أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد حسنين الحسنية - نريد محاكمة شعبية لمبارك














المزيد.....

نريد محاكمة شعبية لمبارك


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 13:00
المحور: المجتمع المدني
    


خزي أخر، و دليل جديد يضاف لبيان أن مبارك و نظامه برمته ليسوا إلا حفنة من الخونة، متواطئين مع أعداء مصر، يخفون جرائمهم و ينفذون أهدافهم.
الخزي الجديد، هو في حقيقة الأمر إستكمال لقصة قديمة، قصة الأسرى المصريين، أسرى 1967، الذين باع مبارك دمهم مقابل ممتلكات اليهود المصريين، و التي شرع يبيعها و يقبض أثمانها.
الخزي الجديد الذي يثير السخرية هو أسلوب تعامل النظام الحاكم مع القضية و ردة فعله، ففي البداية حاول أن يصرف الأنظار بالإدعاء أن القتلى فلسطينيين، ليحيل الأمر إلى كاهل السلطة الفلسطينية، متجاهلا أن الشعب المصري له ذاكرة تجعله لا ينسى ما أثير في تسعينيات القرن العشرين عن إكتشاف مقابر جماعية لأسرى مصريين.
فلما لم تنجح الحيلة خاصة مع الفيلم الإسرائيلي و شهادات شهود مصريين، إعترف رئيس مجلس الشورى بأن الأسرى هم 250 أسيرا مصريا، و هذا الرقم على أي حال يحتاج لتدقيق بالعودة لأعداد المفقودين في حرب 1967، خاصة أن مبارك و نظامه لا يمكن الوثوق بهم من طول تجاربنا – كشعب - معهم.
مع ضيق الحلقة حول مبارك، إضطر إلى إتخاذ الخطوة التي طالعتنا بها الصحافة المصرية النظامية - أي أبواق النظام الحاكم - و مفادها أن وزير الخارجية المباركي قد تقدم بطلب لنظيرته الإسرائيلية للنظر في طلب فتح تحقيق حول تلك القضية.
الخزي كل الخزي في هذه العبارات القليلة، فإنها تحمل إعتراف رسمي بالحادثة بعد طول مماطلة، ثم تأتي كلمات طلب بالنظر في فتح تحقيق، و كأنه رجاء من مصر لإسرائيل لأن تفتح تحقيق، أما الطامة الكبرى فهي عدم فتح التحقيق المصري، أي أن على الشعب المصري أن ينتظر إلى أن تنظر إسرائيل هل تفتح التحقيق أم لا، و إن فتحته فعليه أن ينتظر و يقبل نتيجة التحقيق الإسرائيلية.
هل تريدنا أن نتوقع أن يدين الذئب أبناءه الذين علمهم الإفتراس، و لقنهم ألا يراعوا قانون أو مبدأ، أن يقدم على الإعتراف بالذنب رسميا، و هو الذي يعيش على عقدة الذنب لدى الأخرين؟
هل مطلوب أن ننتظر أن نرى محاكمة رسمية يقف فيها المتهمين في قفص الإتهام، بينما تنطلق وسائل الإعلام العالمية لتغطي الأحداث و ترسل التقارير و تكشف المستور الكرية لهذه الدولة؟؟؟
هل تريدنا أن نتصور أن إسرائيل سوف تقدم على ما لم تقدم عليه بعد مذبحة صابرا و شاتيلا الشهيرة؟ هل تريدنا أن نتصور أن مصير ديفيد ( الشهير بفؤاد) بن إليعازر السفاح، سيكون أسوء من مصير شارون، الذي إستكمل مسيرته السياسية العامة بعد فترة سكون قصيرة، ليصعد بعد ذلك لقمة القيادة السياسة في إسرائيل؟
مبارك مرة أخرى يعتمد إنتهاج سياسته المعروفة، سياسة المسكنات، إلى حين خمود العاصفة، و ذهاب القضية مرة أخرى إلى أرشيف الذاكرة المصرية العامة، و ربما يلجأ بعد فترة إلى تفجير فضيحة جنسية قذرة جديدة، أو ما إلى ذلك، تنطلق معها وسائل الإعلام في تغطيتها لتلهي الرأي العام المصري، و تتوارى قضية الأسرى مرة أخرى إلى الصفحات الداخلية للصحافة، ثم سرعان ما تختفي، كما إختفت أول مرة في العقد الماضي، و ينجو هو و حليفته من الفضيحة.
ما هذا الهراء و ما هذا الإستغفال للشعب المصري، و ما هذا الخنوع و الذلة لإسرائيل يا مبارك؟؟؟ هل وصل الأمر بك إلى أن تحاول إستغفال الشعب المصري و تطلب منه أن ينتظر نتيجة التحقيق الإسرائيلي في مقتل أبنائه و الأدلة كلها في حوزتنا، أليست المقابر الجماعية على أراضينا، و تحديدا يقع بعضها في مطار العريش في ممر الإقلاع، إلا أن تكون قد طمست تلك الأدلة، و هو أمر لا أستبعده منك؟؟؟؟
على أن هناك لازال بصيص ضوء يعطي الأمل، ذلك أن الأحوال اليوم ليست هي الأحوال في التسعينيات من القرن العشرين، فالجبروت المباركي بدأ في الخمود بفعل تطور الأحداث في الشارع المصري نتيجة جرأة الشعب المصري، التي بدأت تتجلى منذ بدايات العقد الحالي، و أصبح مبارك و أبنه يسمعون ما لم يكونوا يستمعون إليه من قبل، أو يتخيلون أنهم سيسمعونه.
في تسعينيات القرن الماضي إعتقلوا مواطن بسيط في محافظة البحيرة، لمجرد قوله علنا إنه لن ينتخب مبارك، و ارسل برقية إليه بذلك، و اليوم و منذ بدايات العقد الأول من القرن الواحد و العشرين، أصبح النيل منه يتم جهارا نهارا، حتى عاد لإستعمال قانون قديم، يعيد للذاكرة المصرية قانون العيب في الذات الملكية.
هذا التحول الذي يعني إن الشعب المصري أصبح بإمكانه أن يأخذ زمام المبادرة، و ألا ينتظر الكثير من نظام سبق و أن غطى على الجريمة و قبض الثمن، و اليوم يريد من المذنب أن يحقق في الأمر.
اليوم، يجب أن تحال القضية لهيئات مصرية أهلية تتابع القضية، نتيجة تواطأ هذا النظام، و أيضا ضعفه، الذي يتجلى في الشاحنات الإسرائيلية الملوثة إشعاعيا و التي تبعثها إسرائيل لمصر، مكافأة لهذا النظام الحاكم على خدماته لها، حين أسهم في تجويع الشعب الفلسطيني بغزة، وعقابه مرات عدة، تلك الشاحنات التي لم نعلم بأمرها إلا من الإعلام الإسرائيلي أيضا، و هذا دليل أخر، يضاف لتلال الأدلة على خيانة مبارك و نظامه.
محاكمة مبارك و أفراد أسرته و نظامه، من قبل هيئة مصرية أهلية محايدة و حرة، لكشف هذا النظام، بفساده و دمويته و خيانته، أصبح لا غنى لكشف جرائم هذا النظام و توثيقها، و إسهام في عملية إيقاظ الأغلبية النائمة من الشعب.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية
- تحاولوا أن تزرعوا عقدة ذنب إسلامية


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد حسنين الحسنية - نريد محاكمة شعبية لمبارك