أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل بشناق - الدولة الفاطمية الجديدة, سم مر أم عسل مسموم















المزيد.....


الدولة الفاطمية الجديدة, سم مر أم عسل مسموم


باسل بشناق

الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان مقارنة سريعة بين الحاضر والماضي تعكس مدى الألم الذي يعتصر قلوب الشيعة
وحسرتهم على سقوط دولتهم الشيعية الفاطمية اثناء ولاية صلاح الدين الأيوبي لمصر عن الدولة الزنكية عام 567 هجريه , هذه الدولة التي كانت ممتدة من مراكسش غربا الى ديار الشام شرقا مرورا بشمال أفريقيا , مناهضة بذلك الخلافة العباسية ببغداد والدولة الأموية الثانية في الأندلس, وعرف عن صلاح الدين بانه احسن معاملةآخر الحكام الفاطميين العاضد الذي وصلت به الدولة الفاطمية الى ادنى درجات الضعف والهوان, ومازال اتباع المذهب الشيعي يعتبرون صلاح الدين الأيوبي شيطان مطلق ويعتبرونه انه هو الذي خطط بدهاء وعمل لاضعاف آخر خليفة فاطمي بهدف الاستيلاء على زمام الأمورللدولة الزنكية والخلافة العباسية, ومازال الشيعة يلعنون صلاح الدين الأيوبي ويحتسبةنه في الدرك الأسفل من النار

وكان لبزوغ الجمهورية الاسلامية الايرانية عام 1979 تحت قيادة الخميني كدولة شيعية جديدة اثرا هاما على تاريخ الحركة الشيعية عامة بعد الاطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي, واعتبرها المراقبون والمؤرخون بمثابة ولادة جديدة للدولة الفاطمية, وذهب بعضهم لتسميتها بالكابوس الفاطمي. ورغم ان دولة ايران البهلوية الفارسية الحديثة كانت قد أسست قبل الدولة الخمينية بعقود كثيرة الا انها لم تحمل المنهجية المفروضة من قبل علماء الشيعة , وكان آخر حكام ايران قبل وصول الخميني الشاه محمد رضا بهلوي اقرب للمسلكية العلمانية منها للشيعية المذهبية . بل كان الشاه يحمل فكرا غربيا بحتا غير متحمسا لتراث الملالي والعمائم السوداء مما دفع الدول الغربية وعلى رأسها امريكا باسناده مهمة الشرطي في الشرق الأوسط. وان التشابه بين الشاه وبين ملالي طهران الآن هو انهم مازالوا يهدفون الى استمرارية لعب دور الشرطي في المنطقة ولكن بنغم ديني مذهبي تحت شعار اسلامي وطني متجرد وتوفيقي بالظاهر , شمولي بالهدف, باطني بالاستراتيجية والتكتيك , الا انه وبكلمة واحدة مسيرا بأجندا بيت سرها طهران تهدف لاحياء الدولة الفاطمية الزائلة واعادة سطوتها على دول المنطقة على غرار ماحصل في التاريخ.

ولقد أصر الخميني وبحنكة تامة بعد استلام السلطة المطلقة بايران على ان يكرر على مسامع كل من زاره من سياسيي المذهب السني وخاصة العرب منهم بان لافرق بين سني وشيعي, وان الجميع يؤمن برسالة التوحيد وان الخلاف لمذهبي لا يجب ان يفرق بين شرائح الأمة رغم كتبه التي تخالف كل هذه الادعاءات , وكان دائما يردد بان من يفرق بين الشيعي والسني فهو ليس منهم. بل ذهب الخميني الى ابعد من ذلك باستقطاب قلوب العرب وخاصة الفلسطينيين منهم باغلاق سفارة اسرائيل واستبدالها بسفارة فلسطين فحرك بذلك المشاعر الايجابية نحوه , ومزج عمله بشعاراته ودعمه المادي للفلسطينيين فكان بذلك القالب كاملا وجاهزا لغرس الوتد الشيعي السياسي في الوطن العربي وقضيته المركزية فلسطين

وبحكم الابتعاد جغرافيا بين ايران وفلسطين المحتلة فقد بدأ الخميني يخطط لارسال شبابه (الحرس الثوري) للموت على خط النار في لبنان عبر سوريا, وفعلا وصل الكثير من الحرس الثوري الايراني الى لبنان وكانوا يميزوم انفسهم بتلك الربطة التي يوصدون بها جبينهم ورؤوسهم وعليها شعاراتهم المألوفة " يا لثارات الحسين .." وكانوا يسوقون الدراجات النارية حاملين اسلحتهم بالبقاع والجنوب. الا ان ظاهرة السلاح الشيعي في لبنان تحققت فعلا ابان الاحتلال الاسرائيلي عام 1982 , وقام المقاتلون الشيعة اللبنانيون ,وبدعم مادي وعسكري من ايران, بأعمال عسكرية هجومية دراماتيكية كتفجير ثكنة المارينز الأمريكية والتي ادت الى مقتل مايقرب من ثلاثمائة من جنود مشاة البحرية الأمريكية, وبالتالي أدى الى انسحاب القوات الأمريكية من لبنان اثناء ولاية ريغان, وكذلك قامت المقاومة الشيعية بالتفجيرات المتوازية لمراكز القوات الفرنسية والايطالية ناهيك عن العمليات الاستشهادية/ الانتحارية في الجنوب. . وصار لايران بهذا موطئ قدم عسكري في لبنان تحت لواء "المقاومة اللبنانية" متمثلة بحزب الله الذي صار قطبا اساسيا بالمعادلة السياسية والعسكرية اللبنانية وخاصة بعد أن خرج من رحم حركة أمل, و يتمتع بالحضن الدافئ للسكان من أتباع المذهب الشيعي من سهل البقاع وضاحية بيروت الى النبطية وبنت جبيل وصور. كل هذا كان يتم بمباركة من المخابرات السورية في لبنان ورئيس سوريا الاسبق حافظ الأسد والذي فرش مطاراته للجسر الجوي الايراني ليمتد برا الى لبنان, وبهذا صار للشيعة دورا مهما في المنطقة, وصار الشيعة رقما هاما في المعادلة السياسية اللبنانية وملمحا من ملامح المقاومة في المناطق المحاذية لفلسطين مدعوما من نظامين: الأول ايراني شيعي غني بنفطه وماله وقدراته البشرية والعلمية , والآخر سوري يتبنى نهج حزب البعث والقومية العربية ظاهرا ويقوده اصحاب مذهب هو ليس الا فرعا متطرفا من المذهب الشيعي


وعى الكثير من علماء السنة والحركات الاسلامية في سوريا وفلسطين ولبنان للظاهرة الشيعية بل حذروا منها, وكانت التحذيرات تصل من المساجد ودور الافتاء ولكنها كانت كلها دعوات خجولة تأتي على استحياء لأن مقاتلي الشيعة في لبنان كان لهم جولات قتالية مع العدو الصهيوني, وكان أي نقد يوجه لهم من شخصية سنية أو غير سنية يحسب وكأنه يصب في خانة اسرائيل على قاعدة عدو عدوي فهو صديقي . بل كان المنتقدون يصنفون من قبل الصحافة الموجهة والمليشيات بانهم" صهاينة" و"امبراياليون" و"استكباريوون" وخاضعون للشيطان الأكبر" أمريكا. ومازال هذا النمط من الاتهاما مستمرا ,وسيستمر الا ان تقوم اعمدة الدولة الفاطمية الجديدة في الشرق الأوسط طالما القتال ضد اسرائيل متمثلا ومحتكرا من قبل المقاومة الشيعية اللبنانية مدعومة من ايران والنظام السوري

واقعيا أصاب الحرج الكثير من رجالات السياسة والدين السنة في الساحة العربية التي كثرت فيها الهزائم لسنين عديدة امام العدو الصهيوني. وبدأ القلق بين أوساط السنة يبدو واضحا بل يزداد كلما ازداد الامتداد الشيعي السياسيى والعسكري في الشارع السني تحت مظلة المقاومة. والقلق الأكبر كان سببه وخلال الخمسة عشر سنة السابقة هو منع كل من يقترب بسلاحه من خط الجبهة ما لم يكن شيعيا وحصرا من مقاتلي حزب الله حيث صارت خطوط المواجهة مع اسرائيل حكرا لمن يحمل راية حزب الله الشيعية فقط, وذلك بهدف استثمار النتائج لمآرب دعوية لها صلة بالمذهب والطائفة. حتى ان الجيش اللبناني وكذلك أنصار وحلفاء حزب الله لم تكن لديهم حرية التحرك العسكري بالجنوب. هذه السياسة المرسومة ظاهريا من قبل حزب الله وبمباركة وتخطيط نظام الآيات في ايران والنظام السوري اتت أكلها وفسحت الطريق امام حزب الله الشيعي لنيل ثمرات الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب, وصار الناس ومنهم عوام السنة ينظرون بعين الاكبار الاعجاب لانجازات حزب الله التي عجزت الجيوش العربية عن تحقيقه, ونسي الناس ان هناك رجال لديهم من الصبر والعزيمة ما يفوق مقاتلي حزب الله بأضعاف مضاعفة من الفلسطينيين واللبنانيين كامثال الجماعة الاسلامية والحزب القومي السوري والناصريين والمستقلين, وهؤلاء جاهزون للقتال بل لصنع المعجزات. ولكن كان لابد من سياسة المنع هذه بهدف تلميع حزب الله على الساحة الاسلامية والعربية لكي يصير الطريق ممهدا للخطوة الأخرى والأكثر أهمية من كل الانتصارات الا وهو ترسيخ امتداد المذهب الشيعي وتأسيس الدولة الفاطمية المنتظرة.

ان الامتداد الشيعي الاثني عشري يختلف بهويته واهدافه عن الامتداد الصهيوني ولكن لا يختلف من حيث الاستراتيجية والتكتيك, فالامتدادان لهما من الأهداف ما يؤذي الاسلام والسنة والعقيدة, والاتجاهان لهما عامل التشابه بالامتداد على حساب الهوية الاسلامية السنية والمسيحية العربية, والاثنان يعملان ضمن اجندا سرية , ولكن الأخطر من هذا ان التشابه النوعي بين الامتداد الصهيوني والامتداد الشيعي يكاد ينصرهما نصرا حتميا وتاما على شعوب المنطقة ليبقى الصراع بينهما , وبهذا تسخر الدعوة الفاطمية الشعوب العربية السنية لمناهضة الصهيونية تحت الراية السوداء حيث لا خيار لهذه الشعوب الضعيفة الا العمل تحتها لاسيما ان ايران ستصل الى مرتبة الدول النووية

ان الاجندا الايرانية بدأت تدخل بمرحلة جديدة متمثلة بالظهور على السطح . وقد بات الوجه الطائفي متمثلا بالدعوات للمذهب الشيعي في سوريا علنا, وقد تحول موقع السيدة زينب بضواحي دمشق الى مركز ينبثق منه الدعاة الى المذهب الشيعي بطريقة تشبه الدعوات التبشيرية المسيحية في أفريقيا, حيث يتسلل المبشرون الى قلوب الناس بتقديم الخدمات المالية واللوجيستيكية للفقراء والمحتاجين مقابل تغيير معتقداتهم. ولقد توارد بأن الخدمات المجانية كالولادة بالمشافي , والعمليات الجراحية, والعلاوات الشهرية, والمنح الدراسية, والمساعدات المستمرة الغير مقطوعة صارت تعرض مقابل التشيع مذهبيا , وبدأت حملات التشيع التبشيرية تعمل بكل ما لديها وبميزانيات مفتوحة من طهران بنفس التكتيك . , ووقع الكثير من الناس والمحتاجين بهذا المأزق واعلنوا تشيعهم, وتم جني حصاد التحالف السوري الايراني, وحصاد الانتصارات الشيعية في جنوب لبنان وتجييرها للهدف الدعوي الفاطفي الأهداف , وامتدت الحسينيات وبمباركة النظام السوري الى أن وصلت غوطة دمشق ..هذه الغوطة التي لم يقطنها سابقا اية مجموعات من المذهب الشيعي. وتوارد بان البعض من الزوار العراقيين والايرانيين الشيعة يتوجهون الى مواقع مايعتقد انه قبر معاوية والخلفاء الامويون وضريح صلاح الدين الأيوبي لتنجيسه بالقاذورات والأوساخ, وكذلك للكتابة بالغرافيتي على جدران الأزقة شعارات من شأنها الترويج للمذهب الشيعي , وانشاء حلقات خاصة حول ما يعتقد انه مقام راس الحسين في الجامع الأموي . كل هذا يدور على مرأى من المشاهد السوري وتحت أنف النظام السوري ومخابراته

وبدأت الدعوات الشيعية لاقتحام المجتمع المصري حيث بدأ الناس يلاحظون كثرة الزوار الشيعة لمسجد الحسين وأضرحة احفاد الامام علي , وكذلك آثار الدولة الفاطمية كالجامع الأزهر الذي بني في العصر الفاطمي , وصار البعض يطوف حول المقام وكأنه يطوف بالكعبة ويوزعون الاعطيات سرا وعلنا على العوام من فقراء الشعب المصري المحب اصلا وبالفطرة لآل البيت, وازدادت هذه الظواهر الى ان لفتت نظر الأزهر وبعض العلماء والمشايخ مما دفع بعضهم ومنهم الشيخ القرضاوي للتحذير من مغبة تضليل وتشييع الشعب المصري المحب بطبيعته لآل البيت وهذا موثق بالصحف والفضائيات

ولم يقف المد الشيعي عند حدود المدنيين والفقراء وضعاف القلوب فقط بل امتد الى الشارع السياسي الفلسطيني والسوري واللبناني, وما الزيارات المتكررة لبعض قيادات حماس الى ايران الا تتويجا لثمرات السياسية الايرانية الشيعية بالمنطقة. وكادت بعض الفصائل الفلسطينية ان تصاب بالافلاس المالي لو لم تصلها ميزانيات ثابتة من طهران لكي تقف على أرجلها. وان الاتصالات المستمرة بين حماس وحزب الله وطهران تحت مظلة وشعار مواجهة العدو الصهيوني ما هو الا فخ وقع به مجاهدو فلسطين . وبات ليس غريبا ان تتحاور مع بعض الشخصيات الفلسطينية ليكيلوا المديح لنظام ايران, وبأنه خط الدفاع الاستراتيجي لفلسطين, وتطور الأمر الى أن بعضهم بدأ فعلا بالقدح بالمراجع السنية الفقهية والتاريخية وكذلك بالتعاطف المفبرك مع الامام علي ضد ابا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعا, ووصل الحد الى التشكيك بما جاء عن ابي هريرة وكذلك بالصحيحين , وساء الأمر الى التعرض للسيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها. هذا كله نتيجة حتمية لاستراتيجية وتكتيك محنكين رسمهما النظام الايراني للمنطقة ونجح بهما ببراعة عبر تسخير الآخرين لخدمته

مع تزايد انتصارات حزب الله بالجنوب اللبناني, واستنزافهم للعدو الاسرائيلي, وقصفهم لقرى ومدن الجليل اللأعلى, وخطفهم للجنود الصهاينة, واستهدافهم لكبرى المدن المحتلة في فلسطين التي عجزت الجيوش العربية عن استهدافها منذ علم 1948, وبراعتهم بتوجيه خطابهم السياسي الرسمي المتزن لاحتضان أفئدة الناس , مع كل هذا النجاح ازداد بريق حزب الله وصار زعيمه حسن نصر الله برأي الكثيرين هو "البطل الأوحد" والمنقذ لهذه الأمة من الخزي والعار الذي لحق بها امام اليهود منذ عام 1948 مرورا بكل الحروب التي خاضتها الجيوش العربية ولحقت بها الهزيمة امام اسرائيل بما فيها حرب 1973 والتي سماها حافظ الأسد جزافا بالحرب التحريرية

بعد حرب تموز 2006 حيث خطف مقاتلي حزب الله اسيرين اسرائيلين وقامت بالتالي اسرائيل بحرق البنية التحتية لجنوب لبنان وصولا الى الضاحية الجنوبية لبيروت وتدمير الجسور والمدارس والأبنية السكنية ومحطات الكهرباء والمياه, ناهيك عن تشريد نحو مليون مواطن وكذلك تدمير الضاحية الجنوبية عن بكرة ابيها, رغم كل هذه الخسائر للبنان والشعب اللبناني بقي بريق حزب الله لامعا بالأوساط الأخبارية والاعلامية بانجازات جنوده , وبقي هو هو المهيمن نفسيا على ضمائر الشعب.

الواقع لو نظرنا الى الميزان العسكري للجيوش العالمية فان الحروب تحسم بخسائرها, ولا شك بأن لبنان كان الخاسر الأكبر في حرب تموز 2006. الا ان البعض ذهب لتأويل النصر معنويا وشبهوا حزب الله بالولد الصغير الذي يصفع أزعر الحارة الذي عاث بالأرض فسادا (اسرائيل) صفعة على خده امام الناس, ورغم ان النتيجة بالنهاية لم تكن لصالح الولد الصغير الذي تم تدمير حارته كلها , الا ان الاهانة لحقت بالأزعر من جراء الصفعة , ففقد صوابه وسرح جنرالاته وأصيب بوعكة سياسية لم يصب بها بحروبه كلها مع العرب , هذا رغم التدمير الشامل الذي لحق بلبنان ومؤسساته ورغم استقدام القوات الدولية لتقوم بعمل الوصاية على لبنان ومنع حزب الله من استخدام سلاحه ضد اسرائيل. رغم هذا الثمن الباهظ فان البعض مازال يرى حزب الله منتصرا في هذه المعركة لانه استطاع فعل مالايستطع عليه الجيوش العربية. وصارت صور زعماء الحزب متروسة على السيارات والجدران في معظم المدن السورية واللبنانية . وصارت الملصقات تظهر صورتي بشار الأسد وحسن نصرالله وتحتها شعار "هذه امة تقودها الأسود" كناية عن الرئيس الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله

استغل النظام الايراني هذه الحرب خير استغلال بضخ امواله للاصلاح وكذلك لأمور دعوية من شأنها اتساع رقعة معتنقي المذهب الشيعي في لبنان وسوريا خدمة للهدف " السامي" الذي يعملون لأجله وهو توطيد دعائم دعوتهم المذهبية الكبرى. ولذا لم يطق بعض العلماء السنة من تحمل هذا التغرير بمشاعر العوام, وهذا التضليل لحقيقة الصورة وحقيقة المطامع الايرانية في المجتمعات العربية, فطفح الكيل مع البعض فذهبوا لتحريم نصرة حزب الله قولا واحدا, وقد قام الشيخ السعودي عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين بالتصريح علنا والافتاء نيابة عن الكثير من الفقهاء بأنه "لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر" وأصدر فتواه هذه في خضم المعارك مما اثار رأي الشارع ضده حيث ان الماكينة الدعائية لحزب الله والانجازات والنجاحات على الصعيد السياسي والعسكري كانت سباقة واعمق واكبر من اصدار فتوى من الجزيرة العربية.

وأخيرا فان ظاهرة الدعوة الشيعية بجميع فروعها من باكستان الى القاهرة قامت بجني حصاد اعمالها وترسيخ دعائم الهوية الشيعية شرقا وغربا بين شرائح المجتمعات الاسلامية كلها. وقامت الدولة الايرانية بتتويج انتصاراتها وانجازاتها بالتوجه النووي, ومازالت النجاحات تصب بخانة هذه الدعوة بانجاز تلو الانجاز, فبدأت ايران تعلن عن صواريخها القادرة على ضرب اعماق اسرائيل, وكذلك صواريخها التي تم اطلاقها الى الفضاء , وكذلك هي على اعتاب استخدام الطاقة النووية لاهداف سلمية مما يفتتح الباب على مصراعيه لاقتنائها السلاح النووي. وزاد الأمر ضجيجا تصريحاة الرئيس الايراني بتهجير اليهود من فلسطين الى أوروبا مما زاد من تعاطف الشعوب المظلومة مع السياسة الايرانية ولا سيما الفلسطينيين وشعوب دول الطوق وكذلك الحركات الاسلامية من ماليزيا واندونيسيا مرورا بالشرق الأوسط وصولا الى الجزائر والمغرب

ان الحشود العسكرية الأمريكية ضد ايران في هذه الفترة التي نجد فيها الشعوب العربية والاسلامية مليئة بمشاعر العداء لأمريكا , وكذلك تحالف اسرائيل وبريطانيا وفرنسا مع امريكا , كل هذا من شأنه ان يجمع القلوب لتقف بصف واحد مع ايران, وان موقفا مناهضا لهذا الموقف سيكون من شأنه, برأي الناس, ان يصب بخانة امريكا واسرائيل, وكما أسلف سابقا هذا من المحرمات, بل خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه. وهنا المعضلة الكبرى حيث تقف شريحة كبيرة من هذه الأمة بمثقفيها وشيوخها وعلمائها السنه ممن يدركون خطورة الامتداد الشيعي في المنطقة, ولا يطيقون تصور هيمنة الشيعة على المدى البعيد سياسيا واقتصاديا وعسكريا, تقف هذه الشريحة موقفا محرجا وعلى مفرق طريق ضبابي, هل يتعاطفون ضد امريكا واسرائيل مع من يناهضهم من الشيعة, ام يتعاطفون مع امريكا واسرائيل بهدف وضع حدا للامتداد الشيعي بالمنطقة؟ خياران احلاهما مر, ولعمري انها هي الفتنة بعينها, والأيام كفيلة باظهار الحقيقة بجلاء تام.

باسل بشناق



#باسل_بشناق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة حماس والبقرة الديمقراطية السمينة
- أنا سوري ياهنيالي


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل بشناق - الدولة الفاطمية الجديدة, سم مر أم عسل مسموم