أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0















المزيد.....

الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0

المرأة إنسان جليل وجميل , قدسته الشعوب عبر ملايين من السنين , وأضفت عليه الكرامة والود , ومنحته الاحترام, وكانت المرأة من أكثر الكائنات مكانة مرموقة في التاريخ القديم , واستمرت تلعب دوراً حيوياً في حياة المجتمعات القديمة , فالعودة إلى قراءة التاريخ القديم, تٌعرِّفنا ما هي مدى الأهمية القصوى التي لعبت فيها المرأة دورها الريادي الذي اُنيط بها , بل كانت الحقب والأزمان التي قادت فيها المرأة العالم , من أكثر الحقب استقراراً , وذلك مقارنة بالأزمان التي قاد فيها الرجل الشعوب , حيث كانت المرأة تعتبر الرجل تابعاً جميلاً لا تابعاً ذليلاً , فهو الزوج و الابن والراعي , على الضد مما هو دور المراة بعدما تَسلّم الرجل القيادة في صناعة التاريخ , حيث أفقدها وبشكل تدريجي كل سماتها إلى أن حولها إلى عبدة , تابعة وذليلة 0 وبهذا كأن الرجل حاول أو هو يحاول فعلاً تجريدها من دورها الكبير الذي قادته فيه عبر الأزمان, أَمَة أو جارية , أو خادمة منزل ومربية لأطفاله , ذلك بَيّن بعد أن بدأت الديانات التي خلقها الرجل تتحكم بمصيرها , وتحط من قدراتها وتفقدها بشكل أو بآخر كرامتها , وبذلك تحولت من حيث هي خالقة ( الحمل والإنجاب ) إلى خادمة , أو عبدة تقوم بكل وظائفها البيولوجية والاجتماعية , وذلك بأمر من الرجل ولمصلحته , أو بالذي يتلاءم مع الشروط الموضوعية للرجل , أو للقبيلة , أو حتى المجتمع , فالأديان ومنذ نشأتها جعلت من المرأة كائناً تابعاً , حيث بدأت التجمعات البشرية تلعب دوراً مهماً في الزراعة البدائية , والتنظيمات العشائرية , التي وَلّدت التناحر فيما بينها , وهذا ما تطلب من المجتمع الذكوري فقدان المرأة لدورها , ونشأت أسطورة ( آدم وحواء ) وما تلاها من الأساطير التي حولت المرأة إلى تابع ٍ ذليل , أو على الأقل تابع من الدرجة الثانية, التي ترضي غرور وغرائز الرجل الرب , كما هو الحال في كل الديانات بعد ذلك , فهاجر هي أَمَهَ وخلقت لتنجب ولداً ذكراً , وكذلك مريم العذراء منفية مطرودة لتنجب خارج قوانين القوم – مسيحاً لهم – وهكذا تستمر الحكايات إلى ما لانهاية 0 أما الأنبياء – كسليمان مثلاً , فهم ملوك وأنبياء ولديهم من النساء ما يشبع غريزة أكثر الرجال في العالم هوساً وعقداً , وحتى النبي يوسف لا نعرف عن أمِّهِ شيئاً إلا شذر القول 0 وهكذا تستمر الحكايات التي أخذت فعل القوة بفعل انتشار الخرافة العظيم , التي وقودها النساء , وُمذكوها أشد الرجال قوة0 أما النبي موسى , فهو المنقذ من الضلالات والتيه وهو رمز القوة والجبروت , الذي يبين لنا كمصارع ٍ للرجال , وهكذا تستمر الخرافات الدينية حيث قطاع الطرق من مدعي الإسلام , وسفاكي الدماء والمعتوهون من الممسوسين الصالحين وأسياد ومراجع العالم , وأولياء قِيمه ونعمته والمثل الصالح الذي يقتدى به , ولا مجال هنا في كل ذلك لاحترام المرأة , التي لها شأن آخر في كل هذا , إذ الأمومة تردعها غالباً عن فعل الشر , هذه الأمومة التي لا يعرفها الرجل / وفق البييرداكو – في كتابه سيكولوجيا الأعماق / والأكثر مأساوية في ذلك هو أن المرأة خُدِعت وأضحت عدوة نفسها حيث ( النساء على دين أزواجهن ) والبعض منهن أكثر عداءً لأبناء جنسهن من أكثر الرجال همجية في هذه المسألة , وكأن ذلك يعود إلى الحالة ( الكلبية ) التي حصروا فيها النساء كل هذه الأزمان , فالشعور بالدونية والتبعية المطلقة , وممارسة الإذلال , جعلت من الجانب الأعظم من النساء أن يترديْن إلى هذه الحال , ليس بسبب الجهل والخرافات وانحدار القيم التي زرعها الرجل تجاههن فقط , بل أيضاً بسبب العبودية المزمنة التي أدمنّتها نساء الشرق المستبد , والتي تحولت إلى قيم ٍ وكرامات ٍ لايمكن الخلاص منها 0 ( والحجاب ) هو محصلة لهذه القيم, التي أضحت في الدم , ونخرت العقول , وخرّبت القيم الرفيعة , وأضحت المرأة لا تمثل سوى عورة في عالم الرجل المستبد , صاحب القيم الظلامية التي تتناسب ومفاهيمه الأكثر انحطاطاً وجهلاً وظلامية , إذ كيف لهذه المرأة التي لا تستطيع أن تُري شعرها لأقرب الناس إليها, أن تكون سوية نفسياً ؟ والأكثر بؤساً هل تستطيع هكذا امرأة أن تكون أماً غير منقوصة الأمومة ؟ بل هي امرأة وأم وزوجة تساهم أكثر فأكثر في لف الأنشوطة حول رقبتها, ورقبة كل الذين يعيشون في كنفها0 فالرجل الذي فرض كل هذه المفاهيم التي أسلفنا , بما في ذلك الحجاب هو رجل عبد لمفاهيمه وقيمه , وهو غير حر ولا إنساني وذلك بفعل حالة القهر التي يمارسها على المرأة,وبالتالي يمارسها على نفسه من كونه ظالماً , ومساهماً فعالاً في خلق هذه الحالة المرضية , التي سوف لا تنعكس على أولاده وزوجه فقط , بل أيضاً عليه هو بالذات , لأنها تمنعه عن عالم الحرية , الذي هو عالم النور والحقيقة , هذا العالم الذي تزهر فيه أشجار الأخلاق والقيم والإنسانية المتسامحة العادلة , ويكون العدل هو سيد المعاملة , والسائد بين الجميع, يفترض أن يكون الاحترام والتفاهم , لأن الشراكة هنا , للأحسن الباقي الذي هو السلام الأسري , الذي تسوده المحبة الفياضة والقيم الرفيعة , لا التناحر الخفي , أو المعلن , ولا التعالي , أو التحاصص الكاذب المتعالي , على حساب المستضعف الأوهن , فلا أسرة تكون سوية الخَلْق ِ , مالم تكن المرأة كذلك , فالرجل الضعيف بتكبّره وتعاليه , يخلق أسرة ضعيفة , وكذلك المرأة 0
فالحجاب يؤثر في سيكيولوجيا المرأة , من حيث هو ( كقماشة ) مسألة أخلاقية 0 في تجريده تتحول المرأة إلى: امرأة نشاز , أي امرأة معابة ومشكوك بأخلاقها وقيمها , وهذا بحد ذاته فيه الكثير من الغلو , وفي الوقت نفسه يتركها نهباً لعدم الثقة بالنفس , ومدانة من المجتمع كعورة , بل ويترك ضميرها غير آمن , مما يؤدي بها إلى الضياع , والتشتت والبعض منهن يفقدن الصدق , أو يتصورن أنهن غير طاهرات كمن مسهنّ بلاء ٌ دائم , فالحجاب هو رجل همجي يجثم فوق رأس امرأة , أو هو الخفير الدائم الذي يراقبها أينما حلت ورحلت , حتى لو أدمنت هذه العادة , وذلك كون الشََعَر عورة , والحجاب ستـّار لهكذا عورة , خاصة وأن هذه المسألة تتحول إلى جزء ٍ من العادات والتقاليد , وبالتالي القيم الاجتماعية التي لايمكن تجاوزها في هكذا مجتمعات 0 فالدين الإسلامي – كدين قام أساساً على جعل المرأة أَمَة وعبدة وغنيمة وحلل للرجل تعدد الزوجات وما شاء ممن يملك من النساء , مرّغ إنسانيتها بالاحتقار , وجعلها نجاسة وجعل الرجال قِيّمين عليها أيما تقييم (المسؤولية ) 0
فالإسلام في جوهره , لم يحترم المرأة قط , حتى لو كان ذلك في بعض جوانبه , لأن هذه الجوانب جاْءت لمصلحة الرجل العشائري ابن القبيلة , الذي تكمِّله النساء في مكانته الاجتماعية القبلية , ويلدن له الرجال الشجعان الأشداء في المعارك , وليس في الحياة المستقرة الهانئة , والمسلمين لا يحكمون على الرجل المسلم إلا بمدى تمازجه مع الإسلام , الذي هو إسلام القبيلة , ومن لا يخدم القبيلة في مفاهيمها فهو كافر وزنديق ويُجَرمّ بالقتل , وبالتالي تُلغى الحريات الشخصية , بما في ذلك الحرية الفكرية 0
(( ولو خطرت لي سواك إرادة 00 على خاطري سهواً قضيت بردتي))
وتظل الأخلاق العربية ليس لأحد بمنأ عن قيمها ,إن كان في ما يسمى الجاهلية أو الإسلام , لأن جذر ذلك واحد , والدليل أنه ما يزال إلى الآن , قول الفحل عنترة العبسي صحيحاً في أذهان جميع العرب 0
(( فشككت بالرمح الأصم ثيابه 000 ليس الكريم على القنا بمحَرّم
فتركته جَزَرَ السبع ينشنه 000 يقضمن حسن بنانه والمعصم
ومشك سابقة هتكت فروجها 000 بالسيف عن حامي الحقيقة معلم ))
وتظل هذه العقلية الفارسية المتعالية تباهياً أجوف, هي جوهر المنطق لدى هذا الإعرابي – في كل الأزمنة , وما المرأة الحسنة إلا هذه التي تلد هكذا فرسان , وتزهو كل البلاد العربية الإسلامية بذلك المثل والقِيم الأخلاقية , حيث المناهج التعليمية , لا يغيب عنها هكذا شعر , يُدرس للتلاميذ لا لكونه شعراً جاهلياً كما يدعون , بل هو قيمة أخلاقية يُعتز بها , وهكذا استمّر ويستمرّ الإسلام , يوزع قيم القبيلة على جمهوره الواسع , محملين المرأة جريرة أنهم لم يعودوا يئدونها, رغم أنها ناقصة عقل ودين , وبذلك لا تؤتمن على الدنيا , دنيا هم التي أرادوها لإنسانهم الصغير المأزوم بالوهم وغير القادر على التلاؤم مع قوانين الطبيعة , التي هي قوانين الحياة في العيش المشترك , لذا هم دائماً مهددون بدينهم , ومفاهيمهم , وقيمهم وذلك بأديانهم الثلاثة – اليهودية – المسيحية – الإسلام – ويستمرون بتميز أنفسهم بالدين , وذلك كونهم يشعرون بالضحالة أمام الآخر المختلف , وهم يعلمون تماماً أن الحضارة , ( النيترونية ) الآن لم تخلقها الأديان , بل لم تساهم في صنعها , إنما كانت معارضة لها , إلا أن تم فصل الدين عن الدولة, في الثورة الفرنسية وما تلاها من ثورات أكد العلم على قيادتها , واستمرّ سباقاً على قيادتها بلا هوادة رغم أنف الجميع , فأدخلت المرأة غصباً في معمعة الثورات وتقنيات العلوم , بما في ذلك في العالم الإسلامي , وذلك بحكم الفعل والضرورة , وهذا بدوره خلق حالات نكوصية ارتدادية , عند الكثير من (النشامى الغيارى) على الدين , والذين هم غيارى على تفكيك الأرض من تحت أقدامهم , التي زلزلت زلزالها ليس من تحت أقدامهم فقط بل أيضاً في عقولهم, ومفاهيمهم,المتحجرة, التي هم يعرفون تماماً أنها آيلة إلى الزوال, بفعل الحركة التي لا تتوقف أبداً 0
فمهما شددوا من تحجيب المرأة , ومحاولة ربط عقلها بقماشة بالية , فإنهم لن يستطيعون تقييد العقل البشري , ( لأن الوجه أولى أن يبينَ ) فالعقل الجبار النسوي , الذي امتلكته أعظم الكاتبات والمفكرات في العالم العربي , لم ولن يستطيع الحجاب أن يقيده , بل أن المرأة كلما امتلكت حريتها ووعيها تكون أكثر تجاوزاً لمحيطها , وتحقيقاً لإنسانيتها , وتلاؤماً مع الآخر المختلف , فالحالة الغريزية المَرَضية, والمعقدة التي يعيشها الإنسان المسلم تجعل منه رجلاً غريزياً لا يفكر إلا بلحم المرأة ( شبقا بلحم المرأة – كما يقول الشاعر الكبير – مظفر النواب ) ومعقداً مركب الغريزة كما تقول المبدعة : - نوال السعداوي – ومريضاً واهياً يثير العطف والشفقة كما يقول – عايد سعيد السراج- هذا هو إنساننا المسلم الذي بُلي بالأوهام , وعبأ جيوبه بالأحقاد , وحشى دماغه بالأوهام والأكاذيب , لأن المسألة اكبر بكثير من مسألة الحجاب , وما الحجاب إلا الرمز لحالة العهر الذكوري الغبي , الذي يذكرنا بالرجل البدائي الأول , الذي بدأ يخطو خطوته الأولى في غابات تحسس الوعي , آن كان الجسد بدائيا ً وطاهراً , أما إنسان هذا الزمان فقد لوّث / بملاحف / ملايين السنين من الوهم , ومركبات النقص , فهم لا يبعدون المرأة عن إنسانيتهم فقط , بل أيضاً يبعدونها عن محيطها الاجتماعي والإنساني والحضاري , وذلك بإجبارها على ارتداء الحجاب , في دول أعطت للمرأة الكثير من كرامتها وإنسانيتها وحريتها , حيث يحجبونهن في دول الغرب الأكثر تطوراً وقوانيناً لحمايتها ومساواتها بالرجل , وهم ينسون أنهم ذاهبون إلى بلدان تحترم بعض الكرامات التي بقيت لديهم وذلك نتيجة حالة الإذلال التي عاشوها في بلدانهم العربية أو الإسلامية , ويتحول وجودهم من بشر يريدون أن يعيشوا , في مجتمعات الغير بكرامة , إلى أناس يصبح همهم الحجاب , ويتحول الحجاب إلى قضية , مستغلين القوانين المتطورة في بلدان الغير , ومنافقين على حرية التعبير , باستخدامها ليس من أجل العدالة أو العمل , بل من أجل الحجاب , ومتناسين أنهم في بلدانهم الأم , لو استخدموا ذلك ( لصلبوا وقُطعِّت أرجلهم من خلاف ) بدلاً من أن يقومون بفعل نافع لهم ولبلدانهم المتحجرة , فالأحزاب والتيارات الإسلامية السياسية , تفعل كغريق يحاول النجاة بقشة , إذ هم يسيسون الحجاب , الذي هو عمل شخصي وذاتي من أجل أن يستخدموا النساء في برامجهم المنغلقة السوداء , وهذا إنما يدل على الإفلاس , لأن هناك آلاف المواضيع التي يفترض أن يتم التحاجج فيها مع الآخر المختلف , لأن هذا الآخر المختلف يفهم أن الحجاب هو احتقار للمرأة , بل هو رمز ديني عنصري لا بد أن يقف ضده , بحكم البون الشاسع من المفاهيم المختلفة , بين المسلمين وغيرهم من الحضارات الأخرى , أما إذا كان البعض من المسلمين وخاصة الأكثر تشدداً لا يرون فيها إلا جسداً0 لا يرون من خلاله إلا استثارة غرائزهم , فأنا هنا أسجل كيف يقبل إنسان سوي أن تكون المسألة تجاه المرأة بهذا الشكل المقيت , وإذا كانوا يريدون ذلك لأنفسهم , فهم يضعون أنفسهم في المكان الخطأ , ولن يدمروا إلا ذواتهم لأن مسيرة الحياة لا تنتظر أحداً , إذا كان هذا الأحد متصالح مع نهجها الإنساني العام – فالرجل الغريزي دوني بطبعه , وفاقد للكثير من القيم البشرية بحكم تصرفاته وسلوكه , والأكثر بؤساً ومأساوية هذه المفاهيم الجمعية التي تربى عليها جل المسلمين في أصقاع الأرض , والتي تسير بشكل متعاكس مع مسيرة الحياة , وصيرورة الحاجة الاجتماعية الموضوعية لحياة البشر , أما الأشخاص , أقصد الأفراد يمكن علاجهم في مصحات عقلية أو لدى أطباء نفسانيين , أما الأقوام التي رَكبت رأسها , وتدينت بالدين السياسي وتأسلمت بالإسلام السياسي , فكيف يمكن علاجها , وهم غير مدركين أنهم يذهبون بضلالاتهم وشعوبهم إلى الجحيم , وفي هذه الحالة هم لا يشكلون كارثة على المرأة فقط بل على مجتمعاتهم برمتها , أما هذه المجتمعات التي يظهر فيها الحجاب بشكل واسع فهي مجتمعات مقهورة , من السلطة والدين , مقهورة بالإسلام السياسي , ومأزومة بكليهما , وهي لا تصدر لشعوبها والعالم سوى الأزمات , إذ كيف يستطيعون اقناعنا أن الأم تكون فرحة عندما يفجر ابنها نفسه في مجموعة من البشر الذين يختلف معهم أسياده , وأولياء أمره بالرأي , كيف لهذه المرأة الأم الحزينة أن تفرح كما يدعون , بل وتزغرد ويعملون معها لقاءاً تلفزيونياً , وهي تحاول أن تظهر بمظهر الأم الفرحة حتى لو كانت تحترق من الداخل , وفي هذه الحالة أما أن تكون هذه الأم سلبوها أجمل ما تملك ألا وهو الأمومة , أو تكون أماً مزيفة فقدت إنسانيتها , حيث الشرط الأول هو الأكثر صحة , لأن الأم وفي الأعم مرتبطة غريزياً وعاطفياً بإبنها الذي خطفوه منها , مرة كنت في بيروت عام 1991 وجرى حوار بيني وبين أسرة طيبة كريمة بحضور الأم وأولادها الأربعة وأثناء الحوار احتدت الأم وقالت : أنظر إلى أولادي – فنظرت ووجدت شباباً في ريعان الصبا على هيئة رجال , فقالت وبالحرف, انظر لم يستشهد منهم أحداًَ , وهم يرفضون ذلك لا وفقهم الله , وعندما سألتها لماذا تريديهم أن يموتوا ( أو كما تقول هي يستشهدوا ) قالت لكي أضمن الجنة , لأن ّ أم الشهيد تدخل الجنة بلا حساب , فناقشتها كيف لها قلبٌ يُضحي بفلذة كبدها , ولم أصل إلى نتيجة , فحزنت كثيراً , وعرفت كم هي الأحزاب الدينية السياسية , مجرمة بحق شعوبها , وهذا ما تأكده الحياة , لأنهم يكذبون على شعوبهم بمفاهيمهم السياسية الدينية والطائفية , ويكون وقود هذه المفاهيم بسطاء الناس , والأضعف في هكذا حلقات هن النساء , فهذا البلاء الذي ينتشر كالنار في الهشيم بين المجتمعات الإسلامية , يتخذ من المرأة وقوداً , ويجعلها تفقد جزءاً من إنسانيتها , لأن لا كرامة بلا حرية , والعلم والمعرفة هي السلاح الأقوى لحصانة المرأة إذا ما كان لبوسها السلام الإنساني معمداً بشعلة الحرية , أما الباقي فيظل هباءاً , فإلى النساء جميعاً في بلادنا العربية الإسلامية , وإلى كل نساء العالم كل التضامن , وإلى عيدهن ألف شعلة محبة وأكاليل غار 0





#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم كان الرب أنثى
- حدود الوطن
- يوسف
- هل أدمنت الشعوب العربية حكم الطغاة ؟
- الإعلام العربي وثقافة الكره
- سأقتل أبناء بلدي
- احمد عبد الكريم ونّوس – شاعر الفراشات الحزين
- سامي حمزة – وعوالم النص 0
- الحقيقة وفضاء الحرية , جوهر الحوار المتمدن
- طالب همّاش . شاعر الكمنجات الحزينة 0
- العيد الأ تعس هو الكذبة الكبرى
- الدين وأتباع الله
- أحلام مستغانمي , وأوطان تنتسب إلى الصبيان
- العودة إلى المستقبل
- حمزة رستناوي , وطريق بلا أقدام
- ناجي العلي – ثمة سؤال
- مظفر النواب, النورس الحالم
- فريد الغادري يدعو لطرد العلويين من دمشق
- الأبتر
- رسالة اعتذار إلى مطربة الملائكة فيروز


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0