أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الستار نورعلي - مجلس النواب أم مجلس السواح العراقي ؟














المزيد.....

مجلس النواب أم مجلس السواح العراقي ؟


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 09:58
المحور: كتابات ساخرة
    


حين كنا في صوفيا عاصمة بلغاريا في انتظار أن نمتطي صهوة الهجرة صوب السويد قال لنا الأخ ابراهيم الأعسم الذي كان مقيماً في بلغاريا:
ـ في السنة القادمة ستزورون بلغاريا في سفرة سياحية لترتاحوا وأنتم تمتطون صهوة سيارتكم الخاصة الفارهة.
فامتلأت نفوسنا فرحاً وبهجة أحسسنا معهما أننا سنطير في أعالي الفضاء. وحين حططنا الرحال في مدينة قريبة من العاصمة استوكهولم على مسافة أقل من ساعة اكتشفنا أننا لا نستطيع أن نحط أرجلنا في استوكهولم الا بشق الأنفس وأن نعصر ما في الجيب ونخطط لأيام من التقشف لكي نتمكن من الذهاب الى العاصمة فكيف اذا اردنا السفر الى بلغاريا.
أما التفكير بسياحة خارج السويد فإنها والله لحلم يمر علينا اثناء النوم ، وكم حلمنا بالقاهرة وعمان ودمشق وانقرة وطهران والكويت والرياض وليبيا واليمن ولندن وباريس وواشنطن وكوبنهاغن وامستردام و.... و... و... . أما بغداد فأمست خبراً من الأخبار نشاهدها على شاشات الفضائيات ونحن نتأجج بنار الحزن والغضب على ما يجري ونتقلب على أجنحة الشوق الدفين الحراق. طبعاً هذا الكلام سار حتى هذه الساعة أي بعد خمسة عشر عاماً من كلام الأخ ابراهيم. أما السيارة الجديدة الفارهة ففي علم الغيب ! وللعلم لم أتمكن من الحصول على اجازة السوق لأنها تكلف ثروة حقيقية.

وحين لم نتمكن من السياحة اخترنا أضعف السياحة فاشترينا صحناً فضائياً لنمتع ابصارنا بمناظر المدن والأماكن والبلاد. لكننا غصباً عنا توغلنا في السياحة السياسية ، لنطير مع طائرة النادي السياسي على فضائية الأي أن أن وأعضائه في لندن ، وسامي فرج علي وضيوفه سواح السياسة ، ومحيي الدين اللاذقاني ، وهشام الديوان ، والفيحاء ، والجزيرة و ... و...
ما كنا ندري أن السياحة العربية والدولية قادمة على أثير الفضائيات والتشبث بالنوادي السياسية ليطير بعدها الرجل الى مجلس النوا.... عفواً الى مجلس السواح...؟؟؟
وظهر لنا أن أقصر الطرق السهلة للسياحة لا تتطلب الا لساناً ذلاقاً مدهوناً بدهن الكلام المتزحلق والدخول في النوادي والدكاكين السياسية والفضائية والمتاجرة بمعاناة الوطن ليأتي بعدها مجلس السواح العراقي ثم السياحة المجانية الدائمة وبالدولار الأمريكي..!
كل المجالس النيابية في العالم تدافع عن مصالح الناس وتناقش همومهم وآلامهم وكيفية حلها ، ولم نسمع بمجلس للنواب شعبه الذي يمثله يموت يومياً وشوارع المدن تغرق بلون الدم والبنية التحتية مدمرة ومناظر البيوت في القرن الحادي والعشرين تذكرنا بالاطلال والدمن والغربان الحائمة الناعبة أيام شعراء ماقبل الاسلام ، وهذا المجلس النيابي يناقش أول ما يناقش قانون رواتب اعضائه ، و قانون الدخول في الاتفاقية الدولية لشجرة الزيتون !؟
أخبروني بالله عليكم: أين شجرة الزيتون في العراق ؟!
لم نر في أرض الله الواسعة كلها بلاداً تدمر وتطحن تحت سنابك جنازير المحتلين وسيف الارهاب المدمر وابناؤها يذبحون ويُفجرون في مدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم وتحصيل قوتهم ويحرق كل شيء حتى المكتبات بينما أعضاء مجلس النواب يسرحون ويمرحون في عواصم العالم العربي والاسلامي والاجنبي في فنادق خمسة نجوم وقصور مشتراة وفيلل عامرة وبيوت الزعماء ، يغرفون ويأكلون ويشربون ويسوحون والبلاد تحترق مثل ما يحدث في العراق المنهوب. والمصيبة أنهم يصرحون من عواصم السياحة رافعين عقائرهم بالدفاع عن الشعب العراقي ، بعضهم يمدح وبعضهم يسب وبعضهم يهدد وبعضهم يؤلب الدول على أبناء وطنه ، والعراق يحترق ، المهم أن أرصدتهم المالية والسياسية في ارتفاع وليذهب العراق وشعبه الى الجحيم . للعلم هذه السياحات كلها مدفوعة الثمن من أموال الشعب العراقي ومن عائدات النفط المشفوط الملفوط ؟
وبعد كل هذا ماذا نسمي مثل هذا المجلس ، مجلس النواب العراقي أم مجلس السواح العراقي؟

ولتسهيل اشباع نزعة السياحة والبروز والشهرة عند اعضاء المجلس ، وخاصة الذين لم تسنح لهم الفرصة في الماضي على السياحة والوجاهة والالتقاء بالزعماء والظهور على الفضائيات ، وكذلك لتسهيل مهمة المجلس ولابعاده عن الخطر، أقترح عليهم ، بدل أن تنعقد جلساته في المنطقة الخضراء فليعقدوها دورياً كل اسبوع في عاصمة عربية أو اسلامية أواوروبية ، وخلصونا !!



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الشعر عند بريهان قمق
- أسلمَة الحرب على الارهاب
- سِفر الخروج
- بريهان قمق بين اللغز وتراجيديا البحث
- وثيقة العهد، اعتراف صريح باقتراف جرائم الارهاب والقتل
- الرأس
- هذي السويدُ درة البلدان
- سيدة الكلمة الحية
- هل اصبحت قضية الكرد الفيليين في خبر كان؟
- هنا بيروت
- هولير وظلها البعيد
- الى التحالف الكوردستاني: الفيليون ليسوا كرداً من الدرجة الخا ...
- قراءة في دفاتر الشاعر محمود الريفي
- رسالة من شاعر
- هل الفيليون كرد مع وقف التنفيذ...؟!
- جلجامش والأفعى الى الشاعر عدنان الصائغ
- أي طرطرا تطرطري
- الشاعرة خلات احمد بين الذاكرة والدهشة
- بهاء الجهات الأربعة
- لوركا ... انهضْ


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الستار نورعلي - مجلس النواب أم مجلس السواح العراقي ؟