أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد لفته العبيدي - اليسار العراقي والتحالفات السياسية المستقبلية















المزيد.....

اليسار العراقي والتحالفات السياسية المستقبلية


ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1843 - 2007 / 3 / 3 - 10:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



تحتل قضية التحالفات السياسية والاجتماعية مساحة واسعة من الخطاب السياسي والإيديولوجي لليسار العراقي ، هناك العديد من الدراسات والبحوث والتقييمات التي كتبت عنها ، ويرجع الاهتمام بهذه التجربة الى ما خاضه اليسار من تجارب تحالفيه شكلت محطات هامة في تاريخ العراق السياسي ، كانت أبرزها جبهة الاتحاد الوطني عام 1956 والجبهة الوطنية عام 973 ، وكانت نتائجها سلبية وكارثية على حركة اليسار، فكان شباط الأسود 1963 نهاية للأولى، وجرائم تصفية الشيوعيين والتقدميين في عام1978 نهاية الثانية.
غير إن هذه التجارب لم تكن سلبية بكاملها ووحيدة الجانب ، بل كانت لها إيجابياتها أيضا التي ساهمت قي منحت اليساريين حريات جزئية، ورفدتهم بدماء جديدة وأسهمت في نشر الفكر الماركسي والاشتراكي في مختلف أنحاء العراق.
ولكن الخطأ الفادح الذي وقع فيه اليساريون هو تسليمهم الميكانيكي بالنتائج التي توصلت إليها المدرسة السوفيتية بعد الحرب الثانية ، والمتعلقة بالتحالفات السياسية والاجتماعية في مرحلة التحرر الوطني في بلدان العالم الثالث ، والتي اعتبرت فيه (البرجوازية الوطنية ) هي القوة القيادية لهذه المرحلة عبر مؤسساتها السياسية ، وعولت على تحالفها مع الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين الثوريين لأنجاز مرحلة الثورة البرجوازية الوطنية ومن ثم الانتقال لبناء مرحلة التوجه الاشتراكي.
لقد عول أصحاب هذه الأطروحة النظرية على الاصطفافات الطبقية الجديدة التي تحدث في مجرى التحول الجاري في إطار هذه الثورة البرجوازية الوطنية ( الثورة الوطنية الديمقراطية) و التي تمثل تحالف العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة والمثقفين ، الذين تتشابك مصالحهم مع البرجوزاية الوطنية الفتية بمختلف فئاتها في ظل التحولات الاجتماعية الاقتصادية الاجتماعية السياسية ،وكان يعول على هذا الاصطفاف كحاضنة سياسية لهذه المرحلة ، بينما كان ينظر إلى القطاعين العام والتعاوني كأساس اقتصادي لبناء القاعدة المادية الاقتصادية لهذا الانتقال بعد أنجاز مهام مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.
وقد أظهرت التجارب المختلفة بأن هذين القطاعين هما عبارة عن تمظهر رأسمالية الدولة والشراكة والتحالف مع الرأسمال الخاص، ولم يكن هناك إي اساس طبقي واجتماعي وسياسي، لكي يكونا قاعدة مادية اقتصادي واجتماعي يبنى فوقها هرم البناء الفوقي لمرحلة ما سمي بالتوجه الاشتراكي.
أن تلك الأطروحة النظرية خلقت بلبلة فكرية ونقاشات عاصفة، تم حلها في الكثير من الأحيان بطريقة أقصائية أضرت بحركة اليسار، وأبعدت الكثيرين من الشيوعيين والديمقراطيين عن الحزب الشيوعي واليسار بشكل عام، وقد شخص الكونفرنس الثالث للحزب 1967 عبر وثيقته التقيمية جزء من هذه الإشكالية ، وساهمت الوثيقة النقدية التي اقرها المؤتمر الرابع عام 1985 والمتعلقة في تحالف الجبهة الوطنية مع البعث 1973، وما جرى حولها من نقاشات تتعلق في دور البرجوازية الصغيرة واحزابها السياسية ، وحول قضية الثورة البرجوازية الوطنية، وقضية التطور اللاراسمالي ،ساهم بشكل جاد في أنضاج التحليلات التي توصل لها الشيوعيون حول تقيم تجربة التحالفات السياسية.
لابد من إن نسجل على اليسار العراقي ، إنه تعامل بشكل ميكانيكي مع أطروحة قيادة البرجوازية للثورة الوطنية، والذي ساهم في تقديم العديد من التنازلات الغير مبررة لها ، مثل تجميد العمل في القوات المسلحة ومن ثم التخلي عنه، وتجميد عمل المنظمات الجماهيرية وغير ذلك التنازلات التي قوضت السياج الجماهيري لليسار ويسرت نجاح بطش السلطة وأجهزتها القمعية لمنظماته .
كما ساهم الفهم الميكانيكي أيضا في خلق الأوهام حول مستقبل التحالفات السياسية، تلك الأوهام التي زكاها المؤتمر الثالث في تعويله على البرجوازية وحزبها القومي وقدرته (على السير معا لبناء الاشتراكية) ، الأمر الذي بث روح الخدر واضعف اليقظة وفرط بسرية العمل، مما اضعف الحزب واليسار العراقي ومنعه من التراجع المنظم عن التحالف وعرض اكثر من 150 ألف شيوعي وديمقراطي عراقي للقمع.
لقد أعقبت هذه التجارب التحالفية، تجارب اخرى في التحالف مع إطراف معارضة لدكتاتورية صدام حسين مثل جوقد و جود والمؤتمر الوطني العراقي والجبهة الكردستانية والعمل المشترك وغيرها، ثم جاءت التحالفات الأخرى بعد سقوط النظام مثل الملتقى الديمقراطي والقائمة العراقية.
إن دراسة تجربة التحالفات السياسية الماضية، تضعنا إمامنا ملامح التحالفات المستقبلية وأفاق نجاحها ، ويمكن تشخيص اهم القضايا التالية من تجارب الماضي للاستخلاص العبر والدروس في المستقبل .
أولا : كانت جميع التحالفات السابقة، عبارة عن اتفاقيات سياسية فوقية بين قيادات الأحزاب والحركات السياسية ولا تجسد تحالفات القوى الاجتماعية في الشارع السياسي،مما جعلها تأخذ طابع النشاطات المحدودة للعمل المشترك، ذات الطابع الموسمي والغير منتظم، ولكي يستطيع اليسار بناء و تكون التحالفات القادمة الفعالة ينبغي عليه ان يجعلها مشاريع اجتماعية سياسية قادرة على المساهمة الحية في للنضال الوطني الديمقراطي ،تسهم في تحقيق أهداف ملموسة لقواعدها الاجتماعية المنضوية في إطار هذا التحالف .
ثانيا : لقد شارك اليسار العراقي في هذه التحالفات بشكل غير موحد مما جعله طرفاً ضعيفاً في تلك التحالفات (لاحظ تجربة لجنة العمل المشترك_ لجنة التنسيق )،مما جعل الأطراف السياسية الأخرى تقصيه عن لعب دور فعال ومؤثر في بعض القضايا المصيرية ( تجربة مؤتمر لندن قبل الاحتلال ) ، الأمر الذي يستدعي من الشيوعيين واليساريين بناء تحالف واسع للقوى اليسارية والديمقراطية، ودخول هذه القوى موحدة في إي تحالف مستقبلي يطرح في الساحة السياسية حول برنامج الحد الأدنى .
ثالثا : إن التسليم الميكانيكي في أطروحة (قيادة البرجوازية للثورة الوطنية) ، خلق مفهوما قاصرا للعلاقات الجبهوية والتعاون الطبقي ، هو (تضامن ـ كفاح ـ تضامن) ، الذي حمًل اليسار أخطاء حلفائه وجعله يحجم عن انتقادهم مما شوه موقفه المستقل، لذا لابد إن يتعامل اليسار مع التحالفات السياسية باعتبارها اتفاقية سياسية حول برنامجا للحد الأدنى ، مع إقرار الجميع بحق الأطراف المختلفة في تبني مواقفها المستقلة النضال عبر مختلف الوسائل لتحقيق برامجها الطويلة المدى .
رابعا : هناك خلط بين التحالفات التكتيكية والاستراتيجية، وهو ما أربك اليسار في رسم خطه السياسي وجعله يتقيد بتحالفات محددة، في الوقت الذي كان قادرا فيه على ان يتبنى تحالفات متعددة حول قضية واحدة، إن تجاوز هذه القضية في الوقت الراهن يتطلب من اليسار اليوم استثمار الواقع لبناء تحالفات حول أربع قضايا رئيسية: النضال ضد الإرهاب، جدولة انسحاب المحتلين، تجريد المليشيات من السلاح وفرض هيبة القانون والدولة وأخيرا اعادة الأعمار والتوزيع العادل للثروة الوطنية ، هذه القضايا المفصلية الأساسية يمكن من خلالها عقد تحالفات مؤقتة مع قوى عديدة مشاركة في العملية السياسية .
خامسا : بعد سقوط الدكتاتورية واحتلال البلاد، تمكن الإسلام السياسي فرض سيطرته على الشارع السياسي من خلال الضرب على وتر الطائفية واستغلال المشاعر الدينية وتوظيفها سياسياً، مما جعل ملايين الكادحين من القاعدة الاجتماعية لليسار تنضوي بهذا الشكل اوذاك لهذا التيار، مما يتطلب من قوى اليسار والديمقراطية العمل في وسط هذه الجماهير وزجها في النضال ألمطلبي لتحقيق أهدافها الملموسة ،وعبر هذه الضالات المطلبية ومشاركتها في منظمات المجتمع المدني سوف تكتشف من خلال خبرتها العملية زيف ادعاءات هذه القوى التي تتشابك بعض أطرافها مع قوى الفساد والميليشيات والعصابات المنظمة والقوى والجماعات الطفيلية في المجتمع العراقي ، التي هي مسؤولة عن ماسي هذه الجماهير والوطن بصورة عامة .
إن برنامج اليسار الراهن ، هو برنامج إصلاحي في ظل التطور الرأسمالي المشوه، يهدف من خلاله الى استكمال مهمات الثورة البرجوازية الوطنية، أي إنه يعتبر برنامج الحد الأدنى، والذي يناضل اليساريون لتحقيقه باتجاهين:
الاتجاه الأول: ويهدف الى إعادة أعمار البلاد وهيكلة الاقتصاد وخصخصة القطاعات الخدمية والقطاعات التي تشكل أعباء اقتصادية للدولة مع الاحتفاظ بالقسم الأكبر المهم من هذا القطاع.
الاتجاه الثاني : اليساريون يتبنون فيه جميع إشكال الكفاح ووسائل النضال السلمي من اجل مواجهة اثار الرأسمالية والتخفيف من أعباء الاستغلال الرأسمالي والعمل من اجل تحسين أحوال الشغيلة والكادحين وتعبئتهم في النضال لتحقيق أهدافهم الطبقية.
إن اليساريين على الرغم من تجاربهم القاسية في التحالف السياسي لازالوا يراهنون على التحالف بين القوى الوطنية الديمقراطية واليسارية، إيماناً منهم بأن حزبا أو حركة منظمة لا يمكنها لوحدها تحقيق برنامج التحول الوطني الديمقراطي ، وإن عملية التحولات السياسية الاقتصادية الاجتماعية الراهنة الجارية في إطار العملية السياسية السلمية هي الأساس العملي لحماية مصالح الشغيلة والكادحين وتحقيق البديل الديمقراطي المنشود.
[email protected]



#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلق الروسي والاستراتجية الامريكية للردع النووي الصاروخي
- العراقيون يعولون على نجاح العملية السياسية
- هل فشلت العملية السياسية في العراق !!؟
- طلبة العراق والارهاب
- شلال الدم وأتجاهات الازمة العراقية الراهنة
- حقوق القوميات في مشروع دستور اقليم كوردستان _ العراق
- الارهاب والعنف سيد الموقف في العراق !!؟
- الشاعر كامل ألركابي : يعشق النخيل والمراكب والثلوج
- ألمستنقع العراقي والتخبط الامريكي
- أمراء الحرب وتحريم الدم العراقي!؟
- الحزب الشيوعي العراقي والمخططات الطائفية لتقسيم العراق !؟
- الثقافة الوطنية العراقية: الحصن الأخير للدفاع عن المصالح الو ...
- الفوضى البناءة والازمة العراقية المركبة !!؟
- حوارات هادئة حول مشروعي وثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ا ...
- أتحاد القوى أليمينية ينتصر في الانتخابات السويدية
- المثقفون العراقيون في مواجهة الارهاب
- تقسيم العراق والاستراتجية الامريكية
- ثقافة التسامح وجريمة الانفال!!؟
- الاغنية العراقية والمستقبل المجهول
- مهزلة لحرف الانظار عن الشرق الاوسط!!؟


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد لفته العبيدي - اليسار العراقي والتحالفات السياسية المستقبلية