أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حركة اليسار الديمقراطي العراقي - انتفاضة اذار المجيدة 1991















المزيد.....


انتفاضة اذار المجيدة 1991


حركة اليسار الديمقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 12:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في بداية ربيع عام 1991 غطى سماء العراق سحب من دخان الحروب وتشبع اثيره برائحة البارود واسكتت اصوات طيوره وعتادله اصوات الطائرات والمدافع والصواريخ وقد بدأت طلائع الضباط والجنود العراقيين المنهزمين وهم باءْردا حال واسوا مظهر اخذت هذه الطلائع تصل المدن العراقية وهي كمرجل يغلي غضبا وكرها للسلطة الفاشية ومغامراتها الاجرامية وما صنعته حماقاتها مفرطة بشرف وسمعة وحياة الجيش ومستقبل الشعب تطالب الاله بان يقول كلمته حيث يقل للشيء كن فيكون فماذا ينتظر ليقول ذلك !!!!!؟؟؟. رافق كل ذلك اختفاء رموز السلطة من الامن والجيش الشعبي والمخابرات من الشوارع والمدارس وحتى من المنظمات والدوائر ولمختلف الاسباب بين الخوف والرفض واللامبالاة مما سيحل بالبلاد وهروبا من ثورة الشعب وقصاصه وانتقامه من رموز السلطة الفاشية لا نشك ان السلطة كانت في مركز القرار ولم تكن بعيدة عنه لياخذ هذا الانسحاب شكلا منضما ومدروسا لغرض تحاشي الاصتدام المباشر بالجماهير المنتفضة وهي في اوج حماسها واندفاعها فتخسر بذلك السلطة الفاشية قوتها المضمونة وذات المصير المشترك الواحد مع راس النظام لاشتراكها معه في جرائمه... بل عملت على اختراق صفوف المنتفضين باساليب عالية التنظيم وبخبرتها المتراكمة في مثل هذه الافعال سعيا منها لمعرفة قادة الانتفاضة وعناصرها الفاعلة والتاثير المخطط في قراراتها وتوجهاتها عبر اشاعة الدوغمائية الغير منضبطة لتفويت الفرصة امام القوى الناضجة والمجربة والمخلصة داخل الانتفاضة لتنظيم صفوفها وتنظيم جماهيرها بشكل افضل واكمل لتحقيق وسائل وسبل الانتصار.وقد لعبت هذه العناصر المندسة بدورها المعروف بالخسة والقذارة كمعرفين داخل معسكرات الاحتجاز بعد فشل الانتفاضة كملثمين وملثمات يكفي ان يؤشر احدهم الى أي محتجز لينفذ به حكم الاعدام مباشرة ودون اية مسائلة. ولاشك ان الكثير من هؤلاء القتلة هم من اخطر وسائل وادوات الارهاب الموجه ضد الابرياء من ابناء الشعب العراقي في الوقت الحاضر.
تقاسم ابناء الشعب دموع الحزن بسبب ما حل من خراب وانكسار ودموع فرح بعودة الابناء والاهل سالمين من ساحة الدمار وتمرغ رؤوس الفاشية بوحل الحرب وبين من فقد الامل بعودة ابناءه من رمال الصحراء اللاهية ونيران قوى التحالف الدولي الرهيبة . ان ذلك اوقد نيران التمرد والثورة في نفوس الجماهير بمختلف شرائحها وانتماءاتها حيث كانت هذه المشاعر كعود ثقاب تحت اكداس من الحطب الجاف لم تكن بحاجة الا لمن يدعكه بارض الاحداث الساخنة لكي يلتهب؟ كنا نشهد ان العسكري العائد بسلاحه ان لم يكن قد باعه او تركه في ارض المعركة كان غالبا ما يفرغ عدد من مخازن عتاده في سماء زقاق داره اوقريته ليعلن خبر وصوله وليفرغ جام غضبه والم قروح اقدامه وقد جاء مشيا على الاقدام لعشرات الكيلومترات وسرعان ما تحولت هذه الرصاصات الى صدوررموز السلطة العسكر ية والمدنية فكانت الشرارة وبالفعل هذا هو ما حصل . لتنير نيران الثورة والتمرد ظلام الازقة والشوارع وانفاق قلاع الفاشية واجهزتها الامنية والحزبية والمخابراتية مما ادى الى سقوط اغلب المدن خلال يوم او بعض يوم لتمتلك الجماهير مقاليد الامور .* ان جماهير العراق اعطت ما مطلوب منها وعلى الدوام قرابين من الضحايا بالارواح واسترخصت الدماء على مذابح الحرية بجرأتها المعهودة . بعد ان تفجر بركان الغضب المتراكم طيلة اكثر من عشرين عاما من حكم البعث . فمن يستثمر هذا العطاء السخي من قبل الجماهير لبناء حياة الحرية والسلام والرفاه للشعب المظلوم ؟؟


. وطوال هذه الفترة وما سبقها ومن باب تجربة ذاتية معاشة داخل العراق انذاك0( حيث كان الكاتب احد المساهمين في الانتفاضة في احد محافظات الفرات الاوسط واحد المعنقلين بعدها ) . فقد كنا تترقب الوضع جازمين بهزيمة حشود السلطة في حرب غير متكافئة وغير عادلة ضد الدولة الشقيقة التي اراد الدكتاتور ان يجعلها ثمن حروبه السابقة ضد ايران والتي ختمها دون اي مكسب يسدد جزءا ولو يسيرا من كلفتها الباهضة من الارواح والثروات بل جاءت اسواء مما كان قبل الحرب وليضلل العراقيين ان ما خسروه في تدمير الدولة الصديقة سيعوضونه اضعافا بابتلاع الدولة الشقيقة!!!.

غياب القيادةالكفوءة من خلال ما نسمع الكثير من محطات الاذاعات السرية والنشرات المغامرة في جيوبنا وهي تختزنها لتواربها عن عيون جواسيس السلطة ان قوى المعارضة العراقية المنظمة واحزابها السياسية ذات العمق داخل صفوف العراقيين لعقود من الزمان ستكون بلا ادنى ريب فلا يمكن ان تكون لم تحسب الحساب لمثل هذا الوقت وبوادر انهيار اجهزة الدكتاتورية فلابد ان تكون في وسط الساحة الملتهبة لتقود جماهيرها المقهورة والمنتفضة نحو النصر. حتى اننا كنا نقنع انفسنا ومن يستفهم منا عن هذه القيادات وعدم وجودها بجزمنا بوجودها ربما بين صفوفنا الان ولكننا لا نراها بسبب احترازها وتحسبها ودهائها وعظم خبرتها في مقارعة الفاشية الصدامية . ولكن يوم بعد يوم لم تصح توقعاتنا وذهب سراب املنا مبددا كافة جهودنا في فوضى الانفجار وعفوية وانفعالية وقصور القرار على الرغم من الجهود الفردية لجمع شتات البعض وتقديم المبادرات للقوى الدينية المهيمنة على قيادات الاحداث ولكن للاسف ذهبت سدى بسبب ضعف هذه المبادرات وتخلفها في اخذ زمام المبادرة ضنا منها ان مراكزها لابد وانتعلن عن نفسها و تكون في قلب الحدث وان قوانا سوف لايكون دورها اكثر من الالتحاق والالتحام بمثل هذه القوة المركزية لتضع نفسها تحت قيادتها وهذا مما افقدنا الكثير من امكانية الصداره في القيادة والتعبئة والتوجيه للجماهير المنتفضة بالاضافة الى هذا ما واجه هذه المبادرة من رفض القيادات الدينية للانتفاضة في قبول أي تنسيق او مشاركة أي قوة سياسية وطنية عراقية لقيادة وتوجيه الاحداث واتخاذ القرارات مزهوة ومغرورة بعظم ما يحيطه بها انصارها من الزعيق والفوران العاطفي والذي كثيرا ماكان صادرا من تجمعات وعناصر وقوى مشبوهة مرتبطة بالاجهزة الامنية والاستخباراتية والحزبية للنظام الصدامي. بالاضافة الى وجود ايدي خارجية عالمية واقليمية عربية وغير عربية تعمل على حرف توجه الانتفاضة او العمل على خنقها وفشلها من الداخل. مما مكن اجهزة السلطة من ان تنجح في دس عناصرها بين المنتفضين وهي تردد كذبا وزورا شعارات الانتفاضة و وتتظاهر برفع شعارات ورايات وتشد عصائب وتعتمر حتى عمائم المنتفضين لتجرهم نحو التدمير والحرق وأتلاف الوثائق واثارت الاستياء والسخط بين صفوف الجماهير بسبب همجية ولا توازن الافعال والسلوك كاحراق الدوائر بالاضافة الى نشر ظاهرة تدمير وسلب المعامل والمصانع والمؤسسات والمدارس والمخازن على حد سواء مع دوائر الامن والجيش والمخابرات . حيث تصدت للقيادة بشكل مكشوف ومستتر بعض الرموز الدينية لتوجه عبر مكبرات الصوت بشكل ارتجالي غير مدروس *.ان هذا الوصف لا يدعنا نهمل الاندفاع الجماهيري العفوي للثورة ونزوعا للخلاص من نير الدكتاتورية وما تمتعت به هذه الجماهير وخصوصا الشباب الثائر من روح الفداء والتضحية قدموا فيها اروع صور الجود بالنفس والمال والوسائل مما يؤكد ويدل دلالة اكيدة ان ما حصل في اذار1991 هي انتفاضة جماهيرية ربما لم يشهد مثلها تاريخ العراق الحديث وقد شهدت المقابر الجماعية صحة هذا الوصف حيث لم تميز السلطة الفاشية بين الجميع في مجازرها واوصاف ضحاياها. كان اشد انواع واساليب الاساءة ابذاءا للانتفاضة وفشلها هو محاولة قوى الاسلام السياسي لحرف الانتفاضة وخنقها بادخالها في نفق الطائفية والباسها اردية رموزها ومحاولة تناسي وطمس تضحيات القوى الوطنية والسياسية وخصوصا الاحزاب والقوى اليسارية وحتى الدينية الاخرى ودورها في الكفاح ضد الفاشية الصدامية على مدى اكثر من ثلاثين عاما ممافت من عضد الجماهير واثار لديها الريبة والتردد والشكوك والخوف مما تساق اليه من مستقبل مجهول .
فبدلا من الحفاظ على الوحدات العسكرية وزجها في المعركة ضد اجهزة السلطة والاستفادة من اسلحتها و خبراتها وقدراتها في الحفاظ على المؤسسات الحكومية وحفظ الامن كان يتم تجريدها بشكل فج من السلاح والباسها الملابس المدنية وتسريحها بشكل عشوائي افقد الانتفاضة قوة عظمى يجب ان تكون هي حربة في صدر الفاشية فاعطى مثل هذا التصرف الفرصة الكافية للقوى المخابراتية و الامنية لتستحوذ على او تحرق وتتلف الكثير من الوثائق الهامة جدا وادلة الادانة القطعية ضد رموز السلطة وكشف شيكاتها وعملاتها داخل النسيج العراقي فمكن النظام من ادخارهم لمثل هذا الوقت ليخترقوا بمهارة وقردنة وثعلبة فائقة كافة اجهزة الدولة بعد السقوط لتعمل كخلايا سرطانية تخرب وتهدم وتفسد هذه الاجهزة وتجيرها او جعلها ستارا من قلب السلطة لقوى الارهاب والسلب والقتل وافتعال الازمات مستفدين من سياق الكسب الضيق للانصار وللاصوات الانتخابية كوسيلة وسلم للوصول للسلطة والجاه والمال لكثير من العناوين السياسية الدينية وغير الدينة وخوفها من القوى الديمقراطية وخصوصا اليسارية منها ؟
*. عدم وجود أي دعم ومساندة لتواصل القوى الجماهيرية المسلحة المنتفضة كتزويدها بالعتاد والغذاء وتنظيم تبادل الادوار في حماية المدن والمنشات ضد خروقات قوى السلطة لاستعادة وجودها في الشارع العراقي مما اسرع في مللها وانهاكها وتردي معنويتها. بالاضافة الى ذلك غياب تحرك شعبي مباشر في المحافظات الغربية والوسط ومن داخل العاصمة تضامنا مع محافظات الوسط والجنوب والشمال لتكون دعما ساندا لثوار الانتفاضة في عموم العراق . ولنا ان نعرف ان احد اسباب ذلك في بغداد و الانبار و ديالى وصلاح الدين هو تخوف وريبة الكثير من الجماهير في هذه المحافظات من الطروحات الطائفية والحزبية الضيقة غير الوطنية والتي غطت على اغلب الشعارات المرفوعة من قبل بعض القيادات الدينية التي ركبت موجة الانتفاضة لتوجهها كما ذكرنا سابقا وجه ضيقة بما يصب في غير الصالح الوطني العراقي وافقد الانتفاضة الكثير من الدعم والاسناد المفترض من كافة انباء الشعب العراقي ضد تسلط الديكتاتورية على رقاب العراقيين جميعا احزابا واديانا وقوميات وطوائف وعزز ادعاءات السلطة وتضليلها وتوجهاتها صوب التخندق الطائفي والعرقي دفع بعض الطوائف لتصطف مع السلطة خوفا من مد وهيمنة وسيطرت الطائفية او القومية الاخرى وخصوصاالطائفة الشيعة والاكراد.
ومن ذلك نستطيع ان نجد الاسباب الرئيسية لفشل الانتفاضة هو غياب القيادة السياسية الوطنية المنظمة للجماهير ضد قوى النظام الفاشي وتحكمة مما افقدها القدرة على المواجهة والمناورة وايصال الانتفاضة الى الانتصار النهائي على الفاشية . وقد عززت هذه الحاله من الفوضى واللانظام وعدم وضوح او ضيق الاهداف وصبغها بالصبغة الطائفية والعرقية فاوصل رسالة لقوات التحالف وخصوصا القيادة الامريكية ان الامور ستفلت من زمام السيطرة وستجير هذه الانتفاضة او هي قد جيرت بالفعل الظاهر الى قوى اقليمية وبالخصوص لصالح ايران التي تحذرها الولايات المتحدة الامريكية فدفع بها الى وضع ترتيبات المهادنة مع النظام في خيمة صفوان لتكون الانتفاضة ورقة مساومة من قبل الطرفين انتهت بتسليم راس الانتفاضة للنظام مقابل التنازل عن السيادة الوطنية وفرض الشروط المجحفة بحق الشعب العراقي وقد اتخذت الاجراءات العملية لتامين خط العودة لقوات النظام والسماح لطائراته السمتية وقوى الحرس الجمهوري والخاص لتاخذ طريقها لقمع الانتفاضة واعادة الامور لسيطرة السلطة الدكتاتورية وفي هذا الشان لابد لنا ان نستذكر.ان قادة بارزين من السلطات الحاكمة الامريكية قد قالوها علنا وامام العالم بانهم لا يريدون ثورة شعبية في العراق وانما استبدال رموز السلطة الذي تدعي خروجهم عن الطاعة وليس انتهاء خدماتهم التي لازالوا يقدمونها لسلطات الراسمال العالمي وخصوصا الامريكي في احكام سيطرتها على ثروات ومقدرات شعوب المنطقة وخصوصا الشعب العراقي . حيث ان كل ما اقدم عليه النظام الصدامي انما يصب في خدمة ومصالح الراسمال الامريكي ومخططاته متجاوزا وصف العماله الى وصف الجندي المغامر في خدمة اسياده ومن الوصول الى التضحية بالنفس والمنصب في سبيل ذلك وهذا ما قام به الدكتاتور صدام طيلة مسيرته السوداء في العراق والمنطقة الى حين تسليم رقبته الى حبل المشنقة متوهما بانه سيكون حبل انقاذ وليس حبل اعدام متناسبا ان الامبريالية الامريكية لم تكن صادقة لاية عهودا او وعود ما خلا مصالحها وتبدل رموز ممثلي هذه المصالح . فان الذي حدث ان تنكرت قيادة التحالف الامريكي لوعودها لابناء الشعب العراقي وتسهيل عملية تسيلم راس الانتفاضة لمقصلة الجلاد العدو المزعوم ليكون الفاعل المضموم لحدث مقبل حيث سلمته لحبل العدالة المصبوغ بصبغة طائفية لغاية في قلب بوش.مما يحول دون ان تتسلم الجماهير العراقية وابناء العراق الاحرار زمام السلطة في بلدهم ويخلص الشعب من قوى الراسمال والاستغلال والاحتلال وقد ادرك صاحب القرار الامريكي ان لا زال الشعب العراقي يضم بين جنبيه قوى تناهض قوى الراسمال العالمي وتقاوم مخططات نهب ثوراته وسلب سيادته فكان القرار الخارجي متكأ على هشاشة ولا علمية وفوضوية وضيق افق من تصدى للقرار وتقمص شخصية الثوار في الداخل العراقي الى المد من عمر الدكتاتورية وتسليط سوط الاستبداد والتجويع والترويع ضد ابناء العراق وصولا الى الترويض الكامل لقواه نافضة يدها من امكانية خلاصها بقواها الذاتية وقوى شعبها المكافح معلقة كل امالها على المخلص الخارجي الامريكي بالذات ومن اجل كل ذلك رسمت وخططت اكثر السينورهات الاجرامية ضد ايناء الشعب العراقي في الداخل حيث اطلقت يد الفاشية الصدامية في اقامة المقابر الجماعية وتعريض شباب العراق نساءا ورجالا لاقسى انواع التعذيب والترويع والاذلال لاجتثاث كل ما يمت الى الوطنية والكرامة الانسانية من اعراف وموروثات تاريخه النضالي المجيد . فتم نشر روح اللامبلاة والخنوع والشرذمة الطبقية والسياسية و الانسانية وتعميق روح الطائفية استباقا واحترازا منها لسلب القوى الديمقراطية الوطنية العلمانية اللبرالية واليسارية دورها المفروض في تقرير مصير الشعب والوطن وقد جرى ذلك بالتناغم والتخادم بين قوى الراسمال العالمي والامبريالي الامريكي وقيادة السلطة الفاشية في العراق كذلك عملت القيادة الامريكية الى عزل الشمال عن الجنوب بان اعطت المنطقة الشمالية نفوذا وسيادة ناقصة لكردستان العراق بما اسمته بالملاذ الامن ليكون قيدا في معصم الثوار العراقيين عموما ولقيادةالاكراد خصوصا بعدم تجاوز الخطوط الحمراء لكي تكون كردستان العراق كما هي دائما منطلقا لتوحيد قوى النضال الوطني والديمقراطي العراقي ضد مستغليه وضد قوى الدكتاتورية لتخوض نضالا وطنيا فاعلا بعيدا عن تبعية وهيمنة قوى الرسمال العالمي والامريكي على وجه الخصوص . وثم الايعاز لقوى النظام المنظمة من الجيش والشرطة ومؤسسات الامن والمخابرات بالانسحاب من كردستان لتتفرغ لقمع قوى الشعب في مناطق الوسط والجنوب مدركة مدى هزال وضعف وانهيار معنويات هذه الاجهزة الذي يسعي فسما غير قليل منها خصوصا من الجنود والمراتب الدنيا ومن الضباط الاحرار للحصول على الفرصة المناسبة للتخلص من النظام الدكتاتوري واذلاله للجيش والشعب فافقد المقاومة الشعبية العراقية الوطنية الحقيقية فرصة كبيرة في تنظيم قوة ديمقراطية ثورية حقيقية في شمال العراق للاطاحة بالسلطة الدكتاتورية الصدامية في قمع والسيطرة على وسط وجنوب العراق بالاضافة الى ارتهان الشمال للقرارات الدولية الامريكيةوقد تمثل ذلك جليا وواضحا في الالتفاف على قرار 688 وعدم تفعيلهليكون من اكثر القرارات الدولية الساندة لنضال الشعب العراقي ضد الفاشية الصدامية وحصول الشعب على حريته دون الحاجة للتدخل الامريكي العسكري المباشر. عمد النظام بتكريم القوى العسكرية والامنية المهزومة وتقليدها الرتب والنياشين كمقابل غير مسبوق لاحتواء احساسهم بالهزيمة والانكسار موجها غضبهم وشراستهم ضد ابناء شعبهم من العراقيين المنتفضين ليستبدل احتلال الخارج باحتلال ونهب واذلال الداخل ... واعطى الفسحة والوقت الكافي لتطويع وتركيع وتوبيخ وحتى تقطيع نسيج المجتمع العراقي عموما ليكون لقمة سائغة لقوى الاحتلال الامبريالي المباشر وهذا ما حدث بالضبط في 9 / 4/ 2003 بعد انهيار وسقوط السلطة الدكتاتورية في بغداد دون مقاومة تذكر . ونجاح مخططات الراسمال الامريكي في ادخال العراق في اتون الصراع الطائفي والعرقي بعد ان استجابت قوى ( المعارضة ) العراقية المسلوبة الارادة والمسحوبة بقوة الاحتلال الى الزحف لاعتلاء كراسي الحكم تحت يافطة المحاصصة الطائفية والعرقية البغيضة وبذلك اصبح العراق تحت لعنة برايمر سيء الصيت وتحكم قوى الراسمال العالمي واختلط الحابل بالنابل في اتون حرب اهلية عرقية طائفية افقدت حتى المقاومة الحقيقية وسائلها ومشروعيتها تحت هيمنة قوى الجريمة والارهاب والظلامية ... وليس بخاف الواقع الحالي لوطننا وشعبنا المهدد بالفناء والتقسيم والذي يعيش في ظل الفقر والبطالة والموت والى اجل غير معلوم وهو لا يعلم ما هو ثمن امنه وسلامه واستقراره ووحدته ؟؟؟ وهو لا زال يان تحت سياط الاحتلال والاستغلال والعنف والقتل ويمر اذار تلو اذار والشعب لا ينعم لا بالحرية ولا بالامان ولا بالرفاه والاسقرار . فهل محاربة واضعاف الاسلام هو الثمن وها هو قد اصبح عشرات الفرق والملل يكفر ويقاتل بعضها بعضا؟ام وحدة العراق هي الثمن وها هو العراق اصبح مقسما فعلا اقاليم ومناطق ومحافظات وربما احياء وحارات ؟ هل النفط هو المطلوب ؟ وها هو قانون الاستثمار ومبدا المشاركة في الانتاج مطبوخا وسط دخان الحرائق ليكون بعيدا عن وعي ونظر المواطن العراقي وهو يسلم 75% من الثروة النفطية ولعشرات السنين للاحتكارات النفطية بل ان كافة وسائل الاعلام كانه نثر للدورات النفطية على رؤوس العراقيين !!!. هل الانسان العراقي وتاريخه هو المستهدف ؟ ها نحن نشاهد اغلب العراقيين وهم عبارة جذوع نخل خاوية ؟ من عذاب الحرمان والظلم والاستغلال والارهاب . ان حرقة الالم وحسرة العدم واهة المرارة مما نحن فيه وقد تكالبت على قطرنا العراق كل قوى الشر والظلام في الداخل والخارج حيث يسحق العراق ارضا وشعبا وتدميره كوطن ونسفه كمستقر وسكن. افلا من ناصر ينصر العراق اما من مغيث يغيث شعب العراق الا من حامي ومدافع يدافع عن الاطفال وشيوخ ونساء وشباب العراق . صرخة طالما رددناها ونرددها في سهول وجبال ووديان واهوار العراق عسى ان تستيقظ القوى الوطنية الصادقة العراقية بمختلف اطيافها لتنسى خلافاتها وتعود لوطنيتها لتنقذ العراق من حال الخراب والدمار . نعود ونجدد صوتنا ونداءنا هذا بالخصوص للقوى اليسارية العراقية حاملة راية الديمقراطية والعدل لتكون بمستوى مهامها الوطنية والطبقية باقامة حد ادنى من التحالف ونبذ الخلافات والتخندق وراء العناوين الطبقية لتكون في طليعة القوى المناضلة كما هو عهدها دائما من اجل عراق حر مستقل موحد حيث يؤكد التاريخ النضالي بكل شواهده العالمية والوطنية عجز وعدم قدرة وتردد قوى الاقطاع والبرجوازية الطفيلية والقبلية والقيادات الدينية عن حمل راية الكفاح التحرري الوطني الديمقراطي بسبب بنيتها وتركيبتها وحقيقة وجودها وطبيعة حراكها كقوى ما قبل الحداثة وارتباطها المصيري بقوى الراسمال العالمي و انانيتها وعدم ايمانها الحقيقي بالحرية والديمقراطية طريق وهدف التحرير المطلوب وان غاية ما تسعى اليه لتكون المحتل الوطني البديل للمحتل الاجنبي الدخيل . وقد كانت ثورة العشرين دليلا ساطعا ولازال ماثلا للعيان وكذا هو الامر بالنسبة للقوى القومانية بمختلف اطيافها وتوجهاتها وادعائاتها عبر انقلاباتها ومؤمراتها وتعاقبها على دست الحكم.
وهذا هو الحاضر بؤكد صحة ما نقول فبعد اربعة سنوات من هيمنة هذه القوى على زمام الحكم منذ 9/4/2003 ولحد الان حيث فاقت كل التاريخ السابق من حيث ضيق افاقها وفسادها وعدم حكمتها مما جر العراق الى المزيد من الخراب والدمار وهو يعيش حريا اهلية حقيقية دون ان يعرف سببها.
فهل استطعنا ان نتعظ باذار الامس لنكون بمستوى اذار اليوم.



#حركة_اليسار_الديمقراطي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع المرأة العراقية بين سلطة الدولة وسلطة المجتمع
- رؤى حول المنهج الفكري لحركة اليسار الديمقراطي العراقي
- من يقتل عمالنا الأبرياء ؟
- نداء إلى رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي المحترمين
- السادة رئيس وأعضاء لجنة إعادة كتابة الدستور العراقي الدائم ا ...
- اليسار العراقي وانتخابات البرلمان الدائم
- رؤيا من أجل ِ قيام ِ إتحاد قوى اليسار ِ العراقيّ
- نداء من اجل الحرية والسلام
- بيان انبثاق حركة اليسار الديمقراطي العراقي- حيد
- أنقذوا شبيبتنا العاملة من وكلاء الرأسمال العالمي
- مصالحة أم مراوحة
- اليسار العراقي وانتخابات البرلمان العراقي الدائم في 15/12/20 ...


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حركة اليسار الديمقراطي العراقي - انتفاضة اذار المجيدة 1991