أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا















المزيد.....

بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 06:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا شك أن كل من تابع الأعمال الفنية، أكانت أفلام أو مسرحيات، و التي أنتجت في فترة الستينيات من القرن الماضي، لاحظ أن بعضا من تلك الأعمال تناول بالسخرية قانون العيب في الذات الملكية، و تعاملت معه - و لها الحق في ذلك - على إنه كان يشكل سبة في جبين الشعب، حيث يعطي شخص الملك حصانة تجعله يرتفع عن الشعب.
حقا كان لها الحق، و لازال، في إنتقاد قانون كهذا، و لكن للأسف بدلا من أن يتحرر الشعب المصري من وطأة قانون كهذا، فإن النظم الحاكمة التي جاءت من بعد طي النسيان لهذا القانون، لجأت لما هو أبشع، لجأت لقانون الطوارئ، و الإعتقال التعسفي، و التعذيب الوحشي، و حتى التصفية الجسدية، فبتلك الأدوات حكم عبد الناصر و السادات، مع التفاوت في الدرجة.
لندع التاريخ جانبا، و لننظر للربع القرن الماضي - لأنه يمثل عصر حالك لازلنا نرزح تحته، و ربما يكون له ملحق يمتد ثلاثين أو أربعين عاما أخرى لو إستمرت الغفوة المصرية- سنلاحظ أن مبارك لم يلجأ لقانون مماثل لحماية شخصة من الإنتقاد، ليس لأنه ملاك منزه عن الخطأ، أو لأنه عدل فأمن فنام في سلام و طمأنينة، و لكن لأنه إعتبر اللجوء لقانون مماثل لقانون العيب في الذات الملكية - أو لنقل لقانون العيب في الذات الملكية بدون كلمة مماثل، خاصة إنه يعمل على تأسيس أسرة مالكة جديدة- أمر مخلا بهيبته، فكيف يذهب فينازع شخصا من رعيته على كلمة قالها، ليس ترفعا عن الصغائر، و لكن لأنه يؤمن بأن اللجوء للقانون الطبيعي ضعف.
لقد لجأ طوال الربع قرن الماضي لقانون المافيا، و الذي يعرفه جيدا، قانون ترويع المنتقدين، و بث الخوف في نفوسهم، و إذا لم يرتدعوا فإن الموت يكون جزائهم، و لنستعرض بعضا من ضحاياه:
بعد محاولة الإغتيال الأشهر التي تعرض لها مبارك في أثيوبيا، صيف عام 1995، قابله وفد كويتي نسائي ليهنئه بسلامته، و في نفس اللحظة كان بعضا من أبناء الشعب المصري يقفون في حر الظهيرة الحمراء أيضا ليهنئوه بسلامته، في أثناء مقابلته لذلك الوفد الكويتي قام سيادته - و بما هو معهود منه في مثل تلك المواقف - بالتطاول على الشعب المصري، و صادف أن بالوفد صحفية كويتية نشرت حديثه، فلما عاتبه رئيس تحرير أحد الصحف المعارضة آنذاك على أقواله تلك، مذكرا إياه بالشعب المصري الذي كان يقف في تحت شمس حارقة لينتظر إطلالة منه، فماذا كانت النتيجة؟ قام مبارك بمن إعترض سيارة ذلك الصحفي، و تم الإعتداء عليه بدنيا من قبل بلطجية رئيس المافيا الذي يحكم مصر، و لكي تكتمل المسرحية، و حتى يتأكد مبارك من وصول الرسالة، قام بالإتصال بالصحفي، و في حديثه سأله لماذا لا تحمل، قبضة حديد، أي بونية حديد، قالها له بالعامية، فرد الصحفي إنه صاحب قلم و ليس بلطجي.
و هل ننسى من قبله الراحل مصطفى شردي، الصحفي ذو القلم الحاد، الذي أصابته نوبة قلبية في مكتبه، بعد أن تطاول على النظام الحاكم حتى كتب مهددا بالثورة: إن عدتم عدنا.
و التهديد الذي تعرض له مرشد الإخوان الراحل، مصطفى مشهور، في شارع الجلاء، أثناء عبوره الشارع، حين إعترضته سيارة، و قام أحد ركابها بإستعمال يده على شكل مسدس، كما يفعل الأطفال أثناء لعبهم، و قلد صوت إطلاق النار، ثم قال للمرشد الراحل: إليس الأمر سهل، المرة القادمة سيكون حقيقي.
و من ينسى ذلك المواطن المصري البسيط، الذي رأى الأمرين في حياته، كما يراها كل مصري منا، و أنتهز فرصة أحد إستفتاءات الرئاسة، قبل أن تصبح إنتخابات، و أرسل برقية لرئاسة الجمهورية، يقول فيها إنه لن ينتخب مبارك، فكان أن إعتقلته الشرطة المصرية، و تعرض على يديها للإعتداء البدني كما هو معهود أيضا.
و لاشك أنه لازالت في الذاكرة قصة الأستاذ عبد الحليم قنديل، من حركة كفاية، و الذي تم الإعتداء عليه بدنيا، على يد بلطجية مبارك منذ سنوات قليلة، و أيضا محاولة النيل من سمعته بعد ذلك.
و كما في زعيم أي مافيا، نشأ مبارك أبناءه على ذلك، و ربما يتذكر البعض قصة ذلك الشاب الذي تشاجر مع أحد أبناء مبارك و دفعه بيده، فكان جزاءه أن أرسل مبارك شرطته و حاصرت مسكن ذلك الشاب، و قتلته هو و أبيه بالرغم من إستسلامهما، ثم أحرقت المسكن.
و الإعتداء البدني الذي تم على أحد المدونين منذ فترة، في أحد أقسام الشرطة المصرية، و الذي تم إلقاء القبض عليه أثناء تظاهرة مؤيدة للقضاة، أبان إعتصامهم.
و لا يمكن نسيان الفنانة المبدعة التي ألقيت منذ سنوات من شرفة محل إقامتها بلندن، فقط لأنها كانت تنوي نشر ذكرياتها و التي تمس أحد أعضاء الحلقة التي تحيط بزعيم المافيا.
و ما نشر مؤخر عن قصة حرق مصنع أحد رجال الإعمال، و الذي تجرأ فشكى لمبارك من أفعال أقاربه، و إبتزازهم له.
الأمثلة كثيرة عن دولة المافيا التي تحترق مصر في عهدها.
لكن هناك تطور جديد للأفضل، ذلك البعث الجديد لقانون العيب في الذات الملكية من قبره بعد أكثر من خمسين عاما، و بدأ محاكمة البعض به.
بما يعني أن ذراع مبارك الطويلة بدأت في التقلص، و أن إسلوب الإرهاب الذي كان يعتمده لدعم حصانته بدأ في الإنحسار. ليس لأنه عاد للحق، فهذا أخر شيء يتوقع منه، و لكن للوعي الذي بدأ يتزايد، و عدد الأعين التي بدأت تفتح جفونها لتدرك الأحوال السيئة التي تعيشها مصر. الشارع المصري بدأ يموج بالحركة بعد طول ركود، و الأصوات، من كافة الإتجاهات، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، و ما بينهما من قوى الوسط و يسار الوسط و يمين الوسط، بدأت تدخل مرحلة إنتعاش.
حقا تلك الحركة لازالت في بدايتها، و لكنها بدأت، و الخميرة بدأت تعمل عملها و تنضج التغيير، و سرعان ما ستأتي تلك الحركة بأكلها، و تطيح بهذا النظام.
عودة العمل بقانون العيب في الذات الملكية، حقا و إن كان يبدو ردة، و لكنه في حقيقة الأمر علامة على إنحسار سطوة هذا النظام، لأنه خطوة من مبدأ دولة الإرهاب، إلى دولة القانون - حتى و لو كان قانون متخلف رجعي - فشتان ما بين الإرهاب و القانون. و بالتأكيد فإن مع إستكمال مسيرتنا، جميعا، كقوى وطنية، فسوف نستطيع أن نطيح بدولة الإرهاب المافياوي التي تحكما.
مزيد من العمل و سوف نسترد دولة القانون.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية
- تحاولوا أن تزرعوا عقدة ذنب إسلامية


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا