أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - أمل فؤاد عبيد - فلسفة جريمة المخدرات .. فلسفة الترويج والإدمان















المزيد.....

فلسفة جريمة المخدرات .. فلسفة الترويج والإدمان


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 12:37
المحور: الطب , والعلوم
    


في البداية كوننا نقدم تعريفا بمدخل ( فلسفة ) ليس هذا معناه أن الفلسفة قد تردى بها الحال لأن توصف في مجال الانحراف .. على اعتبار أن الفلسفة طريقة تفكير أو نهج تفكير .. أو نهج يقدم تفسير لظواهر التفكير والطبيعة أو علاقة الإنسان بالطبيعة والعقل والفكر بكل صوره وأشكاله .. ولكن مدخلنا هنا يعبر على أن جريمة المخدرات أو ترويجها أصبح لها فلسفة تحكمها ومن ثم علينا أن نفهم هذه الفلسفة كمقدمة نظرية تعيننا على التخطيط السليم لمحاربة هذه الآفة المجتمعية .. ذلك أن أصبح لكل مجال فلسفته الخاصة .. كما اصبح يطلق مثلا على العلوم أن لها فلسفة تحكمها أي القانون الذي بموجبه يتم دراسة العلوم بشكل نظري والذي من خلاله يتحدد الفهم العملي .. فأصبح هناك علم يسمى بفلسفة العلوم .. وأيضاً على الرغم من أن الإجرام أو الجريمة بكل أشكالها تفند في مجال العلوم النفسية والاجتماعية .. ولكن ليس لنا هنا فقط أن نحلل هذا النوع من الجريمة وهي جريمة المخدرات في مجالات علم النفس أو علم الاجتماع فقط .. لدراسة أسباب النزوع أو الدوافع والأسباب إن كانت ذاتية أو موضوعية تتصل بحال المجتمع بشكل عام .. ولكن في هذه الورقة أو هذه الوقفة نريد مجرد مدخل لقراءة مفهوم فلسفة الجريمة أو بالأخص جريمة المخدرات .. ومن خلالها يمكننا التعرف على الجوانب النفسية والاجتماعية .. على أن دراسة هذه الفلسفة سوف توقفنا بشكل موضوعي وحيادي على نهج السبل التي ينتهجها المروج وأيضا كيفية استقطاب المدمنين وتسهيل عملية الترويج ومن ثم كيف يتم الاستحواذ على العقول والنفوس الضعيفة من خلال فلسفة يحددها الفكر الإجرامي في مجال ترويج أو/ و صناعة ترويج المخدرات ؟؟ ولنقل أنها صناعة .. كما صناعة الإعلام أيضا .. وكل صناعة تحكمها فلسفة خاصة بها .. ولنعرف كيف لنا أن نقف على هذه الفلسفة لا بد لنا الدخول في هوامش الشخصية الإجرامية وأيضا الشخصية المرضية التي يتم استقطابها .. كما العمالة كما الدعارة كما الانحلال الخلقي بكل أشكاله .. كما أيضا في سبل الاستقطاب في المجال الحزبي أو فلسفة ترويج الأفكار كما المخدرات .. هذا التداخل والتشابه يقف على أصول شبكة الفكر أو العلاقات التي تحكمها فلسفة خاصة جدا .. وأيضا فلسفة تتحرك من خلال خصوصية شديدة .. لكل مجال لغته وحركيته وأدواته وصناعته .. من هنا لنا أن نبدأ بفلسفة الجريمة المروجة للمخدرات .. وهي فلسفة تقوم على محددات رئيسية .. سوف نناقشها في وقته .
ولكن السؤال الواجب أولا تحديده بالنسبة لطلبة الجامعة في هذا المجال هو وظيفة مثل هذه الدورات بالنسبة لهم .. ومبرر وجود مثل هذه الدورات هو إعداد كوادر جيدة تتمكن من الحد من ترويج المخدرات .. ذلك أن منطقة مثل غزة أو فلسطين مثلا منطقة تفتقد إلى السلطة أو الدولة أو المؤسسة الحكومية القادرة على ضبط أمر الشارع .. أو رجل المجتمع .. أو الحد من المشكلات المجتمعية التي تظهر اليوم مثل الفلتان الأمني والمخدرات وأيضا الخلافات الأسرية أو العشائرية التي تصل إلى حد أخذ الثأر .. ومن ثم فإن مثل هذه الدورات تشكل بنية من الوعي تحد من المشكلة وتساعد الأجهزة الأمنية المعنية بذلك من خلال نشر وعي مضاد للترويج أو التعاطي .. حل مشكلة الوعي تعتبر حلا لنصف المشكلة .. على أن مشكلتنا الحاضرة أن نحجم الكثير من مشكلاتنا الاجتماعية بأنفسنا وذلك لفقدان سلطة القانون ومسألة القضاء غير الفعالة .. ومن ثم الوقاية خير من العلاج .. ولعلنا نستعين بقدرات شبابنا في نشر الوعي الصحي والحد من مشكلات شبابنا اليوم ..
من هنا لنا أن نقدم بعض الإشارة لهذه الفلسفة على أنها ذات قطبين مشتبكين لا يتحقق دور أو فعالية القطب الأول دون الأخر ولا يتحقق وجود الثاني دون وجود الآخر .. وهما المروج والمتعاطي .. فلا يتوقف الأمر فقط على ممكنات المروج أو المجلب للمخدرات للعمل على ترويجها .. وإنما هناك أيضا المتعاطي الذي هو المستهدف أو الشخص الذي من المفترض أنه سوف يكون مستهدفا للتعاطي ومن ثم للإدمان من هنا نجد أن هناك فلسفة للتعاطي تحكم المروج وينطلق على قاعدة منها وأيضا هو المؤسس لها .. هذا التداخل والاعتماد بين المروج والمتعاطي يحقق معادلة متوازنة في الترويج والاستقطاب وفتح الأسواق .. من هنا سوف نبدأ بفلسفة الاتجار بالمخدرات وترويجها ..

سياسة الترويج / المحددات المنهجية

أولا / دراسة الواقع

استغلال الأوضاع المجتمعية إن كانت مرفهة أو إن كانت في حالة حرب يجوز هذا على الاثنين .. فإذا كانت محل رفاهة فهي في محل اصطياد ثمين .. لتوفر المال .. وأيضا هذا يعتبر نوع من الاستغلال والهيمنة على اعتبار أن المخدرات موضة أجنبية .. وأيضا المجتمعات التي في حالة حرب .. أو مستهدفة تكون في محل اصطياد أيضا .. ذلك أن هدم بنية المجتمع من الداخل لهو الهدف الذي يساعد على تحقيق الأهداف بعيدة المدى للصهيونية أو الطرف المعادي للاستحواذ على الشعب أو المجتمع .. إن كان هذا العداء من طرف جهات محلية أو خارجية . وأيضا هذا في حالة المجتمعات المرفهة التي تكون فيها الفئات المرفهة محل تقدير للسؤال كيفية تيسير السبل لتحقيق اكبر قدر من اوجه المتعة .. ومن ثم تكون من جهة داخلية أو خارجية أيضا محل استهداف .. من هنا تتخذ فلسفة المروج عدة خطوات بناء على دراسة مسبقة لمزاج الشعب أو الأفراد .. حتى بالنسبة لكمية المخدرات أو نوعها يتم تحديده حسبما يتم من رصده من حالة اجتماعية ومالية أو اقتصادية .. وأيضاً قد يؤخذ في الاعتبار البعد النفسي والبعد الديني .. أي أن الموضوع ليس فقط التحصيل المالي أو تحقيق الثراء في كل الأحوال ولكن هناك أبعادا أخرى تحكم عملية ترويج المخدرات .. حسبما يحكم من صراع .. كما أن هناك نوعين من المروجين .. مروج من الخارج إلى الداخل .. وهناك المروج بالداخل .. وهو العميل الأول الذي يتم استقطابه أصلا لترويج المخدرات داخل البلاد .. يعني ترويج محلي .. بخلاف المافيا التي تعمل على مستوى البلاد .. بين البلاد عبر الحدود .. ولكن هناك من هو في خدمة الترويج داخل الحدود .. ونحن هنا يهمنا في الأصل المروج داخل الحدود .. أما المروج خارج الحدود فهي تتبع سياسة عالمية لترويج المخدرات .. ومن ثم تحكمها سياسة خارجية استعمارية .. أما الترويج داخل البلاد أو الحدود فهو يعتمد على حركية المجتمع من الداخل .. لا بد من التفريق بين سياسة الخارج والداخل .. وما يهمنا هو من يروج داخل البلاد ..

ثانياً / الاستهداف

من الطبيعي أن مروج المخدرات لا يستهدف مثلا دكاترة الجامعة .. أو المتعلمين تعليما رفيع المستوى .. لأن هذا ضابطا لهم في الأساس .. ومن ثم لا يهم الدكتور في شيء بل أن الفئة المستهدفة في كل شيء هي الفئة العمرية التي تكون على استعداد للتجريب .. والبعد النفسي ليس فقط محكوما بالآفات .. ولكن الأسوياء من الطلبة قد يحكمهم نزوع التجريب مثلا .. من هنا واجب التوعية بمضار الإدمان وان المرة الأولى هي أخطر ما يمكن .. حيث إنها تعمل عملية استلاب رويدا رويدا .. فإلى جانب الفئة العمرية الواعية والتي لديها نزوع إلى الانحراف عن الطبيعي .. أيضا هناك من الأبرياء الذي يضيعون لأجل المرة الأولى .. ويصبحون ضحايا الإدمان .. لذا واجب على توعية الشباب والفئات العمرية القاصرة .. وأيضا لا يفق الأمر عند هذا الحد لابد من دراسة العد المجتمعي لتحصيل المعرفة اللازمة عن الأمراض النفسية التي تساعد أو تدفع إلى الانحراف .. لأن هذه الفئة هي التي يتم استهدافها .. خاصة إذا ضاع أيضا الوازع الديني الكافي ليمثل حصانة .. ولا يمثل الاستهداف فقط للتعاطي ولكن قد يستهدف الشخص للترويج أيضا .. على أن يكون محتاجا لعائد مادي يحتاج إليه .. ومن ثم يعمل في الترويج .. ومن ثم الفئات المستهدفة تنقسم إلى قسمين مروجين أولا ثم متعاطين .. حتى يتم تسويق المخدرات .. ومن اعلم بحالة البلاد سوى أهلها لذا كان توظيف المروجين من داخل البلاد هو أسرع وأنجح أسلوب في الترويح وتصريف المواد المخدرة .. كما العمالة بالتمام .. فهم اقدر على معرفة دواخل البلاد .. ومن ثم العميل أو المروج من داخل البلاد يكون أول هدف يتم استقطابه وتشغيله أو توظيفه .

ثالثاً / الاستقطاب / توفير مبررات الإقناع

بعد تحديد الأهداف التي من المفترض أنها سوف تعمل في مجال الترويج .. وذلك بناءً على أنها شخصيات منحرفة لا تحتاج إلى مبررات إقناع .. وهي أساس العملية في البدء .. ولكن بخصوص الفئة الأخرى هي التي سوف تكون محتاجة لتبرير .. أو سبل إقناع .. ومن ثم يتم هذا بناء على توظيف أفراد قادرين على نشر الوعي المضاد أو الفكر المضاد .. وهي تعتمد على قوة الجلب أو قوة الإقناع بكيف تعرف مدخل الشخصيات التي سوف تقنعها بالمرة الأولى .. كما تعتمد على خبرتها بحكم أنها تعتبر من المواطنين وهم على دراية بوضعية البلاد وأهلها .. وثغراتها ..

رابعاً / الاستحواذ

تتم عملية الاستحواذ عن طريق اعتياد المدمن أو الوصول إلى مرحلة الإدمان التي من الصعب في حالها الخروج أو الاستغناء عن التعاطي ومن ثم يعتاد هنا الجرعات .. تبدأ سياسة الإغواء بشد الأفراد على سبيل التجربة من هنا كانت فكرة الأول مرة يؤخذ بها في العمالة وفي المخدرات .. ذلك أن ( الأول مرة ) تحمل معها بذور النهاية فلا فكاك .. إلا إذا .. و إلا إذا هذه تتوقف على مدى التجاوب من طرف العميل أو المستهدف .. وذلك متوقف على إن كان الانحراف طبيعة أم انه نتيجة مكتسبة نتيجة خارجة .. من هنا تهتم المجتمعات على قياس أن تخرج أصحاب الأزمات من حالة الأزمة للتوافق مع المشكلات التي يتعرض لها الفرد .. من خلال الدرس الديني أو التوجيه المعنوي والأخلاقي والمدرسي .. على أن الحياة ليست كلها رفاهية وان الصعاب محل تفكر وخلال أخلاقية طيبة .. ومن ثم يبقى الفئة المريضة المنحرفة هي التي لا بد أن لا نجعل لها من المساحة في حرية الحركة والترويج إن كان المروج الأصلي أو المتعاطي أي الذي تم استقطابه .. وهي الفئة التي من الممكن أن تتحرك فيها حتى لا تعدي الأسوياء أو تستغل الأبرياء الذي من الممكن أن يقعوا ضحية للمخدرات .

خامساً / الاستغلال

قد يكون الاستغلال هو مرحلة تالية في موضوع مثل العمالة .. أي أن إن لم يعي المستهدف أنه وقع في مصيدة وتم اللحاق به من خلال جهوده هو ذاتيا أو من خلال الاستعانة بالجهات المختصة في هذا .. بالنسبة للمخدرات الأمر هنا مختلف .. ذلك أن المصاب أو المتعاطي يصل لمرحلة من الاستحواذ يصعب معها التفكير .. ومن ثم تكون مسؤولية الجهات الأمنية وأيضاً المؤسسات الطبية والأهل اللحاق به ومعالجته .. ذلك أن هناك نوعان من المتعاطين .. منهم الذي يكون قد وقع في التعاطي إغواء أو دون وعي كافي من أضرار المخدر الذي تناوله على المدى البعيد .. في هذه الحالة يكون لديه قناعة بضرورة العلاج وسحب المخدر بالعلاج وعدم محاولة الرجوع إليه مرة ثانية .. أما بالنسبة للمتعاطي بإرادته أي انه طالبا له بإرادته تحت حالة من الضعف في هذه الحالة قد لا يستجيب للعلاج لأنه سوف يبقى على رغبته التي حققها في أول مرة إلا إذا شعر بالضرر الذي وقع عليه من جراء تعاطيه .. ومن ثم تم اكتسابه وعيا مضادا للتعاطي .. .. وهناك مستوى من البشر المجرم .. أي ليس رغبة في التعاطي فقط .. ولكن مروجا ومتعاطيا يعي ما يفعل ومن ثم يهمه جدا أن يستقطب الآخرين توازيا مع المروج إلى البلاد أي مكملا له ..

الإدمان

أما بالنسبة للمدمن أو المستهدف او كل يمكن ان يقال عنه .. او المستقطب والذي سوف يصبح في مرتبة العميل .. من معاملة او تعامل ولكن ليس في نطاق العمل المشروع إنما العمل المشبوه من هنا تفترق عن عمل ولكن ليس دوما يقال بالسلب عن العميل إنما هي ذات النفسية في كل شيء .. في مجال بيع وترويج السلع أيا كانت .. ولكن العميل من صفاته النفسية انه يصبح في كثير من الاحيان مسيراً وليس مخيراً .. أي انه يصبح بعد الاستقطاب لشراء السلعة .. يصبح فاقدا لنوع من الارادة ويصبح مسيرا . بإغراء السلعة .. أو بسبب نوع من الادمان .. ففي فلسفة اللغة سوف نجد ان تحديد المصطلحات ضرورة للفهم الأولي .. فالعميل قد يكون في في تعامله مع البائع او كل من يقوم بترويج شيء او مادة او سلعة .. فالعميل في المجال الأمني يكون على مسؤلية ترويج معلومة سرية .. او مساعد على بيع معلومات مقابل .. والعميل في البيع من تعامل يسمى في العادة ( زبون ) ولكن يتحول الى مروج لسلعة المحل من خلال الإعلان عنها لمن حوله .. هنا يصبح عميل بلا قصد .. والمستقطب او المستهدف في مجال المخدرات متعاطي ومروج في الوقت ذاته .. لذا يهنا المتعاطي لانه مروج من الباطن .. بالتبعية .. أي انه لم يقصد من خلال تعاطيه التعاطي فقط ولكن يصبح بعد فترة معلنا بلا مباشرة عن المخدرات لاستقطاب افراد آخرين .. هنا يصبح عميلا بالتبعية ومروجا ومتعاطيا قبلاً .. ومن ثم يهمنا دراسة المتعاطي لا على سبيل المرض او التعاطي .. لانه يمثل بؤرة مستهدفة للتعاطي وايضا لاستقطاب آخرين .. وهذا متوقف على طبيعته النفسية .. ففي كل مجال نجد ان هناك خاصة في مجال المشبوهات .. من الممكن أن نجد من يعلن صراحة بلا حرج وهناك من يتم استقطابه ويصبح متعاطيا فقط غير مروج .. أي ان هناك نوعين من المتعاطين .. المتعاطي / المتعاطي .. والمتعاطي / المروج .. ولكن لنا ان نقف على اسباب مباشرة وغير مباشرة للإقبال على التعاطي من خلال الدوافع او الأسباب وهي اسباب اقيس عليها من خلال الأنحرافات الاخرى ليعي الطالب في بوتقة واحدة اسباب مباشرة واحدة قد تكون نتيجتها عدة ظواهر بهذا القياس يصبح لديه وعي بالقياس ومن ثم فهم كثير من ظواهر الانحراف في المجتمع .. لأنها اسباب واحدة . عكس ما يقال .. تعددت الاسباب والموت واحد .. نقول هنا أن الاسباب قد تكون واحدة ولكنها سبب في عدة ظواهر تندرج بشكل عام في ما يسمى بالانحراف الذي قد يأخذ شكل الجريمة في النهاية .. لو لم يتم استئصال الاسباب العميقة .. لأن النفس أمارة بالسوء .. وكما تعودها تعتاد .. إن اعتدات على الاستجابة يتردى بها الحال من سيء إلى اسواء .. من هنا أيضا كان الدين أو العقيدة التي تتمكن من النفس تعطي حصانة من التردي .. حتى لو بدا بعض الانخراط بشكل سطحي مرد الدين أن يعطي أو يمنح الحصانة والتراجع في الوقت المناسب حتى لا يستفحل الامر إلى مستوى يصعب معه العلاج في كل حالة .. لذا أيضا من واجب المحيطين التوعية والمشاركة الفعالة في توعية ما يعلم .. وتحصين من يحتاج الحصانة بالوعي والفكر المضاد لفكر الترويج لكل أشكال الإنحراف .. جنس .. عمالة .. مخدرات .. مشروبات كحولية ..

و بالنسبة للأسباب الدافعة للإدمان فهي :

1- الاغتراب
2- التمرد السلبي نتجية الفراغ المعنوي أو نتيجة للشعور بالاغتراب في قلب المجتمع
3- سقوط المثل الأعلى
4- صدمة الوعي بالسلب عند الانهيارات النفسية او القومية ..
5- أو فقدان الرقابة أو قيمة الجماعة ..ومن ثم يتخذ المتعاطي نزعتين .. نزعة مضادة للمجتمع ونزعة مضادة لذاته .. أي ان المجتمع قد يدفع إلى الادمان او الانحراف .. وأيضا عندما يغيب المثل الأعلى او فقدان الهوية للمجتمع فيتم استقطابه على مثل قياس هاتين النزعتين .. وبسبب من فقدان المؤسسة التي لها مصداقية ايضا .. فهناك من يتخد ضد المجتمع يشمل المتعاطي والمروج .. أي من داخل المجتمع بالطبع .. ومن يتخد ضد نفسه هو المتعاطي .. ارتداد الذات .. الى جانب المعادي للطبيعة السوية .. الطبيعة الشاذة .
6- وأيضا البعد الديني في تشكيل الشخصية .. قد يكون الدين احيانا طرفا او عاملا لدفع إلى الإدمان في حالة التعبئة المشوهة .. مثل الانتماءات للجماعات المنحرفة التي تتخذ الدين شكلا وواجهة لها .. للتعبئة ضد المجتمع .. هذا الشخص يكون عرضة لمثل هذه الاحتيالات النفسية عليه ايضا من قبل مروجوا المخدرات كذلك ..
7- وفقدان الشعور بالبعد القومي .. كلما سقطت الحماية الخارجية .. واصبح الانسان داخل وطنه عرضة للمقبل/ القادم بلا ضوابط ..
8- الفضول او الرغبة في التجريب قد يكون دافعا الى التعاطي ..
9- ,ايضا المشكلات الاجتماعية و المشكلات النفسية والتي بناء عليها كان التخطيط من الخارج في استهداف هذا البلد او ذاك .. وايضا قد لا يكون هناك سوى الاستهداف الخارجي .. ممهدا لعملية الترويج ساعد على ترويجها داخليا .. بعض نقاط الضعف التي من الواجب على المؤسسة الوطنية اخذ الحيطة لمنع استغلالها .. أو لنقل .. من هنا كان لمؤسسات المجتمع المدني الدور الكبير في التوعية وتقليل نسبة الإقبال على التعاطي .

من هنا لنا خط في تشكيل استراتيجية توعوية من خلال الكوادر المركزية .. ذلك أننا في ولفقدان سلطة واقعية لها نفوذها الحقيقي نستعوض هذه المشكلة من خلال الندوات والجماعات والمؤسسات المدنية في التوعية .. لذا واجب على ما يتم تجنيده من كوادر كما في الجيش تماما لحماية الحدود والبلاد والدفاع عنها .. يتم توظيف او إعداد كوادر .
في فلسطين .. بالذات لابد من تحديد نقاط معينة .. لا نتجاهل فيها دور الاحتلال بالدرجة الأولى ولكن لا نريد ان نضع على الاحتلال كل شيء او كل سلبية او ضعف .. من هنا مفهوم الاحتلال وما يتخذه من وسائل متعددة في هدم بنية الشاب الفلسطيني معروفة للصغير قبل الكبير .. منها ايضا العمالة .. وهي عملية تفتت البناء المعنوي للشعب .. خاصة أن هذا نوع من التجاوز لمفهوم الجماعة والتي من خلاله ايضا يتم تدمير الفرد للجماعة .. وهذا له اسبابه الخاصة والعامة ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتراح ..
- السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - علاقة اشتباك بين التوفيق ...
- 2علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوف ...
- علاقة اشتباك - السياسي .. الأيديولوجي .. الديني - بين التوفي ...
- رماديات ..
- قراءة في سلبيات العقل القديم .. الانتخابات بين النمذجة وضرور ...
- التعليم والتفكير الابتكاري
- هي .. قصة قصيرة
- حافلة .. سياحية .. قصة قصيرة
- أبيض .. وأسود .. قصة قصيرة
- 1 خواطر .. شعرية
- خواطر .. شعرية 2
- بكائية على صدى مشاهد منسية .. قصة قصيرة
- هوية .. من قلب الخراب .. قصة قصيرة
- منير شفيق وقراءة في الحداثة والخطاب الحداثي
- - رنين العزلة .. وتوق الذات - قراءة نقدية في ديوان الشاعرة ا ...
- قراءة في قصة - الوردة الحمراء - للكاتب صخر المهيف
- فينومنولوجيا العولمة .. تاريخها وتعريفها
- آليات العولمة .. آثارها وتجلياتها
- العناصر الكامنة والفاعلة ضمن نسق العولمة


المزيد.....




- -نافورة كونية- تلوث الفضاء بمواد تعادل 50 مليون مرة كتلة شمس ...
- ” بدون رسوم” تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 عبر القمر الص ...
- ” استقبل الآن” تردد قناة CBC الجديد 2024 على القمر الصناعي ن ...
- تبدو وكأنها -مستعمرة على المريخ-.. الغبار الصحراوي يضرب الي ...
- بسبب عقد مع إسرائيل وفي أسبوع واحد فقط.. غوغل تطرد 50 موظفا ...
- ما حقيقة المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي؟
- أجمل أغاني لولو والنونو.. استقبل الان تردد قناة وناسة أطفال ...
- نزلها الأن ..تردد قناة بداية 2024 عبر القمر الصناعي نايل سات ...
- الإمارات.. منازل وطرقات مغمورة بالمياه جراء أسبوع قياسي من ا ...
- سواء كان رملًا أو ثلجًا أو صخورًا.. ناسا تدرب كلبًا آليًا لا ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - أمل فؤاد عبيد - فلسفة جريمة المخدرات .. فلسفة الترويج والإدمان