أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي حديدي - الوطن والشركاء














المزيد.....

الوطن والشركاء


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غادر علي عقلة عرسان رئاسة اتحاد الكتّاب العرب (في سورية، وليس الإتحاد العربي) بعد أن احتكر منصب الرئيس طيلة 28 سنة متعاقبة متصلة، واستحقّ ـ قولاً وفعلاً للإنصاف ـ لقب رئيس مخفر مختصّ بالرقابة على مصنّفات الأدب السوري المعاصر، والتنكيل بالأدباء الذين كان الرئيس يرتأي تصنيفهم في خانة المارقين العصاة المنشقين عن خطّ الإتحاد/خطّ السلطة (أبرز الأمثلة التي ترد إلى البال: فصل أدونيس، والتحريض ضدّ هاني الراهب، واستباق تحقيقات الشرطة في الجزم بأنّ الإعتداء بالضرب على الروائي والناقد نبيل سليمان لا صلة له بالسياسة، والتشهير بالشاعر شوقي بغدادي لأنه ظهر على فضائية "الحرّة"، استناداً إلى قرار إتحادي يحرّم الأدباء السوريين من الظهور على تلك الشاشة...).
الطريف، مع ذلك، أنّ عرسان لم يكن في عداد 33 أديباً سورياً كُرّموا مؤخراً بوصفهم مؤسسي الإتحاد، بحضور لافت لعضو القيادة القطرية لحزب البعث هيثم سطايحي، ووزير الإعلام محسن بلال، وكوليت خوري المستشارة الأدبية للرئيس السوري. في اللائحة نجد اسماء مثل سليمان الخش، سليمان العيسى، صدقي إسماعيل، هاني الراهب، زكريا تامر، أنطون مقدسي، علي الجندي، علي كنعان، حيدر حيدر، محمد عمران، عبد الله عبد، حنا مينة، فارس زرزور، سعيد حورانية، ممدوح عدوان، عمر الدقاق، جورج سالم، عزيزة هارون، قمر كيلاني، نبيهة حداد، أديب اللجمي.
لم يكن عرسان بين المؤسسين، إذاً؟ فكيف استطابت هذه القيادة السياسية الرشيدة (إذْ أنّ الإتحاد ليس سوى "منظمة شعبية" تأتمر بتعليمات حزب البعث) إبقاء رجل غير مؤسس على رأس المؤسسة دورة بعد أخرى منذ العام 1977 وحتى 2005؟ ومن جانب آخر، ما مغزى مبادرة هذه القيادة إلى تكريم هاني الراهب اليوم، هو الذي تعرّض للتنكيل بتحريض من قيادة الإتحاد دون سواها، وصودر جواز سفره في مطار دمشق؟ هل هي صحوة ضمير متأخرة (وفي هذه الحال، كيف حدث أنّ ميشيل كيلو كان بين المكرّمين عن قطاع متعاقدي الإتحاد، ولكنه حبيس الزنزانة في سجن عدرا، منذ تسعة أشهر ونيف)؟ أم لعبة ضحك على الذقون من النوع المبتذل (بدليل أنّ نصف المكرّمين الأحياء غابوا عن حفل التكريم)؟ أم هي وصلة مسرحية ميلودرامية من إخراج الرئيس الجديد، حسين جمعة، أمام القيادة السياسية (بدليل انّ التكريم يأتي احتفالاً بالذكرى الـ 38 لتأسيس الإتحاد، في مقابل احتفال مماثل أحياه الرئيس السابق في مناسبة الذكرى الـ 50 للإتحاد ذاته، الأمر الذي يعني أنّ جمعة لا يعترف إلا بالإتحاد الذي تأسس سنة 1969، كما أشار زميلنا أنور بدر في تقريره قبل أيام)؟
ورغم هذه البيّنات كلّها، فإنّ حضور عرسان الطاغي في مختلف دوريات إتحاد الكتّاب العرب يذكّر المرء بمثال الخارج من الباب/العائد من النافذة، خصوصاً وأنّ الرجل غادر موقعاً نقابياً (إذا جاز اعتبار هذا الإتحاد نقابة بأيّ معنى منصف!) لكي يحتلّ موقعاً حزبياً رفيعاً، هو عضوية اللجنة المركزية لحزب البعث الحاكم. ففي العدد 1035 من جريدة "الأسبوع الأدبي"، الناطقة باسم الإتحاد، نقرأ دراسة بعنوان "الرسم بالكلمات عند الشاعر علي عقلة عرسان"، بتوقيع د. فاخر صالح ميّا، لكننا نقرأ المادّة ذاتها ـ وأقصد: حرفياً، دون زيادة أو نقصان ـ في العدد 1037 من الدورية ذاتها، أي بعد أسبوعين فقط! هل قدّر التحرير أنّ غليل الجماهير إلى قراءة هذه التحفة النقدية، عن ذلك الشاعر الفحل، لم يرتوِ تماماً من نشر أوّل، ولا بدّ من نشر ثانٍ للتحفة ذاتها؟
ولكي لا نغمط الناقد حقّه في اقتباس نموذج من درّته تلك، هنا ما يقوله في مطلع الدراسة: "تبدو الكتابة لي حالة إبداعية أو موقفاً تلتقي فيه شفاه الموت والحياة في قبلة لاهبة. إن حبّ الحياة عند الشاعر علي عقلة عرسان هو الذي يبقى وحده سليماً لا يتطرق إليه الفساد ولا ينطق محياه قط أقوى مما ينطق من عالم الموت، في هذه القطبية يرغب عرسان بالوصول إلى عالم الأحلام والخيالات التي تتشكل من رموز الواقع وأزمات الفلاح على نحو متزايد إلى جثة وجحيم وكأنه اجتث من جذوره". وإلى الذين عجزوا، مثلي، عن الإمساك بأيّ معنى في الفقرة السابقة، هنا ما يقوله الدكتور في الخاتمة: "الدم عند الشاعر يتآخى مع الإيقاع مما يسهم في صقل لغة وبلورة الصورة القائمة على الرسم، والشاعر هنا رسام يرسم بالدم ويلوّن، يستخدمه بشكل فني انطلاقاً من موقف فكري أو فلسفي لأن هناك علاقة مكانية بين الشاعر وصورة الدم مكتسبة من سياق التصوير حتى غدا الدم نظرية يتخذه الشاعر لتحقيق التوازن وأن يعلم الآخر أشياء كثيرة عن الدم والموت بوصفه رمز الانتماء إلى الوطن"!
وإذا كانت شهادة ميلاد إتحاد الكتّاب تتبدّل بين رئيس ورئيس، والدم يتآخى مع الإيقاع، والموت يصبح رمز الانتماء إلى الوطن، وطن عرسان وسطايحي وبلال وجمعة والشركاء، فإنّ الحال تقتضي الترحّم على محمد الماغوط، القائل: "هل ترسم على علب التبغ الفارغة/ أشجاراً وأنهاراً وأطفالاً سعداء/ وتناديها يا وطني/ ولكن أيّ وطن هذا/ الذي يجرفه الكنّاسون مع القمامات في آخر الليل"؟



