أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الخطيب - مسرحية الشاهد















المزيد.....

مسرحية الشاهد


ماجد الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 11:59
المحور: الادب والفن
    


المسـرح الرافديــني
مالمو ـ السـويد
ينهي تمريناته ويقدم عرضه الجديد
"الشـــاهد"
فاوست يحالف مفيستو ولوسيفر في القيامة العراقية
يستعد تياتر ميزوبوتاميا أو المسرح الرافديني، لتقديم عرض المسرحي الجديد " الشــاهد"، نص: الكاتب فاروق محمد، إخراج: الفنان حســن هادي وتمثيل: الفنان اســعد راشــد. وستقدم الفرقة عرض الأفتتاح يوم الجمعة الثاني من مارس القادم على مسرح الـ " ماف ثياتر" في مالمو/ السويد.
وهو العمل المسرحي الأول لعام2007 للفرقة التي دأبت على تقديم بمعدل عرض مسرحي واحد في السنة، وهو تقليد تواصله منذ تأسيسها عام 1998. وسبق لتياتر ميزوبوتاميا ان قدم: " العشب ينمو دائما قي الجهة الأخرى " عام 1999، "يحدث هكذا" عام 2000، " أين ومن أنا" عام 2001، " النهضة" عام 2002، "البيانو" عام 2003، " ليكن مَنْ !" عام 2004 و " ألهنا وألهناك" عام 2005.

يبدو "البطل" في مسرحية الشـاهد مثل الدكتور فاوست في الأساطير التي نسجها الألمان، والتي حولها فولفغانغ فون غوته إلى مسرحية خالدة، عن السحرة في القرون المظلمة. فالدكتور فاوست، الساحر وعالم الغيب الغامض، يعقد حلفا مع لوسيفر(ابليس) عبرالوسيط مفيستو كي يخضع الشيطان لإرادته وخططه ويضع عظماء العالمَين العلوي والسفلي تحت تصرفه. ويرافق فاوست حليفه الشيطان في رحلات عديدة يستعرض فيها سطوته وسـلطانه على عالم الأحياء والأموات.
يتحالف الشاهد ، الذي يشهد موت الجميع، مع مركز القرار الكبير ـ الطاعون والملك وصولا إلى أهدافه. فهو الدفان وبائع الأكفان العديم الضمير، قاريء الموت في عيون الناس وحليف الموت والطاعون في قيامتهما على البشرية. تعلم أسرار الموت من السيد الرهيب ـ الموت نفسه وكان يدخل البيوت بصحبة الوباء، يكمل عمل الطاعون، ويبعد الموتى عن نظر الأحياء. وهو الخوف نفسه، الخوف الذي يحول الناس إلى فئران صغيرة تنقل الطاعون إلى جحور بعضها.
وأمام هذا التحالف الشيطاني، يدب الخوف في القصر فيقرر الملك ،بحثا عن النجاة، ان يسكن قبو الدفان، المكان الوحيد الذي لم يصل اليه الموت. ويقبع فيه مضحيا بالبلاد كلها عدا متعه الشخصية. ويتحول بائع الأكفان، الذي يكافئه الطاعون بأن يزوده بالمناعة ضد الوباء، يتحول إلى فارس أمل تحتمي به الملكة وغيرها من سكان القصر.
ويتحول الملك، مصدر بؤس الناس وشقائهم، إلى دكتاتور بائس أزاء التحالف الشيطاني بين الموت والطاعون والدفان. ويرتضي العزلة والذل حياة له. فللخوف سلطان كسلطان الطاعون والسلطة قوة لا تجد من يقاويها ورأي لا يجد من يعارضه… "لقد انستني السلطة ويلات الناس وخوفهم وجعلتني لا أرى في الحياة غير حياتي"(الدفان ـ الشاهد).

أخيرا تهب ريح الطاعون الرهيبة باتجاه القصر ويكتسح الموت الجميع فلا يترك حيا في القصر. وتدخل ريح الطاعون قبو الدفان لتأخذ الملك والملكه. ولا يبقى في فراغ الحياة غير الشـاهد يتوج نفسه ملكا على العرش، لكن الطاعون لا يمهله طويلا فيخاطبه الشاهد: أنا أنا!!! لماذا ايها الرهيب!؟ بدأت حياتي الآن! ثلاثون عاما وأنا في هذا القبو. ما الخطأ الذي ارتكبته: كنت وما زلت أسعى بين يديك كالتابع المخلص والخادم المطيع. لقد اخترتني وعلمتني وتبعت أثرك. لم أفعل سوى ما يرضيك.
سعى الإنسان منذ الأزل للبحث عن تحالفات تقف ما وراء الطبيعه في مسعاه للخلود والصعود إلى الأعلى. وكان السحر والجن وتحضير الأرواح تعبيرا عن الإنسان الخائف في بحثه عن القوى السحرية والشيطانية المتمردة والخارجة على إرادة الإلوهية.
ومسرحية الشـاهد، السوداوية الظاهرة، تعبيرا عن عودة المجتمع إلى العصور الغابرة يوم كان الكاتب الاسباني كالديرون يصيغ تحالفات كوبريانوس الانطاكي مع الشيطان في مسرحية" الساحر العجيب". هي عودة إلى العصر الوسيط حيث كان الشيطان يشغل أذهان الناس في كل مكان حسب نيتشة. ويبيع الإنسان نفسه إلى الشيطان كي يتعلم السحر، كما فعل فاوست، وهو أساس حرق الساحرات في التاريخ المسيحي.
تقول الاسطورة ان فاوست، قبل توقيع العهد مع الشيطان، تعلم السحر من البابليين بعد أن تعلم العربية والتركية. وربما أن الجامع بين "الشاهد" و" فاوست" هو ليس السحر البابلي فحسب، وإنما الحلف مع "لوسيفر" الملقب بالأساطير بـ " أمير الشرق". لذا نرى في إحدى الحكايات القديمة عن فاوست، أنه يرافق الشيطان في زيارة السلطان التركي سليمان في القسطنطينية ويتخذ شكل البابا قائلا للسلطان أن النبي محمد سيظهر له. وهكذا، يسجد السلطان الرهيب لفاوست، كما يسجد الملك في"الشاهد" لرسول الموت. وطبيعي أن يتمتع فاوست وحليفه بكل هذه السطوة إذا كان قد أدى رحلته الأولى إلى الجحيم برفقة مفيستو.
ولكن، لماذا اختيار هذا النص السوداوي الآن؟ يقول الفنان اسـعد راشـد، المدير الفني للفرقه: أن االمسرحية اشارة مهمة إلى أن الطغاة وتجار الموت الذين يأسلبون الحياة وظروفها المختلفة وصولا إلى مزيد من التسلط بغض النظر عما يلحق بالناس والمجتمعات من ضرر. وهي في ذات الوقت تأكيد على أن مفاهيم العدالة الأجتماعية والديمقراطية والسلام هي أعمدة المجتمع الجديد ونقيضة الموت والحروب والشمولية التي لا تستثني أحد. والمسرحية مأساويه ، حاولنا كسر سوداويتها،
بهدم الحالات التي تمربها الشخصية المسرحية واعادة بنائها، بتعدد اساليب الأداء التمثيلي والحركة الأخراجية، يرافقها شيء من السخرية والتهكم. وهناك سبب آخر لاختيار العمل يعود إلى أجواء الموت العبثي والفوضى المنظمه التي تسحق ألأبرياء يوميا بين السيارات المفخخة و أحزمة الطائفية الملغومة.
تبدو نهاية" الشاهد" هنا مثل موت الدكتور فاوست في نهاية الاسطورة. يموت فاوست لأنه كتب ميثاق الموت مع مفيستو بدمه وحدد فترة الميثاق بـ 24 سنة، يحق للشيطان بعدها أن يأخذ روحه مقابل ما تمتع به من سلطان على الآخرين. يقف مفيستو عند قبر فاوست ويقول عن مهمة أخذ الأرواح" في الماضي كان بوسعي انجاز الأمر بمفردي، إما اليوم فلا بد لي من مساعدين…. في الماضي كانت الروح تخرج مع آخر نفس… فكنت أترصدها، ومثل القط السريع جدا كنت التقطها بين مخالبي المتوترة بثبات. اما الآن فانها تبدي حركات ولا تريد الخروج من المكان المظلم، فلا بد لي من مساعدين… ".
يبقى أن نأمل بأن لا يستمر تحالف الموت والشيطان والطاعون 24 سنة في العراق.

ماجد الخطيب
(تعريف سريع بالفرقة والنص المسرحي) السويد 2007شباط



#ماجد_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب
- صدر حديثاً رواية - هذا أوان الحبّ- للأديبة الفلسطينية: إسرا ...
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الخطيب - مسرحية الشاهد