بوس الواوا !!

سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    

الى متى سيستمر هذا العبث في المؤسسة الإعلامية العربية ؟؟

ومتى سيكون إعلامنا موجه لقضايانا العادله ؟

أسئلة ملحة تنتظر إجابات في زمن الفن الهابط الذي أصبح يطاردنا في كل مكان ... وفي زمن شاعت فيه الأغاني الفاضحة ، التي اعتلت عرش قنواتنا الفضائية ، تطل علينا في كل صباح ومساء فئة من أولئك الذين يدعون النجومية زيفا ، في عالم الفن الواسع الذي غزى بيوتنا وعقولنا وعقول أبنائنا ، من حيث لا ندري مع انتشار تكنولوجيا الفضائيات الرقمية .. وأي نجومية تلك ؟؟!!

إنها نجومية الأجساد المكشوفة والسيقان العارية ، التي أصبحت جزءً من ثقافة أطفالنا في هذه الأيام ... لقد أزعجني كثيرا ذلك المنظر عندما مررت بالقرب من إحدى المدارس وسمعت أطفالا يرددون أغنية بوس الواوا !! .. بوس الواوا في زمنٍ نطقت فيه الكاتيوشا فأمطرتنا بنصر طالما حلمنا به طويلا .. وهنا المفارقة بين الرخيص والنفيس ، الرخيص الذي مرّغ كرامة الامة في الوحل والطين ، والنفيس الذي أعاد للامه الاسلاميه كرامتها وعزتها .



لعل من اشهر مطربي الواوا المطربة اللبنانيه هيفاء وهبي ، صاحبة الواوا المشهورة ، ذات الصوت المخملي !!!

النابض بالوطنية وملهب مشاعر الوطنيين !!

لكن وبعد ما حل بلبنان فلا ادري ان كانت صاحبة العينين الواسعتين والقوام الممشوق ستغني لأي واوا ؟!... فهناك الاف الواوات التي حلت على امتنا .. نعم انها واوات الاستعمار الجديد الذي بدأ يغزو بلادنا .

بعد القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن والذي نص على انتشار القوات الدولية اليونيفيل ، في مناطق واسعه من لبنان لم يعد باستطاعة هيفاء وهبي هي ومن معها من زمرة الفن الجديد ان تبوس الواوا إلا برعاية قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) .. أصحاب الخوذات الزرقاء ، فالآن هم المسؤولون المباشرون عن حماية الواوا اللبنانية .. وهم الطبيب المعالج لجراح الواوا التي خلفتها الحرب ، وبوسه الواوا او غيرها في لبنان لن تكون الا عن طريقهم ، لا بالطريقة التي تروق لهيفاء.



إن أجيالاً من أطفالنا اليوم تعيش على هذا النوع من الموسيقى الذي ترعاه مؤسسات إعلاميه وقنوات فضائية ، تأسست خصيصا لهذا النوع من الواوا الذي يدمي مجتمعنا ، لقد أربكني كثيرا عندما استمعت لمدير إحدى تلك القنوات عندما سؤل ما الرسالة التي تحملها قناتك ؟ فكانت إجابته بلا وجل أو حياء انا ليس لدي رسالة .. هذا نوع من ( البزنس ) ... وصعقت اكثر عندما سمعت حديث الفنان السوري غسان مسعود على قناة الحوار الذي قال ( ان ما يطرح للمواطن العربي على قنواتنا العربية كفيل بتخريب مئة جيل ) ومن هنا أتساءل ما هو المستقبل الذي ينتظر أطفالنا وأبنائنا في عصر الواوا الجديدة ؟!

#سامح_عوده (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات