أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مصطفى عنترة - الإشتراكيون الجدد بالمغرب أمام تحدي انتزاع الشرعية















المزيد.....

الإشتراكيون الجدد بالمغرب أمام تحدي انتزاع الشرعية


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 13:01
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


من هم "الإشتراكيون الجدد"؟ وما هي طبيعة مشروعهم الإيديولوجي والتنظيمي؟ ولماذا لم يتم الإعلان رسميا عن هذا التيار؟ وهل يقبل البيت الإتحادي بوجود تيارات داخلية؟ وما هي تمثيلية أنصار هذا التيار داخل هياكل وتنظيمات الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية؟ هذه الأسئلة وغيرها تشكل محاور الورقة التالية:
يعيش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تجربة جديدة بعد إعلان مجموعة من الاتحاديين عن رغبتهم في تأسيس تيار أطلقوا عليه إسم" الاشتراكيون الجدد". وهو الأمر الذي أصبح واقعا، قد يدفع بعملية تسريع وتيرة الاعتراف وتقنين العمل بالتيارات داخل حزب القوات الشعبية، مع العلم أن ثقافة التيارات كانت، بالأمس القريب، مرفوضة من طرف صناع القرار داخل الحزب الاتحادي.

ـ الجـــذور:
تعود فكرة "الاشتراكيون الجدد" إلى ما قبل المؤتمر السادس للحزب، ذلك أن الأحداث التي عرفها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد المؤتمر المذكورة وما نتج عنها من صراعات داخل صفوفه توجت بخروج رفاق نوبير الأموي وكذا بعض الموالين للفقيه محمد البصري وتيار الوفاء للديمقراطية.. هذه الأحداث وغيرها دفعت بتأجيل الفكرة المذكورة.
وقد عادت فكرة "الإشتراكيون الجدد" لتطرح نفسها للنقاش السياسي والفكري خلال مرحلة التهييئ للمؤتمر الوطني السابع، إذ بادر مجموعة من الاتحاديين بجهة الدار البيضاء إلى طرح وثيقة سياسية، حيث أكدت لنا بعض المصادر الإتحادية أن نتائج المؤتمر الأخير أخذ بعين الاعتبار بعض الأفكار التي تضمنت داخل الوثيقة السياسية خاصة مسألة التحالفات.
وبعد المؤتمر الوطني السابع تم عرض فكرة" الاشتراكيون الجدد" على محمد الكحص لتولي مسألة قيادة التيار، لكن الكحص اعتذر لأسباب خاصة به..، الشيء الذي دفع بأصحاب هذه الفكرة إلى تأسيس لجنة مكونة من: حميد باجو، محمد الطالبي، مصطفى السياب وحسن طارق.
وتكمن مهمة هذه اللجنة الرباعية في تهييئ مشروع أرضية وعرضها على عموم الاتحاديين، ذلك أن هذه المبادرة ساهمت، من موقعها، في خلق نقاش هام في وقت انعدم فيه مثل هذا النقاش الفكري والإيديولوجي داخل هياكل البيت الإتحادي.

ـ التمثيليـة:
يتشكل "الاشتراكيون الجدد" من مجموعة من الاتحاديين المتواجدين في مواقع مختلفة، إذ نجدهم ممثلين في المجلس الوطني، الشبيبة الاتحادية، القطاع النسائي، بعض جهات المملكة وخاصة الدار البيضاء..إلخ، وحتى في المكتب السياسي، ذلك أن الكحص يعد الأقرب إلى هذا التيار، كما أن بعض الأعضاء داخل المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، دافعوا عن حق هذا التيار في الوجود والتعبير عن موقف. فممثلو هذا التيار يوجدون في مختلف هياكل الحزب بنسبة غير مؤثرة مع العلم أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يحسم بعد في مسألة التيارات الداخلية.
بعض المصادر الإتحادية أكدت لنا أن تيار" الاشتراكيون الجدد" سيتم الإعلان الرسمي عنه بعد استكمال حلقات مسلسل النقاش السياسي والإيديولوجي حول مشروع الأرضية المذكورة.
وتجدر الإشارة في هذا الباب أن الصحافة المغربية تداولت خبر هذا التيار، كما أن دورة شتنبر الأخير للمجلس الوطني للإتحاد عرفت تدخل الناشط الإتحادي حميد باجو الذي أعلن عن وجود هذا التيار داخل الحزب، أيضا عرف المؤتمر الجهوي الأخير للدار البيضاء تقديم وثيقة سياسية باسم نفس التيار، في حين لم يشارك هؤلاء الاتحاديون بشكل رسمي كتيار في مؤتمر الشبيبة الاتحادية!؟

