لماذا اضرب عمال المحلة ..... !! ؟؟ تتنوع الاسباب والقهر واحد .

عصام شعبان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 12:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

تتصاعد التحركات العمالية فى الفترة الحالية ، لا يفوت يوم بلا تحرك عمالى تنوع اشكالها ما بين اضراب واعتصام وتظاهر
تلك التحركات العمالية تاخذ منحى متصاعد بشكل مستمر يواجة ما يقابلة العمال من مصاعب واهدار للحقوق ،اشكال من القهر المتنوع تواجة الطبقة العاملة ليصبح عمال مصر بين مطرقة الامن والدولة وسنديان الظروف الاقتصادية الصعبة تواجة العمالة حالة من الافقار كمعظم هذا الشعب
ولكن الذى يزيد الامر صعوبة هو ان العمال مهددين فى ارزاقهم لقمة العيش فى ظل سياسة البيع، المصانع تباع وتصفى وتخصص وتخرب من قبل الفساد وحكومة مبارك تفرط فى كل شى، المصانع التى بنيت من عرق وكدح عمال مصر تباع ولا احد يسال لماذا تباع وبكم و لمن تباع واين تذهب ايرادات البيع .

اضرب عمال المحلة وكتبت عنهم صحف كثيرة ولكن لم تقل كل شى بطبيعة الحال فغابت اشياء كثيرة



ان تتحدث عن حدث او ظاهرة شى وان تكون جزء منها وتشهدها شى اخر
ولنبدا من الحدث بدا عمال المحلة اضراب عام عن العمل واعتصمو فى مبنى الشركة بدا من صباح الخميس7 ديسمبر ب10 الالف عامل ثم سرعان ما شمل

الاضراب كل عمال الشركة ، اتى يوم الخميس بعد اسبوع من امتناع العمال عن صرف مرتباتهم وذللك احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم والتى قدرت بشهرين طبقا لقرار رئيس الوزراء بقرار رقم 467 لسنة 2006 واستمر الاضراب لمدة ثلاثة ايام رغم كل التصريحات التى خرجت عن مسؤلى العمال التنظيم النقابى الحكومى الاصفر وممثلة حسين مجاور خرج علينا بتصريحات تتحدث عن ان ارباح العمال المصروفة لهم خلال الفترة الاخيرة تصل ثلاثة اشهر " بالبلدى كدة بيعلن ان العمال طمعين وولاد ...ميملاش عينهم غير التراب " ولم ينسى ان يطالبهم بضبط النفس وانهاء الاعتصام حفاظا على الاستقرار - ولعل عبارتة حفاظا على الاستقرار تذكرنى بالهدف القومى وهو الحفاظ على الاستقرار والتى كثيرا ما تثير اهتمامى؟؟ اعرف ان الدول تسعى الى النمو التطور اما ان يظل الاستقرار هو الهدف الاسمى للقيادة الرشيدة فان ذلك امرلا يطاق - اكملت عائشة عبد الهادى رسم صورة لتوجهات الحكومة فييما يخص العمال حيث صرحت بان الحكومة موافقة على صرف 21 يوم فقد اما باقى احهزة الدولة فانتو تعرفون اين اماكنهم فعربات الامن تحاصر الشركة والمنطقة المجاورة لها لتتحول المحلة الى سكنة عسكرية ويبدو المشهد كما انة مشهد تحرير لمنطقة مستعمرة .
بدا الاضراب بخروج العمال من العنابر الوردية اليلية والتى بقيت و انضمت اليها الوردية الصباحية ، بدا الاضراب وسرعان ما اشترك فية كل العمال وعندما منعو نساء المصنع من الانضمام الى زملائهم صعدت العاملات الى سطح المصنع وهدد بعضهم بالانتحار ان لم يتم فتح باب المصنع والسماح لهم بالمشاركة فى الاعتصام، بدا العمال فى الطرق على بعض براميل كانت متواجدة فى المصنع حوش وطرقات المصنع بدو التظاهر والهتاف ضد الجبالى رئيس الشركة وضد الخصخصة وضد الفقر رددو هتاف "هما ياكل حمام وفراخ واحنا الجوع جوعنا وداخ" و" يا جبالى يا جبالى يا حرامى - يا ادارة يا ادارة الجبالى بنى عمارة - مشيرين الى النعش الذى حملوة وكان يمثل النقابة والجبالى" الميت اهو والحرامى اهو "
صنعو دمية ترمز الى الجبالى رئيس مجلس الادارة رفض عامل حرقها واشارالى ا
لشباب الى ان تشنق افضل خوفا من ان تحدث حرائق
فى اليوم الثانى استمرت الاوضاع ولم يتراجع العمال رغم التصريحات والتهديدات ورغم وعود الحكومة والتى لم تتعدى وعود بصرف 21 يوم طبقا للقرار رقم 122 لسنة 1984 ورفض العمال وعود الحكومة ليستمر ااضراب العمال متحدين الامن واجهزتة والحشود التى حولت سور الشركة الى اللون الاسود من حشود الامن المركزى
تم تهديد قيادات الاضراب ومحاولة اخافتهم ولكن كان واضحا للجميع ان هذا الاضراب عفوى لم يكن وراة اى قوى سياسية
راحت تصدر البيانات من مركز الارض ومركز الخدمات النقابية ومركز افاق اشتراكية وحزب التجمع وقدم الاخوان المسلمين ونائبهم سعد الحسينى طلب احاطة بل ان بعض النواب من الحزب الوطنى قدمو طلبات احاطة
ولكن بقيت ارادة العمال وعفويتهم بعيدة عن اى قوى سياسية .

واستمر الاضراب لثالث يوم ومازال الحصار باقى ومازال العمال معتصمين كانت هناك عاملات تذهب لتحضر اطعمة لزملاءهم يرجعن العاملات بالطعام ويحضرون اطفالهم معهم ، وكان اليوم الثالث للاضراب بمشاركة عمال المصنع اضافة الى اطفال بعض العاملات والعمال
اغلقت الادارة الحضانة اثناء الاضراب لتسبب حالة من القلق للعاملات ولكن لم يحدث ما ارادو واثبت عاملات مصنع غزل المحلة قدر من الصلابة غير المتناهى تحدثك عاملة تخطت الخمسين من العمر فتقول " انا مش متحركة من هنا الا لمى ناخد حقنا والشركة دى شركتنا لا حد هيخربها من العمال ولاة هيخربها هما اللى بيخربو ها مش العمال "

وعامل اخر يقول" احنا حياتنا كلها بالقسط وحتى فلوسنا مش عاوزين يدوهلنا مش كفاية الغلا اللى احنا فية "
واخرين يتحدثون عن الفساد والادارة
كان البعض يتصور ان عمال غزل المحلة بعد اضراب 1986 ماتت ولن يتحرك عمالها مرة اخرى كان يرى الامن ذلك وكان يرها البعض من يقولون ان العمال لن يتحركو فى الدفاع عن حقوقهم ولكن اثبت الاضراب مدى وعى العمال وقدرتهم على التنظيم الذاتى والمطالبة بحقوقهم مدركين ان الحقوق تنتزع لا تمنح
كانت دوما شركة غزل المحلة مصر ومنذ انشاها فى عام 1928 ارض خصبة للاحتجاجات العمال ومطالبتهم بحقوقهم فى قطاع الغزل والنسيج والذى يستوعب اكثر من ثلث العمالة فى مصر وهو ايضا القطاع الذى يتعرض فية العمال لظروف وشروط عمل صعبة شركة غزل المحلة من كبرى شركات الغزل التى تكررت فيها تحركات العمال واضرباتهم للمطالبة بتحسين ظروف وشروط العمل على سبيل المثال كان هناك اضراب عام 1947 واضراب 1975 الاصلاح الوظيفى واضراب و1986و1985 وتنوعت المطالب من مطالب متعلقة بصرف مستحقات الشركة من الخطة والمطالبة بيوم الاجازة الجمعة ومرة للمطالبة باصلاح وظيفى واضراب اخر مطالب ببدل وجبة للعمال كان ابطالها قيادات عمالية اسموههم العمال العشرة المبشرين بالجنة منهم حمدى حسين ،على مدكور ، شوقى الشيخ، ومحمد الشيخ ومن قبلهم قيادات عمالية اخرى كطة سعد عثمان ومحمد شطا وفتحى عبد الحميد ومحمد الغمرينى ومن قبلهم البقرى والخميسى ومنذا 18 عام وغزل المحلة هادئة حتى اتى اضراب ديسمبر عام 2006 والذى لم يكن سببة عدم صرف الشهرين المستحقين للعمال فحسب ولكن كان نتاج تراكم من الضغوط الممارسة على العمال منها تدنى اجور العمال فى مصانع شركة غزل مصر بتنوع مصانعها اضافة الى تهاللك مكينات الانتاج وتعمد افساد الشركة وافشالها ودخول العمولات والرشاوى وزيادة نسبة الفقد من المنتج اضافة الى الخسائر المتتالية للشركة والتى تنفذ بشكل مدروس يتورط فيها ورئيس مجلس ا دارة الشركة ونقابة المصنع .
فعندما يكون تولى المناصب احد شروطة رضى رئيس مجلس الادارة لابد ان يحتج العمال وعندما يقوم الجبالى بتخصص ثلاث عربات لتنقلات ابناءة وعين ابنتة البالغة من العمر 24 عام مديرة لقسم التسويق بلشركة( وهى اكير واعرق شركات الغزل واقدمها فى الشرق الاوسط ) فلابد ان يعترض العمال عندما تزور ارادة العمال وينقل العمال ويمنعو من خوض انتخابتهم لابد ان يعترض العمال
اضافة الى المخاطر المهنية التنى يتعرض لها العمال فخلال الست شهور الماضية انفجرت غلاية بالمصنع وانفجرت ايضا انوبة بوتجاز فى مظهر سافر للاهمال فيما يخص الامن والسلامة المهنية
فعامل غزل المحل يقوم فى بعض الاحيان بتشغيل اكثر من خمس ماكينات ، اضافة الى الخصومات المتتالية على عمال المصنع وقلة الاجوار ناهيك عن قلة المبلغ الذى يتقاضة العامل كمعاش والذى يسمى تكافل كما يعانى عمال المصنع من عدم الاخذ فى الاعتبار المؤهل عند التعين
عمال غزل المحلة يعملون فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة الاهمال نصيبه فلا تقدم الخدمات الصحية للعمال فمستشفى ام المصرين التابعة للشركة مثال لللاهمال لا رعاية صحية ولاة اهتمام بصحةة العمال فى صناعة من ا كثر الصناعت خطرا حيث تنشر فيها امراض الصدر والعيون
كانت هتافات العمال واحاديثهم افضل معبر عن احوال الشركة واحوال العمال الذين يعشون معاناة من جراء ووسؤ ظروف العمل فى الشركة وغلاء المعيشة
تميز الاضراب الاخير بان قيادتة شابة وغير مسيسة لا تنتمى لاى تيار سياسى كما كان اضراب غزل المحلة اضرابا مطلبى متعلق بحق من حقوق الاعمال الا وهو حقهم فى المكافاة المترتب على حقهم فى مكاسب الشركةالتى حققها العمال .
ستستمر التحركات العمالية فى مصانع مصر وخاصة فى ظل توجة الدولة الى بيع القطاع العام وخصخصتة او تحويلة الى قطاع اعمال عام تمهيدا لبيعة او تصفيتة والذى يتاتى مع تللك السياسة انخفاض الاجور والانقضاض على حقوقهم من حوافز وبدلات ومكافات ولعل الامثلة واضحة فشركة النصر تم تصفيتها لتنخسر شركة من اهم الشركات فى قطاع الانتاج الهندسى وشركة تليمصر فى ذات القطاع تم بيعها والانقضاض على حقوق عمالها وهى فى طريقها الى التصفية وغيرها الكثير كمصنع البطاريات
ستتسمر اضربات العمال واحتجاتهم ضد التشريد والتعسف والقهر الذى تمارسة الدولة لتحرم العمال من لقمة العيش والعمل وتنسحب من مسؤليتها فى التصنيع لتترك السوق لشركات اخرى مللك لكبار رجال الاعمال او لللشركات متعددة الجنسيات وعابرة للقارات يستمر النظام فى الخصخصة تارك العمال فريسة للفقر وتارك المستهللك فريسة للشركات التابعة لكبار رجال اعمال شركاء الطغمة الحاكمة فى قهر الشعب تتنوع الاساليب ولكن القهر واحد .

#عصام_شعبان_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات