أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد المجيد - متى يغضب السوريون على الرئيس بشار الأسد؟














المزيد.....

متى يغضب السوريون على الرئيس بشار الأسد؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:09
المحور: المجتمع المدني
    


مَنْ يستيقظ باكرا يتولى الحُكمَ في دمشق!

كان ذلك منذ أربعة عقود، أما الآن فمن يستيقظ؟

الفرصة تأتي مرة واحدة، لكنها أيضا تأتي لمن يستحقها، أما بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد فقد طرقتْ بابه بعنف عدة مرات، واستجدته أن ينتهزها، وكادت تقبل قدميه قبل أن يفوت الأوان.

لكن الرئيس الشاب نظر خلفه وأمامه فاختار الماضي دون أدنى تردد.

كان أمام خيارين لا وجه للمقارنة بينهما، إما الانحياز لأجهزة الأمن والاستخبارات والسجون والمعتقلات والظلم الشديد وانهاك أجساد أبناء بلده من معتقلي الضمير الذين قضى بعضهم ربع قرن في أقبية تحت الأرض، وإما الانحياز للشعب والحرية والكرامة وصناعة مجتمع التسامح والافراج عن المظلومين والمعذبين والمضطهدين ومحاربة الفساد.

وهل كان الأمر يحتاج لإعمال العقل لحظة واحدة حتى يختار ذو الفطرة السليمة جانبَ الشعب؟

يجلس طبيبُ العيون الشاب أمام جهاز الكمبيوتر، ويدخل الانترنيت، ويتصفح بحكم قدرته وتعامله السهل مع عالم التكنولوجيا.ثم يكتشف أن المعارضة السورية أضحت أقوى من ذي قبل أضعافا كثيرة، وأن السوريين يتنفسون عبر الشاشة الصغيرة، وأنهم يقُصّون حكايات غيلان التعذيب وجلاوزة القهر تحت الأرض الذين انحاز إليهم الرئيس الشاب.

قلنا وكررنا عشرات المرات منذ أن تولى الرئيس بشار الأسد حُكم دمشق بأن السلاح سيصبح خردة، وأن اليد التي تمسك به وهي مقيدة ستحمل معها الهزيمة، وأن ضباط الفساد في الجيش هم طابور خامس، وأن كل من دنس كرامة السوريين في سجون الرعب لن يتأخر عن التعاون مع الأمريكيين والإسرائيليين في حال أنْ اختارت واشنطون هدفها القادم سوريا بعد أفغانستان والعراق ولبنان وقبل إيران.

لماذا اختار الرئيس تحطيم الشخصية السورية، والاستمرار في صناعة المواطن المستكين والخائف والذي ترتعش ركبتاه لو التقت عيناه بعيني ضابط أمن؟

لماذا اختار هذا الطريقَ رئيسٌ شاب قد تكون أمامه سنوات طويلة من حياة ممتعة، وأسرة سعيدة، وشعب يلتف حوله ويمنحه دفء البهجة والعطاء؟

لا فائدة من الجيش والتعليم والكتب والثقافة والاعلام وحتى الدين مالم تكن هناك أسبقية وأولوية لكرامة المواطن وحقوقه وواجباته واحترام الدستور وعدالة القضاء والمساواة بين الناس ونبذ الطائفية واختيار الأصلح وديمقراطية العمل الجماعي والفردي.
كل هذه الأشياء ستسقط مثل أوراق الخريف الصفراء عندما تهب عليها عاصفة هوائية، بل تستطيع إسرائيل أن تصل إلى قصر الرئاسة في دمشق وتعتقل سيده ما لم يكن في حماية شعبه. وحتى الآن فإن الرئيس السوري اختار أجهزة القمع والقهر لتحميه وما هي بقادرة أن تحمي نفسها.

لا أجد شيئا يستحق أن أكتب عنه غير الكرامة والحرية والافراج الفوري غير المشروط عن المعتقلين وتعويضهم معنويا وأدبيا.

سأكون خائنا لأمانة الكلمة وحق السماء على أهل الأرض ونفخة الروح التي كرم الله بها بني آدم لو أنني غضضت الطرف لحظة واحدة عن القضية الأولى والأهم لدى الحديث عن سوريا والسوريين. تتجمع في الأفق سحب الغضب السورية وهي قادمة لا محالة، ولم تعد هناك فائدة لاستجداء بشار الأسد أن يفرج عن شعبه، فهو على قناعة تامة أن مكان السوريين تحت أحذية أجهزة الأمن، وأن الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة ينبغي حجبها عن السوريين. الرئيس السوري اختار الجانب الأمريكي الاسرائيلي عندما ضرب بأماني وأحلام شعبه عُرض الحائط، ولم يصدق أن السوريين قادرون على الغضب!

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو في 17 أغسطس 2006 النرويج

[email protected]

www.Taeralshmal.com



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عانس سعودية تبث أوجاعها لقساة قومها
- محاولات مضنية للبحث عن الرئيس حسني مبارك
- البيان والتبيين في أوجاع مصر وأحزان المصريين
- المؤسسة الدينية السعودية تدعو لاغتصاب الأطفال
- مبارك يصنع المرشدين من صعاليك الإنترنيت
- طز في الشرفاء والأحرار و ... الوطنيين
- الإنترنيت .. الخطر القادم على البشرية
- السعوديون ينحازون للملك، فمتى ينحاز الملك للسعوديين؟
- آلة موسيقية تتحدث إلى مسلم متشدد
- لماذا لا يغضب المصريون؟
- كلنا خائفون، فكيف تتحرر مصر؟
- هذه الفتوى باطلة .. باطلة .. باطلة
- فتاوى الرأي السديد للشيخ محمد عبد المجيد
- رسالة مفتوحة إلى صدام حسين حفار القبور يحكم الجمهورية السجن
- الاستشفاء بالمشهد العُماني .. سلطنة عُمان تعيد إليك روحك
- المؤسسة الدينية أقوى من آل سعود
- رسالة تهنئة من إبليس إلى العراقيين
- ضيوف لبنان يرفضون لقاء رئيس الدولة
- عمرو موسى ... الطاووس
- رسالة مفتوحة إلى حرامي مقالات


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد المجيد - متى يغضب السوريون على الرئيس بشار الأسد؟