أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أدهم ميران - لتكن انتفاضة القامشلي تحولا تاريخيا ومراجعة حقيقية














المزيد.....

لتكن انتفاضة القامشلي تحولا تاريخيا ومراجعة حقيقية


أدهم ميران

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 03:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


السقف الزمني لشهر آذار علامة تاريخية فارقة في حياة الكرد السوريين وتحول مهم في مصير كثير ممن يعيش على ارض كردستان المترامية في اربع بلدان، وانتفاضة القامشلي واحدة من الاحداث الفارقة والمهمة التي حولت مسار نضال الشعب الكردي في سوريا الى واقع فعلي ذا ارادة حية احترمه العالم اجمع, وكانت التحول التاريخي المهم لتخوض الأحزاب الكردية السورية غمار معترك سياسي متشابك مع نفسها اولا ومن ثم مع النظام الحاكم في سوريا. باعتقادي ان المعترك الأول هو الأخطر والأهم، لما تنتهجه بعض الأحزاب الكردية السورية ازاء هذه الانتفاضة، فلا زال البعض منها لا يجرؤ ان يسميها بالانتفاضة، ويصر على وصفها بالأحداث المؤلمة او احداث شغب الملاعب في القامشلي، غير مكترث لدماء الآلاف من ابناء الشعب الكردي الذين حملوا ارثا مثقلا باستحقاقات كرد سوريا ليعلنوه على الملأ بكل شجاعة جرأة فاقت أهداف ومطالب هذه الاحزاب. قد تتفق جميع الاحزاب الكردية السورية في تمجيد هذه الانتفاضة واستذكار ايامها والقاء الخطب السياسية الحماسية في مناسبة وغير مناسبة لاستقطاب الجماهير من حولها وعمل دعاية نضالية للحزب لا تكلف سوى تعب اعداد الخطبة. ولكنها حقيقة تختلف مع مضمون الانتفاضة قلبا وقالبا، وهذا استخفاف حقيقي بمعاناة الكرد واللعب بمشاعرهم الوطنية، من اجل تحقيق امتيازات دعائية ومادية لهذا الحزب او ذاك، وصدق من قال بأن بعض الأحزاب الكردية السورية قد تحولت الى دكاكين سياسية تتاجر بالشعارات وشغلها الشاغل هو التنافس فيما بينها او التعالي والغرور على بعضه البعض لصلة احدها بمنظمة او بلد ما دون صلة الآخر بها، أو التنافس بين اعضائها حول مركز حزبي معين لأغراض مادية بحتة، لسنا بصدد تفصيلها.
ان هذا الواقع المتفشي بين الاحزاب الكردية السورية أو من يصف اوضاعها بأنها تسير من سيء الى أسوأ، لم يمنع من وجود حزب كردي سوري يعالج هذه السلبيات وينتج مناضلين اكفاء يأخذون على عاتقهم النهوض بالقضية المصيرية لكرد سوريا، وليضع تطلعات الكرد وطموحهم على الطريق الصائب بما يمتلكه من اخلاص للشعب الكردي المظلوم ولما يمتلك من قراءة صحيحة لاستحقاقاته المشروعة، كما نادت بها انتفاضة القامشلي وهو أن لا تراجع عن الحقوق القومية المشروعة في اطار وطن سوري مشترك، ومساواة تامة في الحقوق والواجبات.
وفي كل الأحوال لا يمكن لبعض هذه الاحزاب التغاضي او انكار فاعلية انتفاضة القامشلي في مسار الحركة الكردية، ويريدون تسميتها عنوة بالأحداث او الشغب. فهذه الأحزاب لم يتجرأ الكثير منها قبل الانتفاضة ان يعلن عن مطالبه واهدافه في حقوق المواطنة والمساواة او غيرها من المطالب إلا بشكل خجول، بل كانت بعض الاحزاب غير معروفة لضبابية افكارها واهدافها ومحاولاتها التوفيقية بين ان تكون حزبا معارضا او حزبا لا يخرج عن اطار السيادة للنظام الحاكم، فأضاعت مضامين نضالية مهمة من اجندتها تنازلا امام مكاسبها المادية العرضية، او خوفا من الخروج من شرنقة الوهم والاستئثار بالنظرة العروبية وتفوق الفرد العروبي، قد يكون بعضها قد تخلص من هذا الوهم، ولكن الجذور العميقة التي ضربت في وقت مبكر في اوصالها، جعلت مهمة اقتلاعها بالكامل عسيرة، فترى بأن خطابها الحزبي لا يزال مضمخا ومفتونا بالكائن العروبي. قد يكون هذا الرأي حكما قاسيا على هذه الاحزاب من هذا المنطلق، ولكن الوقائع هي التي دونت هذه القسوة، وعلينا قبولها بسلبياتها وايجابياتها. واعتقد ان الوقت لا زال سانحا لتصحيح التوجه النضالي، وسد الثغرات التي حسبت عليهم في وقت من الاوقات.
من هنا على الاحزاب الكردية السورية ان تنظر الى انتفاضة القامشلي، كرمز لإرادة الشعب الكردي و كحد تاريخي فاصل يميز في عملها بين الأهداف والمطالب المتماهية مع ارادة النظام السوري قبل الانتفاضة، وبين المطالب الحقيقية التي نادى بها الشعب الكردي وينادي بها بعد الانتفاضة.
لذا فإننا في هذا الوقت الحساس لسنا بحاجة الى خطاب كردي موحد فحسب، بل الى عمل موحد ونبيل تتسامى فيه الاحزاب الكردية السورية عن الأنانية والفردية والمصالح الشخصية وتقاذف الشتائم والمزايدات الوطنية او التشكيك بوطنية فلان وعلان لغرض التشهير أو الحط من سمعة الآخر لخلافات شخصية وقعت بين اثنين في يوم من الأيام. وعليها ان تضع مراجعات دقيقة لتاريخها النضالي بكل سلبياته وايجابياته، ووضع اجندة نضالية مشتركة قادرة على احتواء الأزمات ومعالجة الأخطاء السابقة، دون نسيان المضامين الحقيقية للانتفاضة، وإلا فإن هذه الأحزاب سوف لن تمثل إلا نفسها، وخطاباتها وأعمالها لن تفسر إلا في اطار المنافسة مع بعضها البعض سياسيا كان او ماديا وهذا سيكون بالتالي وبالا على تطلعات الشعب الكردي السوري.
اذن فلتكن هناك مراجعة حقيقية تتناسب والتحول التاريخي في مسار النضال الكردي في سوريا، وليكن الخطاب الكردي الجديد مختلفا هذه المرة ولتدرك الحركة الكردية في سوريا بأن ليس امامها سوى هذا الخطاب، اذا ما كانت حقيقة تقدر وتثمن دماء الشهداء في انتفاضة القامشلي.



#أدهم_ميران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة الدفاع عن متهمي الأنفال والمجاذبات السقيمة مع الشهود
- من هولاكو الى رحيل اللقالق
- الظاهر والباطن في مشهد البرلمان العراقي
- لا بديل للانتخابات


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أدهم ميران - لتكن انتفاضة القامشلي تحولا تاريخيا ومراجعة حقيقية