أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيروان أسماعيل محمد - كلمة الى مهاباد قره داغي في عيد المرأة العالمي














المزيد.....

كلمة الى مهاباد قره داغي في عيد المرأة العالمي


سيروان أسماعيل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 12:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حينما عشقت الكلمة بدأت تجمعين المخزون منها في مخيلة بنت الثالثة عشر وتصنعين منها قلائد شعر متحفة بها كشكولك الصغير ، آنئذ قدمنا مكتباتنا إليك وفتحناها على مصاريعها أمام ذوقك الأدبي ليرتوي من منابع الفكر وتجنين زهور القافية والموسيقى من بساتين الشعر الكوردي الغنائة بالاضمامات القزحية للشعراء الكلاسيك والحداثويين في البيت الكوردي ، أنكبتي على الأوراق الصفراء من تلك الدواوين وأقتست صورمن كل بستان في عالمك الشعري ومنذ تلك الأيام أصبحتما أنت والقصيدة صنوان لا تفترقان ، كانت هوايتك لا تشبه هوايات الأخريات من زميلات الدراسة في ثانوية كفري ولهذا لم يشاركك فيها أحد فبقيت في صومعة الشعر عاشقة تختزل حب المتصوفة للأحد الواحد ، وما كابدته المتصوفة من عذابات الحكام والمتسلطين على رقاب الناس كابدتيها أنت الصغيرة مع فرق ما يقارب قرن من الزمان بين عذابات الأولين وعذاباتك ولكن البوصلة بينك وبينهم هي حرية الفكر التي بقت حبيسة أروقة الأمن والمخابرات ، رحلت عن المنزل مبكرا ولم تأخذي شيئا معك غير أشعاعة القصيدة التي ظلت تتقد في حشاشتك في حلك وترحالك .
إنه السفر الأول لحياة أصبحت متميزة متدفقة بالعطاء الدائم ، سفر بدأ من كفري مدينة تعيش في قلب كرميان وتعد قلبا نابظا لحياة الرفض الدائم والتمرد المستمر والمناهضة السرمدية لقوى القهر والظلام ، مفرزة من رجال الأمن مدججين بالسلاح يدخلون المنزل بعد كسر الباب لا طرقه ، كيف لا وهم ولدوا مخالفون لقانون الطبيعة ، أنهم رجال أمن لكن أمن النظام وأمن القائد وأمن الأيدلوجية البعثية القذرة لا أمن المواطن والوطن .إنهم جائوا
لكشف وثائق تهدد أمن العراق ونظامه البعثي وسرعان ما وقعت أعينهم على تلك الوثائق الخطيرة فعادوا الى مديريتهم الرهيبة ومعهم صاحبة تلك الوثائق الشاعرة الصغيرة مهاباد قره داغي ، إنها المسيرة الكبرى التي نتذكر نحن ذويك ومحبيك أحداثها والألم يعصرنا لاننا أشتركنا أياك في تلك العذابات ولو بجزء صغير ، يكفي إننا صرفنا كل مادخرنا من أجل لقاء إياك دون أن نفز به ألا بشق الأنفس وبعد أشهر من الركض وراء من تربعوا على قهرنا طيلة العقود الأربعة من عمر حكمهم الكالح ، كانت دقائق لا زلنا نتذكرها في سجنك الأنفرادي بمديرية أمن ديالى بعقوبة ، غرفة صغيرة جدا ، لا فتحة فيها للتهوية ولا نافذة للضوء ، غير أن خيالك الشعري الخصب جعل من جدران السجن سراب يظهر خلفها عالما من الشعر وثورة من التحدي الذي حار أمامها سجانيك ، هناك في تلك الغرفة الصغيرة كبرت مع الشعر وكبر الشعر فيك ونما ، وهناك في تلك الغرفة التي سمحت لنا بزيارتك بين الحين والآخر أصبحنا نستلم قصاصات من المناديل الورقية تحمل نقش كلماتك وجميل قصائدك التي شقت طريقها الى النور على صفحات المنشورات المطبوعة في الجبل ولكن بأسماء مستعارة أشرت اليها في مذكراتك النافذة التي طبعت تحت أسم ( سنة في الجحيم ) ، سنة لا يمكن أختزالها حتى في مجلدات كبيرة قضيتيها في سجون كفري وبعقوبة والأمن العامة أنتهاءا بمحاكمتك في محكمة الثورة التي أصبحت ذكرى ثقيلة في ذاكرات الناس ، تذكرت آهاتك حينما أستمعت الى رئيس تلك المحكمة ، البندر الذي هتف لآخر مرة بوجه الحاكم الذي حكم عليه بالشنق ( الله عليكم يا ظالمين !!! ) ، لعله عد نفسه عادلا حينما كان يحكم على الناس بالجملة حتى دون محاكمة :
إنهم نظروا إليك كمجرمة تستحق قساوة سجونهم لانك :
_ - أستضفت رمز الأمة الكوردية الملا مصطفى الى قصيدة لك بمناسبة رحيله التراجيدي في آذار عام 1979 ..
أستضفت روح الشهيد سيروان طالباني الذي أستشهد في كمين نصب له في قره داغ في عقر كشكولك الشعري .
- لانك كتبت الشعر وهذا لوحده جرم يحاسب عليه القانون !!
السجن لم يردعك عن الشعر والحياة فتمسكت بتلابيبهما وركضت ورائهما عدوا رغم الداء والأعداء ، فتلك قامتك أراها بين القامات في صببيحة العاشر من آذار عام 1991 وأنت تقودين الجماهير المنتفضة في مدينتك ( كفري ) وسلاحك الشعر المتدفق عبر مكبرة صوت لسيارة الأسعاف التي كانت تمخر عباب الأزقة والشوارع مناديا أعلان يوم جديد من حياة الناس ولا زالت جلاديك مختفية في ظلام دهاليز دوائرهم القمعية خوفا من غضب الناس المنتفضة ورائك في شوارع المدينة وصور الدكتاتور تحترق بين حلقات الرقص وأناشيد الصغار مثل هذا اليوم من ذلك العام .
لقد سقط الطغاة وعاش الشعر المحتضن لآلام الناس .
زال حكمهم وبقيت أنت يا أبنة العم فهبت الى ميدان آخر بنفس الأندفاعة التي بدأتيها مع الشعر ، فكتبت للمرأة المظلومة وحقها المهضوم منذ الأزل ، فكانت بحق ثورة أخرى لها أهدافها ومخططاتها وآفاقها الممجدة في قصائد من الشعر ومقالات في الجرائد وعدة كتب مهمة أغنيت بها المكتبة الكوردية التي كانت تفتقدها ، كتب تتحدث وتحلل وتبحث هموم المرأة وترسم الخارطة الواجب إتباعها للوصول الى الجمهورية الفاضلة التي تبتغيها للأنسان تكون المرأة فيها رئيسة ونائبة ووزيرة ومديرة وعاملة في المجتمع القابع في حافة بادية من العقل الرجولي المتشرئب بحديث الآيدلوجيات الهرئة التي تزيد من طنبور الكبت أنغاما .
أجلس الآن وامامي 30 كتابا من توقيع مهاباد قره داغي وأطمح الى ثلاثة أخرى أعرف أنها قادمة الى مكتبتي بعد حين ، أنه الزاد الثقافي الذي قدمتيها لموائدنا بعد صراع مرير مع قوى الظلام التي أرادت إطفاء سراجك فأزداد وهجا والحمد لله .
واليوم ، هو عيدك التي أتطلع الى قامتك الحاضرة في ذهن كل من يتطلع الى مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ، ذلك المبدأ الذي حملتيه وسرت به الى أربيل لتساهمي في رفد المسيرة المتطلعة الى الشمس ، فتقبلي تحية مني إليك والى كل إمرأة حرة في العالم مع باقة من زهر النرجس الذي يظهر مرة كل عام كلما حل الثامن من آذار في كوردستان .



#سيروان_أسماعيل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيروان أسماعيل محمد - كلمة الى مهاباد قره داغي في عيد المرأة العالمي