يأخذ نفسه دائماً بتحويل الشرق من شيء إلى شيء آخر:وهو يفعل ذلك من أجل نفسه،من أجل ثقافته،وفي بعض الحالات من أجل ما يظنه مصلحة الشرقي(8 ص96).
ويظل<الانتداب>المعرفي والسلوكي على العقل والمعارف والأعراف في الشرق المتمثل< من وظيفة المستشرق ومن شأن وحقل علم الاستشراق النظري والتطبيقي<المدرك دون منازع> لأساطير الشرق المجهول السري،والذي يعرف كيف يطوعه ويديره بل و يقرر مصيره بما ترتئيه(عقلانية)المعارف الأوروبية للوصول إلى<حلم اليقظة الأوروبي الجماعي بالشرق>(8 ص83).
الإستشراق صادر الشرق
وما برح الاستشراق الغربي نتاج وترويج لعلاقات القوة المعقدة التي أفادت المستعمرين تاريخياً،والتكوين الاستيهاني الخالص للمجتمع المتخيل،وتشابك المخيلة بالتاريخ،والواقع بالسحر،بل انتفاء إمكانية تحديد الواقع خارج إطار التخيل(9 ص16)فكان الاستشراق الوسيلة المتبعة المتعارف عليها،والتي مثل الغرب عن طريقها الشرق وتكلم عنه،بدلاً من أن يقوم الشرق بذلك(16 ص175).ولعل في العودة إلى نصوص مستشرقي القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين نلمح المشاعر المعادية للعرب وحتى وقت قريب لم يحدث أي تغيير في الوعي الجمعي الغربي بسبب غياب بديل أو نقاش أكثر موضوعية بخصوص الشرق الأوسط والإسلام(16 ص76).ولعل المستشرقة الأمريكية ليزا وودين على حق في تشخيصها الواقعي لطبيعة العلاقة المتوترة بين الغرب والإسلام المنثورة في خطاب الإستشراق:أن المشروع الاستشراقي عكس دائماً بقصد أو بغير قصد،توترا بين عالمين مشكلين:العالم الغربي المسيحي الأبيض المتفوق والعالم الشرقي المسلم(16ص74).
ولا أحسب أنني سأنسب إلى معشر من لم يرو في الاستشراق إلا الوجه السلبي إذا استعرت خلاصة الدارس بعناية واجتهاد خطاب وفلسفة المستشرقين المفكر إدوارد سعيد الذي يختزل فيها عقلية وسلوك<الجاثمين> على الاستشراق -مؤسسة وسياسة–؛أن المرء حين يقوم بمسح الاستشراق في القرنين التاسع عشر والعشرين،يخرج بانطباع طاغ عن تخطيطات الاستشراق الخالية من الحساسية للشرق بكامله(8ص9)ربما لأن الاستشراق الغربي استجاب للثقافة التي أنتجته أكثر مما استجاب لموضوعه المزعوم،الذي كان هو أيضاً من نتائج الغرب(8 ص5).
ونخلص إلى أن هذه التخطيطات وتلك المشاريع والسياسات المشوبة بالافتراءات والتعالي والازدراء منعت تبادلاً معرفياً مبنياً على الاحترام والتكافل والمحافظة على القيم والأخلاق الفاضلة وتنمية المصالح المتقاربة والعمل بالنيات الحسنة والشرائع العادلة بين العالمين المتجاورين المتداخلين حضارياً:العالم الشرقي العريق والعالم الغربي الحديث.
المصادر
آربري آ.ج.المستشرقون البريطانيون،لندن/1946.
بارتولد،ف.دراسات في تاريخ فلسطين في العصور الوسطى،ترجمة:عزيز حداد،بغداد/1973
3- د.جمال الدين.المستشرقون والأماكن المقدسة,بغداد/1962,ص16.وانظر محمد أسد،الإسلام على مفترق الطرق,ت:د.فروخ.ط:1 ،بيروت/1946.
ديبور.تاريخ الفلسفة في الإسلام،ترجمة:أبو ريدة.
روبنسون،م.تراث الإسلام،تصنيف شاخت وبوزورت،ترجمة:السمهوري،محمد،ج:1،الكويت/1978.
د.زايد،محمود.المستشرقون البريطانيون وتاريخ العرب.مجلة الفكر العربي،بيروت/عدد:2/1978.
د.زقزوق،الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري،قطر/1983.
سعيد،إدوارد.الاستشراق:المعرفة.السلطة.الإنشاء.ترجمة:أبو ديب،كمال،بيروت/1981.
سعيد.إدوارد.الثقافة والإمبريالية.نقله إلى العربية وقدم له كمال أبو ديب.بيروت/1997.
شاخت،جوزيف،بوزورت،كليفورد.تراث الإسلام،ج:1ترجمة:الدكتورالسمهوري والدكتورمؤنس و الدكتورالعمد.طبعة:3،الكويت/ 1988.
العقيقي.المستشرقون.الجزء الأول،طبعة(4)القاهرة/1981.
كارليل،توماس.الأبطال.ترجمة السباعي،محمد،ط:3،بيروت/1982.
كراتشكوفسكي.مع المخطوطات العربية،ص321.
كرباج،جورج.المستشرقون وتحقيق التراث العربي،مجلة آفاق عربية،بغداد/حزيران–1982
كوبولد،إ.البحث عن الله.نقله إلى اللغة العربية أبو النصر.
وودين،ليزا.الاستشراق محاولة لترسيخ التفوق الغربي،مجلة آفاق الثقافة والتراث،عدد:9،دبي/1995.
J. Fueck. Die arabischen Studien in Europa, Leipzig, 1955, p. 108 .
يذكر المستشرق البريطاني آربري .في كتابه»المستشرقون البريطانيون«أن كرسي اللغة العربية في جامعة كمبردج تأسس عام1632,
+» الوثنيون « يقصد بها في الفكر الغربي السلفي»المسلمون..!«.



#ناظم_الديراوي (هاشتاغ)       Nazim_Al-Deirawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الإسلام في الإستشراق المُبكر
- فذلكة في تاريخ الإستعراب الجامعي ببطرسبورغ/الحلقة الرابعة
- فذلكة في تاريخ الإستعراب الجامعي ببطرسبورغ/الحلقة الثالثة
- - فذلكة في تاريخ الإستعراب الجامعي ببطرسبورغ
- صلات حضارية؛الرحالة العرب وبلاد الروس-الحلقة الثانية
- صلات حضارية؛الرحالة العرب وبلاد الروس
- العصامية كلثوم عودة؛الغربة واليتم والعلم
- التصوف السياسي وغراء الاحتلال
- صلات حضارية؛رحلات روسية إلى الأراضي المقدسة
- العقيدة الآمريكية؛إرهاب واستبداد
- رايس بلاء العراقيين..!
- الاحتلال فرَّخ الإرهاب والانعزال


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناظم الديراوي - الحلقة الثالثة - صورة الإسلام في الإستشراق المُبكر