أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد البغدادي - اصدقائي في شارع المتنبي














المزيد.....

اصدقائي في شارع المتنبي


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 05:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جريمة اخرى تكشف عن مدى زيف ادعاءات التكفريين والصداميين. جريمة ابادة جماعية للجنس البشري جريمة تذكرنا بفعل فاشية البعث حينما كان متسلطا على رقاب الشعب العراقي . نتذكر ضباط الامن والمخابرات الذين زرعهم الطاغية وسط شارع المتنبي المجرم العقيد عبد العزيز الراوي والمجرم الرائد محمد الحديثي والمجرم العقيد جمال عسكر وخالد السامرائي وعشرات الضباط بل ان جهاز الامن الصدامي استحدث شعبة في الامن العامة متخصصة لمتابعة شارع المتنبي ورواده
وبعد سقوطه المريع.. كان المتنبي بكل مايحمله من تحد وكبرياء هدفا للصداميين فكان استهدافه اكثر من مرة على يد تلك القوى الظالمة. ومنذ بداية الفجر الجديد تم استهداف شارع المتنبي من اجل زرع الخوف والرعب في نفوس العراقيين الا ان الارادة العراقية كانت اكبر من ذلك التحدي واعظم من ارادة الصداميين
شارع المتنبي جسر الثقافة العراقية وملتقى المثقفين من شتى انحاء العالم وفي العراق من يمر بشارع المتنبي ومن لم يتجول بين الباعة واصحاب المكتبات لم يتذوق ابدا معنى الثقافة والشواهد كثيرة ؟ شارع المتنبي لم يكن محصورا لبيع الكتب والمجلات والمخطوطات النادرة والتحف الفنية والكتب العلمية واقراص الكومبيوتر بل تعداه الى حضور ثقافي كبير وحلقات نقاشية في الثقافة والسياسية والادب وفيه تشكلت الجمعيات الثقافية والمنتديات السياسية حتى ان اصحابه المخلصين حينما انشاوا تجمعا لم يجدوا افضل من اسم
التجمع الثقافي في شارع المتنبي. من شارع المتنبي انطلقت بذور المعارضة لفاشية البعث وتم فضح كل السياسيات الديكتاتورية والفاشية من خلال عملية استنساخ الكتاب الذي هز مضجع البعث ونخر كل بنائه الايدلوجي الفاسد في شارع المتنبي تم طبع اول كتاب استنساخ وعنوانه البعد الدولي لاغتيال الشهيد محمد باقر الصدر وتم تداول الشيعة والدولة القومية لحسن العلوي وتم استنساخ كتاب حنا بطاطو العراق وتصفح العراقيون المتنبي ووجوده بعد طول انتظار وبدت حركة المعارضة الصامتة من خلال الكتاب الممنوع وانشرت لتعم كل مدن العراق انطلاقا من شارع المتنبي, في شارع المتنبي عرف العراقيون معنى ان يكون البعث فاشيا وكيف انه نظام فاقد للشرعية وفيه ايضا كان جمع المثقفين يتداول شؤون العراق وفيه حضر كل ادباء العراق من المهجر اول شئ يفعلونه هو زيارة المتنبي وتذوق كبة السراي وشاي الشابندر وشراء كتاب من شارع المتنبي ذو الرائحة المتميزة جدا اسماء كثيرة جدا لاتعد ولاتحصى مرة على هذا الشارع. مثل ما مر عليه ايام من المطاردة البعثية وضباط الامن والمخابرات كنا نهرب اياما ثم نعود تعلمنا كيف نخفي الكتاب قدمنا العشرات الى السجن بتهمة الكتاب الممنوع من منا لم يسجن من منا لم تطارده قوات الامن من منا لم تطارده البلدية؟؟
لكن مع كل هذه المعاناة لم نترك المتنبي لانه ببساطة كل العراق ولانه الحيز الوحيد الذي صنعناه لمقاومة البعث ولانه تاريخ حافل بكل هذه الامجاد وهذه الذكريات كان لابد استهدافه كان لابد قتل كل باعة الكتب وكل المثقفين الذين رفعوصواتهم بالضد من الفاشية .
كان لابد ان يموت سيد عبود ..صاحب العائلة الكبيرة والذي لم يتوقف يوما عن ارتياد شارع المتنبي ولابد وعدنان عبد ماتوا وهم يحتضنون الكتاب وعينهم ترمق العراق ماتوا وشاهد العالم والبغداديون كيف تطايرت اوراق الكتب المحروقة لتصل الى ابعد نقطة من بغداد ماتوا وكل العالم سمع ان المتنبي اغتالته يد البعث
ماتوا وصباحات العراق ماتزال مبللة بدم الابرياء. المتنبي هذه المرة جراحاته عميقة وصوته حزين ونهاراته دموية. اصدقائي في شارع المتنبي اي زرع زرعتموه واي ارض في بغداد صارت لكم قبرا تراني والاخرون هل نستطيع المرور مرة اخرى لشارعنا الحزين ترانا قادرين على المرور ؟؟ والنظر الى مجالسنا هنا كان يجلس وهنا كان يبيع وهذه بسطية محمد وتلك بسطية صفاء وذاك محل بشير . هل نحرق الكتب احتجاجا على غلقه كما فعلنا ذات يوم ؟ ومن سيحرق كتبه ؟وانتم نيام اصدقائي عطاءكم بعطاء العراق وجثثكم التي تناثرت عاليا فوق الابنية وعجنت باوراق صفراء سوف تبقى والله سوف تبقى( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)






#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام الشيعي بين الممكن والطموح.
- اورهان باموك البيت الصامت. ازمة مجتمع ام ازمة مثقف؟؟
- مساجد وارهاب...
- مساجد وارهاب
- الانظمة الرجعية والعراق
- حول الديمقراطية في العراق
- سايكلوجية التجهيل الثقافي
- بعبع العم سام
- الشرقية ومقتل الدكتور ضياء الصافي؟؟
- ابو موسى الاشعري والتيار الصدري
- الاحتلال السعودي للعراق
- هل كان نظام صدام فاشيا؟؟
- الكهرباء ايضا منة امريكية؟ اين الوطنيون اذن؟؟
- مجلس النواب والخطة الامنية...حجيج وعجيج؟؟
- الفاشيون الجدد؟
- لماذا تاخر المسلمون وتقدم غيرهم؟؟
- هل تذكر صدام ابو وداد في ليلة اعدامه؟؟
- ماذا لو داهمت قوات الاحتلال منزلك؟
- الطريق الى عراق حرو ديمقراطي
- عن اي مجلس نواب يتحدثون؟؟


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد البغدادي - اصدقائي في شارع المتنبي