إلى أين يريد أن يأخذ هذا السفيه الشعبين اللبناني والسوري ...؟؟

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هنا لاأقصد بكلمة – سفيه – المعنى اللغوي واللفظي للكلمة . إن ماأقصده بالتحديد هو المعنى التشريعي والقانوني لها وفق دراسات فقهاء الحقوق المدنية والقانون المدني السوري المأخوذ عن القانون المدني السويسري والإفرنسي بعد إلغاء أحكام مجلة الأحكام العدلية الموروثة عن الإحتلال العثماني عام 1949 ...
والسفيه في الفقه والقانون : هو الناقص الأهلية نتيجة قصور عقلي خلقي أو طارئ مكتسب .. الأمر الذي لايسمح للسفيه بالتصرف العقلي السليم سواء في تصرفاته مع الغير أو في إدارة شؤونه الخاصة المالية والعائلية ... لذلك قرر المشرّع وضعه تحت الوصاية القانونية وتعيين وصي عليه يرعى شؤونه ويدرء أذاه عن نفسه وعن الاّخرين بإشراف القاضي المختص ...
أما وأن يصبح السفيه ملكاّ أو رئيساّ للجمهورية بالوراثة , فتلك مصيبة المصائب وكارثة الكوارث لانتمناها لأي شعب في العالم ..... فكيف بنا في سورية الأسيرة منذ أربعة عقود تحت جزمة سفهاء يقودهم سفيه أوحد يجمع ( مجد) المعنيين في شخصه المبجل ...؟ ويجمع كل مافيات القتلة ولصوص المال العام والخاص حول عرشه الشمولي والباطني المتخلف الذي يدفن رأسه في الرمال بعد كل ماصنعت يداه الاّثمة على أرض سورية ولبنان من جرائم ودمار وبعد كل الرقص على أشلاء الأحرار وممارسة البلهوانيات التي تعلمها من والده سيد طواحين الهواء وبائع الجولان بلا منازع عام 1967 .. ومالك موارد النفط السوري التي لم تدخل الخزانة العامة طيلة حكمه لأنها ملك خاص للأسرة الأسدية العتيدة ..؟؟
ويواصل الوريث السفيه رفض وصاية القضاء عليه ليواصل عذابات الشعبين السوري واللبناني المرتهنين لمشيئة نظامه وفق التركيبة المصممة منذ عام 1975 في عهد الطاغية الأب التي وضع اللمسات الأخيرة عليها اّنذاك كيسنجر وإسرائيل ولاتزال سارية المفعول حتى اليوم . مع بعض التبديلات في الإخراج وأدوار اللاعبين . ورغم انتفاضة 14 اّذار في بيروت منذ عامين وخروج الجيش السوري من لبنان مرغماّ بعد الرعب الذي انتاب السفهاء وزعيمهم بعد صدور القرار 1559 والتلويح بالهراوة الأمريكية تحملها اليد الفرنسية في مجلس الأمن ..لم يبلع السفهاء وشبكات أيتامهم وجواسيسهم خروجهم من لبنان المزرعة ومملكة عنجر... فارتكبوا جرائمهم بدم بارد دون أن يرف لهم جفن بدءاّ باغتيال الشهيد الحي مروان حمادة وانتهاء بالشهيد بيير الجميّل وشهداء عين علق مروراّ باغتيال الشهداء : رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهم , جورج حاوي , سمير قصير , جبران التويني والشهيدة الحية مي شدياق والشهيدين الحيين : الياس المر وسمير شحاذة ....

وبعد استحقاق المحكمة الدولية لمحاكمة القتلة ومن وراءهم جنّد السفهاء فلول أيتام الوصاية الأسدية في لبنان ومعهم أذناب ومرتزقة النظام الإيراني لطمس معالم الجرائم كلها وإلغاء دولة لبنان من الوجود وقد أعلن سفيه دمشق علناّ : إما المحكمة الدولية أولبنان .. وبأمر من ولاية الفقيه أمر خامنئي نبيه بري بإغلاق المجلس النيابي لتعطيل إقرار إتفاقية المحكمة ذات الطابع الدولي ... واحتلت جحافل التبعية ساحة البرج ورياض الصلح وارتكبوا جرائم كبرى بحق الشعب والحكومة الشرعية في شلهم الإقتصاد وتسميم الحياة العامة وغذوا الطائفية والمذهبية وأعادوا الرعب والخوف إلى جميع المناطق اللبنانية بتوزيع صناديق المتفجرات والألغام والسلاح ...الخ بعد جريمة قطع الطرقات وجريمتي الثلاثاء والخميس الأسود التي ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من الطلاب والمارة ... كل ذلك في سبيل إنقاذ القتلة من المحاكمة وطمس جميع الجرائم ... كما طمست جرائم الإبادة الجماعية والإغتيالات في السجون وخارجها أو في المنافي لاّلاف الوطنيين السوريين والفلسطينيين وغيرهم دون حسيب أورقيب ... وهكذا تحول حزب ( النصر الإلهي ) وسيده من سيد للمقاومة إلى شرطي صغير يأتمر بأمر سفيه دمشق وجلاّدها وشركائه في طهران مع الأسف .. ؟ وما خزعبلات الثلث المعطل التي نادى به هؤلاء الذين انسحبوا من الحكومة عندما أصبح إقرار المحكمة الدولية أمراّ واقعاّ .. إلا لذر الرماد في العيون ....القضية واضحة وضوح الشمس إما أن تتنازل الحكومة الشرعية عن إقرار المحكمة الدولية لكشف ومحاكمة الجناة والنظام الذي جندهم أو أن يتنازل أهل الشهداء عن دماء شهدائهم ويذهبوا إلى قصر طاغية دمشق وزبانيته ويعتذروا منهم ويقروا أنهم قتلوا أباءهم وأبناءهم وتعليق كل الجرائم على مشجب أمريكا وإسرائيل وفرانسا ومجلس الأمن وكل المفترين على النظام الأسدي الديمقراطي جداّ والإشتراكي جداّ جداّ وراعي القومية العربية والحرية ولولا وجوده لانقرض العنصر العربي من الوجود ... ولله في خلقه شؤون ...؟

القضية بسيطة ... طلب سفيه دمشق من مخيم أنصاره في ساحة البرج أن يصمدوا حتى اّخر اّذار فعلى ماذا يراهن ...؟ سنرى ... هل يراهن على نتائج صفقات متوقعة بين إيران وأمريكا يتعلق هو بذيلها لتمنحه طوق النجاة أم على الإتفاق السعودي – الإيراني الذي يصب في نفس المجرى ... بعد فشل كل مراهناته على إعادة الحرب الأهلية في لبنان المستمرة منذ مئة يوم وأكثر التي تّوجها بقطع الطرقات بإطارات السيارات المحروقة والفتنة المسلحة بين طلاب الجامعات وتوزيع الرعب مع صناديق السلاح والعبوات الناسفة التي وزعها عملاؤه في سائر المناطق اللبنانية , أم بتهديده بالعصيان المدني ...الخ أو بتهديد وزير خارجيته مؤخراّ إغلاق الحدود مع لبنان ليمد جدار الخوف والإرهاب الذي يطوّق به سورية الأسيرة منذ أربعين عاماّ إلى لبنان وهل يستطيع الهروب من استحقاق المحكمة ذات الطابع الدولي التي أضحت أمراّ واقعاّ لامفرمنه سواء على الفصل السادس أو السابع من ميثاق الأمم المتحدة , بعد كل أساليبه السخيفة المضوحة .ودعوة وزير خارجيته ( صحّاف سورية ) مؤخراّ لمحاكمة من تثبت إدانته في جرائم الإغتيال في لبنان وفق القوانين السورية ..وأمام القضاء السوري...وهذا إقرا ر فاضح بأن القتلة هم من النظام الأسدي أولاّ وثانيا الوزير العتيد تجاوز الإختصاص المكاني للقضاء – مكان وقوع الجريمة التي يعرفها الطفل الصغير في سورية . -. أية قوانين هذه يتحدث عنها هذا الصحّاف التعيس ؟ وهل في سورية سوى القوانين الفاشية الإستثنائية لحماية المافيا الأسدية من المرسوم 6 إلى المرسوم 47 إلى المرسوم 109 إلى القانون 49 التي لاتحتاج إلى تفصيل المعروفة أمام الجميع ,؟؟ وهل يوجد قضاء مستقل في سورية ؟؟؟؟... إنها أحلام سفهاء لاغير . وهنا أكرر عنواناّ لمقالي المنشور على هذا المنبر العام الفائت – لبنان ياجبل مايهزك ريح – الشعب اللبناني بوحدته الوطنية ومؤسساته الديمقراطية وحضارته وثقافته ووعي أهله رغم كل أمراضه سينتصر في النهاية وسيوضع القتلة في النهاية في قفص الإتهام أمثولة لجميع الطغاة في العالم لتحقيق وحدة وأخوة الشعبين السوري واللبناني وليصبح ميثاق الشرف للعلاقة الأخوية بين البلدين والعريضة التي وقع عليها مثقفو البلدين الشقيقين في الداخل والخارج دستور الأخوة اللبنانية – السورية ... ولن يستطيع ولي الفقيه المتغطرس في طهران الذي يحلم بأمجاد الإمبراطورية الفارسية محاربة أمريكا والإنتصار عليها في لبنان كما صوّر له عقله المريض معتبراّ لبنان محمية تابعة له... ولماذا في لبنان ؟؟ لماذا لايصنع هذا النصر لإمبراطوريته في الخليج العربي حيث قطع الأسطول الخامس الأمريكي على مرمى حجر من السواحل الإيرانية لنصفّق له طويلاّ...؟؟؟؟ كما لن يستطيع النظام الأسدي النجاة من نهايته المحتومة في سورية أو في لبنان سواء باع كل شرفه وكرامته على أعتاب أمريكا وإسرائيل كما باع والده مؤسس المملكة الأسدية الجولان عام 1967 أم لا.. وسواء أسهم عملاؤه في بيع الأراضي والضمائر في سورية ولبنان وزرع مستعمرات التشييع والطائفية القذرة لتصبح طائفية مربعة أو مكعبة وزرع الحقد والإقتتال الطائفي والعنصري الشوفيني بين صفوف الشعب الواحد , وسواء استمر نظام القمع والإرهاب المقنن تحت الطوارئ والأحكام العرفية ومحاكم التفتيش منذ أربعين عاماّ .... كل ذلك لن ينقذ عصابة السفهاء الأسدية من مصيرها المحتوم.. ولن تستطيع تخريب وتدمير لبنان وسورية أكثر مما خرّبت ودمرت واغتالت وسجنت وشردت ...
إنتهى عصر " لعب الكشاتبين " كما يقول إخواننا المصريين , وانتهى اللعب والمتاجرة بالورقة الفلسطينية , كما ستنتهي المتاجرة بدماء الشعب العراقي المنكوب بالإحتلال الأمريكي الأطلسي والقتلة واللصوص من كل صنف ولون المستوردين من النظامين الأسدي والملالي أو المحليين الطائفيين .. كما سينتهي زواج المتعة بين النظامين الأسدي والملالي .... .ولن يفيد النظام الأسدي تقبيل الحذاء الأمريكي والإسرائيلي للبقاء على الكرسي واّخرها إخضاع مناهج التعليم السورية لرقابة المؤسسة الأمريكية : ( rand corporation ) التي كان الإعلام الأسدي يعتبرها مؤسسة صهيونية معادية للأمة العربية .. كلّف المستر بشار مؤخراّ رئيس هذه المنظمة ( شارل غولدمان ) ومدير قسم التعليم فيها بمراجعة كافة مناهج التعليم السورية الإبتدائية والإعدادية والثانوية لحذف ما يتعارض مع المطاليب التي تحدث عنها سيده بوش من المناهج السورية _ وفعلاّ قام غولدمان بزيارة دمشق ووقع عقداّ مع وزارة التربية السورية بأمر رئاسي تحت رقم - c 12 -
إن الذين يحلمون بالتغيير بواسطة الخارج لينزلوا من أبراجهم العاجية ودكاكينهم الكاسدة وزعاماتهم الدونكيشوتية ليتربعوا على سدة الحكم في سورية , أو الذين يسهمون ببث الرعب والخوف الطائفي ويدعون حرصهم على سلامة الشعب السوري والوطن من عراق ثان ومذابح طائفية إذا سقط النظام ... يخدمون النظام شاؤوا أم أبوا يخدمون بقاءه على رقاب شعبنا ووطننا .... إنهم يريدون بقاء الشعب يعيش في الأوهام وينام على الأحلام أحلام الإستسلام والخنوع والذل أكثر فأكثر - ..إن شعبنا لم يكن طائفياّ في جميع عهود الإستبداد الظلامية ولن يكون اليوم رغم كل الحقن السامة التي زرعها النظام الأسدي والتي يحملها شريكه الإيراني كهدايا ( غاز الخردل ) إلى سورية ولبنان ....-. عوضاّ عن بناء وحدة وطنية ديمقراطية حقيقية تصنع الثورة تصنع التمرد تصنع وتبتكر كل وسائل النضال لإسقاط نظام القتلة والسفهاء واللصوص هذا وتخليص الشعبين السوري واللبناني بل الأمة كلها من شروره ووضع سفهائه في الحجر الصحي المؤبد لأننا ضد عقوبة الإعدام حتى لأعدائنا ....؟؟؟
لاهاي – 8/ 3

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات