أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - أقوال مشروخة في السياسة














المزيد.....

أقوال مشروخة في السياسة


عايدة نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 1843 - 2007 / 3 / 3 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


أقوال مشروخة في السياسة
*"سياسي"
-1-
يحمل في يده ميكرفون-"عرقه مرقه".
متخرج من مدرسة المنطق, يتباهى بالموضوعية في كل مقام, يبحث عن المستويات المرتفعة. يتقن لعب الورق بكل أنواعه, من رواد المقاهي الدائمين حتى ساعات متأخرة من الليل, يبحث عن السترة في العمل السياسي. تحتل عيناه جزءا كبيرا من وجهه, وأنفه " الشامخ" يرتفع محتجا على كبرهما ولحاجتهما إلى "بعد نظر".
يصرخ ويصرخ: يا أهالي بلدتنا ..ويا أهالي…
ويا حسرة.
الأهالي لا يسمعون ولا يجيبون.
تطل عينان مستطلعتان من الباب وما أن تراه حتى تستدير عائدة.
ويبقى الجمهور الواسع المصغي بصمت تام. الإبرة تكاد تسمع رنينها.... كراسي فارغة.

-2-
محاضرة

بينما هو يحلل الوضع السياسي
بجدية حمار يتمتع في أحماله
يعرض الشعارات
تقول هي موافقة
آه آه آآآه
تنتفض أصابعها في الماء
تبدو الآهات مختلفة
عن النظام السياسي
تشتمه في سرها
هو جدي جدا
هي عابثة جدا
ينتبه في اللحظة الأخيرة
ينتصب علمه السياسي بين فخذيه
فيصرخ
آآآآآآآآآآآآآه
تضحك في سرها
وقد انتهت المحاضرة

-3-

يحدق في أوراقه ينتقي الجمل الرنانة. يقرأ
يسمع تصفيق
يصلح هندامه ونظارته
يقرأ
يسمع تصفيق
ليس بعيدا عن طاولته المركونة في الساحة العامة وجه اصفر،خشبتان تجران إنسان، طفل كليم الصوت وامرأة مهتوكة الحلم
عيناه. مركزتان في الورق
يسمع تصفيق
ينش الناس من حوله. يرفع يديه محييا
يذهب لزوجته
يندس بين فخذيها
منتصرا
لإحراز التصفيق المبلل

-4-

وسط الاجتماع يرن هاتفه، يستأذن الرفاق.
هي تنتظره في الغرفة المقابلة ..يهمس في أذنها..يخلعان الغرفة..ويقيمان احتفالا على ذكرى إعلان الثورة
هو يلوح بعلمه وهي ب"خطة" لتعمير البلاد الغير مأهولة..

-5-

على كرسيه الذي أفاق من هزة عنيفة قبل أقل من مسافة مواء هرة..ترك سائلا أبيضا..
مصمص شفتيه..لعن الكرسي الفارغة..والتحق بالدرس عن السياسة الجديدة في العالم العربي

-6-
بعد نقاش مستميت عن قضية العصر..وعد الشهداء..تعبت عيناهما ولم يتبق لهما الوقت ليتفقدا عدد شعيرات عانتيهما..
لعنا القضية و..ترحما على الشهداء

-7-
المناضل العريق..يحب كرسيه الهزاز في مكتبه..مخلص لبروتوكولات الحزب..
مخلص للزوجة
مخلص حتى النخاع..
عندما دس عضوه في امرأة عابرة..بكى .وعاد لإخلاصه للثورة المجيدة.

-8-
بينما هما يعدان لمظاهرة كبرى في المدينة ضد البطالة..
شاهدا فتاة وشاب في أول الربيع..يتعانقان بلا رحمة..
كادا لهما الشابان كيدا عظيما حتى الوقوع في شبكة الاغتيال السري

فشربا المظاهرة وراء الكواليس

لقمة 1
سياسي يلقم شعبه على منصة المتحف التاريخي..
لقمة لم يتم تتبيلها جيدا..يبتلعونها
تتعفن في معداتهم لا يتحركون للتقيؤ ها..
ويكتفون بالتصفيق

لقمة 2
كل لقمة تعد شهيدا
ترى كم من اللقمات سنتسع؟

*جلسة وقرار

كانت جلسة ثلاثية, الرئيس , نائب الرئيس الأول, نائب الرئيس الثاني.
عقدت الجلسة لتداول أمور مهمة ومثيرة, وكان القرار واجبا بموافقة الثلاثة. طرح الرئيس بنود البحث للموافقة عليها. بدأ الرئيس أسئلته موجها كلامه للنائب الأول ثم الثاني على التوالي:
-ما رأيكم باللون الأبيض في بلادنا؟
النائب الأول:جميل,موافق عليه
الثاني :أحتج
-ما رأيكم باللون الأسود في بلادنا
الأول: جميل موافق.
الثاني : أحتج
-ما رأيكم بالسلام؟
- موافق
- -أحتج
- -ما رأيكم بالحرب
الأول : موافق
الثاني : أحتج
وصار الواحد منهم يتململ بعد كثير من الأسئلة التي لا يتسع المجال لذكرها حتى بدأ يكتفي الأول بهز رأسه إلي الأسفل للدلالة على الموافقة, والثاني بهز رأسه إلى أعلى للدلالة على الاحتجاج. واستمرت الهزات حتى أصبحت "دروشة",وتأقلم الرئيس مع هزات الرأس فأصبح يسأل ورأسه "طالع نازل",دون موازنة الهزات مع الموافقة والاحتجاج. وعندما زاد نبض الهز ودفقها أصبح متعبا لأفراد الجلسة وخاصة الرئيس الذي لم يعد يهتدي على رأسه,خبط يده على الطاولة وقال:نؤجل الاجتماع حتى تتم الموافقة على القرار بالإجماع.
**ملاحظة: القصتان الأولى والأخيرة نشرتا في الجديد سنة 1990



#عايدة_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر وقصص أخرى
- أعينونا على الصراخ
- حلم أزرق
- عريضة لوقف إطلاق النار في لبنان
- ربطة عنق وصحن كوشري
- شهوة اللحم
- قراءة أولية في مسرحية -ليس عشاءنا الأخير لقاسم مطرود
- حيرة في فراغ الكلام
- ثلاث قصص قصيرة
- الخرامخصي - أو شيء كهذا
- قصص قصيرة جدا
- الذي سافر في غفوة
- البطل الافتراضي
- -شاعر القصيدة التي تبتلع قراؤها-
- شهقة الموت السريري
- قلبي على الحافتين
- -العطش-: استلاب الجسد المكان والصبو للعبور
- الجارزة السوداء
- أنين المقاهي
- رجل يهتك ليل الأسئلة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - أقوال مشروخة في السياسة