أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشار السبيعي - الفتاة العربية و غشاء البكارة















المزيد.....

الفتاة العربية و غشاء البكارة


بشار السبيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 11:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كوني عشت و مازلت أعيش في الغرب منذ أكثر من عقدين و نصف من الزمن لم أعد على القدرة من تجاهل أكبر جريمة ضد الإنسانية التي كثر تعدادها وتفاقمت عواقبها على الإنسان في بلادنا العربية. جريمة قتل الشرف عند العرب تستحق جهود كل من يخاف على ضميره و أخلاقه من همجية عادات وحشية وتقاليد عربية خالية من كل مايسمى بحضارة إنسانية.

منذ بضعة أيام بينما كنت أتصفح أحد المواقع الأخبارية المتعددة على الإنترنت لأقرأ أخبار وطني عن بعد، لفت نظري خبراً محلياً. وحتى أضع القارئ في نفس الحالة النفسية التي واردتني عندما قرأت هذا الخبر، أنقله هنا كما جاء قبل أن أعلق عليه:

" أقدم المدعو سعود ش. د. والبالغ من العمر 31 عاما من مدينة القامشلي حي الهلالية على قتل شقيقته المدعوة سلام والبالغة من العمر 17 عاما بسبب مباغتته لها ورؤيته إياها في وضع غير أخلاقي مع الشاب لورين م. البالغ من العمر 33 عاماً وذلك في منزل والده في حي الكورنيش حيث قام بطعن المغدورة شقيقته بسكين مطبخ حاد عدة طعنات قاتلة في رأسها وأنحاء متعددة من جسمها فيما لاذا المدعو لورين بالفرار وبعد التحقيقات التي أجريت تم إلقاء القبض على القاتل وأعترف بفعلته وأنه قد قام مسبقا بتحذير المغدورة شقيقته بضرورة الابتعاد عن المذكور لورين والذي ألقي القبض عليه أيضا واعترف بفعلته نافيا قيام العلاقة الجنسية الكاملة بينهما وبالفعل أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى سلامة غشاء البكارة ."

الحمد لله على سلامة غشاء بكارتك يا سلام، و نرجو من الله أن يدخلك جناته الفسيحة و يكافئك على عفتك و حفظ فرجك من كل شر. و لا تخافي فالقانون الموضوع في بلادنا لمعاقبة أخاك سوف يأخذ لك كل حقك كاملاً و سيرميه في السجن لبضع سنوات ليخرج بعدها رافع الرأس بين أهلك و أحبابك، لأنه قد حفظ لك بكارتك وارسلك في ربيع عمرك إلى ربك عذراء لتكوني هبة الله والوعد الصادق لرجال الدين الشهداء الذين قاتلوا في سبيل الله و ماتوا ثم دخلوا جنات عدن.

هل من المعقول لأمة عربية كاملة أن تدني بمفهوم المرأة، النصف الأخر من الخليقة الإنسانية، إلى هذا الحد من الإحتقار و الإزدراء؟ هل من المعقول و نحن في القرن الواحد والعشرون أن نُقّيمَ الفتاة في مجتمعاتنا العربية من خلال سلامة غشاء بكارتها فقط!!؟

في أوائل سنين دراستي في الغرب كنت قد تعرفت على مجموعة من أبناء بلدي هنا في ميامي، فلوريدا. كنا في ربيع شبابنا مقدمين على الحياة بلهفة حادة. كل منا يضرب من الصداقات مع الجنس الأخر من ماشاء له وأتى. المسألة الوحيدة التي كانت و مازالت تقلقني و تمغص حياتي هي نظرة أصدقائي لبنات و فتيات الغرب. فقد كانوا ينظرون إلى كل فتاة تخرج معهم و توهب نفسها لهم بأنها عاهرة لاتستحق من إحترامهم و عطفهم من شيء وأنهم في منتهى الطريق بعد إنهاء دراساتهم العلمية سيعودون إلى بلادهم ليظفروا بعذراء تليق مقامهم. كانت هذه النظرة المتفشية بين أصدقائي، حتى و إن كانت تلك الفتاة الغربية صادقة و مخلصة بكل ماتكن من مشاعر وعواطف لصديقها الشاب العربي. كنت أسأل نفسي صامتاً، كيف لإنسان أن يؤمن بأن كل فتيات الغرب لايستحقن
حب أو معاملة كريمة مثل فتيات العرب؟ كيف لإنسان من أن يضاجع إمرأة غربية وهو يعتبرها
أقل إنسانية من بنات العرب؟

لم تعد هذه الأسئلة تخطر على بالي فقد عرفت جوابها بعد سنين من العيش في الغرب ومقارنة وضع المرأة في هذا المجتمع مع و ضع المرأة العربية في مجتمعاتها. لكنني لن أدخل اليوم في تلك المقارنة، كل ما أريد هنا هو وضع الحروف على النقاط في قضية قتل الشرف المتفشية في البلدان العربية و الإسلامية.

ويل لأمة فقدت معنى الحب بأرقى معانيه.

اليوم تعيش المرأة العربية و كأنها واقفة في مستنقع إجتماعي إمتلأت مياهه إلى عنقها بعادات خانقة وتقاليد جائرة مع دين مجحف بحقها حتى أنها تكاد أن تغرقها و تقطع الهواء عنها. فقد وشم هذا المجتمع العربي على صدرها حرف "العرض" و اصبحت تُقَيّمُ في سلامة غشاء بكارتها و عفة فرجها. فهاهي زغاريد النساء ليلة الدخلة، تنطلق فوق قطعة القماش الملطخة بدم إبنتنا العذراء، عالية صارخة ليسمع كلٌ من قريب أو بعيد أن إبنتنا العربية قد وصلت إلى فراش زوجها تحمل معها غشاء بكارتها سالماً مسلماً.

المدعو سعود أقدم على قتل أخته في ربيع عمرها من دون رادع أو ضمير. فهو إنسان خلق نتيجة أفكار وعقائد جذورها أعمق من أجداده و أجداد أجدادهم. هكذا علمته تقاليد و أعراف مجتمعه العربي و الإسلامي. فالمرأة كانت مصيبة عند مولدها و تبقى مصيبة إلى مؤِدها. هكذا تربى سعود فقد عَرّفوا له شرفه بغشاء بكارة أخواته البنات و أصبح ضحية مجتمع فقد إنسانيته و تاهت عقوله. مسكين سعود، فهو لو كان في مجتمع غير مجتمعه لرأى شناعة مافعل و مات حزنا على أخته و فعلته، ولكن حالفه الحظ أنه كان قد ولد في مجتمعه العربي المشؤوم.

أصدقائي العرب عادوا إلى بلادهم تاركين خلفهم ماهب و دب من قلوب محترقة لفتيات في الغرب كانوا قد ظنوا أنهم يضاجعون إنسان. لم يعرفوا أن الإنسان العربي المسلم كان ينظر إليهم بإزدراء
و تدني فقط لأنهم كانوا قد فقدوا غشاء بكارتهم من قبل أن يتعرفوا عليهم.
أصدقائي العرب عادوا إلى بلادهم العربية ليظفروا بعذرائهم و ليحظوا بغشاء بكارة لم يمسسه بشر من قبل، فكيف لقلوبهم أن تطمئن لو كان سوء الحظ قد حالفهم و تزوجوا من بنات عرب لم يعرفوا أنهم قد فقدوا عذريتهم إلا بعد إتمام حفل الزواج؟ هل ياترى كان أحدهم ليشهد أمام عينه سعود أخر يقتل أخته أمام زوجها؟ أوهل ياترى لكانو أصبحوا نفسهم أوجميعهم سعود؟

إطمئني أيتها الفتاة العربية ولا تقلقي من أي شيء، كل ماعليك أن تطيعي أخوك و أبوك و أمك و تغلق أبواب قلبك و إنسانيتك لأي حب قد يأتي إليك من دون قصد. وإن صادفك الحظ يوماً ما ووقع قلبك في هذا الجرم المشؤوم فلا تخافي و لاتحزني، فهاهم رجال العرب حماة البكارة يقفون لك بالمرصاد ليرسلوا بك إلى خالقك كما أتيت و ليرفعوا رؤوس عائلتك عالياً متشامخاً بين أفراد عائلتك ومجتمعك.
بشار السبيعي



#بشار_السبيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء سلطان و العقل العربي الإسلامي
- ضجيج عربي


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشار السبيعي - الفتاة العربية و غشاء البكارة