أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - عائشة التاج - .قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب















المزيد.....

.قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 12:45
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


يشكل جسد المرأة أحد الرهانات البالغة الحساسية داخل الصراع الدائر ما بين السلط و الأفكار و الإديولوجيات حيث ركز المفكر الفرنسي ميشيل فوكو على الدور الذي يلعبه الجسد الإنساني كأحد
روافد السلطة السياسية أو الاجتماعية وذلك في سياق تفكيكه لآليات السلطة والرقابة الخفية منها والواضحة
و من ثم فهو يستثمر كمرتكز لتمرير خطابات ثقافية واجتماعية من خلال وظائفه وتحركاته عبر تقنين نوعية اللباس و شكل الحركات والسكنات وامتدادات الحركية الجغرافية المتاحة في الزمان والمكان .
ومن ثم فالجسد يحمل الكثير من الرسائل غير المعلنة والتي غالبا ما تكتب عبر الكثير من طقوس ممارساته اليومية بمداد العادات والأعراف والتقاليد التي يرتكز عليها النسق الثقافي العام.
و من البديهي أن تعكس هذه الرسائل السسيوثقافية كما سماها الباحث السسيولوجي بورديو مختلف التمايزات والاختلافات الاجتماعية و من ضمنها بطبيعة الحال التمايز حسب النوع . وما اصطلح عليه تقليديا بالاختلافات حسب الجنس انطلاقا من الفروق البيولوجية الطبيعية ...
داخل هذا السياق يمكن أن نموقع علاقة المرأة بالحجاب ،ومن خلاله علاقتها بجسدها
فما هي إذن الحمولة اللغوية لكلمة حجاب ؟
التحجب يحمل بالتأكيد الدلالات التالية :
الحجب ،الإخفاء ، التستر ،... وبالتالي فهو يرمز اجتماعيا للتقوقع ،للحصار ، للتسييج .
حصار له تداعيات تتجاوز بالتأكيد جسد المرأة نحو شل حركيتها الجغرافية و بالتالي المجالية و الاجتماعية .فالمرأة تعتبر عورة وهذه العورة تستدعي اللجم والإخفاء .
من هنا يمكن أن نتساءل عن غائية طلب التحجب ؟
ما وراء طلب التحجب تكمن تهمة جاهزة لكل زمان ومكان تثبت لأي أنثى مهما كانت
فالمرأة تعتبر فتنة وحاملة بالتالي لتهمة الدعارة بشكل تلقائي وعن سبق ترصد وإصرار ...
و لا شغل لهذه الأنثى غير هاجس الإغواء والإيقاع بالذكور المساكين في رجس الرذيلة .
حيث تتماهى صورة المرأة مع الشيطان داخل المخيال العام كيف لا وحواء أخرجت آدم من الجنة؟
ومن ثم فالاثنان : المرأة والشيطان يتحملان وزر آثام البشرية .
ويمكن الإشارة بأن شيطنة النساء فكرة تسكن في أعماق التاريخ البشري عموما الذي ارتكز على أسس بطريكية تكرس دونية النساء مقارنة بالذكور وقد تم تدعيمها عبر الكثير من الخرافات والأساطير التي أنتجتها هذه الثقافات وعملت على إعادة إنتاجها عبر الكثير من الأدوات .
إلا أن مد الفكر التنويري عمل على اقتلاع العديد من هذه الجذور ..وأقر بالتالي بإنسانية المرأة الكاملة وبأحقيتها في امتلاك كافة حقوقها الشخصية والاجتماعية والسياسية عبر ترسانة عتيدة من الآليات
تلتف حولها كل الأمم التي تحرص على الانتماء إلى عصرها بمنجزاته العلمية والفكرية والتكنولوجية.

و إذا كانت بعض التوجهات الدينية الوثوقية لا زالت تتفرد بتأكيدها على تحجيب النساء المسلمات وتجعل منه هوسا يستقطب اهتمام العديد من المنظرين والمروجين لهذه المنظومة العقائدية والسياسية قد تغطي عن الكثير من الهواجس الرئيسية التي تتحكم في مصير الأمة الإسلامية فهذا لا يعني أنه منتوج إسلامي بشكل حصري حتى وإن تفننت دور الموضة ذات الطابع الإسلامي - العربي في إبداعه وفق أشكال زاهية ومختلفة وفتانة تليق بمقام الفنانات التائبات عن فنهن تحت إغراء الهبات السخية لشيوخ البترودولار .
ذلك أن الحجاب تواجد منذ القدم وعرف منذ الحضارة اليونانية على عهد آرسطو و أفلاطون
حيث عمل الفكر الذكوري آنئذ على تقسيم الوظائف ما بين الجنسين انطلاقا من الفروق الطبيعية
بمفردها ، فارتبطت المرأة بالمهام البيتية داخل المجال الخاص/البيت و استفرد الرجل بحياة الحاضرة
التي تتضمن قضايا السياسة وتدبير الحياة العامة بكل تشابكاتها .

كما أن كلا من الديانتين اليهودية والمسيحية سبق أن وظفتا مسألة الحجاب لفرض انسحاب
اجتماعي للمرأة من حلبة الحياة العامة .
و إذا كانت سيرورة التطور التاريخي بكل منجزاته الاقتصادية والفكرية والحقوقية قد جعلت مسألة تحجيب المرأة تبدو في مطلع القرن 21 في غاية الغرابة ، فإن بعض منظري الإسلام ذوي الطابع السلفي المتزمت يأبون إلا أن تكون المرأة المسلمة نشازا عن باقي نساء العالم ، تحمل على جسدها رمزا ينتمي لأركيولوجيا التاريخ يختلف في قتامته أو حتى بهائه حسب مرجعية حاملته والتجاذبات التي تتحكم في انتمائها الفكري أو المذهبي أو انتماء ولي أمرها إذا كانت تدخل في صنف القاصرين عمرا أومركزا اجتماعيا .
علما أن العديد من المنظرين الأسلاميين المتنورين أمثال جمال البنا وعبد الله القصيمي وآخرون لا يرون
الحجاب كفريضة شرعية .
ونسوق في هذا السياق هده القولة للمفكر العربي محمد شحرور*


إذا كان الرجل في ألمانيا يرى شرفه في صدق القول
والرجل في اليابان يراه في التفاني في العمل وإتقانه والرجل في فرنسا وبلجيكا في الوفاء والا لتزام بما يرسم له من قوانين من قبل البرلمان فانت لا تجد في البلدان العربية من يشير إلى هذه الأشياء...
الكل غارق في لباس المراة وحجابها الا من رحم ربي.......
الغش في المواصفات عند العرب حاليا لا يجلب العار كالعرض ولا يظهر الغشاش فاقدا للمروءة لذا فان لباس
المرأة و مفهوم الحجاب لا يخلو من الالتباس والتدليس ...علما أن الآية الكريمة وجهت حصريا لنساء النبي


-الآية 31 من سورة النور - واذا سالتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب



الحجاب : الوظيفة والدلالات

وإذا كانت الغاية الأولى من التحجيب هي فصل الأنثى عن الغرباء ، وبالتالي الحفاظ عليها داخل جدران البيت بأسورته العالية و نوافذه الضيقة داخل أزقة حلزونية تأخذ شكل متاهة إمعانا في جعل حميمية البيت العربي التقليدي بعيد المنال عن رؤية الوافد الأجنبي فإن وظائف الحجاب تحولت بالتأكيد مع تحول
البنيات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع العربي الإسلامي وإن اختلف طابعها من بلد إلى آخر.
من الواضح أن بعض المجتمعات لا زالت تعيش نسبيا على إيقاع مفهوم الحريم مستعملة العديد من الكوابح أمام خروج المرأة إلى الحياة العامة بل على حركيتها في شكلها البسيط ...
إلا أن مد خروج المرأة إلى الحياة العملية من أجل الشغل أو الدراسة أو غايات اجتماعية متعددة جعل إمكانية محاصرة المرأة داخل البيت تدخل في خبر كان بالنسبة لأغلب المجتمعات العربية ..
ذلك أن نسبة مشاركة المرأة المغربية في سوق الشغل تتجاوز الثلث 38 في المائة ناهيك عن العمالة غير المقننة . وحوالي خمس النساء هن المعيلات لأسرهن اقتصاديا واجتماعيا ...
ثم إن حركية المرأة المجالية تكاد تتحول إلى حق مكتسب بالنسبة لأغلبية النساء على الأقل في المدن ..
و لا بد من الإشارة إلى أن انتشار الحجاب لم يعرف انتعاشا إلا مع بروز وتنامي الحركات الإسلامية
التي عملت الأنظمة الحاكمة على تفريخها قصد لجم القوى التحررية التي لعبت أدوار المعارضة غداة الاستقلال .
من هنا تنبري وظيفة الحجاب الجديدة داخل اختلاط مفروض في الحياة الاجتماعية ،
حيث تلعب دور جدار متحرك يحجب جسد المرأة عن الآخر، الغريب وبالتالي فإن هذه الخرقة الثوب التي تحيط برأس المرأة تمثل جدارا رمزيا ويراد من ورائها صيانة عفة المرأة وحماية
الرجل من فتنة هذا الإغواء المفترض الذي يلاحقه داخل الحياة العامة بتواجد العنصر النسوي بجانبه .

الحجاب المتبرج : دلالة على اسكيزوفرينة النظام القيمي .

وحيث أن حصافة العقل تؤكد على أن شرف المرأة وعفتها وحصانة الرجل أعمق من أن يصان
عبر خرقة ثوب أو حتى حصار المرأة داخل الأربعة جدران ....
فالواقع يثبت بأن ظواهر الفساد الجنسي الأكثر انحطاطا ومأساوية توجد في المجتمعات المغلقة حيث ترتفع نسب جنس المحارم ،والاغتصاب ،و...وحاليا يخترق الجنس الأنترنيتي كل السياجات فأية الحصانات أنجع ؟

وبالتالي فالحجاب الحقيقي هو حجاب العقل والحصانة الأخلاقية لا تتم إلا عبر منظومة تربوية وتنشيئية راقية و متماسكة تراعي حاجيات الإنسان باعتباره كائنا متعدد الأبعاد وبالتالي فهو جوهرا لا مجرد وعاء جسدي يرتهن إلى غرائزه في كيفية إنتاج تفاعلاته العلائقية .
ذلك أن غياب المنطق العقلاني في بعض عاداتنا تفرز سلوكيات يطبعها التناقض والسكيزوفرينية
علما أن فئات من النساء المتحجبات حرصن على المزاوجة ما بين الحجاب والتبرج عبر الحرص على الأناقة في أبهى صورها ومن ضمنها الماكياج الصارخ في بعض الأحيان مما يعطيها جاذبية أكثر
من غير المتحجبات .
اسكيزوفرينية سلوكية تعكس اسكيزوفرينية الثقافية التي تطبع منظومتنا التربوية تنعكس عبر الكثير من التمظهرات وما الحجاب المتبرج إلا أحدها.

PDF]
File Format: PDF/Adobe Acrobat
Bourdieu, P. (1993) The Field of Cultural Production. Cambridge: Polity Press. Bourdieu, P. (1996) The Rules of Art (Fr. ed. 1995). Cambridge: Polity Press. ...
ics.sagepub.com/cgi/reprint/5/3/259.pdf - Similar pages


الدكتور شحرور في كتابه فقه المرأة يطرح التساؤلات التالية
- حتى نفهم آيتي النور والأحزاب فهماً صحيحاً علينا أن نفترض وجود امرأة عارية تماماً تريد أن تدخل الإسلام. فماذا عليها أن تلبس؟
– علينا أن نفهم أن أي امرأة مؤمنة في أي بلد في العالم عليها أن تلبس حسب أعراف بلدها متقيدة بسورة النورو سورة الأحزاب كتعليم لا تشريع ..



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذب الصغار،كذب الكبار
- التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
- لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
- رفيق الزمان الهارب
- ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
- أحلام نازفة.
- ضحايا الهجرة السرية بالمغرب
- أالمرأة الحديدية ،أي وصف لأية امراة ؟
- الحداثة المؤسساتية ما بين الجوهر والصورة .
- أكبر الخسارات : خسارة النفس
- تضامنا مع جريدة نيشان .الحكومة المغربية تسقط في شرك -الغوغائ ...
- تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف
- تخمة الرعب اللامتناهي عبرعنف السياسة وسياسة العنف.


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - عائشة التاج - .قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب