أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من دروس الحروب الأهلية














المزيد.....

من دروس الحروب الأهلية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن أن ننشط ذاكرتنا بعض الشيء فالذكرى تنفع المؤمنين..بتتذكروا كيف خلصت الحرب الأهلية اللبنانية يا جماعة..بعد أن استمرت كرة الثلج المؤلفة من موت و تدمير بالتدحرج آخذة في طريقها المزيد من البشر و البيوت و الأحبة و الأحلام و مع استمرار أبطال القوات اللبنانية و التقدمي و أمل بالقضاء على أي أمل أو أي شيء تقدمي في حياة اللبنانيين جاءت إرادة أمريكية سورية ( أي نابعة من النظام السوري حيث أنه لا حياة في سوريا إلا للتقدم أي النظام وحده لا شريك له أما الشعب فهو فداء للنظام و هذا ينسحب على أي شعب و نظام في منطقتنا حتى السنة و الشيعة في العراق و لبنان مثلا حيث كلنا فداء للطائفة أو القبيلة ) بإنهاء الحرب الأهلية..المصيبة أن الحرب التي تسمى أهلية أي بين أصحاب الوطن الواحد تنتهي إذا انتصر طرف على آخر ( و هذا ما يحرص من كان وراء إشعال حروبنا الأهلية و استمرارها ألا يتحقق ) أو عندما يتوصل الفرقاء المتحاربون إلى أن السلام فيه فائدة أكثر من الحرب ( و الحمد لله هذا الشيء لن يتحقق مع عقلانية قياداتنا الطائفية و إصرارها على خوض الحروب الأهلية حتى النصر أو الموت موتنا طبعا أو موت الآخر )..أكرر كان مستحيلا يومها تحقيق أي من هذه الحالات كما هو الحال في العراق اليوم..الحرب الأهلية في لبنان يومها كانت قرار دولي إقليمي يتوافق مع هوى و رغبات قوى داخلية إما بهدف التغيير أو لمنع تغيير يطال امتيازاتها..من أراد من الحرب مثلا أن تصفي منظمة التحرير أن يحول كل شوارع بيروت إلى فردان وصولا إلى رعاية و تغطية و تدريب القتلة في صبرا و شاتيلا كان حريصا ( كما هو الحال في العراق اليوم ) على ألا يسمح بهزيمة الطرف الذي يرعاه بالسلاح و الدعم اللوجستي و الإعلامي..و لهذا كان إيقاف هذا الجنون يحتاج لتدخل القوات السورية الذي تم التوافق عليه مع أمريكا فتنفس اللبنانيون المساكين الصعداء و إن كان عليهم أن يعلفوا ( بمعنى يطعموا حتى الشبع ) ضباط جهاز الأمن السوري في لبنان للسنوات الخمسة عشرة التالية مع حفظ حق الطبقة السياسية اللبنانية في رزقهم و رزق البلد..في يوغسلافيا حرصت أمريكا على استمرار القتل و التطهير العرقي و لم تتدخل حتى اختمرت أهدافها من قيام و استمرار الحرب, رغم أن تدخلها أنهى القصة في أيام معدودة . و استمرار القتل في شوارع العراق لا يزعج أمريكا رغم أن الطرف السني المسلح قد أدمى وجهها بل إن أمريكا حريصة على ألا يتمكن طرف من هزيمة الآخر و هي تفضل الفوضى الخلاقة ( يعني تحسد السيدة رايس على مهارتها الأدبية في تأليف شعاراتها المتعلقة بمنطقتنا و حياتنا و مستقبلنا ) من مواجهة حكومة قادرة خاصة إذا كانت مشكوكا في ولائها و ذات امتدادات إقليمية غير مرغوبة..الجميل في الحالة اللبنانية ارتباط كل تغيير في الحالة السياسية بمحاكمة تمثل رمزيا مضمون التغيير في توازن القوى و طبيعة التحالف القادم إلى السلطة..في 1991 كانت محاكمة جعجع و اليوم محاكمة قتلة الحريري..طبعا المفروض أن المحاكمة أية محاكمة هي عملية بحث عن و إحقاق للعدالة و العدالة قضية أخلاقية قبل أن تكون سياسية..لكن السياسة الميكافيلية التي تتمحور حول الظفر, الظفر بالسلطة في معظم الأحيان تستخدم أية وسيلة , بما في ذلك الأخلاق أيضا , في سبيل غايتها المتمثلة في السلطة..في 1991 تنازلت أمريكا لسوريا عن جعجع و كانت محاكمته و تهميش ذلك القسم من الطبقة السياسية اللبنانية-الماروني تعكس التغيير الحاصل الذي حمل نبيه بري مثلا ليكون رئيسا ربما مدى الحياة للبرلمان اللبناني..هذا يطرح أيضا خطورة الصداقة مع أمريكا فما عدا التحالف الراسخ بين أمريكا و إسرائيل و السعودية فان أصدقاء أمريكا رغم تمتعهم المؤقت بدعمها, غالبا ما يتم الاستغناء عنهم في فترات لاحقة و يتركون لمصيرهم الأسود أحيانا..من حسن حظ جعجع أن المصالح الأمريكية التي قادته إلى قاعة المحكمة يوما تطلبت اليوم إخراج أعداءه الألداء السوريين من لبنان و بالتالي إطلاقه من سجنه..و اليوم تتحول محاكمة قتلة الحريري إلى مزيج من حالة انتقام ليس فقط من طرف الأستاذ سعد , ابن الفقيد , بل من طرف جعجع أيضا و من تأكيد صعود تحالف جديد للسلطة بل و الإطاحة أو محاولة الإطاحة بالطرف الخاسر من خروج السوريين و غلبة النفوذ الأمريكي..هذا لا يعني أنه أو قتلة الحريري لا يستحقون المحاكمة و العقاب لكنه يعني أن هذا الحرص على العدالة و هذه الأخلاق المنسوبة للسياسيين أو لمحترفي السياسة هي أخلاق مزيفة في أحسن الأحوال..القضية التي أراها بسيطة لدرجة البداهة أنه إذا اختلفت مجموعتين من البشر على شيء ما كالسلطة مثلا أو أرض ما أو ثروات البلد و إذا وصل الخلاف بينهم إلى طريق مسدود بإصرار الزعماء على الاستئثار بكل شيء و كبرت القضية حتى تحولت موتا و قتلا فهناك مخرج بسيط سهل للغاية و هو أن يقتسموا هذا الذي هم عليه يختلفون بينهم و بالتساوي أي لا غالب و لا مغلوب إلا من يرى في الموت و القتل و خراب البلاد نصرا مبينا يستحق كل هذه الضحايا و القرابين..و لأقدم لكم مثالا مباشرا فكروا معي في هذه الحالة إذا قرر السادة , مع حفظ الألقاب كأصحاب السعادة و ال..., الحريري و السنيورة و بري و جنبلاط و نصر الله و جعجع مغادرة لبنان و أرجو ألا ينسوا أن يصطحبوا معهم من شاء من أصحاب النيافة و الفضيلة و البركة و القدسية و يعملوا بلد لوحدهم يعني كوكتيل طائفية على ديمقراطية الزعماء يسموه طائف أو أي شيء و يحلوا عن البلد و يتركوا الناس المساكين الفقراء من كل الطوائف يعملوا مجتمع لا مدعوم لا من الست رايس و لا السيد الأنيق شيراك ( الدعم غير المحدود الذي تجلى على اللبنانيين مؤخرا في الضاحية وصولا إلى قانا, و هذه مصيبتنا مع الدعم الأجنبي الذي لا يتجاوز تقديم الأسلحة لنا لنتحارب فيما بيننا أو لعدونا ليقتل المزيد من نسائنا و أطفالنا, هذه رسالة الحضارة الغربية لشعوبنا المتخلفة ) و لا دعم ملك من هنا أو نظام إيراني و لا سوري و لا سعودي من هناك , شو رأيكم بتظبط ؟



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال الأستاذ زهير سالم : المجتمع المفكر و نظرية المعر ...
- إلى عبد الكريم سليمان
- عن تحولات الجسد
- في حقوقنا كبشر
- الإنسان و الحرية
- رأي في الحرب
- إعادة اكتشاف الصهيونية
- السياسة و المجتمع
- الخارج مرة أخرى
- الحداثة..التبعية..و المقاومة
- ابتسم..أنت سوري!!..
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من دروس الحروب الأهلية