أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تمار غوجانسكي - يجب اتباع التمييز المصحح تحديدا تجاه النساء العربيات بدل أن نلوم النساء العربيات...















المزيد.....

يجب اتباع التمييز المصحح تحديدا تجاه النساء العربيات بدل أن نلوم النساء العربيات...


تمار غوجانسكي

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


انضم محاضر الاقتصاد في جامعة تل ابيب، دان بن دافيد، الى زمرة "الدمغرافيين" التي تزرع الرعب في صفوفنا، عندما كتب في مقاله "لحظة الحقيقة" في صحيفة هآرتس الصادرة في 5.2.2007، أن الحقيقة القائلة بأن 79% من النساء العربيات اللاتي تتراوح اعمارهن بين سن الخامسة والعشرين، والرابعة والخمسين، لا تعملن، بالاضافة الى الحقيقة القائلة بأن 73% من الرجال المتدينين اليهود لا يعملون، هما حقيقتان تشكلان خطرا على مجرد وجود دولة اسرائيل. هكذا!
بالمكان ويجب أن نثور أخلاقيا على مثل هذه المقولة، ولكني سوف أتطرق تحديدا الى واقع النساء العربيات في دولة اسرائيل (واقع الرجال المتدينين اليهود يستحق مقالا منفصلا).
بن دافيد يعرف، حسب تقديري أن نسبة الرجال العرب من مجموع القوى العاملة (من جيل 15 فما فوق)، تشبه نسبة الرجال اليهود في ذات المجموعة: 60%. من هنا يمكننا التوصل الى استنتاج يقول بأنه لا يوجد خلل جيني لدى العرب، يمنعهم من العمل. لكن بدل أن يفحص بن دافيد ما الذي يمنع النساء العربيات من العمل، فإنه يفضل أن يلومهن ويهاجمهن، ويتهمهن، بالقول أن عدم دخولهن سوق العمل، سوف يوصل اسرائيل الى وضع ينهي وجودها!
معطيات دائرة الاحصاء للعام 2005 (الموجودة في كتاب الاحصاء السنوي للعام 2006)، تفيد بأنه من أصل 400 ألف امرأة عربية من جيل 15 فما فوق، توجد فقط 72 الف امرأة عربية في سوق العمل، منهن 60 عاملة، و12 الف معطلة عن العمل.
إن أردنا أن نسأل بعفوية تامة، لماذ تعمل فقط 60 الف امرأة عربية، علينا الانتباه للحقائق التالية:
من بين 60 ألف امرأة عربية عاملة، هناك فقط 24 الف امرأة عملن في وظائف كاملة، و32 الف امرأة عربية عملن في وظائف جزئية، أما البقية فهن مستقلات! معنى ذلك أنه عندما يكون الوضع لدى النساء اليهوديات أن ثلثهن فقط تعملن في وظائف جزئية، لدى العربيات تبلغ النسبة 60%، أي تقريبا ضعف النسبة لدى النساء اليهوديات. هذه المعطيات تدل على أن عدد الوظائف المعروضة أمام النساء العربيات للعمل فيها، قليل لدرجة أن غالبية النساء العربيات تضطررن للاكتفاء بالعمل في وظائف جزئية. هذه الوظائف الجزئية تعمل أيضا وظائف للمهنيات، مثل المعلمات اللاتي تضطررن للاكتفاء احيانا عدة بالعمل في ثلث أو نصف وظيفة.
معطيات عدد سنوات التعليم لدى النساء العربيات العاملات هي معطيات تترك انطباعا ايجابيا، فـ37 الف امرأة من النساء العربيات العاملات حاصلة على شهادة فوق ثانوية أو اكاديمية (13 سنة تعليم أو أكثر)، و25 ألف امرأة من النساء العربيات العاملات حاصلات على شهادة ثانوية (9- 12 سنة تعليم)، وفقط 8 آلاف امرأة عربية عاملة تعلمت 8 سنوات وأقل. ولكن يمكن قراءة هذه المعطيات بشكل آخر: على الرغم من أن عدد الطالبات العربيات أكثر من عدد الطلاب العرب في المدارس الثانوية وفي المؤسسات التعليمية الأخرى، فإنهن ما زلن يبعدن عن سوق العمل، إما كليا، أو أنهن يضطررن للاكتفاء بوظائف جزئية!
وهذه ليست الصورة بأكملها...
المعطيات المنشورة تشير الى تأثير التعليم الذي حصلته النساء العربيات، ففي السنوات بين 1974 و2005، ارتفع عدد العاملات العربيات في المجالات العلمية والاكاديمية من 3% الى 11%، ولكن هذا وجه واحد فقط للتغيير. الوجه الآخر هو الارتفاع الكبير والسريع في العمل في مجالين- السكرتارية والعمل غير المهني.. هذا بالتوازي مع الانخفاض النسبي في وزن العمل في الاعمال الحرة والتقنية، وفي وزن العاملات في الوظائف المهنية..
ولكن.. التعليم ليس حلا كاملا، فعلى الرغم من أن 50% من النساء العربيات في سوق العمل، حاصلات على شهادات فوق ثانوية، نسبة اللاتي عملن منهن، في العام 2005، في المجالات الاكاديمية والحرة كانت 40%، ما معناه أن جزءا من النساء الحاصلات على شهادات فوق ثانوية أو اكاديمية، يتم تشغيلهن في قطاع الخدمات، أو في السكرتارية، أو في الأعمال غير المرتبطة بشهاداتهن.
علينا أيضا رؤية الانخفاض الحاد في نسبة العاملات العربيات المهنيات في العام 2005، الى نصف نسبتهن التي كانت قبل ثلاثين عاما. هذا الوضع يعكس انعدام وجود المصانع والورشات المهنية في المدن والقرى العربية، ويعكس ايضا اغلاق غالبية معامل الخياطة، التي تم نقلها الى دول أخرى. وفي المقابل نساء عربيات أكثر وأكثر يتم تشغيلهن في القطاعات غير المهنية- حيث تضاعفت النسبة 5 مرات. هذا المعطى يدل على أن النساء العربيات تخرجن الى العمل، إن هن وجدن عملا!
وهنا السؤال المركزي: هل يوجد لدى النساء العربيات مكان يعملن فيه، وهن اللاتي لا يردن العمل، كما يمكننا الفهم من مقال بن دافيد؟
التغييرات في المبنى الاقتصادي الاجتماعي في اسرائيل، لم تعبر عن الجماهير العربية في اسرائيل، دون التأثير عليها. الجماهير العربية تؤقلم نفسها للتغييرات في سوق العمل، فتستثمر أكثر في التعليم عامة، وفي تعليم النساء على وجه الخصوص. ولكن يمكنها عمل ذلك، من مجمل العوامل، بسبب أنه منذ العام 1977 ألغي القسط التعليمي في الثانوية، وتم تمديد قانون التعليم الالزامي حتى نهاية الصف العاشر. الدمج بين الاحتياجات المتغير لسوق العمل، وبين الغاء الاقساط التعليمية في المدارس الثانوية، أدى الى الارتفاع الكبير في نسبة الشابات العربيات اللاتي تتعلمن في الجامعات وفي مؤسسات التعليم العالي.
ولكن هذه التغييرات الهامة، لم ترافقها زيادة موازية في أماكن العمل المعروضة أمام النساء العربيات. الأبحاث في العالم وفي اسرائيل دلت أنه بسبب دورهن التقليدي كمسؤولات عن العائلة، تميل النساء الى العمل في مقربة من منازلهن. وهذا الأمر صحيح أكثر في المجتمعات المحافظة مثل المجتمع العربي. لكن في مقربة أماكن سكنهن امكانيات عمل النساء العربيات أقل للاسباب التالية:
- النساء العربيات بغالبيتهن تسكنّ في الضواحي، حيث معدلات البطالة أعلى، وأماكن العمل المعروضة أقل مما في مركز البلاد.
- في المدن والقرى العربية لا توجد تقريبا مكاتب حكومية أو شركات حكومية، تلك التي تستوعب النساء عادة للعمل فيها.
- فقط 3% من مساحة المناطق الصناعية موجودة في المدن والقرى العربية، ولذا لا توجد مصانع لتستوعب النساء العربيات كعاملات فيها.
- الصناعة الالكترونية التي تستوعب الكثير من النساء للعمل فيها، مغلقة أمام النساء العربيات بسبب كونهن عربيات (لأسباب "أمنية")!
- قلة عدد رياض الاطفال وحضانات الاطفال والأطر غير المنهجية التي تستوعب الأولاد بعد ساعات التعليم، في المدن والقرى العربية، تقلص امكانية عمل النساء.
- "خطط الاشفاء" في السلطات المحلية العربية، أدت الى اقالة العديد من النساء في أحد أماكن العمل العامة القليلة في المدن والقرى العربية.
- مهجّرو العمل "احتلوا" مواقع النساء العربيات اللاتي عملن في السابق في قطاع الزراعة.

النساء العربيات، خاصة اللاتي حصلن على شهادات جامعية، لا ترغبن بالعمل في أماكن العمل الموجودة، بسبب الأجور المنخفضة، والشروط السيئة. بسبب وجود تنافس كبير بين النساء العربيات على أماكن العمل القائمة، فإن أصحاب العمل يستغلون هذا الأمر، ويعرضون شروطا مهينة للنساء الراغبات في العمل، في المدن والقرى العربية، فإن دفع راتب الحد الأدنى للعامل، وضمان حقوقه الاجتماعية مثل الدفع عن ساعات العمل الاضافية، والدفع مقابل أيام المرض، والعطل، هي بمثابة شائعات!
لذا، بدل الهجوم على النساء العربيات، مثلما فعل بن دافيد، وتحميلهن مسؤولية "القضاء على الدولة"، يجب مطالبة الحكومة بحل المشكل التي تمنع النساء العربيات من الانضمام الى سوق العمل. دون تجاهل تأثيرات العادات والتقاليد، ليست هذه هي السبب الأساسي الذي يمنع النساء العربيات من العمل.
اليكم ما يجب ويمكن عمله دائما: استثمارات حكومية في تطوير المناطق الصناعية والبنى التحتية لجهاز التعليم ورعاية الاطفال، واقامة مكاتب حكومية ومؤسسات عامة أخرى في المدن والقرى العربية، وضمان المواصلات العامة المرتبة والمريحة، والتشديد على الالتزام بقوانين العمل وخاصة راتب الحد الأدنى، والتأهيل المهني الذي لا يشمل فقط دورات المربيات وأمينات المكتبات.
من بين كافة المجموعات المضطهدة والتي تتعرض للتمييز، يجب اتباع التمييز المصحح تحديدا تجاه النساء العربيات. هذا أمر مهم للنساء أنفسهن، وللأطفال العرب، وللمجتمع العربي، وللمجتمع الاسرائيل كله.

*عضوة الكنيست السابقة عن الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، ورئيسة حركة النساء الدمقراطيات، والمحاضرة في موضوع السياسة الاجتماعية.




#تمار_غوجانسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجملة الفعلية الملائمة هي: رأسمال، حُكُم، واشنطن
- ألزرزور والغراب بين لبنان وإيران
- حذارِ: ألمرحلة الاولى في الحرب المخطط لها
- ثمن المعروف القومي الوهمي
- نظرة الاستعلاء بصيغة الولايات المتحدة الامريكية
- مسؤولية كل النساء لكي لا يعيدونا نحن النساء الى الوراء
- إخلاء من اجل الضم
- جرائم حرب بين حي الزيتون ورفح
- نتنياهو ووحش الفقر


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تمار غوجانسكي - يجب اتباع التمييز المصحح تحديدا تجاه النساء العربيات بدل أن نلوم النساء العربيات...