أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - قراءة في قصائد متناثرة للشاعر الفلسطيني موسى ابو كرش















المزيد.....

قراءة في قصائد متناثرة للشاعر الفلسطيني موسى ابو كرش


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 11:59
المحور: الادب والفن
    


يطالعنا الكاتب موسى ابو كرش .. حيث الذوات تلعب دورا هاما في قصيدته المكونة من ثلاثة كادرات .. لو حاولنا أن نستخدم لغة السينما سوف نلمس هذه الكادرات التصويرية التي تنقل حسا مباشرا ولكنه بعيد الغور .. إذ أننا نجده يقول .. في قصيدة عشق .. :

ذات ليل .. طال بي الليل .. عذبني الليل .. عذبني سهم الليل .. قتلني لحظ الليل .. ذات ليل .. ذات ليل ..
أما في الكادر الثاني .. نجده يستحضر ذاتا أخرى .. فيقول :

ذات عشق .. حين كان العمر عشقا .. حملني عشقي ومشيت .. آه كم مشيت .. .. كم مشيت ..

في حين أنه في الكادر الثالث .. يكمل الحكاية بلقطة نهائية .. فيقول :

ذات موت .. على صدر حسناء غفوت .. توضأت بنور وجهها .. وصليت ..نامت عصافيري وغنيت .. ذات موت .. ذات موت ..

في هذه التلميحات الذواتية .. يعبر الكاتب أو الشاعر عن عمق النشوة الروحية المتسمة ببعد ذاتي .. والشجن الإنساني العميق .. متخذا من هذه الذوات .. بعدا نفسيا .. يتقاسم وإياه .. حلولا ما .. هذا الحلول .. ما هو بحلول كامل التجسد .. ولكن وكأن الليل والعشق والموت .. أصبحت ذوات تشترك معه في صنع اللقطة / الكادر .. أو الحدث الشعري أو موقفا إنسانيا خارج مستوى الإدراك العادي .. أو المفهوم ..
إلا انه ورغم انفصالية الصور واللقطات .. يبقى هناك ما يجمع أو يدمج جميع الكوادر من خلال خيط مشترك هو البطل / الراوي الشعري .. الذي ينتقل من حركية إلى حركية تصويرية أخرى بمنتهى السلاسة .. والضبط الموسيقي .. إذا إن الشعر قد يخرج بنا إلى مساقات موسيقية .. تعبر إلى جانب اللغة .. عن إحساس النبض الداخلي .. أو لربما عن ألوان طيف من الوعي تتحرك على جانبي خيط واحد .. هو ما يربط جميع اللقطات معا .
أما في قصيدة شذرات وهي مكونة من خمسة لقطات متناثرة / مشتبكة .. يتخذ من المرأة ثيمة تتلبس جميع الصور التي يعرضها الكاتب .. إذ إنها في المقطع الأول .. يتحدث عن العطر .. فهو باتساع المدى .. ولكن .. ينتقل من السماء إلى الأرض حيث يقول :

عطرك إذ يميل .. يتنهد المدى .. في البحر متسع لغيمك المأزوم ..

لربما كانت صورة الأنثى تعبيرا عن الوطن عند الرجل خاصة .. إذا ينتهي بطيف عطرها الممتد .. وكأنها سيرة خاصة بها .. إلا أنه ورغم اتساع حزنها وضبابها .. وغيمها المتأزم .. يكون البحر فيه من المتسع لكل هذا الغيم المأزوم .. ولربما هي إشارة إلى امتداد السماء وعرض البحر .. لفكرة الوطن المـتأزم .. أو لربما جعل من ذاته بحرا يدثر موجه المتسع ألمها او يبتلع ضبابها وغيمها ..
أما في الفقرة التالية من ذات القصيدة .. مازالت الأنثى واضحة في صيغة المؤنث التي يستخدما في التعبير .. فيقول :

.. تحني حجائلها .. كصيف ثقيل .. وتندلق أرقا .. في صدأ القصيد ..

هي صورة الوطن أيضا .. ولربما صورة الحبيبة التي .. تهاجر حجائلها حيث .. إن الصيف ثقيلا .. وتدلق الأرق .. في صدأ القصيد .. إذ أن الكاتب لا يرى محتوى قادر على احتواء هذا الأرق البطولي للوطن .. سوى القصائد ..

أما في الفقرة الثالثة .. نجده .. ينتقل بنا إلى مغزى آخر من خلال أيضا العنصر الأنثوي في هذه القصيدة .. إذ يقول :
جسدها المرمري .. حين يموء .. ينبت الزيزفون .. على زندي ..

لفظة الزند .. ملازمة لحمل السلاح .. وقد ندرك البعد المعبر عن هدف الكاتب من تصوير الأنثى .. المرمر قد يطلق على ذهبية الأرض .. إذ تتخذ من اللون عنصرا هاما في التعبير الضمني .. من هنا .. وعندما يكون المواء .. تعبيرا عن الألم أو الانتهاك .. سوف .. ينبت الزيزفون .. وهو عبارة عن شجر معروف .. سوف ينبت على زنده .. هي إشارة ضمنية .. عن تحرك الكاتب .. كفلسطيني طبعا .. للدفاع أو إجابة المواء .. أو صدى صوت الأرض ..

لا شك أن الكتابة الفلسطينية تحمل ضمنيا شعورا بالقهر والرغبة الحقيقية .. في التحرير .. ولكن قد أصبح الكلام المباشر غير مجدي .. في التعبير عن صور الحركية الذهنية فيما يخص الارتباط بفلسطين .. من هنا .. قد نجد هنا الكاتب وكأنه .. اتخذ من صيغة المرأة اشارة ضمنية الى الأرض / الوطن / الرحم
وتنقل بنا ما بين السماء والأرض .. تارة يوصف مأساتها .. وتارة ينتقل بنا إلى , بالضرورة المنطقية , إلى موقفه المقابل ..
يقول : مثقلة بما اهوي .. إذا غمزها الريح .. تثير في الروح .. ألقًا ندياً ..
ويقول : لخمائلها فيض نهر .. إذا تنحى ساتانها الوردي .. سكن لهاث السرير ..

نجد هنا من التحام العناق .. حيث النشوة تتحول من التعري إلى وضوح الالتحام .. حيث يصبح الصوت لا صدى له .. ليس من فقدانه المدى ..ولكن من اتساع المدى وعصيه على احتواء المعنى المضاد للحس المباشر .. هي معاشرة الأرض .. بلغة الأنثى .. حيث امتداد الرحم إلى عمق الذاكرة والحضور المباشر .. هي هذا الزمن المباح .. والزمن الماضي .. وامتداد اللهاث .. حتى لحظة سكونه .

أما في قصيدة بياض العتمة .. لربما تحمل نصا مختلف نوعا ما .. حيث أن هناك بعدا صوفيا .. يتمثل في حركية الوجدان وانتقاله .. ما بين جغرافية الكلمات .. او الكادرات التصويرية القصيرة جدا .. والتي لو تم تصويرها لن تأخذ مدة زمنية سوى دقائق .. إلا أنها على الورق تحمل عنصر الزمن الطويل .. في امتداد أطياف المعنى .. وهو المهم .. إذا يبقى صدى اللقطة .. كما الإعلان .. تاركا صداه بعد فترة العرض .. لمدة طويلة .. حتى يحرك الطلب والرغبة .. إذ انه في ثنايا القصيدة واللقطات هذه غير المقصود هو إثارة الطلب والإقبال بقدر ما المقصود به هو ترك آثار اللقطة ممتدا .. ليكون محركا لصورة الخيال .. حيث النهايات المتوقعة وغير المتوقعة .. يقول :

تمتد أهداب العتمة .. تداعبني .. تراقصني .. تباغتني بحزنها المسوم ..
كعود ثقاب .. تقصيني ..

أما اللقطة الثانية .. في زحمة العتمة .. نواصل المتح .. نطرد الأشباح .. حيث لا رغبة في المزيد من الحياد

نلاحظ أن الكتابة الشعرية الفلسطينية .. تحمل بين طياتها بعدا ينم عن تأصيل فكرة الوطن .. بكل اللغات .. إن كان هجاءا أو مدحا .. أو عاطفة جياشة .. فإنها تتوسم في اللغة معبرا .. إلى حيث سدود الواقع .. تتجاوز من خلالها .. حروف النهايات المؤلمة .. والتي هي تنضح بألم مرارة الواقع .. او جمال التجربة في تأصيل مغزى مفهوم النضال واستمراريته .. عبر فضاءات من اللغة التجاوزية .. حتى لو كان مجرد مثال في اشتعال الحس/الحواس .. عبر جسد مثال المرأة / الوطن .
كما نلاحظ هذا الرفض الواضح للحياد .. ورغبة الرفض والطرد ..
مهما يكن من تجاوز لمشاعر الحقيقة المتأصلة والمتجذرة .. يبقى الصوت ممتدا حيث العراء .. وحيث الخلاء .. وحيث الرب في السماء ...........
ليختم القصيدة .. بقوله :

العتمة لحاف .. من لا لحاف له ..

قد تأخذ الكتاب الفلسطينية بعدا سياسيا .. واضح المعالم كما في شعر محمود درويش .. في ديوانه قبل الأخير .. إذ نجد صدى صوت الواقع واضحا .. هو تأريخ مصور .. لواقع التجربة الفلسطينية داخل أراضي الضفة ..
بخلاف الواقع في غزة .. هنا يختلف طابع الإبداع عنه عن طابع الضفة .. رغم أن الإطار العام شامل لمفردات واحدة وثابتة تعتبر ثيمة أصلية .. في الأبداع الفلسطيني .. كما ولو كان وضع غزة .. يفرض ذاته على صور الطبيعة المتجسدة في كلمات .. من هنا قد نجد اختلاف الصور الموظفة داخل النص .. ذلك أن قطاع غزة يعاني الحصار بخلاف .. الضفة .. وهو ملمح لابد من اخذ الاعتبار به .. عند تحليل الصور الشعرية داخل النص بصورة عامة . . إذ إن هذا الحصار يفرض نفسه على مبدع الصورة الشعرية .. فيجد في اللغة وسيلة للتعبير عن فيض وصدور .. مشاعر معينة .. تتخلل البنية اللغوية .. وأيضا التركيبة النصية . . من هنا نلمس تجاوز للغة يعبر بها على حصار الأيام واستحال المقام ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسي .. الايديولوجي .. الديني / علاقة اشتباك بين التوفيق ...
- ملامح .. قصة قصيرة
- عندما يغيب القمر .. قصة قصيرة
- السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - علاقة اشتباك بين التوفيق ...
- فلسفة جريمة المخدرات .. فلسفة الترويج والإدمان
- اجتراح ..
- السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - علاقة اشتباك بين التوفيق ...
- 2علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوف ...
- علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوفي ...
- رماديات ..
- قراءة في سلبيات العقل القديم .. الانتخابات بين النمذجة وضرور ...
- التعليم والتفكير الابتكاري
- هي .. قصة قصيرة
- حافلة .. سياحية .. قصة قصيرة
- أبيض .. وأسود .. قصة قصيرة
- 1 خواطر .. شعرية
- خواطر .. شعرية 2
- بكائية على صدى مشاهد منسية .. قصة قصيرة
- هوية .. من قلب الخراب .. قصة قصيرة
- منير شفيق وقراءة في الحداثة والخطاب الحداثي


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - قراءة في قصائد متناثرة للشاعر الفلسطيني موسى ابو كرش