أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد صموئيل فارس - نموذج للمواطنه














المزيد.....

نموذج للمواطنه


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ســــــكــــت الــقلب الذي كان ينبض حُبا
فهو نموذج للمواطن الصالح الذي إذا وجد منه شفيت بلادنا من كل أنواع العنصرية والنزعة القبلية فهو عاش بيننا وفى نفس الظروف التي نعيشها بكل معاناتها وضغوطها بعد أن أصبح المجتمع الذي نعيش فيه الآن يعانى من جفاف الأخلاق وانعدام لكل معاني القيم والسلوك الانسانى الصحيح فلقد أصبح الحب الآن عمله نادرة وأصبح كلاما مكتوبا نقرأ عنه فقط إما هذا المواطن فلم يكن متأثرا باى حال من الأحوال لهذه الظروف التي يعيشها المجتمع وذلك لأنه كائن سماوي استطاع أن يعيش على الأرض كسفير للسماء التي أتى منها رأينا فيه نموذج للمواطن الصالح بكل معنى الكلمة فهو مصري إلى النخاع

علمنا كيف نقبل الأخر بكل ضعفات هذا الأخر فقد كانت له مواهب وفن يندر وجوده في كيفيه كسب الآخرين وكيفيه التعامل معهم أيا كانت نفسيه هؤلاء أو انتماءاتهم فكل من تقابل معه كان ياثره هذا الرجل بمحبته الفياضة ولأننا قرويين وليس من أهل المدن في وقت من الأوقات عانت قريتنا من اطرابات طائفية آثرت على علاقة المسيحيين بالمسلمين إلا انه رغم هذه الظروف الصعبة التي كانت تعيشها قريتنا إلا انه لم يتأثر بهذه الأحداث نحو علاقته مع الأخر

فقد كان مجامل بلى استثناء وقد كان يجول يصنع خيرا بين الجميع متشبها بسيده وكان أيضا مخلصا جدا في عمله إلى ابعد الحدود على الرغم من ظروف عمله الصعب داخل جدران المحكمة التي تكتظ بمئات القضايا إلا انه كانت له ابتسامه رقيقه تزيل كاهل الأمور عن كل من يقابله حتى انه كان يضع ورقه خلف كرسي مكتبه مكتوبا عليها " اقضوا لليتيم وانصفوا المظلوم

" وفجأة هاجمه المرض اللعين فقد أصيب بمرض المصريين " فيرس c " وبعد فتره قصيرة علم إن مع هذا الفيرس يوجد ورم خبيث إلا انه لم ييأس بل استطاع أن يستغل ما تبقى من حياته في عمل الحب غير المحدود فكرس وقته ليزور المرضى في المستشفيات وداخل منازلهم ليرفع من معنوياتهم في مواجهه محنه ظروفهم المرضية فقد استدعى مرضه إن يكون في القاهرة وبالتحديد في مستشفى الدمرداش الجامعي وكنت من المرافقين له وكنا قد مكثنا عده أيام داخل عنبر 4 في قسم الأمراض المتوطنة وما هي إلا ساعات قليلة داخل العنبر وكان فد تعرف على كل النزلاء داخله فقد كان يقوم بخدمتهم وتحفيزهم على الانتظام في تناول الادويه بالاضافه إلى استقبال ضيوف هؤلاء المرضى والعمل على راحتهم وما هي إلا أيام قليلة أيضا وكان قد تم تصريح خروج لنا من المستشفى هذا وقد علم المرضى بخبر خروج هذا المواطن وكانت قد استولت عليهم علامات الحزن على فراق هذا الرجل الذي عاملهم بكل حب وكأنهم أهل بيته فانا أتذكر جيدا الأستاذ عبد الله من المنوفية والحج رجب من البلينا " سوهاج " ودموعهم الساقطة على فراق هذا المواطن ورجعنا من القاهرة وكانت الحالة تزداد سوءا إلا انه لم يستسلم للمرض بل كان يقاومه بكل حب وشكر

ولم يتوانى عن عمل الخير في زيارة المرضى وتخفيف ألامهم ومواساة الجميع بلا استثناء إلا أن الأيام القليلة الماضية شهدت أقوى صراع راته عينى بين هذا المواطن الصالح والمرض الملعون وفى أخر يوم له ظل يسال عن الساعة وكنت في كل مره أجاوبه كان يقول لي الم تأتى الخامسة بعد وكنت أساله لماذا الخامسة فبقول لي انه سياتى الخامسة ولم أكن اعلم انه كان يعرف ساعة انتقاله إلى وطنه الاصلى

فسلاما إلى روحك يا عزيزي عبد عياد أو خلف عياد كما كان ينادونه زملائه في العمل لأنك ضربت مثلا يحتوى به في المواطن الصالح المحب للجميع الذي عاش من اجل الآخرين
وسلاما إلى كل أسرتك ومحبيك الذين سيفتقدونك لأنك تركت فراغا بين محبيك الذين لن يعوضهم عنه سوى انك ذهبت إلى وطنك
والى كل آهل وطني لابد إن يكون أمثال هذا المواطن هم قدوتنا لان هؤلاء يبنون ولا يهدمون يحبون ولا يبغضون يعطون ولا يسالون أجرا عما أعطوه وذلك لأنه من اجل الحب

فلهذا المواطن ولمن ينهجون نهجه نقدم لهم وسام الاحترام



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدائها المدعوون ابنائها
- شهداء الكلمة
- اغتيال وطن


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد صموئيل فارس - نموذج للمواطنه