أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايدة توما سليمان - نحيي الثامن من آذار يوما نضاليا لانه يزرع فينا قيما تنتفض ضد الظلم والتمييز وتسعى لعدالة اجتماعية ومجتمع عادل عايدة توما















المزيد.....

نحيي الثامن من آذار يوما نضاليا لانه يزرع فينا قيما تنتفض ضد الظلم والتمييز وتسعى لعدالة اجتماعية ومجتمع عادل عايدة توما


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نحن النساء تعلمنا الكثير ومن ضمن ما تعلمناه أبعاد نضالاتنا ومدلولاتها
نحيي الثامن من آذار يوما نضاليا لانه يزرع فينا قيما تنتفض ضد الظلم والتمييز وتسعى لعدالة اجتماعية ومجتمع عادل

في الذاكرة الجماعية لأي شعب هنالك أيام تحمل رمزية وأبعاد معنوية تتحول مع مرور الايام والسنوات الى عامل هام في صياغة الهوية الجماعية للمجموعة ومؤشر على تحولات فكرية وماهوية في الوجهة العامة التي تنوي هذه المجموعات والشعوب تبنيها في حاضرها ومستقبلها. ومن الواضح أن قوة التيارات السياسية والفكرية والاجتماعية المختلفة تقاس ضمن ما تقاس في قدرتها على صنع هذه الايام وتثبيتها في الذاكرة الجماعية وتحويلها الى معلم بارز واضح. وان كانت فعلا هذه إحدى معايير القياس فلا يمكن تجاهل نجاح الحركة النسوية والنسائية العالمية في تثبيت الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، يوما نضاليا عالميا ومحليا يسلط الاضواء على نضالات النساء في العالم والبلاد، يطرح قضاياهن ويحتفل بالانجازات المحققة طوال العام.
لا أعلم أن كانت النساء العاملات المسحوقات الامريكيات في نيويورك كن على وعي تام بأبعاد وتداعيات المظاهرة الشهيرة التي قدنها في القرن التاسع عشر ضد أصحاب العمل الذين قاموا باستغلالهن واستعبادهن في أماكن العمل، بحيث تحول العمل الشاق الذي قمن به لساعات طويلة تبلغ الاثنتي عشرة ساعة يوميا في ظروف غير إنسانية وأجر قليل لا يكاد يكفيهن قوت يومهن، لا أعرف بل ولا أظن أن هؤلاء النساء كن يدرين بأنهن ومظاهرتهن سيصنعن يوما نضاليا يدخل الذاكرة الانسانية ويصبح أحد الايام التي تصوغ وتبلور الموقف الانساني الداعي الى وقف جميع أشكال التمييز ضد النساء في كل مجتمعات العالم وفي كل مجالات الحياة.
ولكن هذا السؤال تحديدا هل كن على وعي بذلك ليس مهما في هذه المرحلة من الناريخ إذ أن معظم النضالات التي سجلها التاريخ بدأت محلية عينية ولم يكن لدى من بدأها أي تخطيط لتحويلها لابعد من ذلك. إلا أن للمعارك النضالية دينامكيتها أيضا التي تعتمد ضمن ما تعتمده على عدالة القضية وحكمة وذكاء من يقودون هذه المعارك. ومما لا شك فيه أن قضية النساء قضية عادلة بجوهرها تحمل معان إنسانية سامية مثل العدالة الاجتماعية والمساواة بين البشر ورفض الظلم والقمع والاستبداد والاستغلال، بمعنى آخر أنه مهما حاول البعض تصويرها بالثانوية والمفتعلة وغير المنطقية فهي حقيقة إحدى القضايا الأكثر جوهرية في تاريخ الانسانية كونها تعالج أهم مركبات الصراعات الاساسية في المجتمعات بين قيم تقدمية إنسانية عادلة وبين قيم تحفظ لشرائح التفوق على شرائح أخرى وتخلق مجتمعات مشوهة.
ولطالما تطلعنا في الحركات النسوية لانجاز الانتصار الاول بتحويل يوم الثامن من آذار الى يوم يحدد في التقويم السنوي ويعترف به يوما نضاليا، ولقد قامت حركة النساء الدمقراطيات بعضواتها اليهوديات والعربيات بدور ريادي ومتميز وأحيانا ولسنوات طويلة وحيدة في النضال من أجل الاعتراف بهذا اليوم. الا أننا وفي كثير من الاحيان لا ننتبه أنه وبتبني اليوم دون الاهتمام الفعلي بتبني مضامينه قد نخلق لانفسنا عوائق جديدة تصعب علينا، والذي أقصده أنه وللاسف جرى في كثير من الاحيان تبني اليوم وتحويله الى يوم احتفالي يحمل لدى البعض المفاهيم التقليدية لدور المرأة ولتبجيل فارغ من أي توجه نضالي بل وعلى العكس يكرس الوضع القائم ويعطي في أكثر صوره الساخرة منصة جديدة وموضوعا جديدا لبعض الرجال والنساء لممارسة قدراتهم الخطابية، دون محاسبة جدية حتى لمضامين هدا الخطاب.
ويذكرني الامر بكل النقاشات التي تدور في الشهر ذاته حول سبل إحياء يوم الارض وكيف ينتقد البعض تحويله الى منصات خطابية تركز بيوم واحد نضالنا حول قضية الارض، والامر شبيه حين نتحدث عن يوم المرأة فنحن نرى كيف يغيب النضال من أجل حقوق النساء عن أجندات الهيئات والمؤسسات كل العام ليصحو في أسبوع يوم المرأة، وكنا نأمل أن تكون النضالات كل العام وليرتح الجميع عندها وليتحول الثامن من آذار الى يوم احتفالي.
وفي ظل الواقع اليومي المعاش لنسائنا لا يمكن أن يجري تفسير وتبرير التجاهل واللامبالاة التي تحيط بمعظم الاحزاب والحركات السياسية بل ومؤسسات المجتمع المدني في معالجة هده القضايا وإيلائها الجهد والطاقات اللازمة لاحلال التغيير الجذري والمراد في مجتمعنا العربي وفي المجتمع الاسرائيلي بشكل عام.
وإن كان يوم المرأة بنظر العديد منا هو فرصة للتوقف ومراجعة الذات فلعل بعض الاحصائيات الصارخة تقوم بالعمل أفضل من أي كلام حين نستعرضها في هدة المقالة:

*النساء والعمل*
ما زالت النساء في إسرائيل بشكل عام تعانين من تمييز واضح في الاجور وفي فرص العمل وخاصة وظائف الدرجات العليا رغم قانون المساواة في الاجور وفي فرص العمل. الا أننا إذا ما تركزنا أكثر في وضع النساء العربيات الفلسطينيات في إسرائيل نلاحظ مشهدا تمييزيا أكبر إذ تصل نسبة النساء العاملات رسميا الى 17% فقط معظمهن في وظائف متدنية الاجور والدرجات هذا عدا أولئك النساء الكثيرات اللواتي يضطررن العمل في أعمال تستغلهن ولا تقدم لهن الضمانات الاجتماعية.

*النساء والمشاركة السياسية*
من بين أكثر من 800 عضو سلطة محلية عربية هناك 5 نساء عربيات فقط ولا توجد لدينا أية رئيسة سلطة محلية عربية أو أية أمينة عامة أو رئيسة لحزب سياسي. هذا عدا عن تغييب لنساء من الحيز العام القيادي في مختلف المجالات.

*العنف المسلط على النساء*
من بداية العام الحالي وقعت إمراتين عربيتين ضحايا لجرائم قتل وتعرضت الآلاف منهن لعنف يومي. ولكن الأنكى من ذلك أن العديد من النساء لا تجدن المساحة الكافية من الدعم للتجرؤ بالبوح لما يتعرضن له من جرائم اعتداءات جنسية تمارس ضدهن في كل المواقع، في البيت والمدرسة ومكان العمل والشارع.
وتحاول أحيانا بعض الاصوات إخراس الاصوات النسائية المطالبة بالتغيير بشتى الحجج فأحيانا تلبس هده الاصوات عباءة الطرح القومي متذرعة بما يتعرض له شعبنا الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال معتبرة أن الوقت غير ملائم لتوزيع طاقاتنا على قضايا "ثانوية" وأن النضال يجب أن يتمحور حول القضية الكبرى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وأحيانا أخرى بأن التمييز والاضطهاد الذي تتعرض له جماهيرنا العربية في أسرائيل يحتم توحيد الجهود لتغيير هدا الواقع في سعينا من أجل المواطنة الكاملة والمساواة الحقيقية!
والأخطر من كل ذلك الاصوات التي تتلفع بعباءات الاديان وتحاول إخراس الاصوات النسوية من خلال التخوين والتشكيك بنوايا الحركات النسوية وتشويه طروحاتها الفكرية وانتماءاتها الوطنية منصبة نفسها قيمة على الوطنية ومصالح شعبنا، وأحيانا أخرى تدعي من خلال الحملات الاعلامية والمقالات دعمها للنساء وحقوقهن بلهجة الوصاية علينا كضلع قاصر والاستخفاف بقدراتنا الذهنية والعملية.
بين جميع هذه التوجهات اختارت غالبية النسويات العربيات أن ترتكز الى فكر شمولي أوسع يرى المركبات الكاملة لقضيتنا تلك التي تقع علينا كنتيجة لانتمائنا غير القابل للتأويل لشعبنا الفلسطيني الصامد رغم سياسات الاحتلال والقمع والتشريد وكوننا جزءا من الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل التي تقاوم يوميا سياسات التمييز والقمع والهدم ومحاولات تشويه الهوية والانتماء. إلا أن هذين الانتماءين لوحدهما لا يفسران جزءا غير قليل من واقعنا المعاش الذي بحكم كوننا ننتمي الى الطبقات المستضعفة اقتصاديا في البلاد، يهودا وعربا، عمالا وعاملات، موظفين وموظفات، معطلين ومعطلات عن العمل، تنتهك حقوقنا الاقتصادية والصحية والاجتماعية يوميا ونحرم من الميزانيات والدعم والضمانات الاجتماعية. وبالاضافة الى كل ذلك فنحن نرى المركب الثقافي الاجتماعي الذي يؤدي الى وضعيات تحرم فيها المرأة بسبب العقليات الذكورية المتأصلة من ممارسة حقوقها الانسانية البسيطة مثل الحياة بكرامة وبدون عنف، وحقها في العلم والعمل والتنقل والتواجد وبقوة في الحيز العام.

ولأننا نرى الامور مركبة أكثر تأتي نضالاتنا مركبة وطاقاتنا موزعة على النضال من أجل السلام العادل لشعبي البلاد ومن أجل المواطنة الكاملة وضد سياسات القمع والتمييز والهدم ومن أجل الميزانيات وتطوير الخدمات ومن أجل التقدم والافكار الانسانية وحقوق المرأة. وكل الخطابات المتلفعة بشتى عباءات التبرير والتخوين تأتي خطابات مسطحة لا تحمل عمقا ولا شمولية وتأتي نضالات أصحابها عينية وحصرية لا تحمل برنامجا رؤيويا شموليا لمصلحة جميع الناس أيا كانوا لكونهم بشرا.
قد تكون نساء نيويورك لم تعلمن أبعاد مظاهراتهن ولكننا ومنذ ذلك الوقت، نحن النساء تعلمنا الكثير ومن ضمن ما تعلمناه أبعاد نضالاتنا ومدلولاتها، وليس صدفة أننا نحيي الثامن من آذار يوما نضاليا ليس لانه أمريكي، وليس لانه للنساء فقط وأنما لانه يوم يصوغ في هويتنا الجماعية قيما إنسانية شمولية تنتفض ضد الظلم والتمييز وتسعى لعدالة اجتماعية ومجتمع عادل.


*مديرة جمعية "نساء ضد العنف"




#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد -ملكوت الجمال-، ولكن!
- نحو حوار مجتمعي يعالج العنف ضد النساء


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايدة توما سليمان - نحيي الثامن من آذار يوما نضاليا لانه يزرع فينا قيما تنتفض ضد الظلم والتمييز وتسعى لعدالة اجتماعية ومجتمع عادل عايدة توما