ـ المشروع:
يحاول "الاشتراكيون الجدد" الاجتهاد في طرح تصور جديد على المستوى الإيديولوجي وكذا على المستوى التنظيمي بغية التمييز أكثر عن باقي التموقعات والحساسيات المتواجدة داخل البيت الإتحادي.
الوضوح الإيديولوجي، التركيز على الكونية في مفهومها الجديد، التشبث بالهوية الاشتراكية، الديمقراطية الداخلية، تنظيم التيارات وترسيخ ثقافة المؤسسة وعدم شخصنة النقاش السياسي والفكري..محاور تشكل العنوان البارز لـتيار "الاشتراكيون الجدد" بالمغرب.
وجدير بالإشارة إلى أن أنصار هذا التيار فضلوا عدم عرض تصورهم على المستويين السياسي والاقتصادي على اعتبار أن الاختلالات التنظيمية التي يعرفها البيت الاتحادي لا تساعد على على بروز نقاش هادف وجاد. أكثر من ذلك أن أصحاب هذا التيار ينهجون سياسة التدرج في عرض مشروعهم السياسي الشامل نظرا لعدم وجود ثقافة سياسية تقبل بمبدإ العمل وفق التيارات.
ويسعى "الاشتراكيون الجدد" إلى توحيد العائلة اليسارية، فاختيارهم لهذا الإسم، أي الاشتراكيون بدل "الاتحاديون الجدد"، يخفي الرغبة في تثمين التقاطعات التي تجمعهم مع تيارات مماثلة في أحزاب اشتراكية كما هو الحال بالنسبة لأحد التيارات المتواجدة داخل الحزب الاشتراكي الموحد ( الثورة الهادئة). ولا يستبعد أن تدفع التطورات السياسية المرتقبة إلى ربط جسور بين مثل هذه التيارات التي تخترق العائلة اليسارية خاصة وأن كل اليساريين يحلمون بتأسيس "الحزب الإشتراكي الكبير."

ـ التداعيات:
ألقى المؤتمر الأخير للشبيبة الاتحادية بظلاله على تيار "الاشتراكيون الجدد"، ذلك أن تجميد عضوية مصطفى السايب من طرف المكتب السياسي للحزب في أفق اجتماع لجنة التحكيم والحسم في قضية ازدواجية الشرعية التي عرفتها الشبيبة الاتحادية أربك حسابات هذا التيار، بمعنى هل سيمنح "الاشتراكيون الجدد" الشرعية للائحة التي أعلن عنها رفيقهم السياب أم للائحة التي أشرف على ولادتها كل من إدريس لشكر ومحمد بوبكري عضوا المكتب السياسي للاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية؟
ومعلوم أن المؤتمر الأخير للشبيبة الاتحادية عرف خلافات سياسية وتنظيمية حادة، إذ تميز المؤتمر بالإنزال المفضوح، حيث تجاوز عدد المؤتمرين رقم ألفين، كما لم يتم العمل بنظام "الكوطا" بالنسبة للجهات لضمان تمثيلية واسعة للشباب الاتحادي بمختلف مواقع المملكة، أكثر من ذلك أن الفرز لم يكن شفافا، ذلك الشبيبة لم تستفد من تجربة انتخاب أعضاء المكتب السياسي للاتحاد التي خلفت أصداء إيجابية داخل الساحة الوطنية لكونها تقطع مع أسلوب "لجنة الترشيحات" الذي يتعارض جملة وتفصيلا مع الديمقراطية الداخلية.
فالمؤتمر الأخير للشبيبة الحزب يكشف صعوبة هذا التيار في اختراف صفوف وهياكله وانتزاع شرعية الإعتراف بتنظيم وتقنين العمل وفق التيارات. فثقافة المركزية الديمقراطية وتبعية القطاعات التنظيمية الموازية للقيادة الحزبية وانضباط الأقلية لقرارات الأغلبية وضرورة احترام مقررات الحزب والتصفيق للزعيم.. تشكل عوائق بنيوية حقيقية أمام أنصار العمل وفق نظام التيارات.
لكن نعتقد أن إرادة "الإشتراكيون الجدد" تبقى قوية من أجل انتزاع شرعية الإعتراف بالتيارات وتقنين العمل بها، خاصة وأنهم يستبعدون بشكل مطلق فكرة تأسيس حزب سياسي بديل، كما أن مسلسل الإنشقاقات الذي عرف الحزب الإتحادي منذ المؤتمر الإسثنائي المنعقد في أواسط السبعينات من القرن الماضي من جهة، وتقنين الحزب الاشتراكي الموحد مسألة التيارات الداخلية وبروز ثقافة سياسية جديدة من جهة أخرى لم تعد تساعد رفاق محمد اليازغي على التجاهل لمطلب أساسي يجسد الممارسة الديمقراطية ويحافظ على وجدة الحزب.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور محمد كلاوي يتحدث عن كتابه -المغرب السياسي على مشارف ...
- القوى المحافظة بالمغرب تنجح مرحليا في تشديد الخناق على الصحا ...
- محمد زياد، المنسق العام لمؤسسة 12 مارس بهولندا يتحدث عن الره ...
- التجاني بولعوالي فاعل مدني بهولندا يتحدث عن واقع الحركة الأم ...
- متى تعتذر الدولة للفنان الساخر أحمد السنوسي ؟
- سعيد باجي يكشف عن أسباب صدور كتاب-مختطف بدون عنوان- حول بوجم ...
- الناشط السياسي عبد الواحد درويش يتحدث عن أزمة الحركة الشعبية ...
- محمد حاتمي أستاذ جامعي متخصص في تاريخ الجماعات اليهودية المغ ...
- رشيد نفيل، فاعل مدني ومستشار بمدينة زوريخ بسويسرا يتحدث عن م ...
- محمد الحداوي، باحث مغربي في مجال التاريخ، يتحدث عن اليهود وا ...
- فتحي بن خليفة، ناشط حقوقي ومعارض ليبي يتحدث في حوار عن نظام ...
- عبد العزيز بوراس، فاعل أمازيغي يتحدث عن سبب رفع مطلب إحداث ا ...
- عبد الرحيم الوالي إعلامي وناشط مدني مغربي يتحدث عن الحوار ال ...
- الدكتور محمد الأمين الركالة الناطق الرسمي باسم حزب البديل ال ...
- أوزين أحرضان، الناشط الأمازيغي المغربي، يشرح دوافع تأسيس منظ ...
- عبد الحميد أمين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يتحدث في ...
- الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني، يروي تفاصيل محاولة اغتياله
- مراد حنبلي، ناشط سياسي يتحدث عن قضية متابعة برلمانيين متورطي ...
- تبادل الإشارات بين الشبيبة الإسلامية والسلطات المغربية حول ق ...
- هل سينصف الملك محمد السادس الجالية المغربية في الخارج بعد إق ...


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مصطفى عنترة - الإشتراكيون الجدد بالمغرب أمام تحدي انتزاع الشرعية