أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!














المزيد.....

إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن مقاربة ما قامت به وزارة التربية والتعليم الفلسطيني الحماسية بإعدام كتاب "قول يا طير"، التراثي الشعبي الفلسطيني، إلا بما فعله هولاكو وجحافل المغول الغزاة حين توجهوا، وفور دخول بغداد، إلى مكتباتها العامرة، آنذاك، لتجد ملاذها الأخير في نهر دجلة، الذي قيل أنه بقي سبعة أيام أسود اللون، ولا ندري هل هو بفعل مداد الكتب وكنوز المعارف التي ضاعت، أم حداداً على تلك الجريمة النكراء وذاك الفعل الإجرامي المغولي الهمجي الآثم الجبان؟ كما لا يمكن أن يخطر بالبال، في هذا الصدد، سوى تحطيم تماثيل بوذا التي قامت بها حكومة طالبان في ظل القيادة التاريخية لأمير المؤمنين، وطويل العمر الملا عمر، "أثابه الله" على كل حال. وللعلم، فكتاب قول يا طير، الذي خدش حياء وجهاء وملالي إمارة حماسستان وشيوخها الأجلاء، لا يحوي أفلام بورنو زرقاء، أو صوراً جنسية فاضحة لملكات الستربتيز والإغراء كالمرحومة آنا نيكول سميث، طيب الله ثراها والتي تركت دنيا الباطل مأسوف على شبابها وجمالها منذ فترة قريبة جداً، بل مجرد دراسة وعرض لحكايا يومية شعبية بسيطة ومألوفة جداً في مجتمعاتنا تداعب المخيال الجمعي العام وتعكس فولكلوره المعاش، وتحفل كالمعتاد بتلك القصص والسِيـَر المعبّرة التي تكتنزها الذاكرة الشعبية، وتحفظها بأكثر مما تحفظها الكتب الأكاديمية. ولم يقم المؤلفان الكريمان أصلاً، مع عظيم التقدير لجهودهما الطيبة، إلا بعملية توثيق، وجمع لهذا التراث الموجود في كل زاوية، وركن، وعلى كل شفة ولسان في أرض فلسطين.

عذر أقبح من ذنب، قـُدم تبريراً لهذا الفعل الآثم، ألا وهو أنه(الكتاب) يخدش الحياء. حماس التي لم يخدش حياءها أنهار الدماء الفلسطينية التي سالت بفعل الاقتتال المخجل والمخزي على كراسي السلطة، في الوقت الذي يتظاهرون فيه بالورع والتقوى والزهد، واحتقار هذه الدنيا الفانية والزبيبة على جباههم، والمسبحة في أياديهم وهم يتمتمون بطلاسمهم المبهمة. ولم تهز ضمائرهم صور الفضائيات الحية وهي تنقل على الهواء صراع الأخوة الأعداء. كما لم يخدش حياءها طوابير الجياع والعاطلين عن العمل والفقراء الفلسطينيين الذين باتوا يقتربون من حافة الكارثة الإنسانية وفق معايير الأمم المتحدة حيث نقص الغذاء والدواء وانعدام فرص العمل وتدني القوة الشرائية والحالة المعيشية بمعدلات مرعبة وغير مسبوقة، ولم يؤثر فيها البتة الفشل السياسي وإخفاقاتها المتتابعة في غير مجال، وما آلت إليه الأوضاع في غزة-ستان في ظل حكمها الرشيد الميمون، وضعف الأداء السياسي والركاكة والهزال العام أمام جبروت وصولات وجولات جنرالات الاحتلال، وتركت العربدة الإسرائيلية أرضاً، وبراً، وجواً وتجرأت وانتصرت –ويا سلام- على كتاب يتداوله الأطفال والجدّات المسكينات في ليالهم المقفرة الموحشة الباردة البأساء. كما لم يخدش فرسان حماس الحصار الدولي على الشعب الفلسطيني بسبب وصولها للحكم. حماس لا تخشى كل هذا ولا تفكر أو تأبه به، ولا تسعى لبناء قوة ردع عسكرية لصد عدوان إسرائيل المتكرر على الفلسطينيين، ولكن يشغل بالها، وتلتفت لحجاب فتاة، ولهمسة حب وإبداع، وترعبها قصيدة غزل، وتزلزلها لوحة لفنان، وكلمة لشاعر، وسطر في كتاب، وتنسف أساسها حكاية حلوة لذيذة ترويها الجدات قبل المنام.

السؤال الذي يبرز فوراً هو هل كانت جموع كل أولئك المتوجسين والخائفين من ممارسات حماس الظلامية والتكفيرية على حق إثر فوزهم بالانتخابات، والحكومة الحالية تعطيهم المبرر لموقفهم ذاك؟ وهل تؤدي حماس بذلك، ومن حيث لا تدري، خدمة لتلك المجتمعات التي ما زالت ترفع بشعار الإسلام هو الحل، وتجعل الناخب يعد للألف قبل أن يعطي صوته لهذه الجماعات؟ وبأن مصيره لن يكون بأفضل من مصير زميله في إمارة غزة-ستان من حيث الجوع والفقر والحرمان وقتل الحياة ووأد الإبداع وإيقاف عجلة الزمان؟

يبرهن أصحاب هذا التيار الأحادي الأسود، يوماً بعد آخر، ومناسبة بعد أخرى، بأنهم أعداء ألداء لكل ما هو حضاري وجميل ومبدع، ولكل تراث إنساني أصيل جميل وخلاق لا يمجد القتل، ولا يهوى الدماء، ولا يحرض على زهق الأرواح. فوبيا الجنس ديدنهم، ووسواسهم الخنـّاس، وهذا هو هوسهم وتفكيرهم الذي لا يمكن أن يرقى لمستوى "السرة" في البطن، بل يبقون ضمن نطاق الأعضاء التناسلية التي لا يقوون، بكل أسف، على مفارقتها على الإطلاق.

كان الأولى بحماس ووزارتها الفلسطينية، وقبل تستعرض إرثها الاستئصالي المعروف، أن تطلق النار على كل ماضيها الأليم المجبول بالدم والسواد، والنظر إلى الأمام بعين ثاقبة تسامحية وتصالحية، لا أن تحكم، وتنفذ الإعدام على مجرد كتاب شعبي محفوظ بذاكرة وعقول وقلوب الفلسطينيين والفلسطينيات، ولا يستطيع كل إرهاب حماس، ولا ترسانة صواريخ "القسام" البدائية أن تقتلعها من ذاكرة الناس؟

وإلى لقاء قريب، بمشيئة الله، "أحبائي الأطفال الصغار"، مع نصر عظيم آخر، ومأثرة جديدة، من مآثر وغزوات أمراء الجهاد الأبطال في إمارة غزة- ستان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأيّ ذنب حجبت؟
- حوريات الحوار المتمدن !!!
- العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!
- وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!
- الخليفة المنتظر
- بئس الصحوة الإسلامية
- شكراً ... وليد بَيْك !!!
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر
- لماذا لا ينصرهم الله؟
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!