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة لاهاي والإبادة الجماعية: النظام عاجز والمفهوم قاصر
- -كليو مصر- و-ليز باترا-
- التطوّر الأحدث في عقيدة بوش: ديمقراطية أجهزة المخابرات
- البريق الأفرو أمريكي
- بوتين في هجاء أمريكا: النافخ في قربة مثقوبة
- ترانيم الاستيطان
- القيادات الفلسطينية في مكة المكرمة: وماذا عن القدس الشريف؟
- يونيسكو العمّ سام
- أمريكا الراهنة: إمبراطورية ردّ الصاع، أم الجمهورية الإمبريال ...
- فيلم أمريكي سوري... قصير
- عباس بين قبلة أولمرت وتقطيبة الأسد: العبرة في طهران
- أمازون ضدّ جيمي كارتر
- المشاورات السورية الإسرائيلية: السرّ في الاقتصاد السياسي... ...
- ممدوح عدوان... الناقد
- ستراتيجية بوش الجديدة: الحَجْر على العراقيين واستيفاء دَين ا ...
- حين قاتل الشعراء
- المشهد العراقي بعد إعدام صدّام: الفارق بين الرجل والسلحفاة
- سورية في العام 2006: المسألة اللبنانية في جذر الاستبداد
- غرفة أورهان باموك
- سورية في توصيات بيكر هاملتون: فاقد الشيء كيف يعطيه؟


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي حديدي - الوطن والشركاء