|
سيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
والإسلاميه على هدم المسجد الأقصى
....... عندما أستذكر أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية المغدوره " جولدا مئير " ، لم تنم طوال الليل خوفا من هجوم عربي – إسلامي يطال وجود الدولة العبرية ، ردا على جريمة حرق المسجد الأقصى في 21 أب /1969 ، على يد أحد المتطرفين اليهود ، وأن أرى أنها كانت تحلم وتتصور ، أن العرب والمسلمون ، هم عرب ومسلمو ، خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ، والمعتصم بالله ، وعبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي وعمر المختار وغيرهم ، وبمعنى آخر ، أمة السيف أصدق أنباءا من الكتب ، لتكتشف أو نكتشف أن هذه الأمه ، على رأي الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب " تتحرك دكة غسل الموتى ، أما أنتم فلا تهتز لكم قصبه " ، واليوم عندما أضحى حال الأمة لا يسر عدو ولا صديق ، وعلى رأي الصحفية البحرانيه سميره رجب ، أصبحنا نسمي المقاومه " إرهاب " والعميل ناشط حقوق إنسان والخيانة نضال ، والأمور يا سادة يا كرام ، لأن عرب ومسلمي اليوم ، هم عرب ومسلمو الجلبي والمالكي وكرازي ، وأمة" رجب والواو وآه ونص " ، ومن هذا المنطلق فإنني أجيز لنفسي أن أضع تصورات لسيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه والإسلاميه ، على جريمه إسرائيليه محتمله لهدم المسجد الأقصى ، هذه الجريمه التي يجري التخطيط لها إستنادا لرؤى وتصورات " ميثولوجيه " وتوراتيه وأيدولوجيه لعناصر وقوى مغرقه في اليمينيه والتطرف ، تزعم وجود الهيكل أسفل المسجد الأقصى ، وما الحفريات التي تجري في منطقة باب المغاربه وأسفل المسجد الأقصى ، إلا خطوات على طريق تحقيق ذلك الهدف ، مع التأكيد والإدراك أن تلك الرؤى والتصورات ، تحظى بثقة ودعم اليمين المسيحي المتطرف ، المسيحيون الجدد والمسيحيه اليهوديه ، ومن هنا فإن البعض ، قد يتسرب لديه الوهم ، من أن هذه الأمة قد يصيبها ما يشبه الصدمه من هول تلك الجريمه ، وتبادر الى شن حرب شامله على إسرائيل ردا على ذلك ، وحتى لا أتهم بالإحباط والتيئيس ، فالشعار أو الفعل يحتاج الى حوامل وأدوات ، وإلا بقي في إطاره الخطابي والعاطفي ، وهذا لا يبنى ولا يعول عليه في أرض الواقع ، وحظ هذا الخيار في ممكنات الحصول أو الإنتقال الى حيز الفعل والممارسه ، إن لم يكن معدومه فهي ضئيله جدا ، فالجميع يدرك أن الأمه العربيه والإسلاميه خطت خطوات ما بعد العجز والإنهيار على الصعيد الرسمي الى حد تشريع العدوان على بعضها البعض من قبل الغير ، بل ووفرت الدعم والغطاء والإسناد لهذا العدوان ، إن لم يكن شاركت فيه ، ولعل العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين ، أمثله ساطعه على ذلك ، وبالتالي فإن السيناريو المتوقع لردود الفعل العربية والإسلاميه الرسميه ، لن تخرج عن إطار كليشهات وعبارات معروفه " وممجوجه " من شجب وإستنكار وإدانه ، وكذلك التحلي بالواقعيه والعقلانيه والصبر ، والدعوات لعقد قمم عربيه وإسلاميه ، والمؤسسات الرسميه الجامعه العربيه ومنظمة المؤتمر الإسلاميه ولجنة القدس .... الخ ، وهذه لن تأتي بأي جديد سوى قرارات لن تجد لها طريق سوى الرفوف والأدراج ، ولن تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به ، وفي أحسن الأمور وأعلى تقدير ، ستضطر البلدان العربيه والإسلاميه التي لديها ، تمثيل دبلوماسي علني أو سري مع إسرائيل الى تجميده بشكل مؤقت ، ولعل ما يبنى عليه ويشكل إطار لهذا الموقف ، ما تم الكشف عنه من إعدام إسرائيل لأكثر من 250 أسير مصري ، أعزل أثناء حرب عام 1967 ، والموقف المصري أنتم تعرفونه والذي لم يخرج عن إطار الإدانه والإستنكار ، ولكم أن تتصورا المسألة ، لو كان الأسرى المقتولين إسرائيلين ، ماذا سيكون الرد إسرائليا ودوليا ؟ ، فهناك دماء غاليه ودماء رخيصه ، وفي نفس الإطار سيدعى مجلس الأمن الدولي ، بطلب من المجموعه العربيه والإسلاميه الى الإنعقاد ، لمناقشة الجريمه الإسرائيليبه ، حيث ستصر الدول العربيه على لجنة تحقيق دوليه في الجريمه ، وسترفض أمريكيا وإسرائيل ذلك ، وتصران على لجنة تحقيق إسرائيليه لأن لجنة التحقيق الدوليه ستعتبر مس بما يسمى " بسيدة " إسرائيل ، وحتى اللجنه الدوليه في حالة إقرارها ، لن يكتب لها النجاح ، وسيكون حالها كحال اللجنه التي إقرت للتحقيق في الجرائم الإسرائيليه في مخيم جنين ، حيث أفرغت من محتوها ولم تصل ولم تحقق . أما الردود الشعبيه والجماهيريه ، فستندلع مظاهرات وتحركات شعبيه وجماهيريه في كل البلدان العربيه والإسلاميه ، والحناجر ستبح وهي تهتف وتصيح داخل جدران مغلقه ، تحاصرها قوات أمنيه كبيره ، الموت لأمريكيا وإسرائيل ، والجهاد الجهاد ، وطبعا ستحرق الأعلام الإسرائيليه والأمريكيه ، وهذا الهيجان الشعبي والجماهيري العارم ، بسبب ضعف الحوامل التظيميه والسياسيه الحزبيه المعارضه أو جبنها وخوفها ، قوى وطنيه ، إسلاميه ، قوميه ، ديمقراطيه .. اللخ ، وعدم قدرتها على إستثمار ذلك وتحويله الى قوه ماديه وفعل على الأرض ، من شأنها أن تحدث تغيرات جديه وجذريه في الرؤى والتصورات والمواقف السياسيه ، وبما يعيد لهذه الأمة جزء من هيبتها وكرامتها وإحترامها ، فإنه سرعان ما يخبو ويتلاشى ، وبالتالي يزيد من حالة الإحباط والإحتقان وفقدان الأمل في صفوف الجماهير ، وكنتيجه لغياب أو عدم قناعتها بالحواضن والحوامل الحزبيه والتنظيميه القائمه ، فإنها تتجه للتعبير عن نفسها من خلال تنظيمات متطرفه ، تمتهن القتل من أجل القتل ، أو تمارس " الإرهاب " تحت يافطة النضال المشروع ، ملحقة بذلك الضرر الكبير بالقضايا العربيه والإسلاميه ، وتعزز من وجهة النظر المعاديه ، والتي تريد ألصاق تهمة " الإرهاب " بالعرب والمسلمين ، من أجل تبرير شن الإعتداءات والحروب عليهم ، وإحتلال بلدانهم ونهب خيراتهم وثرواتهم ، وحتى نمنع الأذى قبل وقوعه ، فإن كل القوى الشعبيه والحزبيه وبغض النظر عن ألوان طيفها السياسي ، ولما للمسجد الأقصى من قيمه وأهميه ورمزيه في الوجدان الشعبي العربي والإسلامي ، عليها أن ترتقي الى مستوى المسؤوليه ، وأن تغادر لغة الشعار والخطاب ، ودغدغة العواطف والمشاعر ، الى فعل جدي وحقيقي على الأرض ، يخلق حاله واسعه من الرفض والممانعه الشعبيه ، والضاغطه على الأنظمه الرسميه ، وبما يجعل الأعداء يحسبون ألف حساب لهذه الأمه ، والتي أصبح العالم يتعامل معها على أساس ، أنها أمه خارج البشريه العاقله ، ولا تفهم إلا لغة القتل والدمار ، ومن العار أن أمة عظيمة كهذه الأمه ، تصل الى هذه الحاله من الذل والهوان ، وصحيح أن مسألة الدفاع وحماية الأقصى والمقدسات مسؤوليه عربيه إسلاميه ، ولكن من يتحمل المسؤوليه المباشره في هذا الجانب ، هو الشعب الفلسطيني الأعزل ، والذي يتوجب على كل أبناء الأمه العربيه والإسلاميه دعمه وإسناده حتى يستمر في المقاومة والدفاع والثبات ، وثقوا يا عرب ويا مسلمين ، أنه في الوقت الذي يهدم فيه الأقصى ، فإن الطريق ستصبح معبدة لهدم البيت الحرام .
القدس - فلسطين
8 /3/2007
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التيار الديمقراطي الفلسطيني ، هل يتوحد أم يزداد شرذمه وإنقسا
...
-
الكارثه تحدق بقطاع التعليم الحكومي في القدس الشرقيه
-
العرب في القدس كم زائد سكانيا ، وبقرة حلوب ضرائبيا
-
ليس دفاعا عن الجبهه الشعبيه ، بل دفاعا عن الحقيقه
-
قراءه في خطاب الشيخ حسن نصرالله في ذكرى إستشهاد الموسوي وحرب
-
جارنا المستوطن وبلدية القدس الإسرائيليه
-
محاصصة مكه بين فتح وحماس ، هل من يقود الإقتتال الداخلي ، مؤه
...
-
نداء للعالمين العربي والإسلامي
-
كلام معسول ، كلام مش معقول وفعل خارج المنطق والمعقول
-
باسم الديمقراطيه الوطن العربي والإسلامي ساحة للذبح والقتل
-
مرة أخرى أعتذر منكم ولكم أسرى شعبنا الفلسطيني
-
لا بد من مواجهة، سياسة هدم المنازل في القدس
-
جماعة أو - زلم - الملاقط
-
القدس تعزيز الاستيطان
-
قراءة أولية في محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات
-
المطلوب من القوى الديمقراطية الفلسطينية تحمل مسؤولياتها في ه
...
-
أما آن الأوان لأهل القدس ..أن ينظموا أنفسهم ويتوحدوا
-
قراءة أولية في لقاء عباس - أولمرت
-
فلتان أمني ، تهدئه، لجان تحقيق والنتيجة صفر
-
علينا أن لا نضيع البوصلة إسرائيل وأمريكا الخطر وليس إيران
المزيد.....
-
مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
-
شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
-
تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
-
عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
-
محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال
...
-
البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو
...
-
ملاذ آمن لقادة حماس
-
محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
-
تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
-
?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|