أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الشكر والكتاكيت















المزيد.....

الشكر والكتاكيت


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 13:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعل أضعف مقال قرأته لأختنا وفاء سلطان هو مقالها الأخير ، وكنت قد توقعت ذلك من عنوان المقال :
اشكروا، بالشكر تتكاثر دجاجاتكم وتمتلئ سلالكم بيضاً!
والسبب في رأيي أنها لم تدرس القضية التي طرحتها بشكل كاف ، ولم تستمع باستفاضة كانت واجبة الي أصحاب تلك القضية وسارعت بالتحليل والتشخيص ، مما أدي في تقديري الي خروج العلاج الذي أشارت به ، في شكل مقولة يمكن أن نسمعها من داعية ديني ، لا يعالج بقدر ما هو يسعي الي تهدئة الأمور وتطييب الخواطر ، وتلك أمور غير مضمونة الجدوي ، أومفعولها سرعان ما يذهب ويحتاج المريض الي جرعات أخري مستمرة من الوعظ الديني ، لكون المشكلة لا تعالج من جذورها وانما بأقوال جميلة وطيبة وحسب . مثل : اشكروا، بالشكر تتكاثر دجاجاتكم وتمتلئ سلالكم بيضاً!
نورد أولا مقتطف لأهم ما جاء بمقال دكتورة وفاء ، ويعتبر ملخصا للموضوع ، ثم ردنا عليه :
(( قالت دكتورة وفاء : " العرب لا يساعد بعضهم البعض الآخر"، تعليق كثيراً ما أسمعه في لقاءاتنا العربية، وخصوصاً هنا في المهجر. ويطرح السؤال نفسه: لماذا؟!!
لا لأننا لسنا أهلاً للمساعدة، بل ـ باعتقادي ـ لأننا لسنا أهلاً للشكر!
لم يقصّ عليّ مهاجر عربي واحدٌ حكايةَ هجرته إلى أمريكا إلا وطعن بشكل مباشر أو غير مباشر بالشخص الذي استضافه وفتح له بابه، معدداً سلبياته، جاهلاً متجاهلاً الإحساس بالأمان الذي شعر
منذ نعومة أظفارنا، تسللتْ إلى عقولنا العقيدة السائدة: الحاجة لغير الله مذلّة!.. لذلك، وكنتيجة حتمية لتلك الفكرة المغلوطة الفهم، تكونت لدى الإنسان العربي قناعة مطلقة، بأن الاعتراف بالجميل هو بحدّ ذاته اعتراف بالحاجة إلى الغير. والاعتراف بالحاجة إلى الغير يكرّس لديه إحساسه بالذل والهوان! ولذلك، يسعى بوعيه وباللاوعي عنده، وبعد أن يحصل على حاجته، إلى افتعال خلافٍ مهما كان بسيطاً مع الشخص الذي ساعده، كي يبرر لنفسه الهرب من مواجهته، ويرفض شكره وامتنانه والاعتراف بجميله!
لقد أكّد علم النفس والسلوك، أنه لا يستمرّ سلوكٌ لإنسانٍ على نفس المنوالِ طويلاً، إلا بالشكر والثناء والتشجيع. وهذا ما يجبر الطرف الآخر إلى أن يعدّ للعشرة قبل أن يقوم بإسداء حاجة لشخص آخر، خوفاً من أن يُقابَلَ بنفس الجحود والنكران.))
==============
نختلف تماما مع وفاء سلطان في تفسيرها هذا : أولا قي االبداية نصحح القول الذي ساقته والذي اعتبرته مسئولا عن نكران الجميل " الاحتياج لغير الله مذلة " و صحة القول هي : " الشكوي لغير الله مذلة "
وهناك فرق كبير بين القولين - الاحتياج من ناحية ، ومجرد الشكوي من ناحية أخري - .. وقد اعتمدت الدكتورة وفاء في تفسيرها وتحليلها علي علي نحو ما ، علي القول
الذي التبس عليها أمره " الاحتياج لغير الله مذلة " !
القضية في رأينا ليست انكار الجميل .. وانما هي : سؤ استغلال واستثمار الجميل من كثيرين ممن يقدموا الجميل .. حيث يطرزون هذا الجميل بقبح كثير – أو استثمار قبيح - يؤدي الي النفور منه .. والجميل يجب أن يبقي جميلا فاسمه "جميل " الا أننا بقيمنا الفاسدة في حقيقتها ، عندما نقدم جميلا نحوله الي قبيح (!) فمن ذا الذي لا ينفر من القبيح ويبتعد عنه ؟!
هناك قيم مريضة في مجتمعاتنا ، وتلك القيم المريضة هي التي تعطي سلوكيات مريضة بطبيعة الحال – وان كنا نزهو كذبا ونباهي بأننا لنا قيم ولنا تقاليد بخلاف أهل الغرب – كما نزعم - ، ومثلما نقول عن أنفسنا بأننا خير أمة أخرجت للناس ! دونما دليل أو برهان - !! –
فمن قيمنا المريضة تلك القول : (( من علمني حرفا صرت له عبدا )) !!!! عبدا ؟؟ عبدا ؟؟؟ !!! نعوذ بالله !
بسبب حرف واحد ؟؟؟؟!! اذن ماذا لو علمك كلمة كاملة بكل حروفها ؟؟؟ ، وماذا لو علمك جملة مفيدة ؟؟؟ وماذا لو علمك القراءة والكتابة بأكملها ؟؟؟؟؟!!
عبدا ؟؟؟ في مقابل تعلم حرف : عبدا وليس صديقا ولا أخا ؟؟؟! وانما عبدا ؟؟؟؟
مثل تلك القيم الفاسدة معناها : أن من يدل شخصا علي عنوان شارع أو بيت لم يكن يعرفه .. تلك المساعدة البسيطة ! – صار عبدا ..!
ومن قيمنا الأشد وبالا : " انك ان أكرمت الكريم ملكته " !!!!!
معني ذلك أن اكرامك لشخص من الممكن أن يحوله من كريم حر الي : مملوك عبد (( ملكته )) !! صار عبدا أيضا !!!!!! مثل تلك القيم تعلم من يقدم لشخص كوب شاي أو سيجارة .. أن باستطاعته أن يشتريه بأكمله !
أعوذ بالله .. اعوذ بالله من تلك القيم ...
لذلك علمتنا تلك القيم الفاسدة : ان الكرم عملية استثمارية ...! لا نقدم الخير للخير .. لا نعمل المعروف وننساه .. كلا .. وانما ننتظر العائد ، أو : ننتظر العائد والشكر معا ! .. وربما حسبنا قيمة عائد الخير قبل أن نصنعه ...! وقد لا نصنعه ان تبين عدم جدواه ..!
لا نعمل الجميل الا لهدف ! ..
أولسنا نحن الذين تربينا علي أن الحسنة بعشرة أمثالها ؟!! ويمكن ان تضاعف – لمن يشاء - ؟؟!!
انه موضوع استثماري لا انساني .. عقلية تجار شطار ، بل تجار جشعين اشد ما يكون الجشع ..! – ولكن فرض علينا أن نقدس هذا القول ! ، فكيف يكون حالنا ؟!
ولو أننا تعلمنا كيف نقدم الحسنة دون انتظار جزاء لها البتة ، بل حبا في الخير ( وأن يعاملنا الآخرون كذلك ) .. لكان لنا شأن آخر ..
قد تكون عندنا قيم أخري مثل " اعمل الخير وارميه في البحر " ولكن ليست لها انتشار ولا ترديد ولا تكرار ولا قداسة كتلك القيم السابقة ..
ولأننا تعلمنا أن : انك ان أكرمت الكريم ملكته ..(!)
لذا فقد عرفنا أننا بمقدورنا أن نفسد موظفا مسئولا ، لأجل مصلحتنا ، ونستدرجه للانحراف وبيع ضميره ، وتفريغ ذمته ، بأن نكرمه بل نغرقه كرما ، بالخدمات والهدايا .. وبذلك نملكه و نلجمه ونسيره كما العبد .. ومثلما يقول المثل الشامي – وهو نفسه عندنا بمصر – طعمي التم ، تستحي العين – أو بالمصري : " اطعم الفم تستحي العين "
أذكر أنني عينت موظفا بعيدا عن القاهرة - حيث اقامتي - ، وأنا شاب صغير بين 19 -20 سنة من العمر ، و صرت مسئولا عن تسليم تموين هام وشحيح لدرجة أنه لا يكفي ويضطر الناس لأن يشترونه من السوق السوداء بأسعار مضاعفة .. بمجرد تسلمي عملي وجدت أهل البلدة يتسابقون في تقديم الهدايا و الخدمات والمساعدات والدعوات .. والارتباط معي بعلاقة صداقة قوية .. وكشاب صغير لا خبرة لي في الحياة صدقت ما قالوه من أن ذلك حبا في التعارف بالناس ومساعدة كل ضيف غريب حل علي البلدة موظفا بها .. وان كنت قد لاحظت أن مثل هذا الكرم وذاك الاهتمام لا يحظي به زملائي من الموظفين الذين لا يشغلون هذا الموقع الحساس الذي أشغله .. ثم اتضح لي أن الغالبية العظمي ممن يقدمون لي الهدايا والمساعدات والخدمات انما يريدون أن أمنحهم استثناءات ، أو المتاجرة معهم في السوق السوداء بما تحت يدي من العهدة كطريقة للثراء اعتمد عليها البعض ، منهم من قادته الي السجن .. وكان أمامي اما أن أترك نفسي لتأثير المساعدات والهدايا وأمشي معهم وأنحرف وأعرض نفسي للسجن ، أو الابتعاد عنهم حتي ولو قيل عني ناكر للجميل .. تماسكت بشدة ولاقيت كثيرا من المتاعب 3سنوات حتي وجدت فرصة عمل آخر بالقاهرة وخرجت سالما من هذا العمل /، ولكن أعرف غير شباب صغار كانوا في عمري بعضهم كان زميلا لي بالدراسة ، وعملوا بنفس العمل ببلدان مجاورة : كان مصيرهم السجن – لأنهم خضعوا للقيم القائلة : اطعم الفم تستحي العين " ، وانك ان أكرمت الكريم ملكته !!!..
بعد عدة سنوات عرفت بأن احد الناس الذين حاولوا رشوتي بالكرم الكاذب ، من أبناء تلك البلدة ، قد نزل مريضا بمستشفي بالقاهرة .. وقد فوجيء تماما عندما وجدني أمام سريره بالمستشفي أزوره وأقدم له هدية ، اذ كان قد ظنني نسيته ونسيت هديته – رشوته بمعني أصح - التي كان يمكن أن تودني للسجن .. أما هديتي كانت مقرونة بتمنيات صادقة له بالشفاء العاجل ، وحسب .
و منا من يعملون بالقيم الفاسدة تلك ولكن ليس لأجل مصالح مادية وانما لمصالح أدبية .. كيف ؟!
هناك من يعرف أن شخصية رفيعة لها مكانتها ، ويجب أن يكون لها احترامها بين الناس .. فيسعي صاحبنا لترصد أي نوع من الخدمة قد تحتاجها تلك الشخصية الرفيعة ليلبيها لها علي الفور .. ويترقب ظهور أية مناسبة من أي نوع لتقديم الهدايا .. وبعد أن يغرق تلك الشخصية بالخدمات والهدايا بزعم أخوية أو زمالة أو حسن جيرة أو اعجاب ، أومودة انسانية .. بعدها يسعي لجني الثمار الأدبية من هيبة وكرامة تلك الشخصية وسط الناس كأن يعطي لنفسه الحق – بموجب خدماته وهداياه - بأن يسقط الكلفة تماما في التعامل مع تلك الشخصية أمام الناس ودونا عن كل الناس ! وقد يصل الأمر الي حد التعامل مع الشخصية الكبيرة تلك باستخفاف أمام الناس ودونا عن كل الناس ! ليبدو هو الأكبر من تلك الشخصية الكبيرة (!) – بموجب بعض الخدمات وبعض الهدايا التي لم تطلب منه والتي سوف ترد اليه خدمات وهدايا من نوعها بالتأكيد في يوم ما .. فلا أحد ينسي ما عليه من مجاملات والمسألة وحسب تتعلق بظروف تواتيه ومناسبة تقتضي ذلك ..
واذا أحست تلك الشخصية المرموقة بالأهانة .. فمن الطبيعي جدا أن تسارع بوقف علاقتها بمثل ذاك الشخص والايتعاد عنه ..
وهنا يبدأ ذاك الشخص بالغيبة والنميمة أمام الآخرين كلما جاء ذكر تلك الشخصية – أو يفتعل هو مناسبات لذكره - لأجل الظهور علي حسابه ! والقول بأنه لم يعد يراه ولا يتلقي منه اتصالا رغم أنه قدم له وقدم ، وساعد وساعد ومع ذلك لم يعد يتلقي لا سؤال ولا حتي مكالمة للسؤال عنه ، رغم أنه لم يقدم له الا كل الخير – هكذا يزعم - .. !
دون أن يعرف الناس السبب الحقيقي .. فيأخذوا انطباعا عن تلك الشخصية بأنه : ناكر للجميل غير مقدر للعشرة (!!) .
وتصل تلك الغيبة والنميمة لأذان هذه الشخصية ، فيؤلمه المن ويشعر بالأذي والاساءة .. ويبدأ في التخطيط للتعجيل برد خدمات وهدايا صاحبنا اليه .. وتعود اليه خدماته وهداياه ذات يوم بعد أن يكون قد استثمرها أدبيا ومعنويا : حسبما يفضل الاستثمار - من كرامة انسان ، من معنوياته ، من نخاعه العظمي – أبشع استثمار (!)
ولذلك فهناك اناس ان قدم لهم انسان لم يتعاملوا معه من قبل خدمة أو هدية - لكونه جارا أو زميلا جديدا – مثلا
فكثيرا ما نجده يصاب بشيء من الهلع من الهدية أو الخدمة ..(!) وينظر اليك بريبة وقد يسأل بفجاجة تحرجك عن سبب تقديمك للهدية أو للخدمة له : طيب ليه ؟! طيب عشان ايه ؟ لا أنا عندي .. لا أنا لا أحتاج ..
وان أصريت علي أن تحييه كزميل جديد – مثلا – بدعوة علي فنجان شاي .. تجد بعد 10 دقائق بالضبط يتعمد ويصر علي أن يرد كوب الشاي بأن يطلب لك فنجان قهوة ، وكأنه يقول لك ها هو كوب الشاي ، قد عاد اليك ، فلا تقيدني به ولا تكبلني ولا تشتريني ولا تبعني ولا تستعبدني بكوب شاي (!!)
فلماذا تنتابه تلك الحالة ، ولماذا يتصرف هكذا ؟!
الجواب : لأن له – ورأي أمامه - تجارب مع اناس ممن يستثمرون الهدية والخدمة علي طريقة قيمنا القائلة : " انك ان أكرمت الكريم ملكته " ، " اطعم الفم تستحي العين " .. ! لذا فتلك الهديه من الممكن أن تكون طعما لاقتيادة وشراء ذمته أو لأخذ ثمنها منه معنويا أوأدبيا – أو كلاهما معا - ، والثمن المعنوي أكثر ايلاما من أخذ هذا الثمن من لحم الانسان .. ..
كما يبدو واضحا : السيدة وفاء سلطان رغم كونها مهاجرة .. الا أنها لم تستمع بشكل جيد الي المهاجرين و كما قلنا في البداية ، لما تعرضوا له من مآسي علي أيدي من استقبلوهم بالمطار واستضافوهم .. والا لعرفت منهم كيف أن هؤلاء قدموا لهم مساعدات حقا كانت يمكن أن تكون محل شكر وعرفان ، غير أنهم عفروها بتراب الاساءة والمن والأذي والمعايرة ولطخوها أقذر تلطيخ ولوثوها أقبح تلويث ..
ويبدو أنها أيضا لم تقرأ ما حدث لمفكر شهير مهاجر بنفس البلد الذي هاجرت اليه – أمريكا – وهو ينشر مقالاته بنفس المواقع التي تنشر فيها مقالاتها – دكتور أحمد صبحي منصور - الذي كتب عن المأساة التي تعرض لها علي يد من استقبله – أي استقبل الدكتور منصور - في المطار واستضافه في بيته ، فاسمعي يا سيدتي :
لقد سلم " الدكتور منصور " كافة أوراق طلب الاقامة بأمريكا التي لجأ اليها ، لهذا الرجل ، لأنه غريب ولا يعرف ثمة شيء عن ذاك البلد ، لذا ترك كل أموره بيد هذا الرجل .. فماذا فعل الرجل ؟
لقد خطر بباله فكرة استثمار مساعدته وخدمته للدكتور منصور - العالم الأزهري - ..
فكيف كان الاستثمار ؟
كان الاستثمار عبارة عن استغلاله كعالم أزهري في تحقيق رغبة له في أن يكون رسولا مبعوثا من عند الله ..!
ورأي أن يعلن النبأ العظيم والبشري العظيمة للعالم أجمع بمؤتمر صحفي يحضره " العالم الأزهري الدكتور منصور " ليبارك ويبايع رسول الله النبي الجديد ..(!)
وهل هناك أفضل أو أنجح من أن يبايعه عالم أزهري ؟!
فما كان من دكتور منصور سوي أن جن جنونه .. وهام علي وجهه بالشوارع هربا من حضور ذاك المؤتمر ..
فكان جزاؤه أو عقابه من النبي الجديد ، والذي بيده كل أوراقه ومصيره بالبلد الجديد الذي جاءه لاجئا ، هو وضع الكثير من العقبات و المشاكل في طريقه ، وتسبب في تأخير حصوله علي الاقامة لمدة 6 شهور !
من الطبيعي بعد ذلك أن يقطع دكنور منصور علاقته به .. وهنا سوف يسأل الناس ذاك الرجل : لماذا لم نعد نري صديقك دكتور منصور معك ؟
فيجيب : لا أدري لقد تركني فجأة ولم يعد يسأل عني ولا يتصل بي ولا أعرف عنه شيئا ، رغم أنني الذي استقبلته في المطار واستضفته وقدمت له كل مساعدة .. ولكن هذا ما حدث منه .. ( ولا يعرف أغلب السائلين السبب الحقيقي فيتهمون دكتور منصور بالجحود ونكران الجميل ! )
أرأيتي يا سيدتي .. ؟!
فكيف يمكنك رؤية فضل الاستقبال بالمطار والاستضافة من خلف هذا الوحل الذي لطخا به وبيد صاحب الفضل ؟!
ان الجميل المادي لا ينساه الانسان الذي يتلقي الجميل ويظل يؤرقه حتي يرده لصاحبه حتي ولو كان صاحب الجميل قد عفر جميله بالتراب أو لطخه بالوحل !
وكذلك الوحل الذي لطخ به صاحب الجميل جميله ، يبقي في النفس محدثا بها جرحا ، وقد يأخذ هذا الجرح وقتا حتي يندمل .
سيدتي :
كثيرا ما تقولي للقراء أننا نعيش ببلاد النعمة ..
فلماذ لم تقولي لهم أن من نعم تلك البلاد : أن الذي يعطي .. أي الذي يقدم الخدمة أو المساعدة هو الذي يبادر باغراق المتلقي بالشكر ، من قبل أن يشكره المتلقي ...(!)
لماذا لا تقولي لهم أننا في بلاد النعمة ، عندما يقدم لنا الموظف الحكومي خدماته وينجز لنا مصلحتنا فانه يسارع ويمطرنا وهو يودعنا ، بأخلص وأعمق آيات الشكر والشكر الكثير !
وكذلك يفعل معنا من يقدمون لنا خدماتهم بالقطاع الخاص : سوبر ماركت أو محل ، سائق التاكسي ، والسيدة الحلاقة أو الرجل الحلاق بصالون قص الشعر ! يخدمون ويغمرون من يخدمونه بأخلص آيات الشكر ..! وعندما ندخل علي موظف حكومي ، أو غير ذلك ، فانه هو الذي يسبقنا بالقاء التحية ! وكذلك يسبقنا بالتحية ، ونحن نهم بالمغادرة متمنيا لنا يوما سعيدا Bon jour ، يوما لطيفا have a nice day ..
لماذ لا تقولي لهم بأنه حتي من يقدمون ببلاد النعمة اعانة اجتماعية للوافدين الجدد أو غيرهم لا يفعلون مثلما تفعل تلك المؤسسات أو الجمعيات المسماة بالخيرية ببلادنا ، والتي توقف الناس في طابور مهين وقد تنهرهم وتزجرهم ثم تعطيهم فتاتا لا يسد رمقهم بعد اراقة آدميتهم تحت أرجلهم !
أما ببلاد النعمة ، فتحفظ كرامة الانسان ويعامل خير معاملة ، ومع كل عطاء أو عقب كل خدمة من أي نوع يكون للمتلقي وليس للعاطي ( بل للمتلقي !) : الشكر الجزيل والعميق ..!
لماذ لم تقولي للقراء : يجب أن نفعل ببلادنا مثل هؤلاء الناس ببلاد النعمة ، بان نعطي ونشكر من نعطيه وكأنه هو الذي أعطانا ؟ - ولكي لا تستحي عينه ، بعد اطعام فمه ، فلا يغمضها انكسارا و احساسا منه بالضعة والدونية - !، بل نبقي له عينه مفتوحة بالعزة والكرامة ، ولكي يعاملنا الناس بنفس المعاملة فيحافظوا لنا علي
عزتنا و كراماتنا أيضا ، فيعيش الجميع أحرارا كرماء . ..




#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم المصريون : أصل مصر ؟
- (!)الدفاع القاتل عن نوال السعداوي
- - نوال السعداوي - والهروب السياسي للأنبياء والمناضلين
- نبي الرحمة ودين الرحمة
- وفاء سلطان بين علم النفس ، و السوسيوبيولوجي
- مباحث قمل الدولة تؤيد التمييز الديني
- !الاخوان ماضون في طريق : طز في مصر
- !أكذب أمة أخرجت علي الناس
- وانقلب العقرب علي الثعبان - مبارك والاخوان
- ماذا يحدث بالعراق؟؟؟؟؟!!!!!!؟؟؟؟؟؟
- لا للمحاكم العسكرية والاسلامية معا .
- المسجد الأقصي: الجهاد هو الحرب
- دعوة للأنانية الاسلامية في عيد الحب
- يسألون لماذا نهاجم مصر !؟
- ......رأفت الهجان والنجمة الراحلة سعاد
- (!) عن اهانة الشعب والتعذيب بالشرطة والأمن
- هويدا طه والتعذيب بالشرطة المصرية 2
- هويدا طه والتعذيب في الشرطة المصرية
- جمعية التحرير الثقافي للشعوب ضحايا العروبة
- القضاء المصري والشاب عبد الكريم نبيل


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الشكر والكتاكيت