أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - حوريات الحوار المتمدن !!!














المزيد.....

حوريات الحوار المتمدن !!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:57
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


لا يسعنا في هذه المناسبة العطرة والجليلة الهامة، ألا وهي يوم المرأة العالمي، إلاّ أن ننظر بمزيد من الإعجاب والفخر والاعتزاز والاهتمام بتلك الخطى الناعمة التي بدأت تشقها "نواعم" وجميلات وكاتبات الحوار المتمدن، وسط محيط أيديولوجي ذكوري طاغ، ما زال في قطاع كبير منه يعتبر أن صوت المرأة عورة. ونرجو أن يرفعن أكثر من هذا الصوت الجميل نكاية وتحدياً بالوعاظ، ودعاة الظلام، ومن لف لفهم من سماسرة وأذناب ولاة الأمر، وليثبت لأولئك الغلاة البغاة بأنه واحد من أجمل الأصوات وهو ليس بعورة على الإطلاق. وأن كل ما في هذا الكائن الأنثوي الرقيق هو باعث على الحياة، ومصدر للجمال، ولم، ولن يكن يوماً عورة، بأية حال من الأحوال. ومن يتابع الحوار المتمدن يلاحظ "شغف" إدارته، واهتمامها بإبراز الصوت الناعم وتفضيله على الرجال، ولسان حاله يقول النساء "قوامات"، وسابقات، ورائدات على الرجال في هذا المقام الفكري الرائع الممتاز. غير أن بعضاً من أعداده توحي للمرء بأن هذا الموقع مخصص للنواعم من الكاتبات، ويملأ "فراغاته" المتبقية بعض الكتاب، وهذه واحدة تحسب للحوار المتمدن، وليس عليه بأية حال طالما أنه اختار لنفسه رسالة علمانية وتنويرية إنسانية.

يمر يوم المرأة العالمية في كثير من ربوع العالم العربي والإسلامي، المحكوم بالموروث المتخلف والبدائي للمرأة، بصمت وخجل واستحياء مريب. ويتنطح في مثل هذه المناسبات رهط من الدعاة للنيل من المرأة ومن هذه الاحتفالات و"البدع" الصليبية الكافرة. لا بل إن بعض البؤر الوهابية المتحجرة تأنف من الاعتراف بوجود "يوم" أو "عيد" للمرأة، وتصر على معاملتها بتلك السادية المفرطة من الدونية المخزية، وترفض أن تخرجها من نطاق العورة والشيطان والنقاب. وتستنفر في مثل هذه المناسبات لوأد أي مظاهر للاحتفال أو التعبير، والتذكير بها، ولعل ما يحصل، مثلاً، في أيام " الفالانتين" خير دليل على استمرار ذاك النهج البدوي الجاهلي في التعامل مع قضايا المرأة بشكل عام. لا بل تصر وفي خطابها الرسمي على نعتها بالشيطان، وبأنها مفسدة للصلاة وحشرها مع بعض الكائنات غير الآدمية التي نأنف من ذكرها في هذا المقام. ومن هنا تبرز أهمية "صوت" المرأة الجريء المدوي والقوي العالي الذي يلعلع ويصدح في هذه الفضاءات الظلامية المزمنة. فلقد أحدثت الردة الوهابية البترودولارية أذى وتشويهاً كبيرين لتاريخ المرأة ومسيرتها في هذه المنطقة وتكفلت بإعادتها قروناً إلى الوراء. وما حصل لها في العراق، وإيران، والسودان، وفلسطين، والخرطوم، والجزائر، وبعض ناهيك عن نمطية وضعها "الستاتيكي" المزمن في جزيرة الأعراب، خير شاهد ودليل على الحال الذي آل أليه وضع المرأة، ومكانتها بشكل عام، وبعد أن كانت قد خطت خطوات طيبة في عهود ما بعد الاستقلال لنفض الغبار عن وجهها الذي تلطخ بالفتاوى واجتهادات الفقهاء.

لقد أفرزت تجربة الحوار المتمدن المثيرة نخبة رائعة من الكاتبات اللواتي أثبتن حضوراً لافتاً على هذه الصفحة، ولولا هذه التجربة الفريدة لما تمكنّ مطلقاً من الخروج من هذه الأغلال التي كبلتها والتي تسيّرها، وتتحكم بها، ومن الباب إلى المحراب، الأبواق والأدوات الرسمية الوهابية والسلفية التي تدعمها الجعالات البترودولارية الهائلة. وتظهر هذه النخبة الناعمة، بذلك، كحوريات غريبة، وظواهر غير مألوفة، قادمة من عوالم الأساطير والأحلام، حاملة بيدها مشاعل النور، وإكسير الخلاص، لتغيير هذه الخريطة الجينية الذكورية المشوّهة لمجتمعاتنا المشلولة بفكر الذكور وفحول الرجال، وانتزاع حقوقهن الطبيعية والكاملة، وغير المنقوصة، من فك تماسيح إيديولوجيا الزجر، والتحجيب، والمنع، وهضم الحقوق والاضطهاد.

ولا بد من الاعتراف، وعلى أهمية ما تطرحنه الزميلات العزيزات، والاستثناء موجود دائماً، أن هناك أحياناً نوعاً من الخجل والتردد، والوجل الموروث في بعض الطروحات والأفكار، وأن الأفكار البركانية الثورية المتوخاة لمّا تنضج بعد، وما تزال حبيسة جدران العقل الذي أنهكه طول الكبت والقمع والاستبداد والخوف من تحدي مؤسسات الفكر الجامد. وأن المطلوب منهن أكثر بكثير مما هو مطروح حتى الآن لجهة فلب المفاهيم وتغييرها، وإيجاد مفاهيم عصرية وجديدة بدل تلك التي سادت في قرون الجهل، والدجل، والظلام والانحطاط. ويمكن القول أن طلائع كثيرة من الكتاب قد مهدوا الطريق، وفعلوا، ربما، أكثر مما هو مطلوب منهم، وفي غير مجال، إلا أن الدور المنوط بالمرأة ما يزال يتطلب المزيد والمزيد من الدفق والعطاء لقلب المفاهيم، وتغيير الأفكار، وطرق كل التابوهات والمحرمات، وفتح جميع الملفات بلا استثناء، ودحض رزم الخرافات والأوهام المتأصلة وتفنيدها، لمواجهة مد سلفي كاسح لمستحاثات، ومومياءات الأصوليات المنتشرين كالطحالب والفطريات في كل مكان. "ومن فمك أحلى يا كحلا".

تحية مرة أخرى إلى "حوريات" الحوار المتمدن، وإلى مزيد من التألق، والنجاح، والجرأة الأكبر في الطرح والعطاء، وولوج كل الأبواب، وتحدي جميع المحظورات تمهيدا للهزيمة الكبرى والنهائية لفكر الشعوذة والظلام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!
- وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!
- الخليفة المنتظر
- بئس الصحوة الإسلامية
- شكراً ... وليد بَيْك !!!
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر
- لماذا لا ينصرهم الله؟
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - حوريات الحوار المتمدن !!!